في وقت تسعى فيه المقاومة الشعبية إلى التقدُّم على أكثر من جبهة بعد وصول دفعة جديدة من التعزيزات السعودية شملت أسلحة ثقيلة ومقاتلين بالآلاف دربتهم الرياض، لفت مصدر سياسيّ إلى أنَّ هناك تقدّما في المفاوضات «السرية» الجارية في مسقط بين المبعوث الأممي ووفدي جماعة «أنصار الله» وحزب «المؤتمر الشعبي العام». ويقوم المبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد بزيارات مكوكية بين الأطراف اليمنيين، ومنهم مندوبو «أنصار الله» في سلطنة عُمان ضمن مساعٍ تهدف إلى تأمين انسحاب ميليشيات الحوثي وصالح من المدن التي يسيطرون عليها، والحفاظ على عاصمة اليمن الأثرية من معركة أخيرة مُدمِّرة، وفق مصادر سياسية. في هذا الصدد، نقلت «رويترز» عن سياسي يمني قوله، إنَّ «هناك تقدُّما كبيرا في المفاوضات الجارية في مسقط»، مضيفاً أنَّ «الحوثيين وافقوا على خطة المبعوث الدولي، ومن المتوقَّع أن تردّ الحكومة غداً». وفيما تراوح الجهود الديبلوماسيَّة مكانها، وصلت دفعة جديدة من الأسلحة الثقيلة وكميَّات كبيرة من الذخائر إلى محافظة شبوة شرق اليمن، قادمة من السعودية لتعزيز القدرات القتاليَّة للمسلحين الموالين لعبد ربه منصور هادي، بحسب مصادر موالية. وكانت دفعة من الدبابات وراجمات الصواريخ والمدفعية وكاسحات الألغام قد وصلت إلى ميناء بلحاف، يوم الثلاثاء الماضي، بحسب المصادر العسكرية التي قالت إنَّ قرابة 1500 مقاتل يمني تم تدريبهم في الآونة الأخيرة في السعودية قبل أن يشاركوا في المعارك في المحافظة التي أعلنوا سيطرتهم عليها، أمس الأول، بعد قتال عنيف راح ضحيته المئات. لكنَّ مسؤولاً عسكرياً قال لوكالة «فرانس برس» إنَّ ميليشيات الحوثي وصالح انسحبوا من المحافظة بعد الاتفاق على خروجهم سالمين منها. وأفاد الناشط السياسي في شبوة سالم العولقي، بأنَّ «المحافظة سُلِّمت» لقوات «الحراك الجنوبي». وفي رواية أخرى، أكَّد المتحدث باسم الجيش اليمني العميد الركن شرف غالب لقمان أنَّ الجيش و «اللجان» لم ينسحبوا من شبوة، لكنَّهم بصدد تنفيذ عملية إعادة انتشار جديدة. من جهتها، أعلنت مصادر قبلية أنَّ قائداً في الجيش، اتّفق مع «قوات القبائل» على الانسحاب من عتق عاصمة المحافظة، بعد أسبوع من المعارك العنيفة في جميع أنحاء شبوة، بينما قال حوثي إنَّه «حسب الاتفاق مع القبائل، التي تعهَّدت بعدم السماح لأفراد القاعدة بالتواجد في عتق، تم تسليم المدينة للقبائل». وذكر شهود أنَّهم شاهدوا آليات عسكرية تنسحب شمالاً من عتق صباح أمس الأول، فيما تقدَّم المسلحون الموالون لهادي في المدينة في رتل من الدبابات والمركبات المدرعة التي زودهم بها «التحالف». وفي حال تأكَّدت الروايات عن سيطرة المقاومة الشعبية على محافظة شبوه، فإنَّ ذلك يمثِّل خطوة هامة لاستعادتهم السيطرة على محافظاتمأرب والجوف وصعدة، بحسب قيادات عسكرية موالية لهادي. في موازاة ذلك، يحاول المسلحون التقدم باتجاه مدينة تعزالجنوبية، والتي يعتبرونها بوابة العاصمة التي يسيطر عليها «أنصار الله» منذ أيلول العام الماضي. وسيطرت المقاومة الشعبية، خلال اليومين الماضيين، على مقرات مخابرات الأمن السياسي والسلطة المحلية والشرطة وموقع جبل صبر الإستراتيجي في المدينة، بحسب قائد ميداني موالٍ لهادي. ويستعد هؤلاء للتقدُّم باتجاه مأرب للسيطرة عليها، وفقاً لقائدٍ ميداني ذكر أنَّ حوالي 1800 مقاتل، مزودين بأسلحة ثقيلة ومتطورة نُقلت إليهم من السعودية، يستعدون للتوجه إلى المحافظة، حيث كثّف طيران «التحالف» غاراته، مستهدفاً مناطق الزور والدشوش (غرب)، بالإضافة إلى موقعين آخرين في منطقتي الفاو والحفينة جنوب غرب المدينة. وتم استهداف مواقع للحوثيين وقوات صالح في محافظة الحديدة غرب اليمن، بالتوازي مع اقتراب البوارج البحرية التابعة ل«التحالف» من ميناء المدينة، تمهيداً للسيطرة عليه. وفي حال تمكنت قوات التحالف من السيطرة بشكل كامل على محافظتي تعزوالحديدة، اللتين تضمان ثلاثة موانئ هي (الحديدة، والصليف، والمخاء)، بالإضافة إلى مضيق باب المندب الإستراتيجي، فإنَّ ذلك سيعني فقدان الحوثيين سيطرتهم على جميع المنافذ البحرية. وشنَّ طيران «التحالف»، فجر أمس، غارات عنيفة على قاعدة الديلمي الجوية في العاصمة صنعاء، ما أدى إلى اندلاع حرائق كبيرة في القاعدة الجوية التي تقع في محاذاة مطار صنعاء المدني، وفق شهود. كما قصفت المقاتلات محافظة البيضاء، ودمرت 13 عربة عسكرية تابعة لميليشيات الحوثي ، مخلفةً عدداً من القتلى والجرحى، وفق مسؤولين عسكريين. («السفير»، رويترز، أ ف ب، «الأناضول»)