ترأس محافظ محافظة الضالع، الاستاذ فضل محمد الجعدي، اليوم الثلاثاء، اجتماعًا هامًا، للجنة الامنية بالمحافظة، بمشاركة مدراء عموم مديريات المحافظة، وقيادات المجلس الانتقالي الجنوبي والمقاومة الجنوبية بالمحافظة، وشخصيات اجتماعية، لمناقشة جملة من القضايا والتطورات الامنية التي تشهدها محافظة الضالع. وقال المحافظ الجعدي، في افتتاحية الاجتماع، ان الاجتماع جاء لتدارس الوضع الامني في المحافظة الذي شهد خلال الفترة الاخيرة تراجعا كبيرا، أتاح بروز مظاهر مسلحة وجرائم قتل واعتداءات مستمرة على الطريق العام ، وإطلاق الرصاص بشكل عشوائي وكثيف، في الاعراس والمناسبات، خصوصا في مدينة الضالع، مركز المحافظة، واختلالات امنية، شجعت وبقوة على الجريمة من قبل جهات متربصة بالضالع وانتصارها الخالد، وتهدف الى الإساءة لتاريخها النضالي الماجد، وآخرها عملية اغتيال المناضل المهندس عبدالله احمد حسن الضالعي، الاسبوع الماضي برصاص مجهولين. واضاف، ان محافظتنا تشهد جريمة منظمة ومدروسة تنفذها قوى داخلية لتحقيق أهداف جهات من خارج المحافظة، بغية اثارة الصراع المناطقي وتأجيج الفوضى، وعرقلة كل الجهود الرامية الى تفعيل مؤسسات الدولة، واعادة الاعمار والتنمية، وكذلك الإساءة لسمعة الضالع المشهود لها بالأخلاق والقيم النبيلة والتمدنية، وتفكيك النسيج الاجتماعي في المحافظة حتى تصل الصراعات الى القرى والأسر. وشدد المحافظة على ضرورة العمل المشترك وتعزيز التقارب بين السلطة الرسمية والجهات الشعبية والمجتمعية، باعتبار امن المحافظة، مسئولية الجميع، منتقدا بشدة تراجع الدور الشعبي والمجتمعي في المحافظة، والجلوس في موقع المتفرج على كل الاختلالات الامنية التي ستطال كل فرد في المحافظة حال استمر هذا التراجع غير المعهود، مشيرا الى ان المحافظة تمتلك الكثير من الكفاءات العسكرية والأمنية، وانه حان وقت الاستفادة من خبراتها لحفظ امن المحافظة المتدهور. واوضح، انه تم دمج ما يقرب من 12 الف من افراد المقاومة الجنوبية في الجيش والامن بالمحافظة، فيما تعمل السلطة المحلية على استكمال دمج 3 آلاف اخرين، لكن كل هذه القوة ما تزال بعيدة عن مهامها، لذا وجب عليها العمل الى جانب كافة القيادات المعنية، بجدية وصدق وإخلاص وتضحية، تقديرا للضالع وللتضحيات الجسيمة التي قدمها رفاق دربهم النضالي، من شهداء وجرحى. وقال الجعدي، ان الضالع هي بوابة الجنوب، ولا يكمن ان يشهد الجنوب اي تقدم اذا لم نبدأ باستعادة الدولة من الضالع، وعلى الجميع ان يدرك ان للجنوب أعداء كثر حتى في هرم السلطة العليا، لذا بات الجميع ملزم بالعمل المشترك وتظافر الجهود. واضاف "يجب ان نعمل سويا ونناقش قضايا المحافظة ونبحث الحلول الناجعة لها، عبر القنوات الرسمية للدولة والنظام والقانون، بإعتبار ان استعادة نشاط مؤسسات الدولة وتفعيله هي هدفنا الأساسي، وعلينا جميعا الاتفاق على عدم السكوت إزاء ما يحصل في المحافظة من تجاوزات لمهام السلطة المحلية، وفي المقدمة منها استحداث النقاط غير القانونية في الطريق العام وما تشهد من تقطعات وإبتزازات للناس، وكذا الاعتداء على الأوعية الضريبية للمحافظة، الامر الذي فاقم من معاناة الجميع". وقدم المجتمعين عديد ملاحظات وآراء مهمة حول مواضيع الاجتماع، كما خلص الاجتماع الى الاتفاق على اعادة تفعيل الشرطة العسكرية وعمل المخابرات، وتكثيف الرقابة المجتمعية للجريمة والإبلاغ عنها، ومكافحة ظاهرة المخدرات التي تعد احدى أسباب الجريمة، والعمل الامني وفق غرفة مشتركة بين كل الأطراف المعنية، والاستفادة من الخبرات العسكرية والأمنية، واعادة هيكلة المؤسسة العسكرية والأمنية بالمحافظة، ومنع ظاهرة حمل السلاح وإطلاق الرصاص، ورفع النقاط الامنية عدا القانونية منها واعادة الإشراف عليها من قبل السلطة الامنية، والوقوف بحزم امام هذه الاستحداثات، كما والوقوف صفا واحدا في وجه كل ما شأنه زعزعة امن واستقرار المحافظة، وتهديد السلم المجتمعي فيها، وتحقيق مخرجات الاجتماع بجدية وصدق ومسئولية كاملة. ....