تحدث الامين العام للحزب الاشتراكي الدكتور ياسين سعيد نعمان في محاضرة له قدمها خلال ندوة سياسية نظمتها الأمانة العامة للحزب أمس الاول تدشينا لفعاليات التحضير لعقد المجلس الوطني الحزبي المقرر عقده نهاية فبراير الجاري عن آخر التطورات في البلاد. وعندما يتحدث الدكتور ياسين لا يتحدث بصفته السياسي وحسب لكن تجد نفسك أمام ياسين المثقف والاديب والمفكر السياسي، الذي يزيح من خلال حديثة الكثير من الغشاوة والغموض التي تكتنف المشهد الوطني اليوم. ففي الندوة التي كانت عن التطورات السياسية الراهنة في البلاد وينشر "التغيير" نصها تحدث الدكتور ياسين عن مجمل القضايا الوطنية وتعقيدات المشهد السياسي وعن وضع الحزب الحالي في مكاشفة اتسمت بالشفافية والدقة في التشخيص للأوضاع على الصعيد الوطني والاوضاع الحزبية الداخلية التي يتوجب على الحزب اصلاحها من خلال عقد المجلس الوطني الحزبي والانطلاق بعدها للمؤتمر العام السادس. "نص محاضرة الدكتور ياسين" نحن على مشارف مرحلة مهمة واستحقاقات وطنية وسياسية كبيرة تفرض علينا هذه المكاشفة لنعرف من نحن؟ واين نقف وماهي الاوضاع التي تتصدر الى داخل هذا الحزب؟ وايضاً ما يصدره الحزب الى البيئة التي يعمل فيها؟ . انا سأحاول طبعاً اركز على الوضع الحالي للحزب الاشتراكي اليمني ونحن نتجه معاً نحو المجلس الوطني. والسؤال لماذا المجلس الوطني وليس المؤتمر السادس كما يتطلع البعض لماذا المجلس الوطني في ضل الوضع الحالي وهل هناك امكانية لتأجيل هذا المجلس ماهي مهامه، في اللحظة الراهنة ولكن قبل هذا اريد ان اعود شوية الى الوراء الى المرحلة التي كان فيها هذا الحزب محاصر منذ 94م حتى الثورة الشبابية الشعبية السلمية والحراك في الجنوب ودور الحزب - اقول المتواضع - ولكن الدور الذي قام به الرفاق الحزبيين في مختلف ساحات العمل الثوري في الحراك في الجنوب، في العمل السياسي، في التضحيات التي قدمت، كلنا نعرف باختصار ان هذا الحزب منذ عام 94م كان محاصراً وهذا الكلام نقوله مش جديد لكن كان يراد لهذا الحزب في مرحلة معينة بعد ان انتهت الحرب، وبدأ فرقاء السلاح يقتسمون الغنيمة في اليمن، بدئوا يتحدثوا عن ايش وضع الحزب الاشتراكي، كان من يرى انه لابد من اجتثاث هذا الحزب، واسدال الستار النهائي عليه وهي فرصة حصلت حرب ومحدش يعني بيستنكرو..و..الخ، يغلق باليوم والتاريخ وبالأصح تاريخ الحركة الوطنية اليمنية بشكل عام، واخرون قالوا لا.. يمكن يبقى الحزب كشعار ستارة وأولاً بقاؤه طبعاً كشعار كيافطة او كلوحة، لتؤكد ان هذا النظام الذي افرزته الحرب ديمقراطي وانه يفتح الطريقة للجميع وانه حصلت حرب ولكننا تسامحنا، هذه كانت طبعاً واحدة من القضايا التي نشأت بعد الحرب مباشرةً وفي الأخير قالوا معليش يبقى الحزب ولكن يحاصر ويبقى لافته والوضع الذي سيعمل عليه اعضاؤه وضع الملاحقة والتشرد والانتقام ومحاولات الاختراق.. عموماً استقر هذا الوضع وكان يعتقد المنتصرون في حرب 94م كانوا يعتقدوا انهم يستطيعوا ان يجتثوا هذا الحزب بالوسيلتين اما بالمصادرة واسدال الستار او بمحاصرته في يافطة. طيب خلوني اقول كل الشكر والتقدير للرفاق الذين حملوا هذا الحزب في اصعب عمره.. واجهوا كل التحديات، ومن منطلق التضحيات القديمة، الوفاء لتضحيات الحركة الوطنية في هذا الحزب اشتغلوا الناس في ظروف صعبة، اشتغلوا رفاقنا في ظروف صعبة واكثر من 80% منهم لا زالوا الى اليوم في قيادة الحزببالامانة العامة، هؤلاء المناضلين انا اقول الذين تمتعوا بالصلابة، والوفاء لهذا الحزب هم الذين حملوا الحزب ومنهم من استشهد مثل جار الله عمر، ومنهم طبعاً من يعاني كالرفيق مقبل وغيرهم من رفاق تلك المرحلة التي كانت تواجه اهم التحديات لكن ايضاً لا ننسى اعضاء الحزب الذين صمدوا في مختلف المواقع والمحافظات وتحملوا المطاردات والفصل التعسفي من اعمالهم، وتحملوا كل محاولات الاذلال على الصعيد الشخصي وعلى صعيد تاريخ هذا الحزب. اذا من الوفاء لهؤلاء جميعاً نقول هم الذين حملوا هذا الحزب في تلك اللحظات التاريخية الهامة التي كان القابض فيها على موقفة السياسي والحزبي والمبدئي، كالقابض على جمر، الى هؤلاء جميعا نتوجه بالشكر والتقدير والوفاء وعليهم ان يثقوا كل الثقة أن هذا الحزب بكل مكوناته، وأعضائه ومنتسبيه لن يكونوا الا اوفياء لكل هذه التضحيات، من هنا اعتقد ان هذا الحزب في اصعب الظروف واكثرها قساوة حمل جراحه وانتقل الى ميدان النضال السلمي السياسي ولا نريد شهادة من احد في هذا الموضوع يكفي ان هذا الصمود البطولي انتج هذه اللوحة التي رأيناها اليوم ورأيناها بالأمس ورأيناها في ساحات الحرية والتغيير في اطار الثورة الشبابية الشعبية السلمية، في اطار النضال السلمي للحراك السلمي في الجنوب، وفي كل ساحات التغيير، التي كان الحزب الاشتراكي اليمني في الصدارة.. - واقولفي الصدارة بجدارة-من حمل هذه الراية ومشى. اذا هذا الوضع حقيقة يضع امامنا أن هذا الحزب ليس حزباً طارئا، لكنه يتجذر بأصالة داخل المجتمع الذي خرج منه، لم يأتي بقرار فوقي من أي سلطة سياسية، ولا بقرار من احد، ينتهي بمجرد خروج احد من القيادة او الشخص من السلطة، هذه أصالة تاريخية للحزب، والتي على المناضلين ان ينقلوها للشباب، في شباب يتدفق الى داخل الحزب ويتطلع اليه، لكن للأسف يصطدمون وخلونا نقول بوضوح بجزء من امراض الماضي، احنا عشنا مراحل طويلة، في كل المحطات التاريخية اللي عشناها كانت تفرز لنا تشكيلات مختلفة سواء وهذا الحزب في الحكم في جزء من الوطن، او وهو في السجون والمعتقلات، هذه المعادلة حقيقة وهذا الوضع لم يعشه حتى اليوم كثير من الشباب، الذين يتطلعون الى هذا الحزب كفكرة لا تختلط الفكرة مع الاشخاص، الا في حالة واحدة، عندما تصطدم الفكرة بالسلوك، بسلوك الافراد بسلوك الاشخاص بسلوك الرموز هنا تبرز المشكلة،وتبرز حالة الفجيعة او الصدمة عند كثير ممن يعتقدوا ان هذا الحزب باستراتيجيته ولا اقول بتاريخه لان تاريخه مجهول لا زال حتى الان..