تبدأ خلال أيام مفاوضات "جنيف2" بين طرفي الصراع الحالي في اليمن، وسط أمال كبيرة من اليمنيين أن تؤدي هذه المفاوضات لإنهاء الحرب الدائرة منذ حوالي 8 أشهر ، فيما يرى مراقبون أن سقف الرهان على المفاوضات في ظل الوضع على الأرض يجب ألا يكون عاليًا، وعلى الرغم من الكشف عن تشكيل الفريق الحكومي اليمني المتوجه لجنيف للتفاوض إلا أن المواجهات العنيفة بمحافظة تعز لا تزال مستمرة، فيما لم يقدم الحوثيون "الشيعة المسلحة" أي دليل يثبت جديتهم وفقًأ لتصريح وزير الخارجية اليمني. وعلى الجانب الميداني، تصاعدت المواجهات بين المقاومة الشعبية ومليشيا الحوثي بتعز، بالتزامن مع استمرار جرائم الحوثيين بالمحافظة المنكوبة، فيما تواصل دعم قوات التحالف للمقاومة الشعبية من خلال القصف الجوي على عدة مواقع تابعة للحوثيين في تعزوالحديدة وتهامة، بالإضافة للدعم العسكري الميداني. تشكيل الفريق الحكومي المشارك ب"جنيف 2" كشفت مصادر يمنية عن الفريق الحكومي المشارك في مفاوضات جنيف مع وفدي الحوثي والمخلوع صالح،آ في محاولة لحل الأزمة اليمنية، منتصف الشهر الحالي عقب إقرار الرئيس اليمني، عبدربه منصور هادي للتشكيل أمس الثلاثاء خلال اجتماعه مع الهيئة الاستشارية. وأشارت المصادر، في تصريحات لشبكة العربية، أن الفريق الحكومي سيكون برئاسة عبدالملك المخلافي وعضوية مستشاري الرئيس هادي، وهم أحمد عبيد بن دغر وعبدالعزيز جباري ومحمد العامري وياسين مكاوي وخالد باجنيد وزير العدل، ومحمد السعدي وزير الصناعة والتجارة. كما تم تشكيل فريق فني مساعد للفريق الحكومي وفقًا للمصادر يتكون من عبدالله العليمي وعزالدين الأصبحي وشايع محسن ومعين عبدالملك. وسيتولي الفريق الفني وضع خارطة طريق لتنفيذ قرار مجلس الأمن 2216. وقال رئيس وفد التفاوض الحكومي اليمني، عبدالملك المخلافي، إنه لا تأكيدات حتى الآن حول عزم القوى الانقلابية على المشاركة بجدية في المفاوضات التي يعتزم عقدها بوساطة أممية، مشيراً إلى أن الحكومة تسعى للسلام، وهي مستعدة للحوار، وستقدم كل ما هو ممكن من أجل إنجاحها. ويرى مراقبون أن المراهنة على التفاوض ليست بالكبيرة خاصة مع التطورات العسكرية الحالية ولحالة عدم الثقة بين الطرفين. وتناور مليشيات الحوثي وصالح محاولين الالتفاف على القرارات الدولية،آ وفقًا لما صرح به وزير الخارجية اليمني رياض ياسين، مضيفًا أنهم لم يقدموا حتى اللحظة ما يؤكد مصداقيتهم مشيراً إلى محاولات الحوثيين استعادة مواقع في الجنوب، إضافة إلى قصفهم المستمر للمدنيين في تعز. وفي السياق ذاته ورغم الاستعداد للتفاوض إلا أن العمليات العسكرية مستمرة بقوة على الأرض خاصة في محافظة تعز، حيث أعلن مصدر عسكري يمني أن المقاومة الشعبية والجيش الوطني قريبان من تطهير محافظة تعز من الميليشيات الانقلابية. وأضاف المصدر، في تصريح لجريدة الشرق الأوسط، أن "المقاومة الشعبية والجيش الوطني في المراحل الأخيرة لتطهير تعز بشكل كامل بمساعدة قوات التحالف التي قدمت الدعم بالعتاد والأسلحة النوعية للمقاومة