تبعد الدريهمي إحدى مديريات محافظة الحديدة عن مركز المحافظة بحوالي عشرون كيلو متر وهي اقرب المديريات إلى مركز المحافظة..وتتميز بموقعها الجميل كونها تجاور البحر ويوجد بها وادي رمان الشهير بزراعة النخيل والذي يضم أكثر من مليون نخلة إضافة إلى القرى الزراعية التي تحيط بالمديرية من جميع الاتجاهات.وما يميز هذه المديرية أيضا طيبة أهلها وصفاء قلوبهم رغم بساطة معيشتهم ،وما يلفت النظر في أبناء الدريهمي أنهم مشتركون جميعا في حمل هموم ومشاكل مدينتهم التي حرمت من أهم مشروعين التي يرى أبناء الدريهمي أنها لو نفذت سوف تنقلهم من العزلة التي تعيشها مدينتهم وهذين المشروعين هما مشروع سفلتة الطريق الذي يربطهم بمركز المحافظة وكذلك مشروع الكهرباء ،هذين المشروعين اللذين مازال يحلم بها أبناء الدريهمي المساكين الذين لا حول لهم ولاقوه إذ ينتظرون تنفيذهما بفارغ الصبر منذ عشرات السنين ، فالكثير منهم قد مات وهو منتظر ، يريد أن يرى احد المشروعين على الواقع فالطريق لها أكثر من سبع سنوات والمقاول مازال يشتغل فيها وكأنه يشق أرضا في وسط الجبال وليته يشتغل فيها الآن وإنما رحل ولم يكمل الطريق حسبما يروي أبناء الدريهمي . أما مشروع الكهرباء فهو من المشاريع المستحيلة التي يرى أبناء الدريهمي بأنها سوف تنفذ لأنهم يأسوا وهم منتظرين هذا المشروع وأصبحوا متعودين على إشعال الشمع والفوانيس فالمديرية أصبحت تحتل المرتبة الأولى دون منافس في محافظة الحديدة في شراء الشمع والفوانيس.ويظل السؤال المحير لأبناء الدريهمي هو لماذا هم بالذات لم يتحقق لهم هذين المشروعين برغم أن الدريهمي هي الوحيدة من جملة المديريات التي لم ينفذ فيها هذه المشاريع والتي هي من ابسط حقوقهم على الدولة؟فمن المعروف بان الكهرباء لا أحد يستطيع الاستغناء عنها فنحن إذا انطفأت الكهرباء علينا ساعة تقوم القيامة فما بال الدريهمي والكهرباء منطفأة طول العام ، ومن المعروف أيضا بان الطريق هو شريان الحياة فوجود طريق إسفلتية تسهل علينا التنقل من مكان إلى أخر وتساعدنا على نقل وتسويق منتجاتنا الزراعية ورغم أن الجميع يعرف بان هذه المديرية تستهتر بالزراعة وخصوصا زراعة التمور والطماطم والحبحب والليمون وغيرها من أنواع الفواكه والخضروات. وأنا من خلال هذا الموقع أحببت أن انقل معاناة أبناء الدريهمي بالتفصيل حسبما وعدتهم أثناء زيارتي للمديرية .