أكدت مصادر أمنية وطبية فلسطينية ارتفاع حصيلة قتلى الهجمات الجوية المتواصلة على القطاع الفلسطيني، منذ الأربعاء الماضي، إلى 142 قتيلاً على الأقل، بينهم العشرات من النساء والأطفال، بالإضافة إلى أكثر من 1180جريحا، مع قرب انتهاء اليوم الثامن من المواجهات، مساء الأربعاء. وأفاد المركز الفلسطيني للإعلام، المقرب من حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، بسقوط 11 قتيلاً على الأقل، بينهم أربعة أطفال، خلال سلسلة غارات شنتها الطائرات الإسرائيلية الأربعاء، استهدفت مدينة غزة، أسفرت أيضاً عن جرح العشرات. ويوم الثلاثاء، ذكر المصدر نفسه أن الطائرات الإسرائيلية قصفت تجمعاً للمواطنين في شارع "البنات" ببلدة بيت حانون، مما أدى إلى مقتل شاب فلسطيني، فيما قتل طفلان من عائلة "عاشور"، في غارة أخرى شهدها حي "الزيتون"، جنوب شرقي مدينة غزة، أدت إلى إصابة عدد آخر بجراح. كما سقط ثلاثة قتلى آخرين، بينهم طفلان، بالإضافة إلى رجل مسن، في حي "الشجاعية" شرقي مدينة غزة، بحسب المركز الإعلامي، نتيجة إصابتهم بقذائف أطلقتها مدفعية الجيش الإسرائيلي باتجاه المواطنين، أدت أيضاً إلى سقوط أكثر من 20 جريحاً، من الأطفال والنساء. وكان ستة فلسطينيين قد قتلوا في وقت سابق الثلاثاء، في غارة شنتها الطائرات الإسرائيلية، استهدفت سيارتين في حي "الصبرة"، جنوب غربي مدينة غزة. وفي وقت لاحق من مساء الثلاثاء، أكدت لجنة الإسعاف والطوارئ، التابعة لحكومة حركة حماس، مقتل اثنين من المصورين العاملين في تلفزيون "الأقصى"، التابع للحركة، في غارة إسرائيلية استهدفت سيارتهما في حي "النصر"، غربي غزة. صواريخ حماس تقتل 5 إسرائيليين في المقابل، أكد الجيش الإسرائيلي مقتل أحد جنوده الثلاثاء، نتيجة إصابته بشظايا صاروخ تم إطلاقه من قطاع غزة، في منطقة "أشكول"، لافتاً إلى أن الجندي يُدعى يوسف بارتوك، ويبلغ من العمر 18 عاماً، وهو أول قتيل من الجيش في المواجهات مع حركة حماس في قطاع غزة، التي اندلعت قبل أسبوع. كما أعلنت الإذاعة الإسرائيلية عن مقتل إسرائيلي آخر، مساء الثلاثاء أيضاً، نتيجة إصابته بقذيقة صاروخية، سقطت على منطقة "بئر السبع"، أسفرت عن جرح 17 آخرين، وصفت حالة أحدهم ب"الخطيرة." وكانت السلطات الإسرائيلية قد أعلنت في وقت سابق، مقتل ثلاثة إسرائيليين، وجرح 68 آخرين، نتيجة إصابتهم بالقذائف الصاروخية، التي يجري إطلاقها من قطاع غزة، والتي أصاب بعضها مناطق قريبة من مدينتي تل أبيب والقدس. وكان قال قيادي بحماس إن التهدئة بغزة باتت بين يدي إسرائيل . وقال أسامة حمدان، القيادي بحركة المقاومة الإسلامية "حماس" والناطق باسمها في العاصمة اللبنانية بيروت، إن المباحثات حول اتفاق التهدئة في غزة "ما زالت مستمرة"، مضيفاً أن القضية الآن "بين يدي إسرائيل"، مشيراً إلى أن الجانب المصري ينتظر الحصول على دعم دبلوماسي أمريكي لجهوده. و أضاف حمدان، في اتصال مع CNN: "الجانب المصري بانتظار الدعم الذي كانت الولاياتالمتحدة قد وعدت بتقديمه من أجل إنهاء ما يجري." وأعرب حمدان عن اعتقاده بأن حماس وإسرائيل قد اقتربتا من التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار قائلا: "أعتقد أن هناك فرصة جيدة من أجل التوصل إلى وقف لإطلاق النار يمكنه تلبية احتياجات الجانبين. واعتبر حمدان أن رد حركة حماس العسكري على إسرائيل شكّل "درساً جيدا للحكومة الإسرائيلية مفاده أنه لا يمكنها ضرب الفلسطينيين دون توقع ردهم عليها." ولدى سؤاله عن إمكانية اعتراف حماس ب"حق إسرائيل في الوجود" قال حمدان إن الشعب الفلسطيني "لن ينظر في هذا الخيار قبل إنهاء الاحتلال" على حد تعبيره. وكان مارك ريجيف، الناطق باسم الحكومة الإسرائيلية، قد قال لCNN إن إسرائيل ليست مهتمة بالتوصل إلى "استراحة" تسمح لحركة حماس بإعادة تنظيم قواها بعد الضربات التي ألحقها الجيش الإسرائيلي بها مضيفا: "نريد الوصول إلى واقع جديد يسمح للإسرائيليين بالعيش دون القلق من خطر الصواريخ."