شاب يمني يساعد على دعم عملية السلام في السودان    تدشيين بازار تسويقي لمنتجات معيلات الأسر ضمن برنامج "استلحاق تعليم الفتاة"0    الليغا ... برشلونة يقترب من حسم الوصافة    أعظم صيغ الصلاة على النبي يوم الجمعة وليلتها.. كررها 500 مرة تكن من السعداء    "عبدالملك الحوثي هبة آلهية لليمن"..."الحوثيون يثيرون غضب الطلاب في جامعة إب"    شاهد.. أول ظهور للفنان الكويتي عبد الله الرويشد في ألمانيا بعد تماثله للشفاء    علي ناصر محمد يفجر مفاجأة مدوية: الحوثيون وافقوا على تسليم السلاح وقطع علاقتهم بإيران وحماية حدود السعودية! (فيديو)    الخليج يُقارع الاتحاد ويخطف نقطة ثمينة في الدوري السعودي!    خلية حوثية إرهابية في قفص الاتهام في عدن.    "هل تصبح مصر وجهة صعبة المنال لليمنيين؟ ارتفاع أسعار موافقات الدخول"    مبابي عرض تمثاله الشمعي في باريس    شاهد الصور الأولية من الانفجارات التي هزت مارب.. هجوم بصواريخ باليستية وطيران مسير    اختتام التدريب المشترك على مستوى المحافظة لأعضاء اللجان المجتمعية بالعاصمة عدن    مأرب تحدد مهلة 72 ساعة لإغلاق محطات الغاز غير القانونية    عودة الثنائي الذهبي: كانتي ومبابي يقودان فرنسا لحصد لقب يورو 2024    لحج.. محكمة الحوطة الابتدائية تبدأ جلسات محاكمة المتهمين بقتل الشيخ محسن الرشيدي ورفاقه    قيادي حوثي يسطو على منزل مواطن في محافظة إب    اللجنة العليا للاختبارات بوزارة التربية تناقش إجراءات الاعداد والتهيئة لاختبارات شهادة الثانوية العامة    لا صافرة بعد الأذان: أوامر ملكية سعودية تُنظم مباريات كرة القدم وفقاً لأوقات الصلاة    العليمي يؤكد موقف اليمن بشأن القضية الفلسطينية ويحذر من الخطر الإيراني على المنطقة مميز    انكماش اقتصاد اليابان في الربع الأول من العام الجاري 2024    يوفنتوس يتوج بكأس إيطاليا لكرة القدم للمرة ال15 في تاريخه    النقد الدولي: الذكاء الاصطناعي يضرب سوق العمل وسيؤثر على 60 % من الوظائف    تحذيرات أُممية من مخاطر الأعاصير في خليج عدن والبحر العربي خلال الأيام القادمة مميز    اليونسكو تطلق دعوة لجمع البيانات بشأن الممتلكات الثقافية اليمنية المنهوبة والمهربة الى الخارج مميز    رئيس مجلس القيادة يدعو القادة العرب الى التصدي لمشروع استهداف الدولة الوطنية    وعود الهلآّس بن مبارك ستلحق بصيف بن دغر البارد إن لم يقرنها بالعمل الجاد    600 ألف دولار تسرق يوميا من وقود كهرباء عدن تساوي = 220 مليون سنويا(وثائق)    انطلاق أسبوع النزال لبطولة "أبوظبي إكستريم" (ADXC 4) في باريس    تغاريد حرة.. عن الانتظار الذي يستنزف الروح    قيادي حوثي يسطو على منزل مواطن في محافظة إب    المملكة المتحدة تعلن عن تعزيز تمويل المساعدات الغذائية لليمن    ترحيل أكثر من 16 ألف مغترب يمني من السعودية    وفاة طفل غرقا في إب بعد يومين من وفاة أربع فتيات بحادثة مماثلة    انهيار جنوني .. لريال اليمني يصل إلى أدنى مستوى منذ سنوات وقفزة خيالية للدولار والريال السعودي    سرّ السعادة الأبدية: مفتاح الجنة بانتظارك في 30 ثانية فقط!    نهاية مأساوية لطبيبة سعودية بعد مناوبة في عملها لمدة 24 ساعة (الاسم والصور)    600 ألف فلسطيني نزحوا من رفح منذ تكثيف الهجوم الإسرائيلي    شاهد: مفاجأة من العصر الذهبي! رئيس يمني سابق كان ممثلا في المسرح وبدور إمراة    ظلام دامس يلف عدن: مشروع الكهرباء التجارية يلفظ أنفاسه الأخيرة تحت وطأة الأزمة!    البريمييرليغ: اليونايتد يتفوق على نيوكاسل    وصول دفعة الأمل العاشرة من مرضى سرطان الغدة الدرقية الى مصر للعلاج    ياراعيات الغنم ..في زمن الانتر نت و بالخير!.    استقرار اسعار الذهب مع ترقب بيانات التضخم الأميركية    صحة غزة: ارتفاع حصيلة الشهداء إلى 35 ألفا و233 منذ 7 أكتوبر    تسجيل مئات الحالات يومياً بالكوليرا وتوقعات أممية بإصابة ربع مليون يمني    هل الشاعرُ شاعرٌ دائما؟ وهل غيرُ الشاعرِ شاعر أحيانا؟    لماذا منعت مسرحيات الكاتب المصري الشرقاوي "الحسين ثائرآ"    قطع الطريق المؤدي إلى ''يافع''.. ومناشدات بتدخل عاجل    قصص مدهشة وخواطر عجيبة تسر الخاطر وتسعد الناظر    وداعاً للمعاصي! خطوات سهلة وبسيطة تُقربك من الله.    افتتاح مسجد السيدة زينب يعيد للقاهرة مكانتها التاريخية    الامم المتحدة: 30 ألف حالة كوليرا في اليمن وتوقعات ان تصل الى ربع مليون بحلول سبتمبر مميز    في افتتاح مسجد السيدة زينب.. السيسي: أهل بيت الرسول وجدوا الأمن والأمان بمصر(صور)    احذر.. هذه التغيرات في قدميك تدل على مشاكل بالكبد    دموع "صنعاء القديمة"    اشتراكي المضاربة يعقد اجتماعه الدوري    هناك في العرب هشام بن عمرو !    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



قرارات مجلس الأمن لصالح الشعب اليمني وستدعم مخرجات الحوار الوطني
القيادي الناصري ونائب وزير الادارة المحلية عبدالرقيب فتح..
