أطلق سكان مديرية الوازعية٬ غرب مدينة تعز٬ نداء استغاثة لما يتعرضون له من قبل ميليشيات الحوثي والقوات الموالية للمخلوع علي عبد الله صالح. وقالت الأهالي إن المديرية استبيحت من قبل الميليشيات التي شردت أكثر من 30 ألف شخص من منازلهم بشكل غير مسبوق٬ ورافقها نهب للممتلكات والمنازل التي تم تهجير أهاليها منهم٬ بالإضافة إلى حملة الاختطافات التي شنتها الميليشيات في أوساط المواطنين في قرى الشقيراء والمقاهي وقرية شعب الحيقي في الشعوبة. ووجه الأهالي نداءهم٬ الذي حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه٬ إلى قادة الجيش الوطني في تعز ومن ضمنهم العميد الركن عدنان الحمادي٬ قائد«اللواء 35 مدرع»٬ والعميد الركن صادق سرحان٬ رئيس المجلس العسكري بتعز٬ قائد اللواء 22 ميكا٬ والعميد الركن يوسف الشراجي٬ قائد محور تعز العسكري٬ وطالبوا فيه بسرعة إنقاذهم من الميليشيات الانقلابية٬ لأن الوازعية هي جزء لا يتجزأ من محافظة تعز٬ والإسراع في تشكيل «كتيبة نصرة الوازعية»٬ والتحرك لإنقاذ المديرية التي يتعامل معها الانقلابيون وعصابات الموت٬ ميليشيات الحوثي والقوات الموالية للمخلوع صالح٬ بكل وحشية من قصف وتشريد للمدنيين. وأضافوا بأن «المقاومة الشعبية في الوازعية تفتقر لأبسط الدعم٬ ويتساقط شهيد تلو الآخر من أجل الدفاع عن دينهم وعرضهم وأرضهم٬ فيما تواصل الميليشيات الحوثية والقوات الموالية للمخلوع صالح قصفها بمختلف أنواع الأسلحة للقرى والمساكن بالمديرية». وتشهد مديرية الوازعية٬ إحدى بوابات لحجالجنوبية٬ منذ أيام معارك عنيفة خاصة بعدما سيطرت الميليشيات الانقلابية على مركز المديرية «الشقيراء»٬ غير أن عناصر المقاومة الشعبية أفشلوا تقدم الميليشيات إلى مواقع أخرى خاصة بعدما تمكنوا من السيطرة على جبل «الصيبارة» الاستراتيجي المطل على الشقيراء؛ الأمر الذي جعل ميليشيات الحوثي وقوات المخلوع علي عبد الله صالح تقصف وبشكل هستيري بكافة الأسلحة على القرى بعدما دفعت بتعزيزات كبيرة إلى المديرية. وقال الصحافي والناشط السياسي٬ عبد الله حزام٬ من أبناء تعز ل«الشرق الأوسط» إن «ما يحدث في الوازعية جريمة حرب تقوم بها القوات الموالية لصالح وميليشيات الحوثي ضد المدنيين العزل٬ حيث تواصل قصفها لقرى المواطنين بمختلف الأسلحة الثقيلة٬ وهجرت حتى الآن أكثر من 30 ألف نسمة من مساكنهم». وأضاف أن «ما يحدث في تعز وخاصة في مديرية الوازعية يؤكد عدم جدية الميليشيات الانقلابية في السلام ويكتب وفاة مشاورات الكويت المقرر انعقادها في 18 أبريل (نيسان) الحالي٬ بل إننا أصبحنا نشاهد بوضوح الحجم الكبير لقوات الميليشيات الحوثية وصالح٬ التي دفعت بها إلى تعز منذ بدأ الحديث عن مشاورات الكويت في مختلف الجبهات٬ وهي ما زالت مستمرة بقصفها الصاروخي للأحياء السكنية وسط تعز٬ مما أدى إلى سقوط كثير من الشهداء والجرحى في صفوف النساء والأطفال». وأكد حزام أن «الميليشيات الانقلابية تحاول إعادة فرض الحصار على مدينة تعز لتمارس عقابا جماعيا على السكان من خلال منع دخول الغذاء والدواء والوقود ومياه الشرب٬ في حين يعمل أبناء المدينة على إفشال مخطط تلك الميليشيات ومقاومتها بكل الوسائل والإمكانات المتاحة٬ ما يجعل الميليشيات