منذ أن عين اللواء جعفر محمد سعد محافظا للعاصمة المؤقتة عدن في 8 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي في ظل ظروف عصيبة تعيشها المدينة وغياب كامل لمؤسسات الدولة٬ عمل المحافظ جعفر منذ الوهلة الأولى على استعادة الحياة للمدينة إلى مكانها الطبيعي رغم الصعوبات والمعوقات الكثيرة التي واجهته. وصل اللواء جعفر العاصمة المؤقتة عدن لتسلم مهامه كمحافظ للمدينة وبدأ تحركاته وعقد لقاءات مكثفة مع جميع الجهات والإدارات التنفيذية وقيادات المقاومة في عدن٬ وكان جعفر محل إجماع السكان في عدن وبدأ ينشط في معالجة مشاكل العاصمة التي لا تحصى ولا تعد. برز جعفر في حل إشكاليات مؤسسة المياه والصرف الصحي إلى جانب استقرار التيار الكهربائي وفتح الميناء وإعادة تأهيل المطار وحل مشكلة الإضراب في مصافي عدن وعودة الحياة إلى المدينة المدمرة بفعل ميليشيا الحوثيين وقوات المخلوع صالح عند احتلالها للعاصمة عدن أواخر مارس (آذار) وطردهم منها في منتصف يوليو (تموز) الماضي. كما لعب اللواء جعفر المولود في 5 من مايو (أيار) 1950. في مديرية الشيخ عثمان بمدينة عدن٬ دورا كبيًرا في إعادة تفعيل مراكز الشرطة وافتتاح المدارس التي إعادة الإمارات تأهيلها وكذلك الجامعات للعودة إلى وضعها الطبيعي وعودة العملية التعليمية إليها بعد أشهر من احتلال الميليشيات لعدن. إنجازات كثيرة حققها اللواء جعفر للعاصمة المؤقتة عدن في فترة وجيزة لا تتعدى الشهرين٬ عمل فيها ليل نهار وبكل جهد في خدمة عدن وسكانها وكان نشطا وحركيا ويتمتع بعلاقات مع الجميع وكل تلك التحركات الميدانية للمحافظ اللواء جعفر سعد عملت على انتعاش عدن ومديرياتها من الوضع المزري إلى وضع أكثر تفاؤلا وحركة ونشاط. جعفر متزوج وأب لابنتين٬ لينا وروزا وابن هو محمد٬ وقد التحق بصفوف القوات المسلحة في جنوباليمن عام 1967. عقب إكماله الثانوية العامة٬ ودرس في الكلية العسكرية للقوات البرية في الاتحاد السوفياتي السابق عام 1969. وقد حصل على شهادة البكالوريوس وتخرج من الكلية العسكرية عام ٬1972 وفي مسيرته العملية عمل قائدا ل«فصيلة دبابات٬ سرية دبابات». وظل المحافظ جعفر على تواصل ولقاء دائم مع منظمات المجتمع المدني بعدن والمقاومة الجنوبية والمنظمات الدولية والمرافق الحكومية ومؤسسات الدولة كرس جهده ووقته لحل مشاكل عدن وكان «الدينامو» المحرك لاستعادة مؤسسات الدولة للعمل في فترة وجيزة٬ وهو الذي قاد عملية «غضب عدن» التي انطلقت لتحرير المحافظة من قبضة الميليشيات الحوثية وقوات المخلوع علي عبد الله صالح وحاصل على وسام الشجاعة. وتتلخص أبرز محطات وإنجازات محافظ عدن المغدور٬ خلال أقل من شهرين٬ في معالجة مشكلة المياه٬ الكهرباء٬ التعليم٬ الصحة مصافي النفط٬ أقسام الشرطة٬ البريد٬ إلى جانب حزمة من القرارات منها فصل بريد عدن عن صنعاء وتشكيل مجلس حكماء عدن وقرار دمج المقاومة الجنوبية في الجيش والأمن وعودة الميناء للعمل وإحلال عناصر المقاومة في حماية وتأمين مرافق ومؤسسات الدولة بدلاً عن جنود الأمن المركزي الموالي للمخلوع صالح. تقول الناشطة المدنية غيداء الرشيدي في حديث ل«الشرق الأوسط» إن اللواء جعفر محمد سعد كان يعلم أنه في خطر٬ لكنه كان كل يوم يكون أول الحاضرين في أي مكان من شأنه إنجاز وتحقيق أي شي لمصلحة عدن٬ لم يتحجج بالظروف ولم يتذمر من الوضع كان يزرع الأمل في قلوب كل من حوله٬ وأضافت باكية: «لن تجد عدن في ماضيها ولا حتى في حاضرها رجلا يحكمها مثل ابنها البار الشهيد جعفر لقد ترك الفنادق الفارهة ورغد العيش في لندن والرياض وقدم إليها لخدمة أهلها وقدم خلال فترة الشهرين خدمات جليلة للمدينة وأغلى ما قدمه لعدن هي روحه»