أكد الحوثيون وحلفاؤهم في حزب المؤتمر الشعبي رفضهم تجزئة الحل السياسي والعسكري للصراع الدائر في اليمن، في اشارة الى تمسكهم بسلطة تنفيذية توافقية تشمل مؤسستي الرئاسة والحكومة تتولى الاشراف على تنفيذ القرار الاممي 2216، في حين جددت حكومة الرئيس هادي رفضها الخوض في اي ترتيبات سياسية قبل استعادة مؤسسات الدولة وانسحاب المليشيات وتسليم السلاح وعودة الحكومة الشرعية الى صنعاء. ويهدد تمسك الاطراف المتحاورة بمواقفها المتصلبة، بنسف الجولة الجديدة من مفاوضات السلام اليمنية التي انطلقت السبت في الكويت. وفي محاولة لاحتواء تلك المواقف وتقريب وجهات النظر المتباينة بين الطرفين، عقد وزير الخارجية الكويتي صباح الخالد الصباح الليلة الماضية لقاءات منفصلة، مع وفدي الحكومة اليمنية والحوثيين وحلفائهم ومبعوث الاممالمتحدة اسماعيل ولد الشيخ احمد، حثهم خلالها على استغلال هذه الفرصة لإنهاء الاقتتال الدامي في اليمن. وفشل الوسيط الدولي في اقناع حلفاء صنعاء خلال جلسة مشاورات منفصلة امس الاحد بالتركيز خلال هذه الجولة من المشاورات التي تستمر اسبوعين على تثبيت وقف الاعمال القتالية، وتشكيل لجان عسكرية للاشراف على الانسحاب وتسليم السلاح بدءا بالمنطقة"أ" التي تشمل العاصمة صنعاء والحديدة وعمران، وفتح ممرات امنة للمساعدات الانسانية، ومواصلة بحث ملف السجناء والأسرى والمعتقلين. واعتبر مصدر سياسي مقرب من حزب الرئيس السابق ان هذا التوجه جاء "متماهيا مع مطالب وفد الرياض، خاصة فيما يتعلق بتأجيل الخوض في حسم مسألة الرئاسة". وقال أن ما يحدث حالياً يعني العودة إلى "المربع الأول"، حد تعبيره. وجدد وفد الحوثيين وحلفائهم في بلاغ صحفي التمسك بإنجاز اتفاق سياسي شامل وكامل بناء على الأرضية التي تم التوصل إليها في جولة المشاورات السابقة. وشدد الوفد على موقفه الثابت في هذا الشأن "وعدم القبول بأي أجندات أو انحرافات بعيدا عن هذا السياق". وكانت الاطراف اليمنية المتحاربة، عادت السبت الى جولة ثانية من محادثات السلام اليمنية في الكويت، قال الوسيط الدولي انها قد تكون "الفرصة الأخيرة" لكسب ثقة اليمنيين، حد تعبيره. ورضخت الحكومة اليمنية، لضغوط دولية كبيرة للعدول عن قرار مقاطعة الجولة الجديدة من المشاورات، مطالبة بسحب خطة اممية تتضمن تشكيل حكومة وحدة وطنية يشارك فيها الحوثيون. واشترطت الحكومة المدعومة من تحالف عسكري بقيادة السعودية، حصر الحوار حول الية لانسحاب المليشيات من المدن والافراج عن الاسرى والمعتقلين. ميدانيا .. قتل 28 مسلحا على الاقل من الحوثيين والقوات الحكومية وأصيب العشرات، بمعارك ومواجهات متفرقة خلال الساعات الاخيرة. حلفاء الحكومة اعلنوا عن احراز تقدم ميداني جديد عند البوابة الشرقية للعاصمة اليمنيةصنعاء باستعادة الجهة الشرقية والجنوبيه من سلسلة جبال "يام" في مديرية نهم بعد معارك عنيفة خلفت اثني عشر قتيلا من الحوثيين والقوات الموالية للرئيس السابق، بالإضافة الى ثلاثة قتلى وسبعة جرحى من القوات الحكومية. وقالت مصادر اعلامية موالية للحكومة ان 4 مسلحين حوثيين قتلوا واصيب 7 اخرون بكمين نصبه مقاتلون محليون لدورية عسكرية في منطقة السياني جنوبي محافظة اب على الطريق الممتد الى مدينة تعز جنوبي غرب البلاد. المصادر ذاتها تحدثت عن مقتل قُتل 8 مسلحين حوثيين وعنصر من حلفاء الحكومة بمعارك عنيفة مع القوات الحكومية الاحد في مديرية حيفان جنوبي شرق مدينة تعز.
الى ذلك اعلن اعلام الرئيس السابق عن تمكن مقاتلي الحوثيين وحلفائهم من احراز تقدم في الجبهة الحدودية بالسيطرة على مواقع داخل الاراضي السعودية عند الشريط الحدودي مع مديريتي حرض وميدي. وقالت تلك المصادر ان مقاتلات التحالف شنت سلسلة غارات جوية على مواقع سعودية يسيطر عليها مقاتلي الجماعة في قطاع الخوبة بمنطقة جازان . كما دارت معارك ضارية بين الطرفين في مديرية صرواح غربي مدينة مأرب. وشن طيران التحالف سلسلة غارات جوية على مواقع وتعزيزات عسكرية للحوثيين وقوات الرئيس السابق في محافظاتحجة وريف العاصمة ومارب والجوف وصعدة وتعزولحج. مصادر محلية اكدت مقتل مدنيين اثنين بغارة جوية يعتقد انها خاطئة بين مديريتي المخا وموزع بمحافظة تعز جنوبي غربي البلاد. من جهة اخرى، قتل 10 اشخاص على الاقل بينهم 6 جنود واصيب اخرون بهجومين انتحاريين بسيارتين مفخختين على حاجزين للجيش في مدينة المكلا، عاصمة محافظة حضرموت جنوبي شرقي البلاد، حسب ما افادت مصادر محلية لفرانس 24 ومونت كارلو الدولية . المصادر قالت ان انتحاريا فجر حافلة اسعاف مفخخة في نقطة عسكرية بمنطقة بروم عند المدخل الغربي لمدينة المكلا في ساعة مبكرة من صباح اليوم، ما اسفر عن مقتل 8 اشخاص بينهم 4 جنود، قبل ان يفجر انتحاري اخر سيارة مفخخة ثانية في نقطة عسكرية على مسافة غير بعيدة من المكان بعد نحو ساعة من التفجير الاول، ما ادى الى مقتل جنديين على الاقل. وخلال الفترة الاخيرة، سقط عشرات القتلى والجرحى في صفوف الجنود والمدنيين بسلسلة هجمات مروعة شهدتها مدينة المكلا، التي تمكنت قوات حكومية واماراتية استعادتها من عناصر تنظيم القاعدة اواخر ابريل الماضي، ضمن عملية عسكرية واسعة مدعومة من قوات التحالف والولايات المتحدةالامريكية، لتامين المحافظات الجنوبية. ونجحت الحملة حتى الان في طرد العناصر الجهادية من مدينة المكلا ومدن ساحل حضرموت، ومدينتي عدن، والحوطة عاصمة محافظة لحج، الى جانب مدينتي زنجبار وجعار بمحافظة ابين، لكن المخاوف من هجمات انتقامية كبيرة ماتزال هي الهاجس الابرز لسكان المناطق والمدن المحررة. وكان نفوذ الجماعات المتطرفة تصاعد بشكل لافت في المحافظات الجنوبية والشرقية، بهدف الحصول على موطئ قدم، بعد ان وضعت الحرب أوزارها هناك ضد الحوثيين والرئيس السابق. " مونت كارلو "