تمثل الأسماك بالنسبة إلى العديد من الفقراء و ذوي الدخل المحدود على حد سواء الملاذ المفضل للحصول على بروتينات رخيصة نظرا لتنوعها ورخص ثمنها فضلا عن تنامي الوعي بالفوائد الصحية العديدة التي تحتويها . في سوق البليلي المركزي لبيع الأسماك في العاصمة صنعاء يتجول العشرات من المواطنين بين محلات البيع المتعددة للبحث عن الأنواع المفضلة لديهم،فيما كان أربعة عمال يقومون بعمليات إنزال اسماك من شاحنة كبيرة وصلت للتو من محافظة الحديدة الساحلية. يقول أحد العمال ويدعى عبدالله فتيني "إن السوق يشهد يوميا ارتفاعا في حجم المبيعات وان العديد من المشترين الجدد يتوافدون إليه بشكل يومي خصوصا في الساعة الحادية عشرة ظهرا وحتى الثانية بعد الظهر موعد تناول وجبة الغداء" ولم يحدد فتيني كمية الأسماك التي تباع في هذا السوق إلا أن العام 2013 سجلت فيه بلادنا مبيعات قياسية بلغت نحو 109 آلاف طن بقيمة 299 مليون دولار حسب إفادة موقع وزارة الثروة السمكية على شبكة الانترنت. وتوقع هذا العامل أن تشهد مبيعات الأسماك في السواق المحلية العام الحالي نموا بنسبة تتخطي 10 بالمائة مقارنة بالعام الماضي مع قيام العديد من الشباب بفتح مراكز بيع جديدة خصوصا في العاصمة صنعاء حيث يتنامى الطلب على الأسماك بصورة كبيرة نظرا لأسعارها الجيدة وفوائدها الصحية مقارنة باللحوم الحمراء التي يبلغ فيها سعر الكيلو ما يربو عن 2200 ريال . ولوحظ بالفعل العديد من مراكز الأسماك الصغير تفتح أبوابها في بعض الأسواق الشعبية في العاصمة حيث يتولى بائعين في سوق البليلي تزويد المراكز الجديدة بالكميات التي تحتاجها من الأسماك دون الحاجة لآن يذهب ملاكها إلى السوق بشكل يومي لشرائها. يقول نشوان الحميدي أحد ملاك مراكز البيع الصغيرة أن بيع الأسماك تعد مجدية جدا بالنسبة له خصوصا في هذه الأيام شديدة البرودة حيث يفضل الكثير من الموطنين الحصول على بروتينات صحية ورخيصة الثمن ومتعددة الأنواع . يضيف الحميدي الذي كان يعمل بائعا للمواد الغذائية بالجملة أن الطلب المتزايد على الأسماك بالنظر إلى جودة أسعارها وتنوع طريقة تحضيرها يوفر ربحا متميزا وسريعا فضلا عن أن العمل في بيع الأسماك لا يستغرق سوى ساعات قليلة تمتد من الساعة الحادية عشر ظهرا حتى الثالثة عصرا مقارنة بعمله السابق و الذي كان يتطلب منه العمل منذ الصباح حتى الثانية عشر ليلا. أما عامر الشميري فيؤكد ن الطلب على الأحياء البحرية يشهد تزايدا غير عادي هذه الأيام حيث يتباين اختيار الزبائن لكل نوع بحسب الطريقة التي يفضل تناولها ،فهناك أنواع معينة يكون طعمها لذيذا إذا تم تحضيرها بالشواء في حين أن أنواع أخرى يفضل قليها بالزيت . ويضيف الشميري الذي يعمل في محل لبيع الأسماك"مع ارتفاع أسعار اللحوم فضل البعض من الزبائن شراء الأسماك للحصول على بروتينات رخيصة الثمن حيث يبلغ سعر الكيلو في أنواع معينة منها 400 ريال مقارنة بأسعار اللحوم التي يتجاوز سعر الكيلو الواحد 2000 ريال . ويفضل العديد من المواطنين شراء الأسماك على اللحوم لفوائدها الصحية المتعددة خصوصا الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع في الكولسترول والضغط والسكر والذين يتلقون نصائح من الأطباء الذين يشرفون على حالاتهم بتناول الأسماك بدلا عن اللحوم الحمراء المشبعة بالدهون. ومثلما هو الحال بالنسبة إلى محمد الانسي الذي يعاني من ارتفاع في الضغط فأنه يحرص على تناول الأسماك متى ما رغب في ذلك بدلا من اللحوم فهو اعتاد على سماع نصائح طبيبه المعالج بتجنب تناول اللحوم والاكتفاء بالأسماك المحضرة بالفرن . لكن هناك من يشكوا من ضآلة المعروض في الوقت الحالي واقتصارها على أنواع محددة مثل "البياض والباغة" مع توجه عدد من التجار المحليين إلى تصدير الأسماك إلى الأسواق العربية نظرا لما تمثله من مردود مالي جيد مقارنة بعوائدها المالية في الأسواق المحلية. يقول الحميدي أن تجار كبار ينشطون في تجارة الأسماك يعتزمون زيادة الكميات المصدرة إلى الخارج بعد أن بدأت الأسماك المستوردة من بلادنا تأخذ شهرتها بين المستهلكين العرب وبدأ الطلب عليها يشهد إقبالا كبيرا لاسيما في المملكة العربية السعودية و الأردن . وبحسب إفادة تقارير صادرة عن وزارة الثروة السمكية فإن المملكة العربية السعودية تأتي في طليعة الدول العربية المستوردة للأسماك اليمنية تليها مصر عمان ألأردن مما يجعل الصادرات السمكية تحتل المركز الثاني في قائمة السلع المصدرة للخارج بعد المشتقات النفطية. وتفيد التقارير أيضا أن بلادنا جنت خلال الربع الأول من العام الماضي ما يربو على 57 مليون و428 ألف دولار كعوائد مالية مجزية من صادرات الأسماك اليمنية إلى الخارج.