نشر في الوحدوي يوم 06 - 03 - 2014

نفى القيادي الناصري ونائب وزير الادارة المحلية عبدالرقيب فتح وجود أي صراع إسلامي قومي، مشددا على ان الجميع مسلمين، وان الصراع ان وجد فهو سياسي وليس ديني، موضحا ان الاحزاب التي تدعي أنها تمثل الإسلام ليس لديها بصيرة (وثيقة ملكية) لكي تقول إنها هي الإسلام وغيرها خارج عنه, "فكلنا مسلمين"، نختلف ونتفق كصراع سياسي وليس صراع مرتبط بالله "حسب قوله".
كما نفى ان يكون الوزير الفعلي لوزارة الادارة المحلية كما يردد البعض، مؤكدا ان هذا اللغط كما اسماه الذي يحاول البعض اشاعته بهدف ايجاد فتنة بينه وبين الوزير علي محمد اليزيدي الذي قال انه يعمل مساعدا له في التنظيم وفي الوزارة..
وتحدث القيادي الناصري في هذا اللقاء الخاص بايلاف عن علاقة حزبه بالتجمع اليمني للاصلاح وبقية احزاب المشترك وبالمؤتمر الشعبي العام وحلفائه، وقيَّم اداء حكومة الوفاق الوطني التي اقر بان اداءها ضعيفاً، لكنه اوجد بعض المبررات لذلك الضعف على رأسها عملية التوافق التي قال ان البعض فهمها خطأ..
وانتقد فتح مبدأ المحاصصة والإقصاء والتهميش الذي تمارسه بعض الاحزاب السياسية، مشيرا الى ممارساتهم في وزارة الادارة المحلية والتي قال انه لم يتم اقصاء او استبعاد أي موظف او قيادي في الوزارة رغم وجود العديد من الوظائف الوهمية التي كان يمكن استغلالها، ووجود العديد من الوظائف غير المطابقة للقوانين لكنه قال انهم عانوا من الاقصاء عندما كانوا خارج الحكم ولايريدون ان يمارسوه ضد غيرهم وهم في الحكم.. فالى الحوار..
حاوره : حبيب أمين الضبياني
* أولاً أرحب بك أستاذ عبد الرقيب ضيف هذا الحوار وأبدأ معك من وزارة الادارة المحلية، كيف ستتعاملون مع مخرجات الحوار الوطني؟
- شكراً جزيلاً لصحيفة إيلاف، ونرجو أن يكون لها دور ايجابي بنّاء في مناقشة قضايا الوطن وقضايا المستقبل أكثر من الانغماس في الماضي ونقده بصورة غير حقيقية.. أنت تعلم أخي العزيز أن في اليمن قامت ثورة, ب 11 فبراير 2011م، تطالب بدولة مدنية حديثة، ينتهي فيها ظلم الإنسان للإنسان، والثورة التي قامت طالبت بصورة رئيسية بدولة مدنية حديثة، لامركزية، وعُقد مؤتمر الحوار الوطني، هذا المؤتمر نقطة ضوء لإيجاد عقد اجتماعي جديد، وهذا ماكنا نحلم به، وحان وقت التغيير التاريخي الذي حُرم منه الشعب اليمني منذ عام 1962م؛ قامت ثورة 62م ولكنها انتكست في 5 نوفمبر وانتكست بمن أداروا الثورة فيما بعد، جاء مؤتمر الحوار ليعيد التألق لكل متطلبات الشعب اليمني, ولكل طموحاته؛ مؤتمر الحوار التقى فيه الكهل والشاب والمرأة والرجل والشيخ والمهمش، وكل الفئات الاجتماعية التقوا لكي يناقشوا مستقبل اليمن، وكيف نوجد عقد اجتماعي جديد، هذا المؤتمر تشكلت فيه سبع لجان رئيسية خرجت بألفين قرار، يصيغ مستقبل اليمن، والعقد الاجتماعي لليمن، وهو محل إجماع وطني, وأصبحت وثيقته ملزمة لكي نُصِغ العقد الاجتماعي الجديد، وفقاً لهذه المخرجات.
* (مقاطعا) عفوا مادروكم انتم في وزارة الادارة المحلية في......
- (مقاطعا) ارجوك دعني اكمل فكرتي ولاتقاطعني وسأجيب عليك، المطلوب الإجرائي الآن هو تشكيل لجنة الدستور, والبداية بصياغة دستور جديد يؤسس لدولة يمنية اتحادية لامركزية تأخذ فيها الأقاليم والمحافظات دورها، في إدارة نفسها بنفسها بدون وصاية من المركز، وبدون استغلال حقيقي، لأن هناك فئة مؤهله او ترى نفسها كذلك لان تحكم الشعب اليمني، والشعب اليمني غير مؤهل لهذه الإدارة، نحن منتظرين بصورة رئيسية أن يقوم الأخ رئيس الجمهورية بتشكيل لجنة الدستور، خلال الأيام القليلة القادمة، ونبدأ فعلاً بصياغة الدستور، وإلانتها من المرحلة الانتقالية الأولى: والتي نصت عليها الآلية التنفيذية للمبادرة الخليجية..
اما سؤالك الموقر فيما يتعلق بدور الوزارة فنحن لعبنا دوراً رئيسياً قبل انعقاد المؤتمر وأثناء المؤتمر، وبعد المؤتمر إن شاء الله.. قبل المؤتمر جئنا بخبير من الأمم المتحدة لكي يدرس وضع السلطة المحلية، ويبحث ماهي الخيارات ل: اللا مركزية والفيدرالية التي يمكن ان تفيد الشعب اليمني، هذا الخبير شاركوه خبراء محليين من الوزارة هنا، وتم إعداد دراسة متكاملة ميدانية قيمت وضع قوام السلطة المحلية إلى جانب أنها قيّمت الخيارات المطلوبة للمستقبل؛ درست أشكال الفيدرالية الموجودة بالعالم، ودرست ماهو الشيء الأمثل لليمن، تعلم أخي العزيز أن في العالم 28 دولة تطبق النظام الفيدرالي، لكن لايوجد نموذج موحّد (ستاندر) لهذا النظام.
