أكد الدكتور محمد الصبري، عضو اللجنة المركزية للتنظيم الوحدوي وعضو مؤتمر الحوار الوطني السابق في اليمن، أنه «لا مجال للحوار في بلاده تحت تهديد سلاح الجماعة الحوثية»، مشددا على أن «الشعب اليمني لن يرضخ للتهديد ومنطق القوة». ورفض السياسي اليمني تسمية اللقاء الذي جمع مبعوث الأممالمتحدة بالأحزاب السياسية والحوثيين ب«المفاوضات»، مؤكدا ل«الشرق الأوسط» أن «اللقاء ليس إلا مشاورات بعيدة كل البعد عن التفاوض». وشدد الصبري الذي يعمل قياديا أيضا في اللقاء المشترك، على أن «المفاوضات لا تتم بالإجبار»، وهو ما فعله الحوثيون، الذين عمدوا إلى تهديد الأحزاب وإجبارهم على التفاوض بالقوة. وقال إن التفاوض مع استخدام التهديد، هو ما استدعى عبد الله نعمان، أمين عام التنظيم الناصري، وممثل الإصلاح، للانسحاب من المؤتمر الذي يرعاه جمال بن عمر، مبعوث الأممالمتحدة لليمن، لإيجاد حل للأزمة السياسية، لعدم قبوله التهديد، وتذكيرهم بأن الأحزاب أتت للحوار وفق وعود من المبعوث الأممي. وذهب إلى أن السلاح لا يمكن أن يجتمع مع الحوار على طاولة واحدة، وأن الهدف من وجود حزب الإصلاح بالأمس مع الحوثيين هو إزالة كل الأسباب التي أدت إلى الفراغ الدستوري في اليمن، وهو الموقف الذي دعا إليه الجميع. ووصف جماعة الحوثي بأنها غير ملتزمة بالاتفاقات، وأن الحل الوحيد هو إزالة التنظيم الحوثي للأسباب التي أدت لفراغ السلطة وفراغ الدولة إضافة لفراغ العاصمة، وعودة الرئيس الشرعي عبد ربه هادي منصور، أو مجابهة فعلهم باستعادة ثورة فبراير (شباط) وهو ما رجح حدوثه فعلا. ورأى الصبري أن «استعادة الثورة لن يحدث ضررا أكثر مما هو موجود في الفترة الحالية»، مؤكدا أن عودة الشعب اليمني للميادين والساحة للتظاهر من شأنه أن «يمنع الانقسام وأشياء كثيرة». وعن موقف جمال بن عمر مما يحدث، بيّن الصبري أن «المبعوث الأممي حقق نجاحات حتى 21 سبتمبر (أيلول) الماضي، فسقوط صنعاء في هذا التاريخ أسقط بن عمر وأسقط الحوثيين ومجلس الأمن وقراراته ولم يسقط صنعاء فقط». وأكد أن الحوثيين أمام شعب يمني متحرك لا يمكن له أن يذعن وأن يرضخ لما حدث، وأنه كفيل بإسقاط النظام الحوثي، وهو أمر الإيمان به قوي جدا، مستشهدا بما فعله اليمنيون بحكم الرئيس السابق علي عبد الله صالح الذي كان يمتلك الجيش والمال والعلاقات الخارجية، أما الميليشيات الحوثية الخارجة عن التاريخ لن يمكنها الصمود 6 أشهر. وطالب العالم ودول الجوار بدعم الشعب اليمني، في ظل الأوضاع الاقتصادية الحالية وتمر به البلاد من مرحلة خطيرة، مشددا على «أهمية فرض العقوبات على الحوثيين وعلى الرئيس السابق علي عبد الله صالح في آن واحد». وفي السياق ذاته، أكد الأمين العام للتنظيم الوحدوي الشعبي الناصري، عبد الله نعمان محمد، ل«الشرق الأوسط»، أن «ما رددته بعض وسائل الإعلام عن حدوث اشتباكات بالأيدي مع أحد ممثلي جماعة الحوثيين، أمس، بعيد عن الصحة». وأوضح أنه انسحب من اجتماع القوى السياسية بعد تهديده من قبل مهدي المشاط، أحد ممثلي جماعة الحوثي، الذي أراد فرض خيارات الجماعة بالقوة دون اعتراض من أحد، وبعد رفضهم سحب ما أسموه ب«الإعلان الدستوري». وشدد نعمان على عدم القبول بالحوار تحت التهديد مركزا على ضرورة سحب الإعلان الدستوري للانقلابيين وإنهاء كل الإجراءات الباطلة التي ترتبت عليه، والإفراج عن المعتقلين الذين تعتقلهم الميليشيات المسلحة والكشف عن المخفيين قسرا.