أثارت أيام السينما الأوروبية في نسختها ال15 بتونس حالة من الاستياء لدى قطاعات من المشاهدين قاطعوا فيلم الافتتاح الفرنسي, الذي اعتبروه "تعاطفا زائدا على الحدّ مع اليهود". وفيما بدا إفسادا لحفل الافتتاح, وبعد مرور نحو نصف ساعة على عرض الفيلم الذي تصل مدته مائة دقيقة, قاطع المشاهدون الفيلم. وعبر عدد منهم للجزيرة نت عن شعور بالصدمة لاختيار فيلم يروي معاناة اليهود بحقبة الحرب العالمية الثانية يوم افتتاح ما وصفوها بأعرق تظاهرة سينمائية أوروبية بتونس. وفيلم (سرّ) للمخرج الفرنسي يهودي الأصل كلود ميلار المولود عام 1942، والذي يقوم بدور البطولة فيه المغني الفرنسي يهودي الأصل باتريك برويال، يتحدث عن حياة عائلة يهودية من خلال تخيّلات طفلها. ويعرض بعض مشاهد بالأبيض والأسود تدور حول دمار لحق بالجالية اليهودية في ألمانيا النازية، والتي يرويها المخرج كلود ميلار على لسان الطفل فرانسوا الذي يحاول البحث عن هويته في الفيلم. معزّ المولهي أحد المولعين بالسينما أعرب عن خيبة أمله من اختيار ما وصفه بأنه "شريط يهودي مقنّع" تمّ تصويره بفرنسا، البلد الذي يقود الاتحاد الأوروبي ويرأسه نيكولا ساركوزي المتعاطف مع اليهود". وقال المولهي للجزيرة نت "أنا مندهش تماما لاختيار هذا الفيلم الذي يروي اضطهاد اليهود خلال الحرب العالمية الثانية يوم افتتاح المهرجان" متسائلا عن سبب هذا التعاطف الأوروبي مع اليهود. سيطرة يهودية ..... من جهته، اعتبر الشاب فراس حمدي أنّ إقحام مواضيع سياسية من حقبة زمنية بعيدة تحيل على اضطهاد اليهود "قد يشعر الناس بأنّ المفوضية الأوروبية التي تشرف على هذا المهرجان تحت سيطرة يهودية". ويصف للجزيرة نت بعض مشاهد الفيلم بأنها تحيل على أدقّ خصوصيات اليهود كتقاليد الزفاف والأكل واللباس، مشيرا إلى أنّ الحوار نفسه بين الشخصيات تراوح بين الفرنسية والعبرية. أما المخرج إبراهيم اللّطيف المسئول التونسي الأوّل عن تنظيم هذا المهرجان إلى جانب بعثة المفوضية الأوروبية فعبر للجزيرة نت عن شعوره باستياء كبير لرؤية الناس يغادرون قاعة السينما لما وصفه برداءة الفيلم. وشدّد إبراهيم اللطيف على أنّ جمعية الفيلم القصير والوثائقي التي يرأسها وأشرف من خلالها على تنظيم المهرجان، ليست مسئولة عن برمجة الأفلام الأوروبية. وقال "نحن لم نقم ببرمجة فيلم (سرّ) في سهرة الافتتاح, مشيرا إلى أن فريقه مسئول فقط عن برمجة الأفلام التونسية. وألقى باللّوم على المفوضية الأوروبية لاختيار هذا الفيلم. وقد اعتبر بعض المخرجين التونسيين أنّ السيناريو الذي اقتبس من قصة الكاتب الفرنسي اليهودي فيليب جريمبار ضعيف، وأنّ المستوى الفني" رديء جدا". ويشارك حاليا بالمهرجان الذي يتواصل إلى 3 ديسمبر/كانون الأول المقبل، أربعون فيلما من 15 دولة أوروبية إضافة لتونس. وتعرض الأفلام في ست محافظات هي تونس وسوسة وجندوبة والقيروان وصفاقس وقابس