* امتدحت الثورة الشبابية 11 فبراير، بالمقابل هناك من ينتقدها ويقول انها لم تحقق شيء للشعب اليمني؟
- يكفي أن الثورة كسرت حاجز الخوف من الحكام الذي كانوا يروا أن قوتهم بالسلاح، وفي بناء الفرق، وفي بناء الحرس الجمهوري، الآن الثورة أوجدت آلية جديدة لمعنى القوة، وهي أن يوجد الحاكم علاقة طيبة وإنجاز مصالح الناس وهذه اكبر قوة واكبر ضمانة، الآن وبعد 33 سنة من دولة قامت وغيرت القيم لانطالب الثورة أن تنجز مهامها في خلال سنة أو سنتان، إلى جانب ذلك فاليمن دخلت في حالة وفاق، ودخلت في مصالحة سياسية أو إدارة العملية الانتقالية، من مرحلة ما قبل الثورة إلى مرحلة مابعد الثورة بالوفاق، وعلينا أن ندرك ان هذا الوفاق ليس من اختصاصه ان يُبقي على الماضي بل يجب ان يصنع المستقبل، ومن يقول غير ذلك فهو مخطئ، والثورة الآن أنجزت أشياء رئيسية قد لاتكون مرتبطة بحياة الناس مباشرة، وهذه إشكالية كبرى، لكنها أنجزت صناعة عقد اجتماعي جديد سينقل اليمن نقلة حقيقية إلى دولة مدنية حديثة، من خلال مؤتمر الحوار، من خلال الدستور، من خلال انتخابات قادمة لرئيس الجمهورية، من خلال مرحلة انتقالية تأسيسية, تنقل اليمن وتقيم الأقاليم بتشريعاتها وإدارة نفسها بنفسها، هذه هي أهم الأشياء الإستراتيجية لقواعد بناء الدولة المستقبلية التي أنجزتها الثورة.
* انتم كقيادات تشيدون بالثورة وإنجازاتها، بينما قواعدكم في الشارع تطالب بإسقاطها، الا ترى معي ان هذا تناقض؟
- أولاً أنا لم أتحدث عن الحكومة، ولاعن انجازاتها، لاتقولني مالم أقل، نحن كقوميين نرى مشكلتنا الوطنية أولاً أننا نرى الوطني الجيد هو القومي الجيد، اعتقد ان موضوع تململ الناس سواءً قواعدنا أو قواعد الأحزاب الأخرى من الحكومة وأداءها لايعني بأن الثورة فشلت، ولكن مطالب الناس مُلحة، وسريعة ومتجددة, ومعهم حق في هذا النقد للحكومة، والحكومة للأمانة لم تقم بكل مهامها المطلوبة منها خلال السنتين الماضيتين بسبب كثير من المعوقات، والكثير أيضاً من الإشكاليات, كتركيبة الحكومة التي قامت على التوافق مثلا، لكن هذا لايعني أن الذين يصيحوا أو ينتقدوا الحكومة لايؤمنون بإنجازات الثورة.
* جبهة الانقاذ
* أفهم من كلامك انك مع جبهة الإنفاذ التي تطالب باسقاط الحكومة؟
- أنا لست مع جبهة الإنقاذ, ولامحسوب عليهم أنا عضو في التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري أؤمن بالثورة والتغيير, وجبهة الإنقاذ كلمة حق يُراد بها باطل.
* انتم في الناصري شاركتم بهذه الحكومة بوزارة واحدة هل هذا حجمكم الحقيقي؟
- ليس موضوع الحوار معك عن الحزب الناصري، أنا اتحدث معك عن مشاكل البلد وسأخصص لك حلقة خاصة لمناقشة التنظيم الناصري ودوره المستقبلي والحالي وعلاقته بالحكومة..
* طيب بالنسبة لمُخرجات الحوار والضمانات؛ على ماذا تعولون لتنفيذ هذه المخرجات في ظل هذا الوضع الهش؟
- نُعول أولاً: وبصورة رئيسية على شعبنا الذي هو الضامن الحقيقي لتنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار, وهو الضامن الحقيقي لجعل هذه المخرجات آليات تمشي على الأرض، ولانعتقد بأنه سيأتي أحد ليحكمنا بعقلية الماضي، علينا أن نؤمن بهذا الأمر, ولدينا إيمان بهذا الشعب؛ بانه سيصنع مستقبل جديد، وهناك إعاقات لهذا المستقبل من قبل قوى النفوذ والقوى المستفيدة من الماضي، لازالت تعمل بقضها وقضيضها للعودة الى الماضي، لكني أؤكد لك بإيمان المناضل الذي يؤمن بهذا الشعب بأن التغيير تحركت عجلته، ولايمكن الرجوع إلى الوراء ابدا.
* البعض يرى إنكم تعولون على الضمانات الخارجية أكثر من الشعب كما ذكرت؟
- أنا قلت نُعول على شعبنا أولاً، والخارج أداة مساعدة ومظلة للتوازن الذي اختل منذ 78؟
* قرار مجلس الامن
* وكيف تقرأ قرار مجلس الأمن 2140 الذي صدر مؤخرا بشأن اليمن؟
- قرار مجلس الأمن 2140 جاء لصالح الشعب اليمني، لكي يقول بأن اليمنيين اتفقوا على مؤتمر الحوار, وعلى عقد اجتماعي جديد، لذلك ارى ان القرار سيدعم هذه المخرجات ولن يضر اليمن بشيء.
