بدأت القبائل اليمنية في مواجهة التوسع الحوثي في اليمن، حيث ازدادت وتيرة الاشتباكات بين القبائل المسلحة وبين الحوثيين في أكثر من محافظة من محافظاتاليمن، كما توسعت المظاهرات ضد الحوثيين في أكثر من مدينة. وكانت قد اندلعت مواجهات مسلحة بين قبائل محافظة إب وبين مسلحين حوثيين يحاولون السيطرة على المحافظة، الجمعة الماضي، مما أوقع 20 قتيلا منهم 12 من الحوثيين، كما قتل 16 شخصا أمس في مواجهات بين مقاتلين حوثيين ومسلحين تابعين لحزب الإصلاح اليمني، في وسط اليمن. وعقدت تهدئة بين القبائل وبين الحوثيين في إب عقب تلك الاشتباكات، وذلك ضمن اتفاق يقضي بتشكيل لجنة للتحقيق في الاشتباكات وإلزام جميع الأطراف بالتعاون مع السلطات المحلية. غير أن تقارير أفادت أنه اندلعت اشتباكات أخرى بين القبائل ومسلحين حوثيين في منطقة يريم في شمالي مدينة إب بعد دخول اتفاق التهدئة حيز التنفيذ، حيث تم استهداف قافلة تعزيزات حوثية كانت متوجهة للمحافظة بكمين مسلح أوقع عددا من القتلى والجرحى. في الوقت نفسه استمرت المظاهرات من قبل المواطنين ضد التوسع الحوثي في اليمن، حيث خرجت مظاهرات حاشدة اليوم في محافظتي الحديدةوالبيضاء، رافضين الوجود الحوثي وتوسعهم في المحافظتين. وخرج الآلاف من المتظاهرين التابعين للحراك التهامي في الحديدة، مطالبين بسرعة رحيل الحوثيين من المحافظة ومن إقليم تهامة بأكمله، محذرين الحوثيين من مغبة استمرار توسعهم العسكري. وفي السياق نفسه اجتمع مشايخ وأعيان ووجهاء محافظة البيضاء، وبحضور قيادات من السلطة المحلية وممثلين عن القوى السياسية وشباب الثورة بالمجمع الحكومي بالمحافظة، لرفض وجود أي مليشيات مسلحة ومنع الاقتتال الطائفي في المحافظة. كما دعا المجتمعون أجهزة الدولة إلى القيام بدورها المنوط بها، وحذروا من التواطؤ العسكري والأمني مع مسلحي جماعة أنصار الله الحوثية، ومن عدم الاستجابة لطلبات أهالي المحافظة حيث هددوا باللجوء إلى وسائل أخرى لم يسموها للدفاع عن محافظتهم. كما خرجت مظاهرات حاشدة اليوم في محافظة تعز التي منعت الحوثيين من دخولها، مطالبين بوقف التوسع الحوثي في اليمن، مشددين على ضرورة عودة الحوثيين إلى معقلهم الرئيسي في محافظة صعدة. في الوقت نفسه شن تنظيم أنصار الشريعة التابع للقاعدة في جزيرة العرب هجوما ضد الحوثيين، حيث قاموا بعدة عمليات تفجيرية وانتحارية ضد تجمعات للحوثيين منذ سيطرتهم على صنعاء، كان آخرها تفجير في ميدان التحرير بالعاصمة صنعاء والذي أوقع أكثر من 45 قتيلا. كما قامت خلايا أنصار الشريعة باستهداف عدة قادة ميدانيين من جماعة أنصار الله الحوثية ومن اللجان الشعبية التابعة لهم في عدة محافظات، إما بالرصاص أو بعبوات ناسفة. وتخوض القبائل الصراع حاليا من خلال تحالفات تعقدها إما مع القاعدة او مع الحوثيين، حيث أعلنت قبيلة عنس تحالفها مع الحوثيين، محذرة من التحالف مع القاعدة في الوقت الذي تتحالف فيها قبائل البيضاءوإب مع القاعدة لمواجهة توسع الحوثيين العسكري في اليمن. الجدير بالذكر أن الحوثيين بدأوا حراكا عسكريا واسعا في اليمن للسيطرة على المحافظات المختلفة، وذلك بعد سقوط صنعاء العاصمة بأيديهم في الحادي والعشرين من سبتمبر الماضي، وذلك رغم اتفاق السلم والشراكة القاضي بسحب الحوثيين لمسلحيهم من العاصمة وإنهاء كافة المظاهر المسلحة في البلاد. واستولى الحوثيون على محافظة الحديدة الإستراتيجية التي تملك معظم الساحل الغربي لليمن وتعد المتحكم الرئيس بمضيق باب المندب، كما استولوا على البيضاء ونشروا مسلحيهم فيها، وكذلك محافظة إب التي استقال محافظها نتيجة سيطرة الحوثيين عليها، كما استقال مدير الأمن فيها بعد المواجهات التي اندلعت بين القبائل والحوثيين. وتشهد سيطرة الحوثيين على محافظاتاليمن وتوسعهم فيها، صمتا واستسلاما غير معهودين من قبل قوات الأمن والجيش في معظم المحافظات التي دخلوها، حيث تفيد تقارير أمنية أن هذا التوسع يجري بمساعدة من أنصار الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح في الأمن والجيش حيث ما زال يحتفظ بنفوذ قوي فيهما. وفي آخر حلقات توسع الحوثيين، أعلن مسلحو جماعة أنصار الله استيلاءهم بشكل جزئي على بلدة يريم في محافظة إب، وذلك رغم اتفاق التهدئة المعلن، حيث قاموا بتفجير منزل أحد مشايخ القبائل المعارضين لهم في المحافظة، وذلك بعد كمين استهدف قافلة عسكرية تابعة لهم نصبه قبائل المحافظة الرافضة لوجودهم فيها. وتكمن أهمية البلدة في كونها الرابط الأساسي بين العاصمة صنعاء وبين محافظات الجنوب مثل إبوتعز، وتتحكم بطرق الإمدادات من معقلهم في محافظة صعدة شمالا إلى المحافظات التي يتوسعون فيها جنوبا.