سكبنا أناشيدنا والدموع على الطرقات وقلنا تفاصيل أحلامنا ومضغنا مع ورق القات تاريخنا والحنين نعلق صورة قاتلنا في الجدار ونقرأ سورة "يس" حين يولي النهار ونغمس كسرتنا في صحون الأنين نؤجر أيامنا للفراغ ونطلي أحاديثنا بالظنون ونحن حماة الكلام المرقع بالوهم نركب فوق خيول الجنون ونشهر خنجرنا اللغوي ونبدع في البرع الوطني اتكأنا على ارثنا المتورم فينا اكتفينا بما كبرته المتاحف والبعثة الأثرية واندثر القمح والبن وامتدت اليد صوب الموائد خلف الحدود لتنكمش الأرض والكبرياء وينتحر النسر في كتب المنهج المدرسي وتعمل صنعاء خادمة في خيام البداوة قحطان يخرج من قبره ويفتش عن طينة لا تعذب جثته لا تذيق سلالته الخوف والجوع أنا فتحنا صناديق أوجاعنا وكشفنا جماجمنا للرصاص وتهنا على أرضنا ولنا بلد بلدت روحنا كلما أورق العشق والانتماء تعاقبنا بالجذام الذي يرتدي البدلة العسكرية والبرص القبلي لنا راية لا تظللنا حين يستعر الوقت ابيضها يتلاشى كثلج وأحمرها باهت كبيان النقابات أسودها سيد الطيف كالحقد في مفردات الخليفة ندفع للجند راتبهم كي يصونوا السياط التي ادمنت جلدنا وتضخ الجباية اموالنا والدموع الى بيت مال الولاة ونزداد جوعا ويبتسمون لنا في احتفالاتهم ويعطون دياتنا اذا امروا العسس المتكاثر كالبق ان يقتلونا ويشرون احزابنا والجرائد والأغنيات ويحشون درس القراءة والخطب المنبرية بالدعوات لهم بالبقاء ونحن بلا وطن فيك ياوطني مالنا حصة من نعيمك أطفالنا يشربون الغبار ويلهون بين القبور نرقع اسمالهم ويسيرون تحت السماء حفاة بلادي تجرعنا المر تسرق احلامنا وازرقاق السماء وزغردة الطير كركرة الزارعين اذا زمجر الرعد تسرق لون البراءة في مقل البسطاء وريشة رسم التلاميذ صوت المدرس تسرق سوسنة الشرفات وسنبلة الخير والمطر الموسمي وتمنحنا الموت والأكسجين الملوث بالقهر يابلدي فتت الحزن قلبي ومزق لي كبدي والمخاوف تطحنني كالشعير وتحرق لي جسدي وانا كلما قلت: سوف يجيء غدي وتجيء الحياة البهيجة والعدل والحلم سوف يطيع يدي هتفت بلدي من غلاف الهوية والعملة الورقية: اني بلاد القنوط المركب والوجع الأبدي. صنعاء 22 مايو 1998 قصائد أخرى للشاعر: أوراق من غصن الأرق بيان الشعر : قراّن البشر مروا على طرقات ذاكرتي ولاذوا بالهروبْ لؤلؤة تكركر في وريدي لم نعد نستطيع الحياة قماش الندى رنين على شاهدات القبور خير الكلام زخات إليها فقط الحزن الأخضر في طواف الوداع