* البعض يتخوف بأنه سيجعل اليمن تحت الوصاية وربما يؤدي إلى تدخل عسكري بالمستقبل؟
- من يُريد الإبقاء على الماضي هم من يقولون هذا الكلام، يحاولون تخويف الشعب بان القرار جاء تحت البند السابع، ويتم فرضه في كثير من الدول من اجل أن هذه الدول خرجت عن حقوق الإنسان او انتهكت حقوق الإنسان وارتكبت جرائم في حق شعبها، وفي حق المجتمع الدولي لذلك يكون هذا القرار تدخل خاطف في كثير من الدول ماعدا اليمن، القرار لو تقرأه من الألف إلى الياء يقول سيدعم نتائج مؤتمر الحوار، وسيعمل على معاقبة كل من يعرقل مخرجات الحوار، وبالتالي فهو مساعد للإرادة الشعبية، التي هي الضامن الحقيقي لتنفيذ هذه المخرجات.
* ماذا حققت حكومة الوفاق بشأن الانتقال الى نظام الاقاليم وماذا حققتم أنتم كوزارة في هذا الشأن؟
- أنت تعلم أخي العزيز أن هناك الكثير من الدول التي تنتقل من الدولة البسيطة إلى الدولة الاتحادية أو الدولة الفيدرالية، وهذه الوزارة سيكون لها دور رئيسي، وفعال في اقتراح التشريعات، وفي بناء القدرات، وفي عملية الانتقال من الدولة البسيطة إلى الدولة الاتحادية، وكما تعرف أن الدول لاتنتقل مابين يوم وليلة, يعني اليوم كانت دولة بسيطة بكرة تصبح دولة ذات أقاليم، هناك مرحلة تأسيس، وهذا ما أشارت إليه ورقة الضمانات التي أقرها المؤتمر؛ يجب أن يكون مرحلة تأسيس وتأهيل ومرحلة بناء البنية التحتية، والبنية البشرية، وتأهيل القاعدة البشرية لإدارة كل إقليم لذاته، ومرحلة التأسيس سيكون لهذه الوزارة -كما هو المتعارف عليه عالمياً- دوراً رئيسياً، سيكون لنا دور في قضية بناء القدرات على مستوى الأقاليم، والمساعدة في إيجاد تنمية محلية على مستوى كل إقليم فيما يتعلق بالتهيئة ليقوم هذا الإقليم أو ذك بمهامه, ونحن في وزارة الإدارة المحلية كما قلت لعبنا دوراً قبل المؤتمر وأثناء المؤتمر, وان شاء الله بعد المؤتمر؛ أعدينا وثيقة متكاملة قدمناها للحكومة، قدمناها للجان العمل في مؤتمر الحوار، أسهمنا إسهاما فاعلا في تبصير الأخوة في مؤتمر الحوار فيما هو الشكل الملائم للدولة سواءً على مستوى الإدارة أو على مستوى توزيع الموارد.
* لماذا ترفض الاجابة على تقييم حجم التنظيم الناصري بوزارة واحدة، هل هذا هو حجمكم السياسي والشعبي؟
- نحن حجمنا لايُقاس بحكومة هنا أو وزير هناك، نحن حجمنا بالقضايا والمهام والطموحات التي نحملها لبناء شعبنا ومشروعنا الحضاري، مشروعنا الذي وصل اليوم وبعد أربعين سنة من التغييب القسري؛ وبعد محاولات من القوى التي حكمتنا منذ 1979م إلى 2011م لتغييب المشروع الناصري؛ جاءت ثورات الربيع العربي لتؤكد صدقية مبادئ الناصريين وشعاراتهم الحقيقية، نحن رفعنا شعار العدالة الاجتماعية منذ الخمسينيات وطالبنا بان يكون هناك حرية ووحدة لهذه الأمة، جاءت ثورات الربيع العربي لكي تمثل إعادة اعتبار حقيقي للفكر الناصري وتطلعاته ومبادئه وخياراته الرئيسية، وهذا الأمر لا أقوله لإنني ناصري فقط؛ لكن هذا هو الواقع، لقد فشلت كل الخيارات.. قالوا لنا هناك صحوة إسلامية واتضح أنها غفوة، وقالوا إن هناك واقعية واتضح انها وقوعية، وقالوا إن هناك سلام وانتهت مرحلة الشعارات في الستينيات واتضح انه استسلام، أربعين سنة حكمونا بشعاراتهم ورجالهم ومبادئهم، وجاءت ثورات الربيع العربي لتقول نُريد عيش حرية كرامة إنسانية، وهذا الأمر مارفعناه في عام 1952م أيام حكم القائد المعلم جمال عبدالناصر رحمه الله.
* ألا ترى أن الصراع الإسلامي القومي ربما عاد إلى الساحة خاصة بعد 30 يونيو في مصر؟
- (متحمساً) لايوجد صراع إسلامي قومي أساساً، كلنا مسلمين, وما وُجد بالماضي، ولا يوجد حالياً، هو صراع سياسي وليس صراع ديني، كلنا مسلمين، وليس هناك مسلمين وغير مسلمين، هناك أحزاب سياسية تدعي أنها تمثل الإسلام, وهذا من حقها، لكن ليس لديها بصيرة (وثيقة ملكية) لكي تقول إنها هي الإسلام, فكلنا مسلمين، نختلف ونتفق كصراع سياسي وليس صراع مرتبط بالله.
* أثناء انتظاري خارج المكتب سمعتُ الكثير من المراجعين والموظفين أيضاً يقولون انك أنت الوزير الفعلي.. هل هذا صحيح؟
- هذا الكلام هو لغط لإيجاد فتن، وهناك وزير اسمه الأستاذ علي محمد اليزيدي وزير الإدارة المحلية، وهو الرجل الأول بالوزارة وأنا مساعد لهذا الأخ الوزير ونائباً له، أقوم بعمله أثناء غيابه، ومن يقول مثل هذا الكلام؛ من حماقته يعتقد انه يوجد فتنة بيني وبين الأخ الوزير، وهذا الأمر لايوجد، الأخ الوزير يمثل الرجل الأول بهذه الوزارة، ويمثل بالنسبة لي قدوة في التنظيم، وعملي معه مساعداً في التنظيم، والآن اعمل معه مساعداً في الوظيفة الحكومية.