والجيش، وكذا من خلال تغطيتها الجوية والمباشرة ضد المواقع وتجمعات ومخازن ميليشيات الحوثي وصالح". استمرارآ المعارك العنيفة بتعز ميدانيًا وفي إطار سعيهم لتطهير محافظة تعز من التواجد الحوثي، قامت المقاومة الشعبية بالمحافظة والجيش اليمني الوطني برفع الحالة القتالية في جميع جبهات القتال الشرقية والغربية، خصوصا بعد وصول قوات عسكرية وعتاد ومدرعات عسكرية نوعية من قوات التحالف العربي بقيادة السعودية. وتزامن رفع الجيش والمقاومة من جهازيتهم مع المواجهات العنيفة بين المقاومة ومليشيا الحوثي والقوات الموالية للرئيس المخلوع علي عبد الله صالحآ . وأشارت مصادر يمنية إلى انسحاب المقاومة الشعبية من منطقة صبر الأقروضآ وتقدم المليشيات اتجاه منطقة المطالي بتعز عقب نفاذ ذخيرتها في المواجهات العنيفة التي شهدتها المنطقة، مشيرة إلى تقدم المقاومة في مواقع أخرى تابعة للحوثيين وسيطرتهم عليها. وقام طيران التحالف العربي بقيادة السعودية بشن غارات مكثفة ضد مواقع ميليشيات الحوثي وقوات صالح في تعز، ما كبد الميليشيات خسائر فادحة في الأرواح والعتاد. وتركزت الغارات على تجمعات عسكرية تابعة لمليشيات الحوثي والموالين لصالح في المخا الساحلية، وتجمعات تسللت إلى النقيل في عزلة الأقروض بجبل صبر، مع التحليق المكثف لطائرات التحالف فوق جبل صبر وسماء تعز بشكل عام. وفي سياق متصل، تمكنت المقاومة الشعبية بتعز من إحباط محاولة تهريب أسلحة لمليشيا الحوثي، حيث قامت فجر اليوم بالقبض على سيارة ممتلئة بالأسلحة بينها أسلحة ثقيلة وذخائر وصواعق تفجير . وقالت مصادر بالمقاومة، في تصريح صحفي: " إنهم قبضوا على سيارةآ نوع – صالون بني – وفيها نحو 45 صاروخ لو وكميات من ذخائر الأسلحة والصواعق، وأن سائقها اعترف انه كان ينوي المرور بها الى منطقة الجند بتعز" . وتساءل المقاومون: كيف تمكنت السيارة من المرور من كل النقاط المنتشرةآ من عدن وحتى العند والمسيمير، وتم القبض عليها في نقطة مدخل منطقة المسيمير أسفل مركز شرطة المدينة. التحالف يقصف الحوثيين بالحديدة وتهامة وفي محافظة الحديدة، شن طيران التحالف غارات كثيفة على مواقع تابعة للحوثيين بمدينة الحديدة وعدد من مديرياتها ووفقًا لما نقله شهود محليين وتركزت الغارات على معسكر اللواء العاشر، التابع للحرس الجمهوري بمنطقة «كليو 16»، المدخل الشرقي لمدينةآ الحديدة، وكذا مركز الإنزال السمكي بالخوخة، ومحطة بث إذاعة الحديدة في مدينة المرواعة وأبراج إرسال المحطة التلفزيونية الأرضية في جبل الدرب قرب مديرية باجل شرق المدينة. وواصلت المقاومة الشعبية بمحافظة تهامة استهدافها للمليشيات الحوثية بجميع مدن الإقليم من خلال استهداف دورياتهم العسكرية وتجمعاتهم، فيما قامت الميليشيات باختطاف عددا من المواطنين حيث قال شهود عيان أن الحوثيين اقتحموا منزل الشيخ محمد الحداد، خطيب جامع الكدش، ومنزل عمه إبراهيم الحداد المجاور له، وقاموا بالعبث بمحتويات المنزلين، وكل ذلك في محاولة منهم لاختطاف الشيخ الحداد. المصدر : شؤون خليجية