للشاعر الكبير ابراهيم الحضراني المجسد للمحطات الشعرية والإبداعية والتحولات التي مر بها الشاعر الراحل منذ بواكير نتاجه الشعري والأدبي في النصف الاول من القرن المنصرم والمتناثر في الصحف والمجلات المحلية والعربية وحتى بلوغه مكانة مرموقة في قمه الهرم الإبداعي .. واصبح واحداً من أبرز الشعراء ورموز الإبداع في القرن العشرين الذين يشار اليهم بالبنان. ومثل الديوان في نفس الوقت رافداً وراصداً لأبرز وأهم الاحداث والمنعطفات التي مر بها الوطن اليمني منذ ثلاثينيات القرن الماضي. ومعبراً عن الآمال والطموحات العريضة التي حملها وتطلع الى تحقيقها كوكبة كبيرة من ابنائه البررة والمخلصين في سلسلة متعاقبة لرؤية ابناء اليمن ينعمون بالحرية في وطن موحد ومزدهر. وأوضح الباحث علوان مهدي الجيلاني الذي قام بجمع وتحقيق " ديوان الحضراني" في تصريح لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ) أنه حرص على تحري الدقة في تتبع ابداعات الشاعر الحضراني خاصة وأنه برغم بلوغه الخامسة والثمانين من العمر لم يصدر له ديوان أو مرجع يمكن للباحث الرجوع اليه, وإنما كان نتاجه مبعثراً ومتفرقاً في المجلات والمطبوعات والصحف اليومية سواء الصادرة في اليمن أو في بعض الدول العربية. واشار الجيلاني إلى أنه استفاد في جمعه لمادة الديوان بما جمعه ونشره الشاعر والكاتب الراحل احمد محمد الشامي في لندن سنة 1989م, بالإضافة إلى ما أعده الشاعر والناقد عبدالودود سيف في البريد الادبي سنة 1999م، الى جانب قصائد متفرقة وجدها بحوزة بعض اصدقاء وتلاميذ ومحبي الحضراني أمثال القاضي اسماعيل الاكوع, والعميد محمد على الاكوع, ولطفي النعمان, وغيرهم . وأضاف الجيلاني انه خلال بحثه عن قصائد اخرى للشاعر الحضراني رجع الى عدد من الصحف القديمة التي كانت تصدر قبل الثورة مثل فتاة الجزيرة, الصادرة بعدن وصوت اليمن ومجلة البيان الكويتية وغيرها. مشيراً إلى أن من جملة ماعثر عليه نصوص طويلة كتبها الحضراني يعود تاريخها الى ما قبل 65 عاما، وقال ان الشاعر الراحل تأثر كثيراً عندما أطلعه حينها على أحد النصوص المتميزة التي عثر عليها منشورة في احد اعداد صحيفة فتاة الجزيرة سنة 1944م . واكد علوان الجيلاني أن ما حملته دفتي الديوان الذي استغرق في بحثه وتحقيقه نحو عامين - لا يمثل كل ما صاغه وابدعه الشاعر الحضراني شعراً ونثراً، بل مايزال هناك الكثير من القصائد والنصوص التي خلفها الشاعر الكبير الحضراني وتحتاج إلى جهود كبيرة للبحث والتنقيب عنها سواءً تلك التي نشرت في مصر والجزائر ومطبوعات أخرى لم تعد متوفرة إلا في مكتبات محددة أو تلك التي لم تنشر وظلت حبيسة الأدراج حتى اليوم.. منوهاً إلى انه في انتظار ما وعد به وزير الثقافة الدكتور محمد أبوبكر المفلحي في دعم هذا الجهد ليبدأ رحلة البحث عن الجزء الثاني من ديوان الحضراني, وإخراجه بمستوى يليق بالمكانة والقدر الكبير الذي يحتله الشاعر الحضراني في تاريخ الابداع في اليمن.