* محافظة صعدة
* كوزارة معنية بالإدارة المحلية، كيف تتعاملون مع المحافظات الخارجة عن سيطرة الدولة؟
- لا يوجد محافظات خارج نطاق سيطرة الدولة.. هل تقصد صعده؟
* نعم.. اقصد صعده؟
- صعده ليست خارج الدولة، هناك اختلالات داخل صعده لكن محافظ صعده جاء إلى هنا وألزمناه أن يلتزم بقوانين السلطة المحلية والتزم، وهناك الآن إعادة بناء للوحدات المحلية.. في صعده حدثت سبعة حروب، والدولة قصّرت بالماضي وهي تحتاج الى بنية تحتية والعديد من الجهود, والدولة تركت صعده في الماضي والآن تقول صعده خارج السيطرة, من يقول هذا الكلام، لايوجد في اليمن احد خارج السيطرة، ومن يعتقد نفسه الآن لانه يمتلك مدفع ورشاش بأنه سيكون خارج السيطرة فهو مخطئ، اليمن مقدمة إلى دولة لامركزية، مُقدمة إلى نظام وقانون، وانه من سيواجه الدولة بالسلاح سيكون هدفا لكل فئات الشعب اليمني، وعلى كل من يحمل السلاح الآن ان يتحولوا إلى أحزاب سياسية ويقدموا مشاريعهم ومذاهبهم على شكل خطط تنموية، تخدم الوطن والمواطن، من سيتحول هذا التحول ويحول المذهب إلى خدمات يقدمها للناس سينجح، ومن يُريد فرض مذهبه بالسلاح والمدفع سيكون عدواً للشعب اليمني والمجتمع الدولي، وعلى الجميع إن يفهم هذا الكلام.
* الواقع يقول إن صعده خارج سيطرة الدولة وانتم لاتستطيعون التعامل مع السلطة المحلية، وهم من يعينون ومن يُديرون الأمور بالمحافظة؟
- هذا كلام غير دقيق.. صعده تُركت في السابق للأهواء وتُركت للإهمال إنسان.. وسلطة.. وحكومة..، اما الآن فسنعيد الاعتبار لصعده، ليس بأسلوب المدفع والدبابة، ولكن عن طريق التنمية، وهذا هو الشيء الحقيقي الذي يجب على الدولة أن تعمله كي تصل وتسيطر على المحافظة، والدولة أخفقت خلال 33 سنة كانت تعتقد أن القبيلة هي التي تحكم، وأنها عن طريق الشيخ تقدر تجمع الناس، ونحن نقول عن طريق التنمية وإيصال الخدمات نقدر أن نربط المواطن بالدولة، ونجعله رجل دولة في قريته وفي مديريته, في صعده نحن قبل يومين كنا في لقاء مع المحافظ وناقشنا موضوع مدراء المديريات، ناقشنا التغييرات ووصلنا إلى تصور مشترك, وإذا أوجدنا وَهْمْ بأن صعده خارج السيطرة، فنحن نؤكد أو نرسخ لمن يُريد هذا الموضوع بأن تكون صعده خارج السيطرة.
* نحن نُريد الواقع لا نُريد الوهم؟
- الواقع يتم بي وبك وبالإرادة الشعبية، يقودها اليوم رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي؛ علينا أن ندعم هذه التوجهات، وان تكون لدينا أولاً انتصار على أنفسنا وتكون لدينا شجاعة في أنفسنا, عندها سننتصر على كل التحديات الموجودة.
* كمٌ هائلٌ من المشائخ والأعيان والنافذين مكدسين وظيفياً بالوزارة كيف تتعاملون معهم حاضراً ومستقبلاً؟
- نحن في وزارة الإدارة المحلية وأقولها وبكل فخر واعتزاز، الأخ الوزير علي محمد اليزيدي لم يتبع أسلوب المحاصصة حتى اليوم، استلمنا الوزارة وفيها (968) موظف، وفيها (42) مدير عام، وفيها (20) وكيل مساعد، وفيها 7 قطاعات ليس لها مهام، وليس لها هيكل واضح، وفي يوم وليلة اصدر رئيس الجمهورية السابق قرارات بإعادة هيكلة هذه الوزارة بدون أي أسس علمية أو إدارية, ونحن من بداية استلامنا لهذه الوزارة بدأنا نضع معايير علمية لقضية التغيير، أعدينا لائحة تنظيمية، وأعدنا القطاعات من سبعة إلى أربعة، الإدارات العامة من 42 إلى 25 إدارة عامة، حددنا لها مهام، أقرت هذه اللائحة في مجلس الوزراء وناقشتها وزارة الخدمة المدنية، وشهدوا لنا بوزارة الخدمة المدنية بأنها أفضل لائحة تنظيمية أعدت، وبعد إقرارها من الحكومة تم رفعها إلى الأخ رئيس الجمهورية، وان شاء الله الأيام القادمة أو الشهور القادمة ستصدر هذه اللائحة وستمثل انطلاقة حقيقية لتغيير حقيقي يقوم على قواعد الإدارة الحديثة, وليس على أساس المحاصصة الحزبية، ومايتعلق بالتعيينات والتكليفات على مستوى الوزارة بإمكانك أن تسأل الموظفين، لم نستبعد احد، لامدير عام، ولاوكيل، ولامدير إدارة، والأخ الوزير علي محمد اليزيدي؛ كل التغييرات التي عملها بالوزارة هي أنه جاء بنائب ومدير عام مكتب فقط، لأننا رفضنا المحاصصة، وكان بإمكاننا أن نطبقها، وكنا سنستفيد كثيراً لأن هناك كم هائل من الوظائف الوهمية، كنا سنستغلها ونعين فيها أعضاء التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري أو أعضاء اللقاء المشترك أو أعضاء آخرين مقربين، لكننا رفضنا أن يكون التعيين بالمحاصصة، لنؤسس لقاعدة إدارية صلبة، وقد نكون خسرنا إخواننا وأصحابنا الذين ينتقدونا، لكننا ربحنا المستقبل لأننا نؤمن بأن التغيير لايتم بالإبعاد والاستبعاد وإنما وفقاً لقواعد إدارية حقيقية.
