ضاعفت القوى الكبرى والوسطاء الاقليميون والدوليون، من ضغوطها على طرفي الصراع اليمني من اجل التوصل الى اتفاق ينهي الحرب الدامية في البلاد، في وقت تصاعدت فيه حدة الاعمال القتالية، بينما استأنفت قوات التحالف حملة عسكرية واسعة نحو مديريتي ميدي وحرض بمحافظة حجة عند الشريط الحدودي مع السعودية. وشدد وزراء خارجية بريطانيا وامريكا والسعودية والإمارات أنه "آن الأوان للتوصل الى اتفاق في الكويت"، في حين ابلغت الحكومة الكويتية الاطراف اليمنية المتحاورة اعتذارها عن استضافة مشاورات السلام مالم يتم تحقيق اي تقدم خلال 15يوما. وعلمت مونت كارلو الدولية، بضغوط متوازية من دول التحالف التي تقودها السعودية على الجانب الحكومي لتقديم تنازلات نحو الجلوس مع الحوثيين وصالح. وبحث اجتماع رباعي لوزراء خارجية بريطانيا والولايات المتحدة والسعودية والإمارات امس الاربعاء في لندن، مقترح تسلسلي لاتفاق محتمل للازمة اليمنية، وأكدوا أن الحل الناجح يشمل ترتيبات تتطلب انسحاب الجماعات المسلحة من العاصمة صنعاء ومناطق أخرى، واتفاق سياسي يتيح استئناف عملية انتقال سلمي شامل ،حسب ما جاء في بيان رسمي. الوزراء الذين جددوا دعم بلدانهم لجهود المبعوث الدولي اسماعيل ولد الشيح احمد، ولدور الأممالمتحدة بالتوسط لأجل الوصول لحل سياسي دائم للأزمة اليمنية، اتفقوا على ضرورة ألا يهدد الصراع دول الجوار، واعادوا التأكيد على أن تشكيل حكومة ممثلة للجميع هو السبيل الوحيد لمكافحة جماعات إرهابية كالقاعدة وداعش بفعالية، ومعالجة الأزمة الإنسانية والاقتصادية بنجاح. كما دعا الوزراء إلى الإفراج غير المشروط والفوري عن جميع السجناء السياسيين. في الاثناء قال نائب وزير الخارجية الكويتي خالد الجار الله الليلة ان بلاده التي تستضيف المفاوضات اليمنية التي ترعاها الاممالمتحدة، امهلت الأطراف المتحاورة 15يوما كسقف زمني "لحسم الامور ". واضاف "اذا لم يتم ذلك فنحن استضفنا بما فيه الكفاية وعلى الاشقاء ان يعذرونا اذا لم نكمل الاستضافة". وفشل المبعوث الاممي اسماعيل ولد الشيخ احمد في تحقيق اي اختراق توافقي لكسر حالة الجمود في المسار التفاوضي، مع اصرار الاطراف المتحاربة على مواقفها المتصلبة التي تهدد بانهيار الجولة الجديدة من المشاورات التي انطلقت مطلع الاسبوع الجاري في الكويت . ويتمسك الحوثيون باولوية تشكيل سلطة تنفيذية، تشمل مؤسستي الحكومة والرئاسة تتولى الاشراف على تنفيذ القرار الاممي 2216، وهو النقاش الذي ترفضه الحكومة اليمنية، قبل انسحاب المليشيات وتسليم السلاح وعودة الحكومة المعترف بها دوليا الى صنعاء. وتعثر ولد الشيخ احمد في اقناع الحوثيين وحلفائهم بجدول اعمال يقوم على تجزئة اولويات حل الازمة اليمنية بدءا بالانسحاب من العاصمة صنعاء، وحزامها الامني. وكان الوسيط الدولي عقد الاربعاء سلسلة لقاءات منفصلة مع الوفود اليمنية المتفاوضة في محاولة لتقريب وجهات النظر المتباينة بين الاطراف المتحاورة، والبحث عن سبل لوضع ارضية تفاهم مشتركة حول القضايا الشائكة التي تحول دون احراز تقدم ملموس في سبيل التوصل الى اتفاق شامل للحل السياسي في اليمن. وقالت مصادر قريبة من المفاوضات، ان وفد حلفاء صنعاء، جدد تمسكه باتفاق شامل وكامل في الكويت. وابلغ الوسيط الدولي احتجاجه على استمرار الغارات الجوية والزحف والتحشيد العسكري لحلفاء الحكومة، فيما اثار الوفد الحكومي مجددا مطالبته بضمانات واضحة من الحوثيين وحلفائهم بالاعتراف بشرعية الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي والالتزام بقرار مجلس الامن رقم 2216. على الصعيد الميداني، اطلقت قوات التحالف اليوم الخميس عملية عسكرية واسعة في مديريتي حرض وميدي شمالي غرب محافظة حجة، في تصعيد ميداني لافت عند الشريط الحدودي مع السعودية. وقالت مصادر ميدانية لفرانس 24 ومونت كارلو الدولية ان قوات التحالف شنت هجوما عسكريا كبيرا باتجاه جمرك حرض ،مسنودا بغطاء جوي من مروحيات الاباتشي وقصف مدفعي وصاروخي عنيف. وافادت تلك المصادر باندلاع مواجهات دامية بالقرب من المنفذ الحدودي، في حين تدخلت مقاتلات التحالف بشن سلسلة غارات على جمر حرض، وثلاث غارات اخرى على منطقة الحثيرة السعودية التي حاول الحوثيون الدخول اليها. وكانت مصادر عسكرية موالية للحكومة تحدثت عن استعادة القوات الحكومية لمقر جمرك حرض القديم، والتقدم نحو مدينة حرض التي انسحب المسلحون الحوثيون إلى داخلها، غير انه لم يتسن تأكيد هذه الانباء من مصادر محايدة، فيما قال الحوثيون انهم تصدوا للهجوم، وكبدوا حلفاء الحكومة خسائر فادحة. وشهدت هذه الجبهة حالة من الهدوء تخللتها مواجهات متقطعة منذ ابرام اتفاق بين الحوثيين وقوات التحالف للتهدئة العسكرية في الجبهة الحدودية في مارس الماضي. في السياق شنت مقاتلات التحالف العربي، غارات جوية على مواقع وتعزيزات للحوثيين والقوات الموالية للرئيس السابق شمالي غرب مدينة كرش عند الحدود الشطرية السابقة بين محافظتي لحج وتعز. وقال متحدث باسم اللجان الشعبية المعروفة بالمقاومة في جبهة كرش، ان احدى الضربات الجوية استهدفت ثكنة عسكرية للحوثيين في منطقة الشريجة موقعة عشرات القتلى والجرحى في صفوف مقاتلي الجماعة. وقتل 3 مسلحين حوثيين واصيب 5 اخرين بمواجهات عنيفة مع القوات الحكومية شمالي محافظة لحج حسب ما افادت مصادر محلية. واستمرت المعارك على اشدها في محيط العاصمة صنعاء، تزامنا مع غارات جوية لطيران التحالف على مواقع عسكرية تابعة للحوثيين وقوات الرئيس السابق السابق في جبل الصمع بمديرية أرحب عند الضواحي الشمالية للعاصمة. كما استهدف الطيران الحربي تعزيزات عسكرية للحوثيين في مديريتي المصلوب والمتون غربي محافظة الجوف شمالي شرق اليمن. " مونت كارلو "