حتى ماقدرناش نقدم للناس طبعاً انا اقول هذا اختلال موضعي لا يستطيعوا ان يروا من الحزب الا "قمة جبل الثلج اللي فوق" لكن الجزء الاعظم من هذا الحزب لا زال حتى الان في الارض تحت، في البحر، ولذلك عندما يأتي اليوم الذي يستطيع فيه هذا الحزب ان يخرج بكل تاريخه وبكل تضحياته، اعتقد نستطيع في هذه الحالة ان نقول اننا قد استطعنا ان نظهر هذا الحزب للناس ومع ذلك حتى هذا الجزء البسيط اليوم يقدم جزء من التاريخ ويجب ان لا نسلك أي سلوك مغاير او متناقض مع ما يحمله هذا الجيل من فكرة عن هذا الحزب وتضحياته.. دخل الحزب في غمار العملية الثورية، واشترك بفعالية في الحراك السلمي قدم تضحيات على صعيد الحراك السلمي في الجنوب وقدم التضحيات على صعيد الثورة الشبابية الشعبية السلمية، في ساحات التغيير عشنا ظروف ندركها جميعا كانت معقدة وصعبة وجاء الجميع الى ساحات التغيير وساحات الحرية وكل واحد يحمل رؤيته الاجتماعية والسياسية والفكرية و..و..الخ، ويريدان يفرضها كشروط لهذه الثورة التي كان القاسم المشترك الاعظم بيننا جميعاً هو تغيير النظام. الصدامات هذه الذي حصلت في الساحات، عدم القدرة على ادارة هذه الثورة بالشكل الذي يجسد التوافق والاختلاف لكن كان كثير ما يبرز الاختلاف كقاعدة اساسية لهذه القوى، وشهدنا المشكلات التي حصلت في ساحات التغيير و..و..الخ حتى جاء تجميع الثورة في ساحات بعيدة، وهذا التجميع كان للأسف واحدة من الاشكاليات الرئيسية التي وضعت أمام القوى السياسية التي حاولت في مرحلة معينة أن تنفصل جزئياً حتى لا يفرض عليها دولياً معادلات سياسية من نوع ما لكن كان المقابل والذي كان يفترض ان يتحقق في اللحظة هو ان تتوحد الساحات تحت قيادة تنتجها الساحات هذا لو كان نشأ كان ممكن في هذه الحالة تكفي القوى السياسية مشقة او الشعور بالمجتمع الدولي بالتطابق ما بين القوى السياسية وساحات الثورة. حاولنا في الساحات حقيقة وكل الشباب الذين عاشوا في هذه الساحات في تلك اللحظة التاريخية الهامة ما قدروش يتفقوا على اللجنة التنظيمية وهذا أغرى النظام آنذاك بأن يبدأ خطته في تمزيق الثورة بوسائل مختلفة مثال ذلك تعز كما لاحظتم، عندما احرقت ساحة تعز لم ينطق المجتمع الدولي بكلمة واحدة، هذا حرض النظام ان ينتقل من ساحة تعز الى ساحة صنعاء الى بقية الساحات.. المجتمع الدولي كان قد شكل موقف عام أنه بقائكم في الساحات لكن الخروج من هذه الساحات كان يعني فيما يعنيه هو التعدي على الطرف الاخر وبرز هذا في يوم 18 سبتمبر بشكل سافر للأسف من المجتمع الدولي عندما قتلوا في لحظة واحدة اكثر من سبعين شاب لا لشيء الا لانهم خرجوا من الساحة الى خارج جولة كنتاكي وعندما اتصلنا بالسفراء قال لنا احد السفراء يومها وهو السفير الامريكي قال باختصار هذا استفزاز، خروج الشباب من الساحات استفزاز، بمعنى ان ما حدث لهم يستحقوه، هذه المعادلة حقيقة كانت من اخطر المعادلات التي رست في لحظة معينة والتي كان يريد النظام، ان يستخدمها وان يوظفها لصالح الاستمرار في الدولة، هذا الوضع اقول باختصار وضع امام القوى السياسية امام مفترق طرق الاول السلام والثاني الحرب. اليوم لما يقولوا انه مش عارف من سلم السلطة طواعية وبدأ الخطباء وخلينا اقول الدواشين في اكثر من مكان يتحدثوا عن انه سلم السلطة طواعية وجنبوا اليمن الحرب، كل هاذيك الدماء التي سالت في جمعة الكرامة الى محرقة تعز الى جولة كنتاكي الى القاع الى المدينة الرياضية الى مجلس الوزراء الى غيرها من الساحات الى المنصورة الى حضرموت الى كريتر، كل هذه الدماء مش شايفينها، وكأنه ما حصلش أي شيء وكأنه كان سمن على عسل. جرت محاولات ومحاولات جادة لقمع هذه الساحات لقمع الثورة بقوة بعد تسليم ابين وشبوة للقاعدة، وخلط الاوراق، لوكان هذا النظام في وضع يشعر فيه بانه قادر على الحسم لحسمها،تمام.. لكن انا اعتقد انه فعلا العمل السياسي الذي قاده اللقاء المشترك في تلك اللحظات التاريخية الخالدة في غاية الاهمية للمحافظة على سلمية الثورة واخراجها من مأزق المواجهة والانحراف. طيب اليوم واحد بيقول.. طيب انتم تكلمتوا عن الحروب وانه جنبتم البلد الحروب ايش اللي يحصل في صعدة؟ مش حروب؟ وايش اللي بيحصل بعد ذلك؟. هذا انا اعتقد سؤال مهم لأنه حتى الان البلد بالرغم كل ما تم ما زالت الدماء تسيل ما زالت الحروب مستمرة في اكثر من صعيد وتحت عناوين مختلفة تحت عناوين أخرى، لكن نحن نقول باختصار انه نحن في الحزب الاشتراكي، على الاقل نحن، مع القوى السلمية الديمقراطية الاخرى لم يكن لنا مصلحة في تفجير حرب لان الحرب كانت لن تخدم الا اصحاب السلاح، سواء كان معك او الطرف المنتصر والطرف ال.... ولذلك نحن حقيقة في الحزب الاشتراكي كنا حريصين كل الحرص على ان نتجنب سيناريوا الحرب، الثورات لا تنتصر بالحروب، اذا طبعا درسنا في التاريخ في حروب انتصرت فيها الثورات.. لكن في الاخير انتكست قلنا نجرب هذه المرة الطريق السلمي الديمقراطي، ولكن كيف؟ في ضل هذه الاسلحة المشحونة ضد بعضنا البعض وكل واحد مترس في طرف، ومع ذلك الحزب الاشتراكي لم يسلم من الكلام من الطرفين قالوا الحزب الاشتراكي.. شوفوا انتبهوا هم كانوا يكفروا بعضهم بعض ويشتي ينتقم ل 94م يشتيكم تتحاربوا يشتي يصفي حسابات مع مش عارف من، ومع كذا، وصرحوا بكذا اكثر من مرة.. احنا اللي كنا غارقين الى اعناقنا بالسلام حريصين على هذا الوضع بالثورة متهمين بانا كنا نفجر حرب (لا لنا في النقطة ولا لنا في السليط) ما لناش علاقة اطلاقا بموضوع الحرب، نحن الذي حمينا الثورة بالتأكيد على اهمية السير نحو السلام، عندما سوقنا فكرة السلام بمسؤولية وقفنا امام مسألتين، ما هو ثمن السلام؟ وما هو ثمن الحرب؟ في مقارنة بسيطة هو انه ثمن السلام هو جزء من الثورة، لكن السلام القائم على شرط رئيسي قامت عليه الثورة وهو التغيير، الحرب كان ممكن يكون ثمنها هو الثورة بشكل كامل، اياً كان الطرف المنتصر. اياً كان الطرف المنتصر كان ثمن الحرب هو الثورة والبلد بشكل كامل. أخذنا نحن في الحزب الاشتراكي خيار السلام بالرغم من كل ما قاله البعض وخاصة من الذين ضلوا يناوروا بموضوع الثورة ويستغلوها ويبحثوا عن زعامات داخلها ويسوقوا انفسهم في أكثر من مكان كزعماء للثورة من داخلها، نحنا لا سوقنا انفسنا كاشتراكي ولا مدينا ايدينا لأحد، ونتحدى ان يقول أي حد او أي دولة انها قدمت أي مساعدة داخل الحزب.. في واحد كاتب قبل ثلاث ايام يقول: قيادة الحزب الاشتراكي الدكتور ياسين يعني يفاضل بين السعودية وايران، يعني من هذا العمل، الذي يريد في الحزب الاشتراكي عمداً ان يصطف لطرف ضد الطرف الذي هو ينتمي اليه، الحزب الاشتراكي لم ولن يصطف ولم يسمح له تاريخه السياسي ولا مناضليه ولا شهداءه ان يصطف مع أي طرف خارجي او داخلي، الا مع مشروعه السياسي والفكري... وعليهم ان يكشفوا عن منطق اخر..هذا المنطق، هذا المنطق لا يستطيعوا ان يسوقوه داخل الحزب الاشتراكي، لا يستطيع أي حد من الاخوان ان يسوقوه الا للتضليل وبالاستناد الى ما يعتقدوه ان هذا الحزب الذي استطاع ان يخرج من كل الصعوبات، خلال المرحلة الماضية، من كل التحديات، ويقف على قدميه الان.. هم يريدوا ان يصغروه بهذا الاسلوب، حتى بالفعل يعني يتساوى مع من مدوا ايديهم للخارج ومع من قاموا باصطفافات سواء كانت أي اصطفافات غير مبدئية لتمرير هذه القضية السياسية او ذلك. نحن نعتز بهذا الموقف وعلى حزبنا اقول بالرغم من كل حملات التضليل وكل حملات التشويه التي يمارسها البعض.. أن يعتز بهذا الموقف الذي حمله الحزب خلال الفترة الماضية حتى في ساحات التغيير كان البعض يأكلوا والبعض الآخر ومنهم رفاقنا لا يجدون أكل. ولا أحد يزايد علينا بهذا الموضوع. ومحاولات التضليل التي يمارسها البعض في الوقت الحاضر، مردود عليها بكل قوة، ان كل التضحيات التي قدمت من هذا الحزب لا تجيز لأحد أياً كان، كل هذه محاولات التضليل انا اعتقد ان الهدف الرئيسي منها محاولة تصغير هذا الحزب في لحظة تاريخية معينه، عندما تحدى كل الصعوبات الماضية ووقف على قدميه في الحاضر لينظر للمستقبل، كل المعاناة.. لو ان أي حزب تعرض لما تعرض له الحزب الاشتراكي في كل هذه التحديات والصعوبات ومحاولات القمع والاذلال والاهانات وغيرها، يعني انا اعتقد انه كان قد انتهى، في جزء من التاريخ. الحزب استطيع ان أقول اليوم أن يتجاوز كل محاولات الإلتفاف التي ارادها البعض أن تكون مش بقرار منهم لكن ارادوا ان تكون بقرار من الحزب نفسه، وأخطر حالات الالتفاف هي التي تأتي من داخل الحزب او الاحزاب نفسها، داخل المؤسسات نفسها ان يتخذ مثلا المنتصر قرار بالمنع او الاجتثاث هذه مفهوم.. لكن أن يصدر هذا القرار أو يأتي من داخل الحزب نفسه، لأسباب عديدة، المفصولين من العمل المطاردين المنهوبين، محاولات الاذلال محاولات القمع المستمرة المطاردات.. لم تنتج الا حزب صلب وقوي بهذا الشكل الذي نراه اليوم ورأيناه بالأمس في كل ساحات التغيير والحرية. ولاحظوا عندما خرجنا من المرحلة الاولى من الثورة، أول ما بدئوا بدأت حرب التكفير تظهر.. الفقرة الاولى.. عادت حليمة لعادتها القديمة قال لك هذا الحزب الاشتراكي اللي قلنا انه قد انتهى وقد دمرناه وانه ها هو يعود من جديد بمعادلة سياسية وطنية و..و..الخ، وآخرين قال لك هذا الحزب الذي مشاكلنا بمشروعه الوطني و...و..و..الخ، اذا لابد أن نخرجه من المعادلة الجنوبية باعتباره يبحث عن حل لمشكلة البلاد من داخل الوحدة.. اذا هو مش ملتزم للقضية الجنوبية وضحى بالجنوب.. المجانين اللي في الجنوب يقولوا ان الحزب ضحى بالقضية الجنوبية والمجانين اللي فوق قال لك هذا الحزب انفصالي.. نحنا مادخلناش بالنسبة للجنوب في سوق الشعارات والمزايدات.. كانوا كلهم (يُجْذَبوا) يشوفوا الوضع في الجنوب كيف يتحرك بين الناس ومعاملات الاذلال والاهانة والجوع والفقر والتهميش والاقصاء.. وقال لك فرصة نستفيد من هذا الوضع لكي ننتج مشاريع رجولة جديدة.. طيب يا حزب اشتراكي ليش ما تنخرطش انت في هذا الموضوع مع الناس وفي فرق في الناس انك تعمل للبلاد، شوفوا الذي يعتقد انه الفرصة مناسبه انه يروح بالفعل في أي مشروع ويستفيد من معاناة الناس على بركة الله.. لكن هذا الحزب كمؤسسة لا يمكن ان يخطو أي خطوة غير مدروسة وغير مسئولة حتى لايقولوا ما قالوه بعد تحقيق الوحدة وفشلها، انه هذا الحزب الملعون ودانا الى جهنم.. وبعدين بنفس الطريق.. بنفس الاسلوب فشلوا في خطة ضربة.. هذا الحزب رجع من جديد يشتي يعمل لنا مشكلة في الجنوب... يمشوا على بركة الله.. ويخلونا كمؤسسة ندرس خياراتنا التي تخدم الناس في الجنوب وتخدم الجنوب.. وتخدم الوطن اليمني بشكل عام.. وهذا خيارنا.. صمتنا على الشتيمة وعلى السب، وعلى كل المحاولات، صبرنا عليها في الفترة الماضية، سواء كانت التي تأتي من بعض النخب في الجنوب او النخب التي تنظر للحزب الاشتراكي بنظرة توجس.. "أكييييد هذا الحزب الاشتراكي يلعب دورين.. يعني جزء منه موجود في الحراك.. وجزء منه هنا يتحاور معانا.." هذا كان المنطق الذي يتكلموا فيه.. طيب هذا الموجود اللي في الحراك من الذي دفعه الى أن يصبح هكذا؟ اليس حال الاقصاء والتهميش والتجويع وطرد الناس من اعمالهم... هذه المجموعة تسوق للوحدة؟!! انا لا اسوق لوحدة في هذه الحالة.. أسوق له نظام فاسد، ونظام مستبد.. في فرق بين تسويق الوحدة وفي فرق.. في هذه الحالة بين تسويق نظام فاسد ومستبد.. وكانت هذه هي المعادلة.. لأنه المشكلة انه هذا النظام عام 94م خلى الوحدة هي التي تواجه الناس وهو يتخفى وراء دفته.. لم يستطع ان يوجد الدولة التي تتولى نيابة عن الوحدة مسئولية الفساد والاستبداد والافقار وغيره.. لكن الناس ستقول لك هذه لا.. اذا صنّعْ هولاك حتى تستطيع ان تسوق الوحدة بشكل صح.. لكن تريدني بأيدي أن اسوق فسادك.. واستبدادك.. بإسم الوحدة هذا ما لا نرضاه. ولذلك دخلنا في تحالفات مع القوى السياسية وأعتقد أن هذه التحالفات كانت قادرة على ايجاد توازن سياسي من نوعٍ ما.. لكن يطلعوا لنا يقولوا لك الحزب الاشتراكي رهن نفسة للإصلاح... هذي قصة جديد.. الحزب الاشتراكي ما زال في كنف الاصلاح.. طيب مرتاح انت، المشترك مرتاح انه الجهةله ضمن الاصلاح..- وهم يستوعبوا هذه الفكرة- والاصلاح مرتاحين انه طيب كيف تشتوا معانا يعني بعدين حتى بعد الحكومة.. يعني ان تكون انصبه كبيرة و... فرحانين بهذا التسويق.. أنه كل هذه القوى السياسية هي في كنف الاصلاح.. وللأسف يجري تسويق هذا الموضوع حتى للأسف داخل الحزب بين أعضائنا. وفي ثقافة لا تنتج الا قطبين.. اما قطب علي عبدالله صالح واحمد علي او قطب علي محسن.. وهذا الحزب بكل تاريخه وتضحياته اللي وجد قبل ان يوجدوا هؤلاء.. هذا ملحق.. كلام عجيب.. وللأسف ايضاً لما يجد يعني إستجابة فيها سذاجة وفيها سخف.. من قبل الكثيرين.. وكل تضحيات هذا الحزب التاريخية.. من هذا الملعون ابن الملعون الذي قادر يسوق هذه التضحيات لصالح أي طرف من هذه الأطراف... حملات التضليل التي مورست هدفها واضح.. ويستجيب معها بعض اعضاء الحزب و..و..الخ اللي يجي يقول لك والله يا باعوا الحزب.. باعوه..!! انا لي خمسين سنة في هذا الحزب في كل المحطات أسمع هذا الكلام.. كان المناضلين بعد ما ينزلوا من الشمال للجنوب يسمعوا اول ما يقابلوا مجموعة من أعضاء الحزب وهم مرهقين تعبانين يعني يشوفوا الامل.. واول ما اجا قالو له (أصحابنا باعوا الحزب) طيب لمن باعوه..؟ كيف باعوه يعني..؟ وبعدين اتعلموا.. وكان برضه يجي من الشمال للجنوب وقال والله أخواننا باعوا الحزب.. (في الشمال) وبعدين تكتشف؟ انه اللي باعوا الحزب في السجون، وفي المعتقلات، و..و..وغيره، واللي يسوقوا هذا الكلام هاربين من الماضي، للأسف لازلنا نعيشها حتى اليوم داخل هذا الحزب وانا اعتقد انها من الامراض التي نستطيع ان نتغلب عليها اذا استطعنا فعلا ان ننظر للمستقبل وعلى الاقل نعود شوية الى ما عاناه الحزب من تحديات وقمع.. وفي الاخير كل اعضاء الحزب خضعوا للبيع والشراء لكن خلونا اقول أن أكثر من 90% من أعضاء هذا الحزب مناضلين ولا اقول 10% باعوا في ظروف حكمت الناس.. لكن يكفي أن هذا التحدي الكبير الذي عاش اوضاع الحزب سيجعله جديراً ان يحمل المستقبل.. او ان يكون احد حاملي هذا المستقبل.. علينا أن نفرق داخل الحزب بين نقد إيجابي ومطلوب في كل لحظة من اللحظات وبين تنطع وتشويه وتجريح.. هذه الأمانة العامة ملعونة بنت ملعون.. ولا... عند الجميع.. طيب على الاقل اذكروا لهم حسنات انهم هؤلاء والله هم الذين حملوا هذا الحزب في لحظات تاريخية معينة الآن زحفوا.. تعبوا.. معاد فيهمش طافة .. تعالوا اتحملوا انتم الحزب.. جيبوا الشباب.. يوم ما تخذنا قرار بأن تأتي قيادة ونعمل مجلس وطني او حتى مؤتمر اذا سمحت الظروف.. تدارسنا الموضوع قلنا امامنا ثلاثة خيارات لتجديد الحزب الخيار الاول: هو انه نعقد لجنة مركزية موسعة طالما ان الامانة العامة والمكتب السياسي والامين العام منتخبين من اللجنة المركزية فهي الاولى ان تتخذ قيادة جديد هذا الخيار الاول الخيار الثاني: ان نعمل مؤتمر عام، لكن المؤتمر العام