تستمر لليوم الحادي عشر، عمليات «الحسم» التي تشرف عليها قيادة التحالف العربي بالتقدم في تعز، حيث تمكنت قوات الجيش والمقاومة من السيطرة على أجزاء واسعة من الجبهة الغربية، وتقترب من السيطرة على الجبهة بشكل كامل بعدما اقتربت من مفرق شرعب، الخط الرئيسي الذي يصل بين محافظتي تعز والحديدة، وكذلك في الجبهات الشرقية والغربية، علاوة على تقدمهم الكبير في جبهة الأحكوم جنوبتعز. ويأتي ذلك التقدم والانتصارات المتسارعة بعدما دعا مجلس تنسيق المقاومة الشعبية في محافظة تعز إلى «مزيد من اليقظة واستمرار النفير العام والنهوض الشامل لإسناد المقاومة بكل أنواع الدعم المعنوي والمادي، من الالتحاق بالجبهات ودعم بالسلاح والغذاء والتبرع بالدم». وقالت مصادر عسكرية ميدانية ل«الشرق الأوسط» إن «المواجهات في مخلف جبهات تعز وخاصة الغربية بين كر وفر، والميليشيات الانقلابية تواصل قصفها على مواقع الجيش الوطني والمقاومة في جبل الهان وجميع المواقع التي تم دحرهم منها بما فيها الأحياء السكنية في تعز». وأضاف: «جراء الخسائر الكبيرة التي تكبدتها وهزائمها الجديدة في جبهة الأحكوم وسط تقدم القوات إلى مواقعهم ودحرهم منها وحصارهم في منطقة الأكبوش، قصفت الميليشيات بصواريخ الكاتيوشا من مواقع تمركزها في حيفان، جنوبالمدينة، مدينة التربة وعزلة المواسط، إضافة إلى قصفها العنيف على منطقتي الشامي والشرق في جبهة جرداد وجبل الضعيف المحاذيين لمديرية الوازعية من مواقع تمركزها في غراب في الوازعية والمواقع المحيطة به». وتمكنت قوات الجيش والمقاومة الشعبية من صد هجوم الميليشيات الانقلابية على تبة حلبة في منطقة العشملة، غرب مديرية مقبنة، وقرية الصيار في جبهة الصلو، جنوبا، وأجبروهم على الفرار بعد سقوط قتلى وجرحى من الجانبين. وبالتزامن مع تقدم قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية في مختلف جبهات تعز، ناقش محافظ محافظة تعز، علي المعمري، خلال لقائه مع قيادات أحزاب اللقاء المشترك في تعز، سائر الملفات السياسية والعسكرية والأمنية في المحافظة، وحيا الانتصارات التي قام بها الجيش الوطني والمقاومة الشعبية في تحرير عدد من المواقع وكسر الحصار المفروض على المدينة. وشدد على ضرورة «رفع وتيرة العمل السياسي لخلق مزيد من الوحدة والتلاحم بين جميع أبناء المحافظة والاصطفاف إلى جانب السلطة الشرعية حتى إسقاط الانقلاب وعودة الدولة للسيطرة على كامل التراب الوطني». ونوه المحافظ إلى أهمية الدور الذي تلعبه الأحزاب والمكونات السياسية في تعز في مساندة الجيش الوطني والمقاومة الشعبية وتنمية الوعي السياسي لدى المواطنين بأهمية المعركة التي تخوضها تعز لردع الانقلابيين والانتصار لكرامة المحافظة وحريتها وهويتها المدنية، كما أشار إلى دور الأحزاب والمكونات السياسية في «الحفاظ على الحاضنة الشعبية والاجتماعية للجيش والمقاومة». إنسانيا، وبعد عمد الميليشيات الانقلابية على تهجير أهالي مديرية الوازعية، إحدى مديريات محافظة تعز وإحدى بوابات محافظة لحج (غرب مدينة)، وإخلاء المديرية بشكل كامل من سكانها بقوة السلاح إلى مناطق محاذية لهم ومناطق شبه صحراوية جراء مقاومتهم للميليشيات قدم مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية إغاثة عاجلة لنازحي المديرية. وأعلن ائتلاف الإغاثة الإنسانية تنفيذه المرحلة الثانية من مشروع الإغاثة العاجلة لنازحي مديرية الوازعية بتمويل من مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، وقال إن المرحلة الثانية تشمل «2400 سلة غذائية للنازحين القاطنين في مناطق العلقمة، والألبية، والرويس، والأغبرة، وقرى العارة، والسبيل، والأحيوق، وحسى سيف». ودعا المدير التنفيذي لائتلاف الإغاثة الإنسانية بقية المنظمات الإقليمية والدولية العاملة في المجال الإنساني إلى «سرعة إرسال المساعدات الإنسانية للمناطق المتضررة بتعز». الجدير بالذكر أن ائتلاف الإغاثة في تعز قد نفذ في الفترة السابقة عملية إغاثة لنازحين الوازعية منذ تهجيرهم من منازلهم في أبريل (نيسان) الماضي، ووزع ما يزيد عن 12900 سلة غذائية بتمويل من مركز الملك سلمان للإغاثة. وصحيا، استجابة للاحتياجات الصحية في تعز جراء ما تشهده من وضع صحي مأساوي ومتدهور؛ بسبب الحرب واستمرار حصار ميليشيات الانقلاب لجميع منافذ المدينة ومنعها دخول المواد الطبية والأدوية إلى المستشفيات، وصلت مدينة تعز شاحنتان محملتان بأكثر من 12 طنا من الأدوية والمستلزمات الطبية الطارئة مقدمة من منظمة الصحة العالمية وبدعم من مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية. وتحوي المساعدات مستلزمات علاج حالات الطوارئ، وأدوية علاج حالات الإسهال، وأكياس دم، ومستلزمات إنعاش الأطفال حديثي الولادة، ومواد تضميد الحروق، إضافة إلى أنواع مختلفة من المحاليل الوريدية. وبحسب بيان للمنظمة فسيتم توزيع المساعدات على كل مستشفيات تعز، وقال ممثل منظمة الصحة العالمية في اليمن، أحمد شادول، إن «وصول هذه المساعدات خطوة مهمة، فالمرافق الصحية في مدينة تعز تعاني تحديات كبيرة أهمها النقص الحاد في الأدوية والمستلزمات الطبية، وسوف تتبع هذه الشحنة مساعدات طبية أخرى لتخفيف الأعباء الصحية التي تعيشها المدينة منذ أكثر من عام». ودعت المنظمة كل أطراف الصراع إلى «منح حرية التنقل للعاملين الصحيين دون أي شروط». إلى ذلك، وزع مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، أول من أمس، 2400 سلة غذائية على نازحي الوازعية بمحافظة تعزاليمنية من خلال ائتلاف الإغاثة الإنسانية استهدفت نازحي الوازعية، حيث وزعت 1400 سلة غذائية للنازحين القاطنين في قرية العلقمة، و450 سلة غذائية في قرى العارة، والسبيل، والأحيوق، وحسى سيف، و550 سلة غذائية وزعت للنازحين في قرى الألبية، والرويس، والأغبرة، وقد قسمت المساعدات الغذائية المقدمة بحسب الكثافة السكانية. وثمن المدير التنفيذي لائتلاف الإغاثة الإنسانية أمين الحيدري، لمركز الملك سلمان دعمه لمشروعات الإغاثة للنازحين والمتضررين في محافظة تعز، داعيا في الوقت ذاته بقية المنظمات الإقليمية والدولية العاملة في المجال الإنساني إلى سرعة إرسال المساعدات الإنسانية للمناطق المتضررة في المحافظة.