تمكنت المقاومة الشعبية وسط الضالع، شمال عدن، من شن هجمات نوعية على ميليشيات الحوثي المسنودة بقوات موالية للرئيس الأسبق، مكبدة إياها خسائر فادحة في العتاد والأرواح، وزادت هذه العمليات القتالية إثر استئناف طيران التحالف غاراته في جبهة الضالع، بينما تتصدر الإغاثة الإنسانية القضايا الحياتية الأخرى، إذ كانت باخرة الهلال الأحمر الإماراتي قد بينت مقدار المعاناة الإنسانية التي يعيشها السكان نتيجة الحرب وكذا الحصار المفروض على المدينة التي لم تصل إليها غير سفينة واحدة رغم اهتمام الرأي العام الداخلي والخارجي بمسألة إيصال المساعدات الإنسانية إلى السكان، وبذات القدر كانت المنحة الوحيدة قد أحدثت حالة من السخط والتذمر بين السكان المحليين، وهو ما استدعى من الجهات المسؤولة أو العاملة على الإغاثة المسارعة إلى تبيان حقيقة ما حدث. وقالت مصادر محلية في محافظة الضالع، شمال عدن، إن طيران التحالف قصف منتصف ليل قبل أمس الثلاثاء مواقع للميليشيات وقوات اللواء 33 مدرع شمال مدينة الضالع، وقال مصدر في المقاومة الشعبية ل«الشرق الأوسط» إن الطيران كان قد أغار على مواقع جبل السوداء ومدرسة الوبح ومحطة الشنفرة وسط الطريق العام بين مدينتي الضالع وقعطبة، وأضاف المصدر أن الميليشيات وقوات صالح كانت قد حشدت تعزيزات لها إلى هذين الموقعين المستهدفين من طيران التحالف. وقبل غارة الطيران كانت المقاومة في منطقة الوبح وسط الضالع قد نفذت عصر أول من أمس عملية نوعية أسفرت عن تدمير دبابة وطقم ومقتل أفراد الطاقمين، وذلك إثر استهدافهما بمدفعية بي 10، وقال مصدر في المقاومة ل«الشرق الأوسط» إن الغارات لحقها اشتباكات بين أفراد المقاومة وميليشيات الحوثي المدعمة بقوات اللواء 33 مدرع، وأشار إلى أن القصف كان قد كبد الميليشيات خسائر في العتاد والأرواح، ولفت إلى أن الاشتباكات التالية لقصف الطيران أسفرت عن مقتل وجرح قرابة العشرين من بينهم ثلاثة قتلى وثلاثة جرحى من جهة المقاومة. يذكر أن الميليشيات الحوثية وقوات صالح كانت قد أقدمت ظهر الاثنين على اختطاف ثلاثة فتيان وهم صدام علي صالح وأمين أحمد قاسم وسمير محمد علي، وتم اعتقالهم من سوق سناح (20 كلم شمال مدينة الضالع). إلى ذلك أكد عدد من مواطني الشيخ عثمان بمنطقة السيلة بعدن ل«الشرق الأوسط» عن كميات كبيرة من السلال الغذائية المقدمة من جمعية الهلال الأحمر الإماراتي تباع في السوق السوداء. وقال مصدر في السلطة المحلية في مدينة الشيخ عثمان ل«الشرق الأوسط» إن الآلاف من السلال الغذائية تباع في السوق السوداء بمنطقة السيلة بأسعار متراوحة وغير ثابتة. وأفاد عدد من شباب في مدينة البريقة غرب عدن بأن مجموعة مسلحة تتبع شيخ قبلي كانت قد توافدت إلى ميناء البريقة وقامت بأخذ كميات كبيرة من المواد الغذائية بقوة السلاح، وأشار الشباب إلى أن نحو عشرين ألف سلة غذائية تم الاستيلاء عليها ونهبها بقوة السلاح من قبل الشيخ القبلي واتباعه. وأشار هؤلاء في أحاديثهم ل«الشرق الأوسط» بمشاهدتهم لرجال مسلحين يعتقد بتبعيتهم لشيخ قبلي سبق أن اتهم بالسطو على سلاح وهم يقومون ببيع المواد الغذائية المقدمة من الهلال الأحمر الإماراتي لإغاثة السكان في عدن. وقال ناشطون في حملات الإغاثة الإنسانية بعدن إنهم فوجئوا عند تلقيهم بلاغات من الأهالي تؤكد بوجود مواد بكميات كبيرة تحمل علم الإمارات وتباع في السوق السوداء بمنطقة السيلة بالشيخ عثمان ومناطق أخرى. من جهته أكد مجلس المقاومة في عدن أن دوره منحصر في التنسيق والاتصال وأيضا التأمين للإغاثة وتنزيلها بينما مسألة توزيعا أسندت إلى ائتلاف الإغاثة الشعبية المتشكل من الجمعيات الخيرية والمنظمات الإنسانية والمجتمعية، وهذه المهمة المنوطة بالائتلاف تم الاتفاق حولها مسبقا بين قيادة مجلس المقاومة قيادة المنطقة والأمن والسلطة المحلية وبين هذا التكتل الشعبي الإغاثي، ولفت بيان مجلس المقاومة الذي حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه إلى أن مدينة عدن تعيش وضعا إنسانيا ومعيشيا صعبا، وأشار البيان إلى ضرورة التحلي بالانضباط والتعاون مع ائتلاف الإغاثة، ونوه بأن أكبر دعم للمقاومة الشعبية يتمثل بإغاثة السكان وإيصال هذه الإغاثة إلى مستحقيها.