في الظرف هذا المتحدث ، ظروف الحزب في الجنوب، الظروف التي يعيشها الحزب بعد فترة الاجتثاث الطويلة السابقة، لا تمكنا من عقد مؤتمر الحزب لأنه نريد نظام داخلي، على أي أساس نعمل نظام داخلي، على أي أساس سنصيغ برنامج سياسي جديد، مهمة المؤتمر أن يصيغ برنامج سياسي والشيء الثاني معانا كثير من القيادات السياسية التي نحتاج أن نتحاور معها، إما ان تبقى في الحزب، وقد انقطعت فترة طويلة عن الحزب ولها شروطها وظروفها، ولهذا صعب أن يأتي المؤتمر لكي يقوم بتصفية واسعة، اخترنا الطريق الوسط اللي هو ان نعقد المجلس الوطني، لأنه اللجنة المركزية لا تستطيع أن تجدد في القيادات وبعدين سنعرف كيف ننتخب أمانة عامة بنظاره واعتقد قده نصنا ويمكن ثلاثة ارباعنا قده يعني (overage) تجاوزنا الزمن وبالتالي جاء الى الحزب جيل جديد برؤى وطموح وآمال جديدة بهذا العمل سنحرم هؤلاء ان يكونوا ضمن قيادة الحزب سواء كان على صعيد اللجنة المركزية او على صعيد الامانة العامة والمكتب السياسي، لكن المجلس الحزبي يسمح بشيء من هذا القبيل، يسمح بالتجديد الجزئي، وهو موجود في النظام الداخلي، اذا سنجمع بين شيئين، بين التجديد الجزئي في اطار الهيئات، واتخذنا قرار على ان يكون على الاقل 30% من الشباب والنساء يكونوا في اطار الهيئات الجديدة. البعض يسأل كيف بيتحقق طيب اذا كان قوام المجلس الحزبي هم اللجنة المركزية وهم اعضاء لجان المحافظات والرقابة الحزبية والتفتيش المالي، اذا نفس الوجوه. لا طبعاً نحنا طبعا هذا الموضوع درسناه في اللقاء وقلنا ان هناك اولاً فراغات في لجان المحافظات، طوال سبع سنوات في من مات في من اعتزل العمل السياسي في من كذا ومش اقل من 15% في لجنة المحافظة، يمكن اصبحت خالية من عملها، اذا هذه عندما يتم تحديث نظام لجنة المحافظة التي ستشارك في المجلس الحزبي، سيأتي من الشباب ومن المرأة، وبالتالي حصيلة جمع هؤلاء ربما تصل الى أكثر من 30% ، في اللجنة المركزية في لدينا ايضاً من مات في لدينا من اعتزل العمل السياسي، في.. في..الخ، حتى اذا تطلب الامر ان نبقى على صلة بالحزب او ان نتخلى، في هذا المجلس الحزبي، لن يأتي على أحد سيبقوا حاضرين في المجلس الحزبي، الآن في تخوف انه هذا المجلس الحزبي هدفه تصفية مش عارف من وكذا، هذا غير موجود، الا الذي رحل من الله سبحانه وتعالى والذي قد انقطع واعلن انقطاعه، او راح له مكان ثاني، وفي بعض سابوا الحزب (لأنه وادي غير ذي زرع في مرحلة معينه) وراحوا لهم، يفتح الله عليهم هذاماعندناش مانع، بس هذا يقطع صوتهم الحزبي، واذا نأخذ هذا العدد فبتقديري سيكون لدينا الكم او العدد الكافي الذي ربما يستوعب عدد كبير من الشباب. ويطرح سؤال كيف سيتمثل الشباب؟ هذا هو الموضوع يعني الى اللجنة المركزية.. يمكن نبحثه نحن مع الشباب، جزء منه سيبحث بلجنة التحضير العام لمنظمات الحزب في المحافظات، ولكن الجانب او الجزء الآخر طبعاً سيبحث مع الشباب انفسهم في مختلف المحافظات، لدينا شباب أثبتوا خلال المرحلة القادمة قدرة قيادية نضالية وفكرية هؤلاء نأخذ منهم جزء للعمل السياسي اذا اردنا لهذا الحزب ان يتجدد، ويتجدد من داخله انا أعتقد انه يمتلك من المواهب والقدرات والامكانيات ما يؤهله ان يعيد بناء القيادات كلها على قاعدة جديدة.. لكن خلونا نعمل علاقة ونجمع ما بين القديم والجديد، مابين التجربة وال... مع العلم انه التجربة انشاء الله، انشاء الله ستكون عدالة أزيد مما هي موجودة، قد الناس تعبوا وملو كل شيء، احيانا اعتقد انه نعطي لكل انسان.. لكل مناضلي هذا الحزب دون أن نشطِّب على الناس كما تعودنا هذا ينفع وهذا ما ينفعش.. هذا طيب وهذا بطال.. في معايير لتقييم الناس.. وفي نفس الوقت ايضاً، يكفي انه الصمود داخل هذا الحزب والمعاناة بالرغم من المعاناة تعاني بالفعل أفرزت معايير في الاختيار الى قيادة الحزب انشاء الله في المرحلة القادمة. كانت معانا مسألة متعلقة بدور الحزب في العملية السياسية ما بعد التشكيل الحكومي. احنا كان عندنا رأي في الحزب وطرحناه مع شركاء النظام انه ما ينتجه الحزب الاشتراكي لا يحسب للحزب الاشتراكي وكان هذا رأيي طبعا البعض سألوا لماذا؟ كنا نقبل نحن الاشتراكيين بمجرد ان يأتي وزير.. او اثنين وزراء.. لا يوجد.. لا يوجد حزب يحمل مشاكل متراكمة وضخمة في كل محطات تاريخه مثل الحزب الاشتراكي، قده خلونا بعيد من السلطة على الاقل يقتنعوا اصحابنا ويصبروا على ما هم فيه، يجي معانا وزير والا اثنين فيعتقد البعض انك بتحل كل مشاكل الناس.. وهذا حقيقة هو الحاصل ويُحدث مشكلات رئيسية.. طبعاً في كثير من المشكلات التي تبرز اليوم، يعني انه والله الحزب الاشتراكي طبعاً أقل نصيب من التعيينات في المؤسسات، أقل نصيب في كذا.. في حل مشاكل أعضاءه.. اقول لكم أيوه الكلام هذا صحيح، نحن الاقل نصيب من كثير من الاحزاب مش من الاحزاب كله، لا اريد أن اقول والله نحن غير قادرين.. نحنا حقيقة قادرين نعمل زي الاخرين، "حلوا لنا هذه المشكلة والا ب نبطل حوار.." زي ما يعملوا الباقيين.. الباقيين ما يمرش يوم واحد الا وهم مع الحوار في نقاش مستمر.. يا تحلوا لنا هذه المشكلة والا انسحبنا وعلقنا الحوار.. احنا حقيقة نشعر انه الطريق لإخراج هذا البلد مما هو فيه هو الوصول الى بناء دولة مدنية ديمقراطية حديثة، هذا هو اللي استشهد من أجله كثير من رفاقنا خلال المراحل التاريخية القديمة، لما نعود لكل مراحل النضال التي استشهد فيها رفاقنا داخل هذا الحزب وداخل الحركة الوطنية جميعها من أجل الدولة.. هذا الهدف انا أعتقد جدير بأن يجعلنا في بعض الاحيان نسكت على ما نعانيه شوية..