أكد النصف الأحمر للعاصمة الإسبانية مدريد مقولة أن لكل شيء نهاية وها هي نهاية التفوق الكاسح لريال مدريد على ديربي العاصمة قد انتهى ، وما أجملها تلك من نهاية التي تحمل معها لقب كأس الملك الذي أعاد أتليتيكو مدريد لمنصات التتويج المحلية بعد غياب 17 عام وأين في ملعب غريمه الأزلي ريال مدريد وأمامه في النهائي الجنوني الذي جمعهما اليوم وفاز به أتليتيكو 2-1. أتليتيكو مدريد لم يذق طعم الإنتصار على جاره اللدود منذ عام 1999 وهذا الأمر جعل الجميع يتوقع أن يكون الريال هو البطل لكأس ملك البلاد ، إلا أن أتليتيكو كان له رأي آخر وأراد أن يكتب كلمة النهاية لموسم كارثي بكل معاني الكلمة لريال مدريد ويحرم مورينيو من لقب في آخر أيامه مع ريال مدريد بعد أن أصبح رحيله عن الفريق الملكي شبه حتمي. نتيجة المباراة لا تشير بشكل كبير على مجرياتها التي امتدت ل120 دقيقة كان الريال هو الأخطر في معظمها إلا أن أتليتيكو كان الأذكى ونجح في الخروج منها بما أراد وتوج باللقب للمرة السابعة في تاريخه وربما قد تكون الأغلى لأنها جاءت بعد غياب طويل وفي ظل احتكار كامل للقطبين ريال مدريد وبرشلونة على الساحة المحلية. لم ينتظر ريال مدريد أكثر من 14 دقيقة حتى يخطف هدف التقدم عن طريق نجمه رونالدو الذي ارتقى كعادته فوق الجميع وحول ركنية نموذجية إلى هدف رائع. لم يستسلم أتليتيكو بعد التأخر أو يترك المبادرة للريال كما حدث في المباريات الأخيرة وإنما عاد بقوة وحماس في اللقاء إلى أن قدم نمره الخارق فالكاو لقطة من زمن آخر راوغ خلالها ثلاثة لاعبين من ريال مدريد بطريقة خيالية ليرسل بعدها تمريرة بينية لدييجو كوستا في الدقيقة 34 يتكفل المهاجم البرازيلي بإيداعها الشباك. بعد التعادل كان سوء الحظ هو الحاسم وهو العائق الأول في وجه الريال بعد أن حرم القائم أوزيل من هدف رائع بعد تسديدة صاروخية في الشوط الأول. وعادت العارضة في الثاني لتقف أمام بنزيما في واحدة من أغرب الكرات لا سيما بعد عودتها لأوزيل المنحوس الذي وجد على خط المرمى المقاتل فران يمنع الكرة بجسده وكأنها آخر مباراة في الحياة. وجاء القائم الثالث من رونالدو ومن ركلة حرة على حدود منطقة الجزاء. حانت بعد ذلك الأوقات الإضافية والتي حملت بين طياتها مفاجآة غير متوقعة وهي أن المبادرة كانت لأتليتيكو الذي ضغط بشراسة وتوالت الفرص المحققة وأنقذ لوبيز إنفرادا تاما من كوستا ، ليسحل بعدها ميراند وبالتحديد في الدقيقة 98 هدف الانتصار برأسية قوية بعد عرضية متقنة الجانب الأيمن. توترت المباراة وتحول الملعب بعد الهدف إلى ساحة معارك واشتعلت المباراة بشكل لا يمكن وصفه ونال رونالدو الطرد بعد تدخل عنيف مقصود مع قائد أتليتيكو جابي ودع معه رونالدو البطولة من الباب الصغير.