تظاهر آلاف من أنصار الحراك الجنوبي الانفصالي في اليمن أمس الجمعة في مدينة عدن (جنوب) للتأكيد على مطلبهم الرئيسي، باستعادة الدولة الجنوبية التي توحدت مع الشمال في 22 مايو 1990. وتنتهي غدا الأحد المهلة التي حددتها فصائل انفصالية متشددة لمغادرة المواطنين الشماليين من جميع مدن وبلدات الجنوباليمني المضطرب منذ مارس 2007 على خلفية اتهامات للشماليين باحتكار الثروة والسلطة. وأدى آلاف الجنوبيين أمس صلاة الجمعة في ساحة العروض الحكومية في مديرية «خور مكسر»، شرق عدن، فيما سُمي ب «جمعة الاستقلال». كما شيعوا بعد صلاة الجمعة جثمان الناشط في الحراك الجنوبي، سعيد اليافي، الذي توفي مؤخرا متأثرا بإصابته بطلق ناري خلال صدامات مع القوات الحكومية في عدن أواخر أكتوبر. وفي وقت لاحق مساء الجمعة، اكتظت ساحة العروض بقرابة خمسة آلاف من مؤيدي الحراك الجنوبي توزعوا على مئات الخيام المنصوبة في غالبية أجزاء الساحة التي رفعت فيها بكثرة أعلام ما كان يسمى ب«جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية» التي كانت تحكم الجنوب. وقال الناشط في الحراك الجنوبي، علي ناجي سعيد، ل(الاتحاد) إنه وصل قبل يومين إلى مدينة عدن قادما من محافظة الضالع «للمشاركة في المسيرة المليونية يوم 30 نوفمبر» التي ذكر أنها ستكون «محطة هامة» في التصعيد الاحتجاجي ضد نظام صنعاء وصولاً إلى استعادة الدولة الجنوبية. وأشار إلى المطلب الحالي للمعتصمين يتمثل في اندماج قيادات الفصائل الجنوبية في كيان واحدة خلال موعد أقصاه غدا الأحد «ما لم فإن المعتصمين سينتخبون قيادة موحدة». وقال «ليس هناك برنامج محدد لفعالية 30 نوفمبر والأنباء التي تحدثت عن مخطط للسيطرة على المؤسسات الحكومية واقتحام المعسكرات كذب وافتراء»، نافيا أيضا أن يكون التصعيد الاحتجاجي للحراك موجها ضد الشماليين المتواجدين في الجنوب. وأضاف:«لن يكون هناك اعتداء ضد أحد ولن تكون هناك أعمال عنف. التصعيد الاحتجاجي يستهدف بدرجة رئيسية القيادات الجنوبية المتصارعة»، مشيرا إلى أن خطيب صلاة الجمعة في ساحة العروض أكد «سلمية نضال شعب الجنوب»، وحذر من اقتحام المؤسسات الحكومية باعتبارها ممتلكات للشعب الجنوبي. وكان وزير الدفاع تفقد الخميس عددا من الألوية القتالية في محافظة شبوة (جنوب شرق) في إطار زيارته الحالية لمعسكرات الجيش في البلاد. وشدد اللواء الصبيحي خلال لقائه منتسبي اللواء 107 مشاه واللواء الثاني مشاة جبلي واللواء الثاني مشاة بحري في شبوة، على ضرورة «التحلي باليقظة والجاهزية وصيانة الأسلحة والمعدات وتعزيز الانضباط واحترام التسلسل القيادي والأقدمية». ودعا الجنود إلى «نبذ كل أشكال الاختلالات في العمل العسكري المتسم بالانضباط الصارم»، وحث قادة هذه الألوية على «على الاهتمام بحياة المقاتلين المادية والمعيشية والتدريبية وبما يمكن من بناء جيش مهني محترف بعيداً عن كل الانتماءات والعصبيات المقيتة كالمذهبية والمناطقية والقبلية والجهوية وغيرها». إلى ذلك، نفى الناطق الرسمي للجيش اليمني، العميد الركن سعيد الفقيه، الأنباء التي تحدثت عن اقتحام المتمردين الحوثيين مطار مدينة تعز (وسط) وذلك غداة سيطرة الجماعة المسلحة على مدينة «القاعدة» التي تبعد إلى الشرق كيلومترات فقط عن تعز، ثاني كبرى المدن اليمنية من حيث عدد السكان. وقال العميد الفقيه، في بيان رسمي، إن تلك الأنباء التي تناقلتها بعض وسائل الإعلام عارية تماماً عن الصحة ولا وجود لها على ارض الواقع«، داعيا وسائل الإعلام إلى »الابتعاد عن اثارة مثل هذه الأخبار وعدم الترويج للأكاذيب التي تستهدف تعكير صفو الاحتفالات« بالعيد الوطني لاستقلال الجنوب عن الاحتلال البريطاني في 30 نوفمبر 1967. وكان مصدر عسكري في الجيش اليمني أكد في وقت سابق ل (الاتحاد) سيطرة المتمردين الحوثيين الخميس على مدينة القاعدة التي تقع في الضواحي الشرقية لمدينة تعز، مشيرا إلى أن الحوثيين سيطروا أيضا على منطقة السيناني التي تبعد نحو 10 كيلومترات عن مطار تعز. وذكر مسؤولون محليون أن قافلة مؤلفة من 16 آلية تنقل حوالى 200 عنصر مسلح بالرشاشات دخلت خلال الليل إلى ضاحية مدينة تعز وانتشروا في منطقة غير بعيدة من المطار والإذاعة المحلية. وكان الحوثيون الذين يطلقون على انفسهم اسم انصار الله استولوا منتصف أكتوبر على مدن رئيسية في وسط وغرب البلاد، لكنهم لم يدخلوا إلى مدينة تعز التي تبعد 250 كلم جنوب غرب العاصمة بموجب اتفاق مع السلطات المحلية. وقال مصدر قريب من جماعة الحوثيين لوكالة فرانس برس إن «هذا الاتفاق لم يعد قائما لأن السلطات المحلية لم تف بالتزاماتها باعتقال 14 متطرفا في محافظة تعز». وقالت وزارة الداخلية عبر موقعها الإلكتروني إن ثلاث عبوات ناسفة انفجرت، الخميس، في مدن ذمار (وسط) مأرب (شرق) وأبين (جنوب) دون أن تسفر عن أي إصابات أو ضحايا بشرية.