رحبت جماعة الحوثي بدعوة الإتحاد الأوروبي التي دعت أطراف الصراع في البلد إلى الحوار والتفاوض على خلفية أحداث عمران الأخيرة . وأكد الناطق الرسمي لجماعة الحوثي محمد عبد السلام و أن " من رفض إتفاق 22يونيو هي ميليشيات حزب الإصلاح التي أعلنت ذلك وبشكل رسمي إعلاميا وميدانيا ورفضت المشاركة في اللجان الفرعية والميدانية وظلت تستجلب العناصر التكفيرية والقاعدية من مختلف محافظات الجمهورية وتقوم بتسليحها إلى جانب الوحدات العسكرية التابعة لحزب الإصلاح ". واوضح عبد السلام في منشور له في صفحته الشخصية في " فيس بوك " بالقول " لقد تجاهلت ميليشيات حزب الإصلاح كل الدعوات التي قدمناها في سبيل تنفيذ الإتفاق وإيقاف استهداف المواطنين واحترام مطالب الثوار من أبناء عمران الذين طالبوا بالتغيير وبشكل سلمي وتعرضوا للقتل المباشر في مسيرات سلمية" , قائلا " نشير إلى أن السيد وفي خطابه الأخير أكد أن عمران محافظة من محافظات الجمهورية وتتبع السلطات الرسمية ولسنا بديلا عن الدولة ولا نسعى إلى ذلك ، ولهذا هم من يعرقل الوضع القائم في عمران ". واختتم عبد السلام منشوره بالقول " ننبه إلى أن ميليشيات الإصلاح التكفيرية في جبل ضين تمارس العدوان والقصف بشكل مستمر وحتى اللحظة كذلك العناصر التكفيرية والقاعدية في الجوف ولم يلتزموا بأي تهدئة أو إتفاق" . وكان الاتحاد الأوروبي أدان ، بشدة، العنف الذي هز مدينة عمران والمناطق المحيطة بها، خلال الأيام الماضية، جراء المواجهات المسلحة بين الحوثيين ووحدات من الجيش مدعومة بمجموعات مسلحة من أنصار حزب (الإصلاح). وجاء في بيان أصدره الاتحاد، أمس "يدين الاتحاد الأوروبي سقوط ضحايا خاصة بين المدنيين، ويحث جميع الأطراف على الالتزام باتفاقات وقف إطلاق النار، خاصة الاتفاق المبرم بينها في 22 يونيو"، حاثا كل الأطراف على "السماح بالوصول الإنساني الفوري وبدون أي عرقلة إلى المناطق المتضررة". وشدد الاتحاد الأوروبي، من جهة أخرى، على أهمية احترام كافة الأطراف المعنية لسلطة الدولة، معتبرا أن "الأعمال الرامية إلى إيقاد العنف في الشمال تقوض عملية الانتقال في اليمن". وأكد البيان الأوروبي، في هذا الصدد، على ضرورة تسليم الأطراف للأسلحة والذخيرة إلى السلطات الوطنية، بما ينسجم مع توصيات مؤتمر الحوار الوطني، والمشاركة الكاملة في العملية السياسية تحت قيادة الرئيس عبد ربه منصور هادي، معتبرا أن "قرار مجلس الأمن 2140 يمثل إشارة واضحة لأي معرقل يهدد السلم والأمن والاستقرار في اليمن"، في إشارة إلى العقوبات التي نص عليها هذا القرار. وكانت جماعة (أنصار الله) الشيعية الحوثية استكملت سيطرتها، يوم الثلاثاء الماضي، على مدينة عمران (45 كلم شمال صنعاء)، بعد مواجهات دامية مع لواء من الجيش اليمني مسنودا بعناصر مسلحة من أنصار حزب (الإصلاح) المشارك في الحكومة، استمرت منذ مطلع شهر فبراير الماضي، مما خلف خسائر بشرية ومادية كبيرة وألقى بظلال من الشك على العملية الانتقالية في اليمن.