وثقت منظمة شهود، منظمة مجتمع مدني غير حكومة في محافظة تعز، وسط البلاد، الممجزرة التي ارتكبتها ميليشيات الحوثي وقوات المخلوع علي عبدالله صالح في حي النسيرية بمدينة تعز، بانها جريمة حرب لا تسقط بالتقادم. وقالت المنظمة في تقريرها انه" عند الساعة السادسة إلا ربع مساءً من يوم الثلاثاء 2/2/2016م تفاجئ أهالي حي النسيرية المكتظ بالسكان في تعز بإنفجار قوي يهز الحي باكمله. منزل الحاج علي عبده محمد عبدالله عماد كان هو الهدف المباشر للقذيفة التي سقطت محدثةً دماراً واسعاً داخل المنزل , وأدى بالإضافة إلى ذلك الدمار إلى إصابة زوجته فكيهه وإبنه إبراهيم صاحب الست سنوات و إبنتيه وسيمه 16 عاماً و رضى البالغة من العمر تسعة اعوام. لكن الضحايا والدمار الذي أحدثه سقوط القذيفة على المنزل لم يقف عند تلك النقطة فقد وصل إجمالي الضحايا نتيجة الإنفجار و الذين تمكن فريق منظمة شهود من رصد بياناتهم و توثيقها إلى خمسة عشر شخص بينهم خمس حالات وفاة . فبالقرب من موقع سقوط القذيفة الصاروخية وتحديداً أمام منزل الحاج علي عماد كان يتجمع الأطفال للعب وسط الشارع قبيل المغرب مثلما هي عادتهم اليومية في الفترة الممتدة بين العصر والمغرب وفجأة وقع الإنفجار وتطايرت الشظايا لتملئ الحي بالأصوات والخوف الذي دب في النفوس بحسب ما يرويه الشهود. قام فريق المنظمة بتجميع المعلومات الأولية من المواقع الإخبارية في اللحظات الأولى ثم أنتقل الفريق إلى مستشفيات الحكمة والروضة والثوره يوم الأربعاء 3/2/2016 لرصد البيانات , وفي اليوم التالي توجه فريق المنظمة إلى مكان الجريمة في حي النسيرية خلف مكتب البريد وعندها تم الإلتقاء بالشهود من أقرباء الضحايا أو المسعفين. وبحسب إفادة الشهود فإن الأهالي هرعوا مذعورين إلى مكان الإنفجار لتفقد فلذات أكبادهم وتجمع الناس هناك حيث كان الأطفال ملقيين على الأرض وأختلطت الدماء مع الاتربة وأمتزجت مع المياه التي كانت تتسرب من خزان المياه الواقع بجوار المنزل المستهدف بسبب إصابته بالشظايا بحسب ما يقوله الشاهد أحمد محمد فاضل. و يقول الحاج / علي عبده صاحب المنزل في شهادته لمنظمة شهود أنه كان على وشك الدخول إلى بوابة الجامع القريب من المنزل إستعداداً لتأدية صلاة المغرب , و فور سماعه دوي الإنفجار رأى الدخان يتصاعد بإتجاه المنازل التي يقع بينها منزله فصاح في الناس أن الإنفجار بإتجاه بيتي (بحسب قوله) وعندما ذهب مسرعاً صادف في الطريق أحمد فاضل وهو يحمل ولده لإسعافه مع شخصين اخرين وبعدها بخطوات (بحسب الشاهد) رأيت الدمار في منزلي وهرولت مسرعاً لتفقد عائلتي ويضيف الحاج علي أنه عند دخوله المنزل رأى زوجته مضرجة بالدماء بينما كانت تقوم بالإلتفاف على طفلتها ذات الخمسة اشهر لحمايتها من الشظايا وبالفعل لم تصب الطفلة بأذى بينما تفرقت الشظايا بين جسد الأم . وعلى الجانب الاخر كانت إبنتيه وسيمة و رضى تعانيان من إصابات ناتجة عن تطاير الشظايا داخل المنزل فذهب الحاج علي مع زوجته لإسعافها إلى مستشفى الحكمة بينما تولى الجيران عملية إسعاف إبنتيه إلى مركز المظفر الطبي. وعند سؤال الشاهد عن أعداد الضحايا الأخرين قال أن هناك أربعة شهداء من ابناء الحارة بينهم ثلاثة اطفال وشخص خامس أصابته الشظايا بينما كان يمر بالقرب من الحي بإتجاه صينه . كانت الجريمة في أعلى درجات الألم بحسب ما يرويه الشهود مناظر لا توصف و أطفال مضرجون بالدماء , وثق فريق المنظمة حالة وفاة مباشرة للطفل بديع فايد منصور البالغ من العمر 6 سنوات ولم يتمكن والده من صنع شئ بحسب شهادته للمنظمة . حيث قال لنا أنه كان في منطقة بئر باشا عند وقوع الإنفجار وعند الإتصال به عاد فوراً فوجد إبنه ملقياً على أرضية الجامع و محاطاً بالمصلين بإنتظار والده للصلاة عليه قبل دفنه , بينما تم إسعاف بقية المصابين للمستشفيات , وكان من بينهم الطفلة أبرار ذات الإثنى عشر ربيعاً وهي مبتورة القدم بالكامل من عند الركبة وتم إسعافها على تلك الحالة و والدها يحملها على أحد ذراعيه ويحمل في اليد الاخرى ساقها المبتورة بحسب ما رواه لنا أحد الشهود . والد الطفلة ريماس أحمد عبدالله سنان هواش هو الأخر يحدثنا بمرارة عن قصة مفارقة فلذة كبده للحياة بسبب الإنفجار الناتج عن قذيفة صاروخية كما يقول الأهالي أستهدفت الحي السكني ويقول والد ريماس في شهادته للمنظمة : كنا نجلس مع الجيران بينما الأطفال يلعبون في الشارع , وتفاجئنا بسماع دوي إنفجار كبير ولا نعرف نوعية السلاح الذي سقط على الحي وحينها توجهت مباشرةً نحو الأطفال فوجدتهم ضحايا ملقية على الأرض والركام والشبابيك التي تناثرت من منزل الحاج علي تعتلي أجسادهم , ويضيف الشاهد رأيت إبن فائد (الطفل بديع) قد فارق الحياة وإبنتي ملقية على الأرض والبقية مضرجين بالدماء لكنه يضيف أنه لم يتوقف كثيراً أمام المنظر ولم يركز على حالة البقية لأنه أنشغل بإسعاف إبنته إلى مستشفى الروضة حيث حاول الأطباء إنقاذ حالتها إلا أنهم لم يتمكنوا من فعل شئ بسبب خطورة الحالة , فبعد إدخالها إلى قسم العناية المركزة بربع ساعة كما يقول والدها فارقت الحياة بعد تحول لونها إلى الأزرق وعند سؤال الشاهد عن عدد المتوفين الأخرين قال أن إجمالي العدد وصل إلى خمس حالات وفاة وعدد من الجرحى. بعدها توجه فريق المنظمة إلى الشخص الذي بادر إلى إسعاف الضحايا مباشرةً بعد وقوع الجريمة لأخذ شهادته حيث قال للمنظمة: كنا نستعد للخروج إلى صلاة المغرب وفجأة سمعنا صوت الأذان مختلطاً بأصوات القذائف وعندما ذهبنا إلى مكان وقوع القذيفة شاهدنا الأطفال جثث ملقية على الأرض , و بحسب أقوال الشاهد / أحمد محمد عبدالله فاضل فقد قام بإسعاف الأطفال إبراهيم إبن صاحب المنزل المستهدف و الطفل مهند عادل فاضل و الحاج علي غانم الوصابي إلى مستشفى الروضة و قام اخرون باللحاق بنا بحسب اقوال الشاهد وإيصال الطفلة الشهيدة روان والشهيد عادل عبده محمد اللذين وصلا للمستشفى وقد فارقا الحياة و والطفلة الشهيدة ريماس التي توفت بعد وصولها للمستشفى. جميع من أدلى بشهاداتهم للمنظمة من اولياء الضحايا وأقرباءهم يحملون مسلحي الحوثي والقوات التابعة لعلي صالح مسئولية دماء ذويهم والدمار والأثار التي نتجت عن إستهداف الحي بقذيفة صاروخية كما يقولون من أرواح و ممتلكات. و بدورها منظمة شهود قامت بالتأكد من طبيعة المكان حيث أتضح لفريق المنظمة أن المكان المستهدف بالقذيفة يعد حياً سكنياً مأهولاً ومزدحماً بالمباني الملتصقة وبعيد كلياً عن اي تواجد مسلح أو و جود أي مواقع عسكرية قريبة مما يجعل إستهداف الحي مخالفة صريحة للقانون الدولي الإنساني و تحديداً إتفاقية جنيف الرابعة الخاصة بحماية المدنيين أثناء الحروب والنزاعات المسلحة. وإذ تعبر المنظمة عن تضامنها مع الضحايا و ذويهم فإنها تدعوا إلى تجنيب المدنيين والأحياء السكنية ويلات الصراع , وفي الوقت ذاته فإن المنظمة تصنف هذه الجريمة على أنها جريمة حرب مكتملة الاركان وفقا لتعريف إتفاقية روما لجرائم الحرب (النظام الأساسي لمحكمة الجنايات الدولية). صادر عن منظمة شهود تعز 4/2/2016م أسماء الضحايا المتوفين 1- بديع فايد منصور محمد سعيد 6 سنوات إصابات الجسم كاملا 2- ريماس أحمد سنان 6 سنوات شظايا متفرقة في اليدين والرجلين 3- روان محمد عبده أحمد سعيد 3 سنوات شظايا هاون أخرجت الأمعاء 4- عادل عبده محمد سعيد 37 عام شظايا متفرقة في أنحاء الجسم 5- علي محمد عبدالجبار حزام 54 عام شظايا هاون في الوجه والصدر الجرحى 1- علي غانم محمد قايد الوصابي 65 عام شظايا متفرقة في أنحاء الجسم 2- أبرار محمد عبده محمد سعيد 12 عام شظايا هاون بترت الرجل اليمين من الركبة 3- إبراهيم علي عبده العماد 12 عام شظايا في الرأس والوجه 4- مهند عادل حزام القدسي 10عام شظية في ساعد اليد اليمنى 5- فكيهة أحمد عبده 35 عام شظايا متفرقة في الجسم 6- خالد محمد اليزيدي 17 عام إصابة الشظية أعلى الصدر 7- صلاح محمد المحمدي (غير محدد العمر) إصابة شظية في الرأس والرقبة 8- عبدالباسط أحمد عبدالجبار (غير محدد العمر) إصابة شظية في اليد والظهر 9- وسيمة علي عبده محمد 16 عام اليد اليسرى وأنحاء متفرقة من الجسم 10- رضى علي عبده محمد 9 سنوات إصابات طفيفة "