* سمعنا أن ابن الوزير تم تعيينه وكيل محافظة لإحدى المحافظات، ألا ترى أن هذا يتنافى مع ما تقول؟
- (منفعلاً) من هذا ابن الوزير الذي تم تعيينه، ليس كل ماتسمعه صحيح مطلقاً، ونحن مستعدين إذا ثبت هذا الأمر أن نحيله إلى الرقابة والمحاسبة، اريد اثبات بان ابن الوزير معين وكيلاً لأي محافظة، ومن يقول هذا الكلام يثبته.
أخي العزيز.. على الصحافة أن تحترم قواعد العمل الصحفي، ولاتشتغل شغل مخابرات مع كل الاحترام والتقدير لكم، إذا حصلت على أي معلومة فالأخلاق الصحفية والإعلامية تفرض عليك ان تتأكد..
* وأنا من هذا المبدأ سألتك ومن حقك النفي أو الإثبات؟
- أخي.. الوزارة هذه داخلها كل الأجهزة الأمنية, وأنا أقول لك هذا الكلام ليس سراً، وللأسف الشديد لم يكن يُراد لهذه الوزارة أن تكون وزارة تقود تنمية محلية, وكان يُراد لها أن تكون شكلاً كما قلتُ لك للحشد والتحشيد وللمجاملة، لذلك تم العبث بهيكلها الوظيفي المركزي، وتم العبث بهيكلها على مستوى المحافظات، وعملنا دراسة متكاملة لوضع مدراء المديريات، ووجدنا أن هناك عبث كبير، مدراء مديريات غير مؤهلين، ومدراء كانوا يشتغلوا مع كل الاحترام لأصحاب المهنة إما سائقين أو مرافقين لمشائخ، للاسف الشديد وجدنا مأساة بالسلطة المحلية.
* كيف تعاملتم مع هذه المأساة كما تقول؟
- تعاملنا معها علمياً، وعملنا مسح ووجدنا أن 170 مدير مديرية لاينطبق عليهم القانون، لذلك أعدنا حركة التغيير، قد تكون بطيئة لكنها تعتمد على أسس حقيقية، ولاتعتمد على المحاصصة والإبعاد, ولستُ مع إبعاد أي إنسان تم تعيينه بقرار وزاري، نحن في التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري عانينا من الإبعاد والاستبعاد 33 سنة، ولذلك لانمارسه على الآخر وإن استبعدنا أحداً استبعدناه وفق أسس علمية.
* رئيس الجمهورية
* كيف ترى دور رئيس الجمهورية خلال هذه المرحلة؟
- رئيس الجمهورية جاء واستلم بلد بعد ثورة، واستلم بلد بعد تدمير حقيقي للقيم والهياكل، ولايوجد في اليمن نظام، ولايوجد حكومة قائمة، ولو قارنا بمصر أو تونس لكان على الشعب اليمني أن يثور في 82م.. في تونس مثلاً تنعدم الأمية، وفي تونس كان مستوى دخل الفرد يقارب دخل الفرد الأوربي، في تونس كانت البنية التحتية قائمة، وفي مصر هناك مؤسسات، وفي مصر هناك جيش وطني، أما نحن استلم رئيس الجمهورية بلد مجزأ، مقسم، إلا انه يمتلك رؤية واضحة لبناء هذه الدولة، قد يكون في حركته بطئ لكن هذا البطء ليس موجود في رأسه، ولكن لأن الواقع يتطلب الحكمة والبصيرة.
* هل انتم راضيين عن ادائه؟
- كل الرضا.. راضين عن دور رئيس الجمهورية بما يحمله من أفكار, وقد يكون لدينا إشكاليات حول موضوع القرارات، والذي ربما ينتج عن الضغط الشعبي، لكن نقول: رئيس الجمهورية يمتلك رؤية للمستقبل، وهذا ماعلينا ان نركز عليه، هو يمتلك رؤية لبناء يمن يقوم على لامركزية، على غياب كامل لسيطرة المركز، على تأسيس إدارة لشئون كل إقليم يديرها أبناءها، يكونوا شركاء في التخطيط والتنفيذ، وهذا الأمر ليس سهلاً؛ رئيس الجمهورية الآن يتحمل إعادة الاعتبار الحقيقي للجيش، الهيكلة الحقيقية للدولة..
أخي العزيز عليك أن تدرك أن اليمن بعد خمسين سنة من ثورة 62م ثورة سبتمبر،؛ اليوم يلتقي أبناءها لكي يناقشوا كيف يكون هناك دستور يعيد العقد الاجتماعي والقبول الاجتماعي، وهذه مأساة الشعب اليمني، خمسين سنة ضاعت من عمري ومن عمرك، ولو انك اصغر مني، ضاعت في ظل غياب دولة، غياب جيش وطني؛ هذا هو الفرق مابيننا وبين ثورات الربيع العربي، نحن الآن نصفق للرئيس عبد ربه لأنه يعيد هيكلة الجيش، لماذا هذا الموضوع ماتم من عام 62م، حجم المأساة باليمن كبيرة وعلينا أن نقدر هذا.
* البعض يقول إن هيكلة الجيش جاءت مخيبة للآمال، وهناك قيادات جديدة تم تعيينها ضمن هذه الهيكلة من أقرباء وبلاد الرئيس بل ومن نفس القرية؟
- أنا قلتُ لك بالأول إنّ تعريف القوة تغير, بعد ثورات الربيع العربي من يعتقد أنه سيكون قوي ببناء حرس جمهوري أو جيش من أهله يُخطئ، وعلى الحكام أن يُدركوا أن القوة اليوم بعد ثورات الربيع العربي التي أسقطت أعتى الأجهزة الاستخباراتية، هي قوة الشعب، وبالتالي يجب علينا ايجاد مشروع يحقق مطالب هذا الشعب، وهو الضمان الحقيقي لبقائي في الحكم، والآن الشعوب العربية قادرة على ان تسقط من أراد ان يخرج عن ثورته, سواء في مصر أو تونس, وكما قلت لك الجهاز الأمني في مصر كان من أقوى الأجهزة، لكنه أمام خروج الناس سقط، ونفس الكلام في تونس، ونفس الكلام في اليمن.. في اليمن لم يكن هناك جيش، ولم يكن هناك أمن، وتحول الجيش والأمن إلى جهاز أمني لحماية الحاكم، لكن همّة الشعب الذي خرج يرفع شعار الشعب يريد إسقاط النظام, أسقطت هذا الجيش وقسّمته وحولته إلى جيش يُعاد بناءه الان من جديد.
