حققت قوات المقاومة الشعبية التابعة للرئيس اليمني «عبد ربه منصور هادي» تقدما عسكريا كبيرا إثر خوضها مواجهات عنيفة مع المسلحين الحوثيين الذين خرقوا الهدنة المعلنة من قبل الأممالمتحدة، التي بدأت منتصف ليل الجمعة مما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى من جانبهم، بحسب مصادر ميدانية. وذكرت المصادر أن «قوات الجيش الموالي للشرعية وقوات المقاومة الشعبية حققوا تقدما كبيرا في شارع الستين الاستراتيجي المحيط بمدينة تعز (وسط) والذي كان يسيطر عليه المسلحون الحوثيون منذ اقتحامهم لبعض مناطق الأطراف حول مدينة تعز». واتهم الناطق الرسمي باسم المجلس العسكري في تعز العميد الركن «سمير الحاج» المسلحين الحوثين بخرق الهدنة الإنسانية منذ الساعات الأولى. وقال في تصريحات صحفية إن «المسلحين الحوثيين خرقوا الهدنة الإنسانية التي أعلنتها الأممالمتحدة منذ الساعات الأولى ما اضطر قوات المقاومة إلى مجابهتها والرد عليها بقوة غير متوقعة من قبلهم». وأضاف أنه «بعد أقل من نصف ساعة من الوقت الذي حددته الأممالمتحدة لبدء الهدنة الإنسانية قامت ميليشيا الحوثي وقوات عبدلله صالح بالقصف المكثف على كل المواقع التي تسيطر عليها قوات المقاومة وخصوصا في منطقة الضباب وجبل الجرّة». وتابع أن ميليشيا الحوثي وقوات «صالح» قامت بعد دخول الهدنة حيز التنفيذ بعمليات قصف شديدة على مواقع المقاومة، ما اضطر قوات المقاومة الشعبية والقوات المسلحة الموالية للشرعية إلى الرد على القصف الحوثي الذي يعتبر «عدوانا» في وقت هدنة وخرقا لالتزاماتها القانونية والأخلاقية والإنسانية في مثل هذه الظروف، بحد قوله. وأشار «الحاج» إلى أنه نتيجة لذلك حققت المقاومة تقدما عسكريا كبيرا وسيطرت قواتها على معظم شارع الستين الاستراتيجي ومحاصرة نقطة الذكرة كما تحركت في اتجاه نقطة مفرق المخلاف، وهو أحد المداخل الرئيسية المهمة لمدينة تعز من قبل مخلاف شرعب التي تلعب دورا مهما في رفد المقاومة الشعبية بالمقاتلين. وأوضح أن قوات المقاومة دمرت آليات عسكرية تابعة للحوثيين في أكثر من جبهة وهو ما تسبب في تراجع المسلحين الحوثيين عن المواقع العسكرية التي كانوا يتمركزون فيها في مداخل المدينة. وتوقّع حصول مفاجآت عسكرية على الأرض قريبا في العديد من المناطق المحيطة بمدينة تعز. وقالت مصادر محلية في المدينة، إن 13 من الحوثيين قتلوا وأصيب 85 في المواجهات في مناطق متفرقة من تعز، وفقا لمواقع يمنية محلية. كما قتل 7 أشخاص وجرح 54 آخرين، أغلبهم من المدنيين، في قصف عشوائي قام به الحوثيون وقوات صالح على الأحياء السكنية في تعز. وفي محافظة مأرب، قتل نحو 13 مسلحاً من ميليشيات الحوثي وقوات «صالح» في مواجهات متفرقة في عدد من جبهات القتال بالمحافظة. كان المتحدث باسم تحالف «عاصفة الحزم»، الذي تقوده السعودية ضد الحوثيين العميد ركن «أحمد عسيري»، قد اعلن أن الهدنة التي أعلنت عنها الأممالمتحدة في اليمن غير ملزمة لقوات التحالف لعدم وجود التزام من الجانب الحوثي، ولافتقارها لآلية تُعنى بتطبيقها. وأعلنت الأممالمتحدة الخميس، عن «هدنة إنسانية غير مشروطة» في اليمن تبدأ من يوم الجمعة (الماضي) وتستمر حتى نهاية شهر رمضان (سيكون على الأرجح في 17 تموز/يوليو الجاري)، وقال المتحدث باسم الأممالمتحدة «ستيفان دوغريك» إن الرئيس اليمني «عبدربه منصور هادي» «نقل موافقته على هذه الهدنة إلى قوات التحالف». لكن الأطراف على الأرض لم تلتزم بهذه الهدنة؛ حيث شهد اليمن، صباح أمس السبت، معارك عنيفة وغارات جوية لتحالف «عاصفة الحزم»، على مواقع المتمردين الحوثيين، الذين قصفوا أحياء سكنية في تعز . وقبيل بدء سريان الهدنة المعلنة، شكك زعيم المتمردين في اليمن، «عبد الملك الحوثي»، في نجاحها.