ونحنا عانينا الكثير في المرحلة الماضية، ولن نستطيع حقيقة ان نضع حل لمشكلات بعض الناس في مواجهة هذا الهدف الكبير هذه المعادلة التي انطلقنا منها ونحاول قدر الامكان ان نحل المشكلات قدر الامكان هنا وهناك.. لكن للأسف حقيقة ايضاً تبرز بعض الحسابات، في حسابات تبرز عند كثيرين، وتبرز بطريقة للأسف بشعه، "خلونا نستخدم هذا التعبير" وفي من لا يرى اهميه للدولة.. والمهم ايش نحصل عليه الان.. هذا برز في قضية سأحدثكم فيها بعد قليل حول موضوع ما بعد الحوار.. لكن فقط أرجوا المعذرة انا عارف ان هناك المئات من الذين عانوا والمئات من الذين فصلوا من وظائفهم.. والذين طردوا.. والذين اقصوا.. كل واحد انا اعتقد انه معه مشاكل جزئية فيما مر بحزبنا وهنا المشكلة والذين حرموا من الترقيات والذين همشوا واذا عملنا بحجم قراءة هكذا داخل هذه القاعة انا اعتقد انه اكثر من 90% ان لم يكن الجميع ليدهم مشكلات في هذه.. صعوبة.. انا اقول لكم صعب.. ان تحل كل هذه المشكلات.. وصعب بالمقابل ايضاً ان نضعها في مواجهة الهدف السياسي والبعيد الاستراتيجي الذي جند الحزب نفسه له، طبعاً بعض.. مش داخل الحزب كثيرين مثل الذين اشتركوا بالثورة والذين ضحوا والذين... الخ هو في بعض الاحيان طبعاً وهذا من حقه ان يقيس نجاح الثورة بمقدار ما تحقق له من هدف.. اما بلا عمل.. واذا الثورة ماحققت له ان يشتغل الان يقول لك الثورة فشلت.. اذا ما حبس فلان وفلان يقول لك الثورة فشلت...الخ هذا معيار آخر للتقييم وسنتحدث عن اين تقف الثورة اليوم من هذه التسوية السياسية؟ والسؤال لو لم تكن هناك تسوية سياسية قامت على قاعدة التغيير، انا اعتقد انه كان امامنا ثلاثة سيناريوهات اولاً: الحرب وهذا طبعا سيخلق ثلاثة احتمالات: الاحتمال الأول: أن ينتصر النظام القديم ويصفي الجميع. الاحتمال الثاني: ان تنتصر القوات المسلحة التي كانت محسوبة على الثورة وما تشوفش احد، القوى السياسية اللي معاها أما ان تكون ملحقة بها، وخاصة الذي ما يستخدمش السلاح. والثالث : ان الطرفين يدخلوا في حرب طويلة المدى وتدخل البلاد في حرب طويلة المدى لا تنتهي، هذا هو السيناريو الذي كان محتمل لهذا البلد، ولذلك الطريق السلمي كان هو افضل خيار.. لكن كيف كان يجب ان يدار؟ في ضعف.. ويتدارك هذا الفعل في مراحلة الاخيرة.. هذا كلنا نعترف فيه، ولا يتحمل مسئوليته طرف دون الآخر، لكن لا يعقل ان نتحدث عن تسوية سياسية قامت على اساس تسليم السلطة ولم تسلم.. اليوم البعض يجي يقول لك ليش تتكلموا عن تسليم السلطة لفلان وما تتكلموش عن فلان.. نوع من خلط الاوراق.. مالي ومال الشخص الثاني انا اتكلم عن شخص وقع اتفاقية، تسليم سلطه، مش للمشترك ولا لأي احد، تسليم السلطة لنائب الرئيس السابق في إطار المؤتمر الشعبي العام، حتى يتمكن المؤتمر الشعبي العام أن يكون طرف، قادر ان يوفي بالتزاماته في العملية السياسية. اليوم المؤتمر الشعبي العام لا يستطيع ان يفي بالتزاماته لأنه يدار أولا من قبل الرئيس السابق الذي بالنسبة له عملية التغيير عملية مش مقبولة، ويديرها من أطار العملية السياسية التي تتحدث عن التغيير... عملية مش مفهومة!!، المجتمع الدولي الذي رعى هذه المبادرة انا اقول انه في آخر لحظة، بدأ يحسب حسابات أُخرى غير حسابات التغيير.. وغير حسابات الديمقراطية.. وغير حسابات الاستقرار وغير حساب ال.. ، ولا شيء.. حسابه يقوم على قاعدة مختلفة تماما ماتنتميش لحد باختصار..، ولذلك هذه اللعبة كلها في تفسير مفهوم نقل السلطة اوجد هذا الارتباك الذي نعيشه الان.. هذا الوضع أدى الى التالي: الى ان المرحلة الانتقالية التي لا تحسب فقط بحساب الزمن وانما تحسب بالمهمات المطروحة امامها..لماذا قالوا الناس فتره انتقاليةليش ما قالوش انتخابات من ثاني يوم، كان ممكن يقولوا مثلا بعد ستين يوم انتخابات.. ولكن أي انتخابات كانت ستجري بعد ستين يوم والناس ماسكين بالسلاح ومنقسمين و..و..الخ. السؤال هل انتهى هذا الانقسام اليوم وستجري انتخابات.. يعني المهمات الرئيسية للفترة الانتقالية : 1- هيكلة الجيش وتوحيده والامن. 2- اقامة الحكم الرشيد للدولة القادرة على حماية القرار السياسي والانتخابات. 3- اجراء حوار وطني على اساس حل القضايا العالقة واهمها القضية الجنوبية ووضع دستور جديد يحدد ملامح الدولة الوطنية الديمقراطية القادمة. هذه المهمات كلها لم تنتهي؟ كيف تجي تتكلم لي اليوم عن انتخابات بعد شهرين.. في خلط للأوراق.. ومحاولة القفز للانتخابات مباشرة، وكأن تاريخهم مع الديمقراطية كان يا سلام.. حلو.. طيب شوفوا تاريخ هؤلاء مع الديمقراطية ايش كان؟. عندما اليوم نتحدث عن انتخابات.. وديمقراطية.. في ضل هذا الوضع.. هذا الوضع انا اعتقد انه لم ينشأ عن الفترة الانتقالية ومهمتها غير حاجات بسيطة لا تؤسس لدولة ضامنة حقيقة لحمل مخرجات الحوار الوطني.. ولا للإقامة انتخابات.. ببساطة وان الذي يتبارى الان في موضوع الانتخابات هم اصحاب السلاح.. هؤلاء هم الذين كانوا سيحتربون عادوا الان من جديد ليستعرضوا عضلاتهم للحديث عن انتخابات.. وكأن الانتخابات هي المخرج الوحيد لهذا البلد مما هو فيه من تعقيدات ومشكلات. طبعا نحن اولا اريد ان اقول لكم باختصار كان موقف حزبنا في الحوار الوطني لكل القضايا: 1- الموقف الذي جسد رؤية الحزب فيما يخص بناء الدولة المدنية الديمقراطية الحديثة وقدمنا أوراق كثيره في هذا الجانب. 