* أين سيكون دور الإدارة المحلية في ظل الأقاليم الستة؟
- كما أوضحت لك.. في كل الدول الفيدرالية وزارة الإدارة المحلية في كثير من الدول ينص عليها الدستور كوزارة من الوزارات السيادية, هي التي تتولى تقديم مشاريع القرارات، وهي التي تتولى وضع الأسس لعملية الانتقال، وهي التي تتولى بناء الأقاليم لكي تكون قادرة على إدارة مهامها، ونحن مبكراً بدءنا بعد خروج نتائج مؤتمر الحوار، لدينا الآن وثائق ندرس هذه المخرجات، ولدينا لجان شكلناها، بحيث تبدأ بتقديم تصورات للحكومة، وللجان العمل، وللهيئة الوطنية التي ستشكل كيفية بناء الأقاليم, وكيفية إيجاد إدارة حقيقية على مستوى كل إقليم، وبناء القدرات على مستوى كل إقليم، وكما أوضحتُ لك؛ الدول لاتنتقل مابين يوم وليلة، وهناك أقاليم ممكن يتم نقلها في ستة أشهر وإقليم سيتم نقلها بعد سنة أو سنتين.
* كيف تتوقع شكل الحكومة القادمة التي ستعلن قريبا حسب التوقعات؟
- مؤتمر الحوار، في ورقة الضمانات للأسف الشديد كان هناك توجه لإيجاد تغيير كامل بالحكومة، لكن ماتم التوافق عليه هو تعديل جزئي في الحكومة، لكن ليس هذه هي الإشكالية...
* أين تتوقع هذا التغيير الوزاري؟
- أتوقع بالوزارات السيادية، بالوزارات التي حدث فيها اختلالات رئيسية.
* أي وزارت تقصد؟
- هناك تقييم، أنا لا أريد أن احدد حتى لاتحسب عليّ مواقف (مبتسماً)، لكني أقول إن هناك تغيير حقيقي سيتم، لأن مؤتمر الحوار ألزم رئيس الجمهورية وألزم حكومة الوفاق أن توجد شراكة؛ ورفع شعار شركاء في التأسيس وشركاء في التنفيذ، لذلك يجب أن يدخل مكونات جديدة من الشباب ومن المكونات التي شاركت في إنجاح مؤتمر الحوار، وتواجد هذه المكونات لايعني المحاصصة، ولكن شراكة لصناعة المستقبل.
* كقيادي في المشترك، هل هناك رؤية مشتركة بين أحزاب اللقاء المشترك لتقديم قائمة التمثيل أو لتقديم رؤية لبرنامج الحكومة القادمة؟
- أنا اتمنى، لكن في موضوع اللقاء المشترك هذا موضوع فيه قيادات تنظيم حزبية، وأنا هنا رجل إدارة موجود لخدمة كل الأحزاب، فأرجو ألا ادخل في خصوصيات اللقاء المشترك أو التنظيمات السياسية الأخرى، لكن عموما إذا كان المشترك يحس بمسؤولياته فعليه أن يكون لديه رؤية مشتركة، وإذا كان سيترك الأمور تدار على ماكان يتعامل بها النظام السابق (مابدا بدينا عليه) فشعبنا وأحزابنا ورجالنا بهذه الأحزاب ستُسقط هذه القيادات.
* كيف تقيم أداء وزراء المشترك في الحكومة الحالية؟
- أنا أقول إن هناك اختلال موجود نتيجة لسوء الإدارة، ونتيجة لنوعية التوافق الذي فهمه البعض على انه إبقاء الأمور كما هي عليه، لكنا نتطلع إلى ان يتغير هذا الأمر بصورة رئيسية، وأرجو ألا تركز على موضوع الاختلالات في هذه المقابلة، لأننا نحب الآن أن نتحدث عن المستقبل أكثر من نقد الماضي..
اتفق معك؛ هناك خلل حدث في إدارة البلد لكن أيضاً هل هذه الحكومة استلمت الحكم وكل مقومات النجاح متوفرة لها ولم تنجح، هنا علينا أن نقيِّم لنعرف أنت ناجح أو فاشل، ونقيِّم ماهي البيئة التي تعمل بها، هل فيها كل عوامل النجاح بحيث انه نقول والله أنت قصرت، وهنا أقول إن الحكومة في كثير من الأمور بذلت جهد تشكر عليه، وكثير من الإجراءات اخفقت فيها نتيجة لعملية التوافق التي رأتها بعض القوى السياسية بأنها إبقاء للوضع كما هو أو بعضها رأى أنها إعادة انتاج الماضي.
* كيف تنظر إلى المستقبل؟
- بتفاؤل جداً.
* قواعدكم الشعبية تقول انه لامستقبل في ظل هذه القيادات الصنمية على قمة الأحزاب السياسية؟
- أولاً: اسمح لي، التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري هو التنظيم الوحيد الذي لايوجد فيه قيادات صنمية، وأنا لا أريد أن استخدم مصطلحات فيها اتهامات، نحن كتنظيم؛ التنظيم الوحيد الذي يُغير دائماً، ويجدد، ولو قرأت تاريخ هذا التنظيم ستجد أن أُمناء العموم فيه تغيروا ونفذوا القانون الذي تناقشه الأحزاب اليوم بان الأمين العام لايمكث أكثر من دورتين، ونحن غيرنا من بعد الوحدة أكثر من أمين عام، وغيرنا بالعمل السري أكثر من أمين عام، ونحن نمارس ديمقراطية حقيقية تبدأ من الوحدة التنظيمية، وتصل إلى الأمانة العامة، ومايقوله بعض الإخوة من المنتمين إلى هذا التنظيم من حقهم أن ينتقدوا, وهذا يرسخ العمل الديمقراطي، وليس عيباً بالتنظيم لكن لايوجد اتجاه عام يقول إن هناك صنمية, لأن عندنا المناصب أو تحمل المسؤوليات فيها خسارة أكثر من ما فيها فائدة, ونحن تنظيم استُبعدنا، ليس لدينا موارد نتضارب عليها، بل لدينا قضايا نضحي من اجلها.
