كثف طيران التحالف العربي، التي تقوده السعودية، غاراته المركزة والمباشرة على مواقع وتمركز وتعزيزات ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح الانقلابية في مناطق متفرقة بتعز، مع استمرار التحليق في سماء المحافظة، حيث كبدت الغارات الانقلابيين خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد. وقال شهود عيان ل«الشرق الأوسط»: إن طيران التحالف استهدفت مواقع الميليشيات الانقلابية في جبل أومان في منطقة الحوبان، شرق المدينة، حيث شوهدت ألسنة اللهب والدخان يتصاعدان من مواقع الاستهداف لساعات مستمرة، جراء تدمير آليات عسكرية، من بينها دبابة ومدافع مضاد طيران وعربة كاتيوشا، وغارات أخرى استهدفت مواقع للميليشيات في شارع الستين. إلى ذلك، أفشلت قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية في محافظة تعز، أمس، هجوما كبيرا شنته ميليشيات الحوثي والقوات الموالية للمخلوع صالح في مختلف جبهات القتال الشرقية والشمالية والغربية، وتركزت المواجهات في منطقة مدرات محيط اللواء 35 مدرع، ومحيط جبل هان بجوار مصنع السمن والصابون، غرب المدينة، والزنوج (شمالا). وقالت مصادر ميدانية من المقاومة الشعبية ل«الشرق الأوسط» إن «المقاومة الشعبية والجيش الوطني تمكنا من صد هجوم الميليشيات الانقلابية، الذي رافقه القصف العنيف على مواقع الجيش والمقاومة بمختلف أنواع الأسلحة، وتمكنا من التقدم إلى مواقع الميليشيات باتجاه نقطة السمن والصابون، وسقط على إثر ذلك قتلى وجرحى من الميليشيات الانقلابية، إضافة إلى سقوط قتيلين من الجيش وإصابة ثلاثة آخرين». وأضافت المصادر: «لا تزال المواجهات مستمرة في الجبهة الغربية، على مدار الساعة، وبشكل أعنف مما كانت عليه في محاولة من الميليشيات الانقلابية استعادة المواقع التي تم دحرهم منها وسعيهم الوصول إلى جبل هان الاستراتيجي المطل على مواقع مهمة عدة وخط الضباب، شريان وخط يربط مدينة تعز بقرى وأرياف قضاء الحجرية ومدينة التربة»، مشيرة- المصادر- إلى استمرار المواجهات مع «استمرار تعزيزات ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح الانقلابية إلى مناطق حذران والربيعي، ومواقعهم قرب مصنع السمن والصابون». في موضوع آخر، وبينما تواصل ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح حصارها على جميع مداخل المدينة، وتمنع دخول المواد الطبية والأدوية وجميع المستلزمات، في الوقت الذي تشهد مستشفيات تعز العاملة وضعا صعبا جراء نقص المواد الطبية والأدوية والأكسجين، وغياب الكادر الطبي وغيرها، دشن ائتلاف الإغاثة الإنسانية في تعز مشروع توزيع أدوية ومستلزمات طبية ل10 مستشفيات عاملة في تعز،بتمويل من منظمة الصحة العالمية، وإشراف اللجنة الطبية العليا في المحافظة. ووصل إجمالي المساعدات التي ستقدم في هذا المشروع «10 أطنان من مستلزمات الجراحة الطبية، إضافة إلى الأدوية الخاصة بالباطنية والمضادات الحيوية والمحاليل الوريدية». ويستفيد من المشروع مستشفيات: الثورة، الروضة، الجمهوري، التعاون، المظفر، الحكمة، الصفوة، الكرامة، السويدي ومركز الألم لعلاج مرضى السرطان، حيث ستوزع نسب تقديرية حددتها اللجنة الطبية العليا، وبمعايير مختلفة أخذت في الاعتبار احتياج كل مستشفى من الأدوية والمستلزمات الطبية الخاصة بها. ويأتي ذلك بعدما نفذ ائتلاف الإغاثة الإنسانية، في الأسابيع الماضية، مشروع توزيع أدوية ومستلزمات طبية مقدمة أيضًا من منظمة الصحة العالمية لثمانية مستشفيات عاملة في تعز. من جهته، أعلن مستشفى خليفة العام في التربة، عاصمة قضاء الحجرية أكبر قضاء في تعز، عدم قدرته على الإيفاء بالتزاماته تجاه الغير. وقال في بلاغ أسمته ب«المهم»، بعثته إلى رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء ومحافظ المحافظة، حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، إن «مستشفى خليفة العام في التربة يعاني انهيارا، والأسباب كثيرة، وأهمها قطع المستحقات المالية عنها من جهة وزارة المالية والبنك المركزي اليمني في صنعاء وتوقيف الموازنة التشغيلية عن المستشفى منذ أكثر من ثلاثة أشهر». وأضاف أنها «تحمل أعباء معالجة جرحى الجيش والمقاومة في تعز دون أتعاب وأجور، التي بلغت- حسب الإحصائيات والتقارير المالية- مبلغ 500 مليون ريال يمني (أي ما يقارب مليونا وسبعمائة ألف دولار)، مستحقات مالية لصالح المستشفى لم تصرف إلى الآن. وهي عبارة عن رسوم خدمات مقدمة من مستشفى خليفة العام بحسب الجنس والحالة والنوع والإصابة والمكان». وأكدت إدارة المستشفى، أنها أصبحت «في حالة حرجة وغير قادرة على الإيفاء بالتزاماتها تجاه الغير فيما يتعلق بشراء الديزل لتشغيل للكهرباء وشراء المحاليل والمستلزمات الطبية، ناهيك عن أجور الكادر الطبي والتمريضي والإداري والنظافة وأجور المتعاقدين والتغذية، واستقبال حالات الجرحى من أفراد الجيش الوطني والمقاومة وحتى النازحين». كما أكدت أنها «أصبحت غير قادرة على دفع مستحقات الكوادر الطبية أو توفير متطلبات ومستلزمات المستشفى الطبية». وطالبت إدارة المستشفى، بكل كوادرها الطبية والتمريضية والإدارية، بسرعة «الإيفاء بدفع المستحقات للمستشفى؛ حتى يتم لها مباشرة عملها بأكمل وجه وحتى تتمكن من الإيفاء هي بالتزاماتها». في موضوع آخر، دشنت مؤسسة «فجر الأمل» الخيرية للتنمية الاجتماعية بتعز عضو شبكة «إنقاذ للإغاثة»، برنامج «العشر من ذي الحجة»، بتمويل من مؤسسة صلة للتنمية. ويستهدف البرنامج 150 أسرة فقيرة والمرضى في مستشفى الأورام السرطانية، وآخرين في مديريات المظفر، صالة والقاهرة، حيث يحتوي على مشروعي الصدقات النقدية واللحوم.