تواصل القوات الأمنية والعسكرية بمحافظة حضرموت٬ كبرى مدن الجنوب٬ عملياتها ضد الجماعات الإرهابية في المكلا والشحر وعموم مدن ساحل ووادي وصحراء المحافظة الغنية بالنفط. وقالت مصادر مطلعة في المنطقة العسكرية الثانية بالمكلا٬ ل«الشرق الأوسط»٬ إن القوات الأمنية بالمحافظة تواصل عملياتها المكثفة في تعقب العناصر الإرهابية من خلال حملة المداهمات للجيوب والخلايا النائمة٬ التي شهدتها عموم منطقة الساحل خلا ال48 الساعة الماضية. وكشفت المصادر ذاتها عن إفشال القوات العسكرية والأمنية المدعومة من قوات التحالف مخططا إرهابيا كبيرا كان يستهدف زعزعة الأمن والاستقلال بحاضرة المحافظة٬ ويرمي إلى تنفيذ عمليات إرهابية تستهدف مرافق حيوية مهمة مثل المطار والميناء وميناء النفط. وكانت عملية استباقية نفذتها قوات أمنية وعسكرية جنوبية بإسناد قوات التحالف العربي وبمشاركة طيران «الأباتشي»٬ أول من أمس٬ استهدفت معقلا للجماعات الإرهابية٬ إذ قتلت منهم أكثر من 15 وجرحت العشرات من عناصر تنظيم القاعدة في اليمن. وأشارت المصادر٬ ل«الشرق الأوسط»٬ إلى أن العملية تمت بمساعدة ما قدمه المواطنون من معلومات وجهات استخباراتية أخرى لتحركات العناصر الإرهابية بمنطقة روكب شرق المكلا. وقالت المصادر إن الحملة الأمنية استهدفت عددا من المنازل بشرق المكلا كان بداخلها مجموعة كبيرة من العناصر الإرهابية٬ وبعد ساعات من المواجهات التي شارك فيها طيران «الأباتشي» سقط أكثر من 30 بين قتيل وجريح٬ كما تم أسر عدد منهم. ولفتت المصادر ذاتها إلى أن من بين الأسرى والجرحى عددا من الأجانب. وتشهد مدن ساحل حضرموت إجراءات أمنية مشددة وحملات دهم واعتقالات تنفذها القوات الأمنية والعسكرية في المحافظة لعدد من أوكار التنظيم الإرهابي الذي كان يسيطر على مدن الساحل لأكثر من عام٬ قبل أن تتمكن القوات العسكرية من تحريرها بدعم من قوات التحالف العربي أواخر أبريل (نيسان) الماضي. وتأتي الإجراءات الأمنية المشددة٬ بحسب مدير أمن المكلا سليمان بن غانم٬ بعد العمليات الإرهابية الأخيرة التي استهدفت المكلا وأوقعت العشرات من الجنود الجنوبيين بين قتلى وجرحى٬ وتبنى «داعش» تلك العمليات الإرهابية التي استهدفت حضرموت في حينها. وتواصل القوات العسكرية في عدنولحج حملات عسكرية مشابهة لتعقب الجماعات الإرهابية في المحافظات الجنوبية٬ حيث ما زالت الحملات الأمنية مستمرة في عموم المدن٬ حتى «يتم تطهير وتجفيف عدن وباقي محافظات الجنوب»٬ وفًقا لتصريحات مسؤول ملف الإرهاب الأول في الجنوب اللواءعيدروس قاسم الزبيدي محافظ العاصمة عدن. وفي محافظة لحج القريبة من عدن تواصل القوات الأمنية هي الأخرى حملات دهم واعتقالات لأوكار الجيوب والخلايا النائمة بالحوطة عاصمة المحافظة. وتأتي تلك العمليات العسكرية بعد يوم من تسليم زعيم «القاعدة» بلحج نفسه للأمن٬ وفق ما صرح به مدير شرطة لحج٬ ل«الشرق الأوسط»٬ أول من أمس. وتأتي الحملات العسكرية في محافظات الجنوب عدنوحضرموتولحج وأبين ضد الجماعات الإرهابية بعد أشهر من تحرير الجنوب من ميليشيات الحوثيين وقوات المخلوع صالح التي انتصرت فيها المقاومة الجنوبية٬ لتنتقل إلى حربها الثانية مباشرة خلال أقل من عام ضد الإرهاب٬ حيث نجحت قيادة المحافظات الجنوبية٬ وفق مراقبين سياسيين٬ في تطهير الجنوب من الإرهاب الذي زرعه نظام المخلوع صالحبوصفه ورقة سياسية لتحقيق أجندات مشبوهة٬ على حد قولها. وحظيت النجاحات التي حققها قادة المحافظات الجنوبية والقوات العسكرية والمقاومة الجنوبية بإشادات مراكز القرار الدولية والأممالمتحدة٬ ورحب بها مراًرا مبعوث الأممالمتحدة إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ.