واصل الليبيون الإدلاء بأصواتهم السبت في أول انتخابات عامة تشهدها ليبيا بعد إطاحة نظام حكم العقيد معمر القذافي. ويختار الليبيون ممثليهم في المؤتمر الوطني العام (الجمعية الوطنية) المؤلف من 200 عضو. وسيحل المؤتمر الوطني العام بعد انتخابه محل المجلس الوطني الانتقالي الليبي، وهو الهيئة التشريعية المؤقتة التي تأسست بعد ايام من بدء الانتفاضة الشعبية ضد حكم العقيد القذافي. ويتولى المؤتمر الوطني مسؤولية تسمية رئيس وزراء جديد واختيار هيئة لصياغة مسودة الدستور تقوم بتقديم مشروع الدستور وتشرف على الاستفتاء عليها. وقد فتحت مراكز التصويت ابوابها في الساعة الثامنة (السادسة بتوقيت غرينتش) من صباح السبت في ليبيا، وستبقى مفتوحة لاستقبال الناخبين حتى الساعة الثامنة بالتوقيت المحلي (السادسة بتوقيت غرينتش). ويتسابق على عضوية المؤتمر الوطني 3707 من المرشحين المنفردين او المتقدمين ضمن مجموعات سياسية في 72 دائرة انتخابية في البلاد. ويخصص 120 مقعدا للمرشحين المنفردين و80 للوائح الاحزاب السياسية. اعتراضات في الشرق وشابت الأربع والعشرين ساعة السابقة على بدء التصويت، توترات واعمال عنف تركزت في شرق البلاد. المخاوف الأمنية تخيم على الانتخابات ويقول مراسل بي بي سي في بنغازي إن مئات من أنصار الكتلة الفيدرالية في المنطقة الشرقية اقتحموا مركزاً انتخابياً وسط بنغازي، في جزيرة دوران النهر الصناعي، واستولوا على جميع القوائم الانتخابية وصناديق الاقتراع ولم يتصد لهم أحد من قوات الامن. وكانت مراكز الاقتراع في بنغازي فتحت ابوابها لاستقبال الناخبين في الوقت المحدد، وشهدت اقبالا نسبيا في ساعاتها الاولى على الرغم من التوترات ودعوات المقاطعة. وتواترت انباء عن تعليق عملية التصويت في مدينتي البريقة وجدابيا بعد سرقة مواد انتخابية من بعض المراكز الانتخابية فيهما. وكان موظف في مفوضية الانتخابات الليبية قتل عندما تعرضت مروحية كان على متنها لإطلاق نار من سلاح رشاش اثناء نقل لوازم انتخابية في منطقة الحواري جنوب بنغازي كبرى مدن الشرق. ويدعو انصار الفيدرالية في الشرق الى مقاطعة الانتخابات احتجاجا على توزيع المقاعد في المؤتمر الوطني المقبل الذي يمنح 100 مقعد للغرب و60 للشرق و40 للجنوب. وسبقت عملية انتخاب المؤتمر الوطني العام انتخابات على مستويات محلية اقيمت في عدد من المدن والمناطق الليبية مطلع عام 2012. وتمثل الانتخابات نقطة تحول في ليبيا بعد انتهاء حقبة القذافي، لكنها في الوقت نفسه مازالت تتأثر بموروث المشكلات الموروثة عن هذه الحقبة وفي المقدمة منها العنف المتواصل في عدد من مناطق البلاد الذي دفع في وقت سابق الى تأجيل عن موعدها الاول المقرر في يونيو/حزيران. ومن المقرر أن تغلق مراكز الاقتراع أبوابها الساعة الثامنة مساء بتوقيت ليبيا المحلي. وقالت المفوضية العليا للانتخابات إنها ستعلن النتائج الاولية اعتبارا من الاثنين او الثلاثاء.