اقتربت قوات الجيش الوطني اليمني من مدينة الخوخة، الواقعة على ساحل البحر الأحمر، التي تعد بوابة محافظة الحديدة من الجهة الجنوبية، في وقت احتدمت فيه المعارك في مديرية عتمة بمحافظة ذمار، وسط البلاد، بين الميليشيات ورجال القبائل الذين تمردوا على سياساتها. وقالت مصادر محلية في المخا والخوخة، ل«الشرق الأوسط»، إن المواجهات تدور في منطقة الزهاري، الواقعة بين المديريتين، معتبرة أن المسألة مسألة وقت حتى دخول قوات الجيش الوطني إلى مشارف مدينة الخوخة، رغم تأكيدها على زرع الميليشيات لأعداد كبيرة من الألغام في المنطقة. وأكدت مصادر عسكرية أن قوات الجيش الوطني في المخا توجهت في اتجاهين رئيسيين، بعد تأمين المدينة القديمة والميناء والمدينة السكنية ومحطة الكهرباء؛ الاتجاه الأول هو الشرقي الذي يهدف إلى السيطرة على معسكر خالد بن الوليد مفرق المخا - تعز - الحديدة، والاتجاه الثاني شمالاً، وهو الذي يهدف إلى الوصول إلى مديرية الخوخة، أولى مديريات محافظة الحديدة. وترافق تقدم قوات الجيش الوطني اليمني في أكثر من اتجاه خارج مدينة المخا مع غارات مكثفة لطيران التحالف على مواقع الميليشيات في معسكر خالد بن الوليد والمناطق الجبلية المحيطة به. وفي الخوخة، قال شهود عيان ل«الشرق الأوسط» إن ميليشيات الحوثي وصالح الانقلابين تواصل حشد مسلحيها والتموضع داخل المدينة، وفي محيطها. وفي جبهة الصلو، في ريف مدينة تعز، تمكن الجيش من التصدي لهجمات الميليشيات الانقلابية على مواقعه في تبة الصيرتين، وأجبرها على التراجع، بعد تبادل القصف المدفعي بين الطرفين، علاوة على إحباط قوات الجيش لمحاولة تسلل في محيط جبل النبيع في مقبنة، غرب المدينة. وفي موضوع آخر، قالت مصادر محلية في مديرية عتمة، بمحافظة ذمار، إن ما لا يقل عن 21 مسلحاً من الميليشيات لقوا مصرعهم، في كمين محكم للمقاومة الشعبية القبلية في المديرية التي انتفضت ضد الميليشيات قبل نحو 10 أيام. وأكدت المصادر أن بين قتلى الميليشيات قيادات محلية، في ظل سعي الانقلابيين إلى التوصل لهدنة مع القبائل تقضي بدخول مجاميع من الميليشيات إلى المديرية الجبلية الشاهقة. وشددت ميليشيات الحوثي وصالح من حصارها على المواطنين في عتمة، وتمنع دخول المواد الغذائية أو خروج المرضى والمصابين، وهو ما زاد من معاناة المواطنين، مع الدفع بتعزيزات عسكرية إلى المديرية، في وقت تداعت فيه عدد من قبائل المنطقة، وأرسلت مقاتلين لدعم القبائل المنتفضة في عتمة. وجاءت التعزيزات من مديريات القفر والوصابين بدرجة رئيسية. بدوره، قال مدير مكتب قائد المقاومة في عتمة، عز الدين معوضة، في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط»، إنه «خلال ال24 ساعة الماضية، كانت الأحداث ساخنة جداً، وكان هناك قصف هستيري من قبل الميليشيات الانقلابية على المواقع الأمامية للمقاومة الشعبية القبلية والمناطق المجاورة لها، وبشكل عشوائي». وأضاف أن «المقاومة تقوم بالتصدي والتعامل مع جميع مجريات الأحداث، ونفذت عدت كمائن، وأوقعت خسائر بشرية ومادية في صفوف الميليشيات الانقلابية، وهي تدعو الميليشيات بمكبرات الصوت لكي يسحبوا جثثهم كجانب إنساني، كما تم إحراق طقمين عسكريين، وإعطاب مدرعة بالكامل». وناشد معوضة المنظمات الدولية والحقوقية، وبينها منظمة الصليب الأحمر، من أجل التدخل «لتخفيف معاناة المواطنين الذين يقتلون، وتهدم منازلهم فوق رؤوسهم، من قبل الميليشيات الانقلابية، دون أن يحرك ساكن من أحد، ولم يستجيب أحد لهذه المناشدات». في موضوع آخر، تواصل قوات الجيش الوطني اليمني التقدم في محافظة صعدة، المعقل الرئيسي للحوثيين، وبحسب مصادر عسكرية يمنية، فإن قوات الجيش سيطرت على سلسلة الجبال السود، أمس، بعد سيطرتها قبل يومين على مديرية باقم، ثاني مديريات المحافظة.