على مدى أشهر سقط العديد من المدنيين في مدينة جعار وما جاورها، بين قتيل وجريح، بينهم أطفال ونساء، جراء هجمات الطيران الحربي والمدفعية، أكبر تلك الهجمات كانت في تأريخ 15 مايو 2012، عندما استهدفت طائرة حربية منزلاً وسط مدينة جعار تقطنه أسرة العرشاني، ما أدى إلى مقتل الشاب نوير محمد عبدالله العرشاني، 33 سنة، وإصابة آخرين، وما إن تجمع مئات المواطنين للمساعدة في عملية الإنقاذ حتى عادت الطائرة بعد دقائق وأطلقت عدة صواريخ باتجاه المواطنين ما أدى إلى مقتل ما لا يقل عن 13 رجلاً وامرأة واحدة، وإصابة العشرات. شهادات :- أحد الناجين من هذه الغارة، يدعى محمد صالح عبد الله العمري ، 65 سنة ، يقول: كنت أعمل بسيارتي في المدينة وسمعت دوي الانفجار ثم شاهدت الدخان يتصاعد من المكان فهرعت إلى هنا بسيارتي، قال الناس استهدف منزل العرشاني، وهو جاري، جئت فوجدت منزلي مدمراً ، وكان ثلاثة من أفراد أسرتي داخل المنزل، أصيب أحدهم، بينما نجا الآخران، أخذتهم جميعاً ونقلتهم إلى منزل أحد أقاربي في المدينة، رجعت بعد دقائق، وإذا بالطائرة تعود مرة أخرى وتقصف الناس الذين تجمعوا لإسعاف الجرحى في الغارة الأولى وسقطت الصواريخ قرب سيارتي تماماً، واشتعل الحريق فيها فخرجت منها بسرعة وشاهدت الناس يموتون. أما عبد الإله صالح حسين- 45 سنة – والد الضحية محمد، الذي قتل في هذه الغارة:فيقول عندما قصفت الطائرة في المرة الأولى حضرت إلى هنا مع المئات من المواطنين الذين حضروا لإسعاف الجرحى، كان ابني محمد ممن حضروا أيضاً لمساعدة الضحايا مثل غيره من الناس الذين جاؤوا إلى هنا، لم تمض سوى دقائق حتى عادت الطائرة وأطلقت صاروخين باتجاه هذه المجاميع، فقتل ابني محمد مع آخرين. من بين الضحايا الذين أصيبوا جراء هذه الغارة يوم 15 مايو/أيار 2012، المواطنة نور عوض حيدره الحوله ، 60 سنة، لم تصب بشظية جراء الغارة، لكنها أصيبت بصدمة عنيفة جراء الإنفجارات الناجمة عن الصواريخ التي سقطت بالقرب من منزلها، ما أدى لإصابتها بشلل تام، بسبب جلطة دماغية تعرضت لها فجأة عندما ارتفع لديها ضغط الدم فور سماعها دوي تلك الإنفجارات. وفي مدينة جعار أيضاً، بمنطقة المشروع، قتل الطفلان الشقيقان: حسين سليمان يحيى عمر، سنتان، ومصعب سليمان يحى عمر، 10 سنوات، وذلك عندما ارتدت شظايا قذيفة، يرجح أنها من طرف الجيش فأصابتهما وتوفيا على الفور، كان ذلك في تأريخ 23 يناير/ كانون الثاني 2012. وفي وقت سابق، قُتلت الطفلة وفاء محمد أحمد الحمزة بشظية متطايرة، خلال هجوم للطيران الحربي بتأريخ 5 سبتمبر/أيلول 2011، مستهدفاً مدرسة بمدينة جعار لم تكن ضمن المدارس التي احتلها مقاتلو "أنصار الشريعة"، كما أصيب شقيقها بجروح، بينما كان الطفلان يقومان بإيصال طعام الغداء لوالدهما، الذي يعمل حارساً في تلك المدرسة، وأصيب الوالد بجروح. وفي نفس اليوم وقعت غارة أخرى، استهدفت مستشفى الرازي والمسجد الكبير في المدينة ، وأصُيب فيها جابر قاسم سالم، 72 عاماً، بجروح ناجمة عن شظية صاروخ أطلقته طائرة حربية أصابت مسجداً في المدينة، ثم قضى نحبه متأثراً بجراحه بعد أسبوع ، ويقع المسجد في وسط سوق جعار، الذي كان مكتظاً بالناس أثناء الهجوم بحسب وفد منظمتي "هود"والكرامة إلى مناطق القتال في محافظة أبين ونشرته الهيئة الوطنية للدفاع عن الحقوق والحريات "هود" في تقرير لها.