أعلن الجيش اليمني أمس بدء عملية عسكرية واسعة مدعومة بطيران التحالف لتحرير بقية مناطق محافظة تعز (جنوب غرب) من قبضة ميليشيات جماعة الحوثيين الانقلابية وفك الحصار المفروض على المدينة منذ ثلاث سنوات. وتزامن إعلان العملية العسكرية الجديدة في تعز مع صد القوات الحكومية هجوما للميليشيات في جبهة صرواح غرب محافظة مأرب المحررة، ومع عقد الجماعة الانقلابية في صنعاء اجتماعا غير قانوني لنواب البرلمان، استباقا لاجتماعه الشرعي المرتقب في مدينة عدن. ونقل المركز الإعلامي التابع للجيش اليمني في محور تعز عن قائد المحور واللواء 145 مشاة اللواء الركن خالد فاضل، تأكيده أن «خطة عسكرية شاملة أطلقت لتحرير مدينة تعز بالكامل، وفك الحصار الظالم المفروض منذ ثلاث سنوات، من قبل الميلشيات الانقلابية»، وأن «أياماً معدودة تفصلها عن التحرير، إلى جانب أيام سوداء بانتظار الميليشيات». وقال فاضل إن «قوات الجيش الوطني مدعومة بمقاتلات التحالف العربي بدأت تنفيذ ضربات مركزة ودقيقة على مواقع ميليشيا الحوثي الانقلابية، شمال وغرب المدينة، دمرت خلالها دبابات ومخازن أسلحة وأدت إلى مصرع عدد من عناصر الميليشيات». وشمل الهجوم مواقع الميليشيات في الجبهتين الغربية والشمالية لتعز، كما شهدت الجبهة الشرقية مواجهات عقب محاولة الانقلابيين التسلل إلى عدد من المواقع بما فيها معسكر التشريفات. وتركز أعنف هجوم للجيش في منطقتي «الربيعي ومقبنة»، غربا، وحي «الزنوج وأطراف الدفاع الجوي والحوجل وجبل الوعش والأربعين، شمال غربي تعز». وأكدت مصادر عسكرية في محور تعز ل«الشرق الأوسط» أن قوات الجيش الوطني سيطرت على مزارع البيضاني بالدبح وقرية الخور شرق جبل المنعم، غرب المدينة. وقال نائب الناطق باسم محور تعز العسكري العقيد عبد الباسط البحر، إن «الجيش الوطني هاجم مواقع الميليشيا من عدة محاور أبرزها الزنوج وأطراف الدفاع الجوي والحوجلة وجبل الوعش والأربعين وسط انهيارات للميليشيا وتدمير دبابتين و3 أطقم عسكرية ورشاش 23 بإسناد جوي لمقاتلات التحالف العربي». وأضاف البحر في تصريح لوكالة (سبأ) الحكومية أن «المقاتلات استهدفت بسبع غارات تعزيزات وتجمعات للميليشيا الحوثية الإيرانية ما أدى إلى تفجير 3 مخازن أسلحة في مناطق الوعش والأربعين والزنوج ومقتل العشرات من عناصر الحوثي بالتزامن مع تقدم الميليشيات للسيطرة على شارعي الخمسين والستين وقطع إمدادات الميليشيا». وأكد المسؤول الإعلامي للمجلس التنسيقي ل«المقاومة» بتعز، رشاد الشرعبي، ل«الشرق الأوسط» أن «قوات الجيش الوطني تواصل تقدمها المتسارع في جبهة تعز، إلى جانب تقدمها في البيضاء والجوف وصعدة والساحل الغربي وتعز، وسط حالة انهيار كبير وإرباك متواصل في صفوف الميليشيات على المستوى العسكري إلى جانب وضعها الاقتصادي المنهار تماما وتدهور حالتها السياسية بعد أن فقدت الغطاء السياسي والاجتماعي والحاضنة الشعبية القبلية والحزبية التي كان الرئيس السابق علي صالح وحزبه يوفرها لها خاصة في المناطق الوسطى وتعز وتهامة وغيرها». وأضاف الشرعبي أن «الميليشيات تلجأ للبحث عن انتصارات معنوية، عبر إطلاق الصواريخ الباليستية على المدن المحررة والأراضي السعودية وترتكب مزيدا من الجرائم والمجازر خاصة في تعز». وطالت ضربات التحالف الجوية أمس «مركز قيادة الحوثيين في مفرق شرعب، وتبة الضنين، ومخزن أسلحة في تبة ياسين، شمال جبل الهان الاستراتيجي، وتجمعات في شارع الثلاثين وجوار مصنع السمن والصابون، غرب جبل الهان، وفي جبل المنعم في الربيعي، وتبة الزنوج، شمال الدفاع الجوي، وجبل الوعش ومحيط جولة القصر والأمن المركزي، شرقا» بحسب شهود محليين. على صعيد متصل بالمواجهات، قتل 16 حوثيا على الأقل أثناء صد الجيش الوطني أمس هجوما للميليشيات الانقلابية في جبهة صرواح غرب مأرب، في وقت أكد موقع الجيش (سبتمبر نت)، أن القيادي في الجماعة محمد أحمد النعمي، قتل مع عدد من مرافقيه في مديرية ميدي جنوب غربي حجة، أول من أمس، في غارة للتحالف. ...