* الناصريون والاحزاب السياسية
* كيف تقيم علاقتكم كتنظيم؛ بأحزاب اللقاء المشترك وبالمؤتمر الشعبي العام في ظل حكومة الوفاق؟
- ليس لدينا في المرحلة الحالية والآنية علاقة مع المؤتمر الشعبي؛ لكننا نلتقي بالحكومة من اجل انجاز مرحلة الوفاق، ومطالب الثورة على مستوى اللقاء المشترك فيها اختلافات، لاأقول إن هناك وفاق كامل، هناك اختلافات وهناك رؤى متعددة ومختلفة, لكنها كلها حريصة على إبقاء اللقاء المشترك أداة لتحقيق مطالب الناس، وليس أداة صورية، نريد من اللقاء المشترك وهذا ما نقوله نحن في التنظيم أن يُجدد من نفسه, وعلى اللقاء المشترك أن يتعامل بأنه حامل للثورة، مالم سيتم محاسبته, ولايوجد اليوم احد فوق المحاسبة الشعبية.
* علاقتكم بالإصلاح تحديدا؟
- علاقتنا بالإصلاح علاقة يسودها النقد، ويسودها أيضا الإخاء، ويسودها أيضاً هدف عام وهو تبني القضايا التي تبنينها ونحن نعارض ونتبناها ونحن نحكم الآن.
* كيف ترى دور الإصلاح في ظل هذه الأوضاع؟
- الإصلاح؛ لا احد يستطيع أن ينكر دوره الآن، ومن يقول غير هذا فهو مزايد, الإصلاح موجود في كل محافظات الجمهورية، وعلينا إذا كان هناك أخطاء أن نقوِّمها في إطار المصلحة المشتركة، وليس في إطار العداء والإقصاء، من يريد أن يُقصي الإصلاح أو يُقصي الناصريين، هو يمثل حركة إقصاء مرفوضة، لكن يمكن أن نختلف ونتفق في إطار وجود الكل وقبول الآخر.
* البعض يقول إن الإصلاح يمارس ضدكم الإقصاء في ظل حكومة الوفاق؟
- نحن كما قلتُ لك ليس إشكاليتنا في منصب هنا أو منصب هناك، نحن مشروعنا مشروع دولة مدنية حديثة, ونحن قدمنا شهداء من اجل قيام هذه الدولة، نحن كنا نقول للرئيس السابق لسنا دعاة ثأر؛ ثأر شهداءنا وجرحانا والمفقودين قسراً وثأرنا يأتي بتحقيق دولة مدنية حديثة وتحقيق مساواة، ليست قضيتنا قضية مناصب أو إقصاء عن مناصب وهذا يحدث.
* كيف ترى أنت الصراع في حاشد وغيره وكيف تتعاملون معه كإدارة محلية؟
- اليمن يمر بحركة تغيير كبيرة جداً، ومن لايستجيب لهذا التغيير سيحدث لنفسه إشكالية, مايحدث في حاشد، ومايحدث من استخدام السلاح من قبل الحوثيين هي مرحلة مؤقتة، وعلى كل من يحاول فرض آراءه بالقوة أن يعي أن اليمن تغيرت، والشعب اليمني تغير, وكما قلت عليه أن يتحول إلى حزب مدني، وعلى الجماعة إذا كانت تتبنى مذهب معين أن تُحوِّل هذا المذهب إلى مصالح للناس؛ ونحن في وزارة الإدارة المحلية نحاول وبقدر الإمكان أن نوجه مدراء المديريات أن يعملوا على حل الإشكاليات التي تحدث على مستوى مديرياتهم، ولايكونوا أداة للصراع مع أي طرف.
* كلمة أخيره أو رسالة تبعثها من خلال إيلاف؟
- أريد أن أقول للسلطة الرابعة؛ الإعلاميين عليهم ان يتحملوا مسؤولية كبيرة نحو المستقبل، عليهم أن يكونوا رُسُل لبناء الدولة اليمنية الحديثة، عليهم أن يُرسِّخُوا بالناس التفاؤل والأمل ويركزوا على النقاط الإيجابية التي تصنع المستقبل، ولا تعيد الماضي، والصحافة مطالبة؛ سواءً إيلاف أو غيرها، أن تنشر قيم قبول الآخر، أن تنشر قيم اللا مركزية، أن تؤسس القدرة والثقة في شعبنا اليمني، بأنه قادر أن يدير نفسه بنفسه, كان يقول نحن قادرين أن ننتخب رئيس الجمهورية لكنا لسنا قادرين أن ننتخب مدير مديرية وهذه إشكالية, والناس اليوم يعانون وأنا معهم من قصور الحكومة ويعانون من الإعلام الذي يركز على السلبيات، وعلى النقاط السوداء، وعليكم كإعلاميين أن توجدوا الثقة بين الناس، إن المستقبل أفضل وان اليمن لايمكن أن يعود إلى الماضي، وأن عجلة التغيير تحركه ولايمكن ان تعود الى الوراء, وان الرئيس عبد ربه منصور هادي يقود هذه الحركة، لكن علينا أن نعامله كقائد مكلف من قبل هذا الشعب؛ ينفذ مطالب الشعب، ولانُريد أن نوجد أي شخص فوق القانون أو فوق النظام، وعلينا أن نرسخ مفهوم دولة المساواة وقوة القانون، وليس قانون القوة، هذا الأمر الذي أريده من الإعلام، وأتمنى أن تتبنوا هذه الرسالة، وشكراً لك وشكراً لصحيفة إيلاف على هذه الاستضافة


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.