2- موقفنا من حل القضية الجنوبية وقدمنا في هذا الموضوع ثلاث رؤى، حول جذور القضية الجنوبية، ونشأتها، ومحتواها، وكانت هذه الرؤية الثانية، ثم رؤيتنا لشكل الدولة. نحن طبعاً في شكل الدولة درسنا الموضوع وما اقولش كان رأينا رأي صارم ومنفعل وآني.. نحن بدأنا في هذا الموضوع من 2009م عندما تحاورنا في اطار وثيقة الانقاذ.. تذكروا وثيقة الانقاذ؟ خرجت بثلاثة خيارات الخيار الاول كان : خيار الفيدرالية.. ويومها بدأنا نتحدث عن خيار الفيدرالية ماذا يعني؟ هل هو مجرد فيدرالية ذات بعد اداري، او هو ايضاً ذات بعد سياسي وطني ومستند على ايش؟..آخرين تحدثوا عن حكم محلي كامل الصلاحيات وآخرين رجعوا للوثيقة التي داستها الدبابات، وثيقة العهد والاتفاق، (اللي قالوا دسنا عليها) طيب هذه الثلاث خيارات ضلت موجودة كخيارات في وثيقة الانقاذ، نحن طوال الفترة الماضية طلبنا من اخواننا في اللقاء المشترك تعالوا ندرس مع بعض ما هو الخيار الذي ممكن ان نتقدم به مع بعض، لكن كان حقيقة في استرخاء وكان ربما البعض لا يعتقد اننا سنصل الى هذه اللحظة، التي سنكون فيها امام خيارات البحث عن شكل الدولة ومضمون الدولة. البعض كان يعتقد انه والله ممكن تحصل بالطريق عقبات، ليش نلزم انفسنا من الان بأي خيار، انما خليها يعني خليها للأيام.. ولما جاء الوقت، نحن حقيقة تقدمنا برؤيتنا بعد أن درسناها ووصلنا الى ان الدولة الاتحادية القائمة على اساس (واحد اثنين ثمانية)، يعني دولة واحدة يمنية بهوية ومواطنة واحدة، واقليمين، اقليمين أكثر قدرة على ادارتهم وبالمقابل كنا نحن اكثر ادراك بأن هناك مشروع لا زال يجري تسويقه في الجنوب من قبل نخب سياسية معينه وهو فك الارتباط والانفصال.. لكن في هناك قوى تتعامل مع هذا الموضوع بطريقة اللامبالاة للأسف يعني، وفي كثير من القوى مازال في ذهنها موضوع القوة وكسر الآخرين بقوة السلاح و..و..الخ. هذا التعاطي أربكهم واربك الكثيرين في ان يقدموا مشروع حقيقي، مشروع من داخل الوحدة او داخل المشروع الوطني للوحدة للأسف.. هم يرفعوا شعار (الوحدة او الموت – والوحدة خط أحمر – الوحدة مش عارف ايش) ولكن المشروع الذي يقدم لا يقدم من داخل المشروع الوطني الوحدوي وانما يقدم من داخل مشروع وحدة الالحاق والضم التي رفضناها منذ94م، هذه المسألة كانت بالنسبة لنا في غاية الاهمية ان نطرحها في اللحظة المناسبة .. من أي كان الا عندما نعرف ماهي مشاريعكم، معكم في الصباح مشروع وفي الليل مشروع. نحن حقيقة طرحنا مشروعنا بمسئولية والى الان المؤتمر الشعبي لا يوجد لديه مشروع للأسف.. كانوا تحدثوا عن اقاليم ودولة اتحادية في مرحلة، ومؤخراً رجعوا يتحدثوا عن حكم محلي كامل الصلاحيات. الاخوة بعض الاحزاب في اللقاء المشترك، الاصلاح بدأ يتحدث عن مشروع لكن حتى الان لم نرى مشروع مكتوب كيف سيعالج هذه القضية الهامة التي نعتقد ان مؤتمر الحور انما عقد من اجلها.. وبقية الاحزاب ايضا بنفس المستوى، ولذلك انا اعتقد هذا الموضوع حتى الان يجري تعطيله واخيراً جرى تعطيله من قبل المؤتمر الشعبي العام خلال الفترة الماضية برفضه المشاركة في مجلس النواب. الاخوة في الحراك حقيقة المشكلة بالنسبة له مشكلة تنظيمية، حاولنا نساعدهم في المشكلات التنظيمية وادارة الخلافات الموجودة داخلهم، واعتقد انهم معنيين بهذا الموضوع، عليهم ان يتوحدوا لحمل مشروعهم وكان الحزب الاشتراكي طوال الفترة الماضية داعم كبير لتوحيدهم رفضنا ان يقسموا ورفضنا ان يجزأ من جديد وبالتالي فنحن هذا موقفنا فيما يخص الاخوة في الحراك. جينا لموضوع آخر فيما بعد موضوع الضمانات.. او قبل الضمانات في قضايا معلقة، قضية صعدة، وطبعا جرى فيها مناورات كبيرة، ومناورات حقيقة من أطراف تنقل مشاكلها من خارج مؤتمر الحوار وتنعكس على مؤتمر الحوار.. ولذلك حاولوا بقدر الامكان ان تتجردوا، لأنه الفكرة من هذا المؤتمر هو ان نوجد دولة تحمي الجميع، لما حصلت الحرب الاخيرة في دماج كلهم قاموا يصيحوا، فين هي الدولة، مانشتيش دولة ما تتحملش ... قولي ايش من دولة خليتم، قتلتم الدولة وهمشتموها وذلحين تطلبوا الدولة، الان هل عرفتم انكم كلكم محتاجين لدولة؟ يعني في الوقت المناسب لا يستطيع ان يتحمل المسئولية الا دولة عادلة تتحمل مسئولية الجميع، لكن الجميع أولا قضوا على الدولة وصفوها وهمشوها واقصوها وبعدين لما احتاجوا لها قالوا فين الدولة؟ على العموم انا اعتقد كل هذه الدروس ارجوا ان يتعلم منها الجميع. برز سؤال .. طبعا في قضايا لا زالت معلقة حتى الان اعتقد انها ممكن ان يتم مناقشتها خلال الايام القادمة.. اليوم كنا في الحكم الرشيد ثلاثة ايام، حول موضوع العزل السياسي والحصانة، المؤتمر الشعبي يتضخم وضخم الموضوع حول العزل السياسي الى درجة... لكي يغطي حقب كل النواقص التي مارسها بعض أعضاءه بجانبه، في العدالة الانتقالية، في صعدة، في الحكم الرشيد، قلنا طيب نضع اتفاق على انه موضوع العزل السياسي اصبح مصطلح مش مقبول حتى دوليا.. نتحدث باختصار عن موضوع من المؤهلين اوماهي الشروط التي يجب ان تتوفر لتحمل مثلا مسئولية الرئيس رئيس الوزراء والمناصب القيادية في الاحزاب، على اعتبار انه في النظام الديمقراطي لا يجوز للحزب بمفرده ان يحدد شروطتولي رئاسته او أمانته العامة لازم تكون في قواعد متفق عليها باعتبار ان الحزب هو مشروع دولة ورئيسه وأمينه العام مشروع رئيس وزراء ومشروع رئيس.. وبالتالي طبعا اعترضوا على هذا الموضوع، لكن اليوم اتفقنا واتفقنا على تقديم شروط محددة للانتقال العملي. اعتقد هذه القضايا يمكن حلها اذا هناك مناداة لإنجاح مؤتمر الحوار لكن اذا كان بيظل كل واحد يتمسك بموضوع من أجل حقيقة افشال مؤتمر الحوار، ممكن يجعلوا (من الحبة قبة) زيما يقولوا، هم الان شعروا.. الكثيرين، انه يوم 13 نوفمبر سيلتقي مجلس الامن في آخر اجتماع ربما حول العملية السياسية في اليمن ليقول كلمته في العملية السياسية في اليمن: ولذلك بدئوا يتوافدوا الان كلهم وبدأت كثير من التعقيدات تخف شوية ولا اقول انه خلال اليومين القادمة... ولكن ستبقى رهينة قضية شكل الدولة هي القضية الرئيسية. لكن يبقى معانا موضوع آخر نفرض انه خرجنا من هذا الحوار بمخرجات متفق عليها في ضل هذه الاوضاع القائمة من الذي سيحمي مخرجات الحوار؟ نحن في الحزب الاشتراكي كنا اول من بادر لأنه حقيقة يكفي عشنا 94م عشنا نتائج الحوارات السابقة التي كانت تنتهي الى صدامات وغيرها من الظروف فقلنا لابد من ضمانات تحمي مخرجات الحوار وتقدمنا بورقة فيها رؤيتنا لضمان تنفيذ مخرجات الحوار، قالوا يا غارة الله، هذا الحزب الاشتراكي يعني الله يعلم ايش اللي في رأسه، الله يعلم ايش معه، وبدئت الامور تترك شكل الدولة وتروح في موضوع الضمانات.. لكن انا اعتقد ان موضوع الضمانات هي في غاية الاهمية ولا تقل اهمية عن نتائج الحوار اذا اردنا فعلا ان لا يتحول هذا الحوار الى مجرد دردشة وبالتالي اصحاب السلاح كل واحد يتمترس او انهم يتفقوا علينا. اليوم انا اقول رأيي الشخصي في اصطفافين مهما بدأ ان الجميع مختلفين او متنافرين.. لكن في اصطفافين، في اصطفاف القوى السياسية السلمية الديمقراطية المدنية والتي لا يوجد لديها الا مشروعها السلمي، وقوتها في التأثير على المجتمع، لإنجاح هذا المشروع عليها ان تتواجد وتوجد الصلة بالمجتمع لتسويق مشروعها.. وفي قوى التي لديها السلاح ولديها الدعم الخارجي ولديها الامكانيات وهذه وان بدت مختلفة فهي تسقط في الاخير في مواجهة مشروع الدولة. الخلاف اليوم حول مشروع الدولة وهو الذي سيفرز في الاخير اصطفافين، هذا القطاع الواسع الذي الحزب الاشتراكي جزء منه انا اعتقد يحاول بعض الوحدات ان تخترقه وتحاول بعض القوى ان تسوق داخله مفاهيم معينه لذلك للأسف نشعر ان بعض هذه القوى التي هي جزء من هذا المشروع حقيقة يجري في ظروف غلط وبعض احيان الزعل من أي قضية معينة يجرى تسخير ما تكتبه لصالح مشروع الطرف الاخر وطبعا ما اقولش انها مقتنعة لكن في حالة من الغضب العام الناشئ من محاولة تحميل القوى السلمية والديمقراطية وقوى السلام مسئولية ما تعيشه البلد حاليا، طيب المؤتمر الشعبي العام معه 19 وزير محدش اتكلم المؤتمر الشعبي معه لازال نص المحافظين وامس بعض المحافظين يحرضوا على بعض الاحزاب في المعسكرات، طيب بعض المؤسسات لا زالت برئاسة المؤتمر الشعبي العام طيب هذا الوضع حقيقة مش سهل نتخذه كيف نقدر نحمل هذه القوى السياسية مسئولية ما يحدث الا بان هناك حقيقة محاولة لأرباك وخلط الاوراق وطبعا قيل لي فلان بن فلان بمحاولة التمييع عن مسئولية بالحديث عن فلان وفلتان و مراكز الاستقطاب المختلفة التي يراد من خلالها فعلا تمييع المسئولية مسئولية من عطل المرحلة الانتقالية هذا الاستقطاب السياسي انا اعتقد يحتاج الى حوار ويحتاج الى ان يفهم انه ليس لديه سلاح الا قدرته على التعاطي مع المجتمع باللسان الذي يستطيع انيديره، وبصورة يفهم منها بأنهم جزء من استقطاب لصالح الدولة اما الاخرين فصدقوني انهم لا يريدوا دولة الايام تثبت كل يوم انه كلما اقتربنا من مشروع الدولة.. الدولة ما فيش.. عاد الدولة الوطنية الديمقراطية الحديثة.. الدولة.. في المؤتمر الشعبي العام كثيرون لا يريدونها.. لانهم يعتقدون انها تتناقض مع مصالحهم من الناحية الموضوعية ولذلك الاصطفاف سيأتي سيأتيشئت ام ابيت لكن اذا قمت الان بتركيبة حتى مجلس مؤتمر الحوار سنجد ان اكثر من 60% هم من القوى السلمية الديمقراطية من الشباب المجتمع المدني المرأة الاحزاب السياسية قادرة على ان.. ولا تستطيع لأنه بدأت القوى الاخرى تستعرض عضلاتها واللي ما يعجبش تنسحب تعلق العمل تبحث عن أي مشكله. نحن في الحزب الاشتراكي ملتزمين وسنلتزم بالرغم من كل الصعوبات التي نواجهها سنسعى لبناء الدولة المدنية الحديثة مشروعنا التاريخي الذي حمله اوائل المناضلين وضحوا من أجله وماتوا واستشهدوا ودخلوا السجون من اجله، اليوم يحمله الجيل الجديد سواء كان هذا الجيل الوسط جيل الشباب لن نتخلى عن هذا المشروع والا سنكون غير اوفياء لكل من سقط على هذا الوطن.