أعلنت قوات الجيش اليمني في محافظة تعز، ثالث كبرى المدن اليمنية التي تشهد معارك عنيفة منذ ما يقارب العامين، عن مقتل العشرات من ميليشيات الحوثي وصالح الانقلابية، وإصابة العشرات، في اشتباكات في مختلف الجبهات بالمحافظة. وشنت ميليشيات الحوثي وصالح، أمس، قصفها العنيف بمختلف أنواع الأسلحة على أحياء الكمب وثعبات والعسكري وصالة، شرق المدينة، ومحيط جبل الهان والضباب، غربا، إلى جانب عدد من الأحياء السكنية الواقعة شمال وجنوب مدينة تعز. وقال العقيد الركن منصور الحساني، المتحدث باسم المجلس العسكري في تعز: «رغم الحشد الهائل لميليشيات الحوثي وصالح الانقلابية وآلة الدمار؛ تواصل قوات الجيش كسر هجوم الميليشيات الانقلابية الذي تشنه في جميع الجبهات، وتحديدا في (الضباب)، ليتحول هجومهم إلى هجوم مضاد». وأضاف الحساني أن «الجيش اليمني يواصل تقدمه ومطاردة الميليشيات الهاربة التي تكبدت خسائر بشرية ومادية». وفي الجبهة الشرقية، تمكنت قوات الجيش من التقدم في حي «الكمب»، وتطهير عدد من المباني والسيطرة على مدرسة الأمجاد القريبة من مستشفى الكندي، كما دارت معارك عنيفة قرب معسكر التشريفات، وتمكنت القوات من دحر تسلل لعناصر الميلشيات شرق موقع المكلل، وأجبرت على الفرار، وفقا للمركز الإعلامي للقوات المسلحة. وتمكنت قوات الجيش اليمني والقوات الموالية لها في المحورين الشمالي والغربي من كسر هجوم شنته ميليشات الحوثي وصالح مصحوبًا بقصف كثيف على معسكر الدفاع الجوي، شمال غربي المدينة، كما دارت مواجهات عنيفة في منطقتي مدارات وغراب، خلف مقر اللواء 35 مدرع، غرب المدينة، في محاولة من الميليشيات الانقلابية التقدم نحو مواقع الجيش. ويأتي ذلك بعدما تكمنت قوات الجيش اليمني من تطهير التبة السوداء والخلوة والشجرة من الميليشيات الانقلابية غرب جبل هان باتجاه الربيعي، غرب المدينة. ويسود الهدوء الحذر في جبهة الصلو الريفية، جنوب المحافظة، عقب مواجهات استمرت لساعات، فيما تواصل الميليشيات الانقلابية قصفها العشوائي لقرى الصعيد والهياج والأنكاب بمديرية الصلو، جنوبتعز. كما شهدت جبهة الوازعية (غرب تعز) مواجهات استخدمت فيها الأسلحة الثقيلة والمتوسطة في المنصورة والأغبرة، بعد وصول أطقم عسكرية للميليشيات محملة بأفراد وعتاد عسكري للميليشيات الانقلابية. وعلى صعيد متصل، أعلنت اللجنة الوطنية للتحقيق في ادعاءات انتهاكات حقوق الإنسان في اليمن، مواصلة عملها ونزولها الميداني لمقابلة الضحايا في مديريات محافظة تعز وسط البلاد، وذلك بعد وصول عدد من البلاغات. وقالت عضو اللجنة، إشراق المقطري، إن «اللجنة نزلت إلى مديرية المسراخ (جنوبتعز)، بعد وصول عدد من البلاغات بوجود أنواع عدة من الانتهاكات، ورصد الفريق ووثق الانتهاكات، حيث زرنا المديرية واطلعنا على أشكال الدمار ومقابلة ضحايا الألغام وصواريخ الكاتيوشا ومقذوفات أخرى». وأوضحت المقطري أن ذلك يأتي «ضمن برنامج اللجنة الوطنية للتحقيق في ادعاءات حقوق الإنسان في محافظة تعز، إضافة إلى بقية المناطق والمحافظات التي تم زيارتها في الأسبوع الماضي». وبدوره، قال عضو لجنة التحقيق في محافظة تعز، توفيق الشعبي، إن «مديرية المسراخ إحدى المناطق التي تعرضت لانتهاكات جسيمة وخطيرة لحقوق الإنسان». ودعا الضحايا وأسرهم إلى «تقديم بلاغاتهم وشكاواهم عبر إدارة الأمن أو مقر اللجنة الوطنية من أجل استكمال إجراءات التحقيق في الانتهاكات وترتيب الملفات الخاصة بملاحقة مرتكبي هذه الانتهاكات، في حين أصبح لدى اللجنة الوطنية مقر لها في مدينة تعز». إنسانيا، وبينما تشتعل المعارك في جميع جبهات القتال بتعز، في ظل تقدم قوات الجيش اليمني والقوات الموالية لها والمسنودة بغطاء جوي من طيران التحالف العربي، تواصل ميليشيات الحوثي وصالح، حصارها المطبق على جميع مداخل تعز، وتمنع دخول المواد الطبية والدوائية والغذائية والمساعدات الإغاثية، وما يدخل المدينة عبر طرق وعرة أو عبر طريق الضباب، غرب المدينة، الذي تمكنت قوات الجيش اليمني من كسر الحصار جزئيا عن ذلك المنفذ في 18 أغسطس (آب) الماضي، في عملية عسكرية، فيما تواصل الميليشيات إغلاق معبر غراب، غرب المدينة. ويعد طريق الضباب، الشريان الواصل بين مدينة تعز ومدينة عدنالجنوبية، عن طريق المرور بقرى الحُجرية مرورا بمدينة التربة. وفي ظل استمرار الميليشيات الانقلابية بتهجير أهالي مديرية الصلو، جنوبالمدينة، أعلن ائتلاف الإغاثة الإنسانية في تعز تسييره قافلة إغاثية للنازحين من أبناء المديرية.