أيضا تسعى إلى السيطرة على المديرية القريبة من محافظة لحج والجبال المطلة على قاعدة العند العسكرية في محاولة بائسة منها إلى إعادة السيطرة عليها». إلى ذلك٬ ارتكبت ميليشيات الحوثي والقوات الموالية للمخلوع صالح٬ عشية بدء سريان الهدنة المقررة في 10 أبريل ٬ مجازر جديدة في محافظة تعز من خلال القصف الوحشي على حي حوض الإشراف وحي الدرن٬ شرق مدينة تعز٬ وسقط على أثرها قتلى وجرحى من المدنيين بينهم نساء وأطفال٬ حيث أطلق مستشفى الثورة العام في تعز نداء الاستغاثة لتزويده بفصائل الدم للجرحى الذين تم نقلهم إلى المستشفى. واحتدمت المعارك في محيط معسكر «اللواء 35 مدرع» وفي الضباب٬ والوازعية٬ غرب تعز٬ وصبر وحيفان٬ جنوب المدنية٬ وكذلك في الجبهة الشمالية في تبة الدفاع الجوي٬ وأدت المعارك إلى تحرير مواقع عدة وجبال استراتيجية كانت تحت قبضة ميليشيات الحوثي والقوات الموالية للمخلوع صالح. وفي جبهة حيفان٬ جنوبالمدينة٬ أفشل الجيش الوطني من «اللواء 35 مدرع» والمقاومة الشعبية في بني علي عملية تسلل للميليشيات الانقلابية إلى منطقة المكمدة القريبة من موقع المقاومة الشعبية٬ وتكبدت فيها الميليشيات خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد٬ في حين تتواصل الاشتباكات في بقية جبهات حيفان بما فيها في منطقة ظبي وجبل شوكة في الأعبوس٬ وسمعت الانفجارات في القرى المجاورة. ومن جهتها٬ أعلنت المقاومة الشعبية سقوط العشرات من الميليشيات الانقلابية بين قتيل وجريح خلال معارك عنيفة شهدتها جبهات القتال٬ وجراء غارات التحالف المركزة والمباشرة على مواقع وتجمعات الميليشيات الانقلابية في مناطق متفرقة من مدينة تعز وأطراف المدينة. وبينما تواصل الميليشيات الانقلابية حصارها المطبق على جميع منافذ المدينة وتمنع دخول المواد الغذائية والدوائية والطبية وأسطوانات الأكسجين وكافة المستلزمات للأهالي٬ استحدثت الميليشيات معبرا جديدا في منطقة حذران٬ شمال غربي المدينة٬ لتقطع بذلك خط الحديدة تعز٬ وتمنع دخول وخروج المواطنين والسيارات إلى مدينة تعز. وعلى الجانب الإنساني٬ استجاب مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية٬ لنداء الإغاثة الذي أطلقه أهالي مديرية الوازعية٬ حيث أطلق ائتلاف الإغاثة الإنسانية بمحافظة تعز حملة واسعة لإغاثة النازحين من أبناء مديرية الوازعية من خلال توزيعه لألفي سلة غذائية بتمويل من مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية. وقال رئيس الائتلاف٬ الدكتور عبد الكريم شمسان إن «هذا المشروع يأتي استجابة عاجلة لنداء الاستغاثة الذي أطلقه أبناء المديرية بعد تشريدهم من مناطقهم بسبب الحرب التي أجبرت آلاف السكان على النزوح من منازلهم والتوجه للقرى المجاورة٬ حيث تشهد الوازعية أوضاعا إنسانية بالغة السوء٬ وتحتاج إلى تدخل عاجل من منظمات الإغاثة الدولية العاملة في مجالات الإيواء والغذاء والدواء». وكان ائتلاف الإغاثة الإنسانية بتعز قد وزع في فبراير (شباط) الماضي 4000 سلة غذائية للمتضررين من أبناء مديرية الوازعية٬ بتمويل من مركز الملك سلمان للإغاثة٬ في مناطق النزوح التي لجأوا إليها هرًبا من الحرب والأوضاع الإنسانية الكارثية التي تعيشها المديرية.