أثار قرار وزارة الإعلام الخاضعة لسيطرة جماعة الحوثي مؤخرا بمنع وتوقيف صحيفة الوحدوي ردود أفعال مستنكرة ومنددة لهذا القرار. معتبرين أن ذلك يأتي ضمن سياق سلسلة من الانتهاكات التي شنتها جماعة الحوثي ضد الإعلام والصحافة في اليمن وحربا منها ضد أي صوت معارض لها. (الوحدوي نت) استطلعت آراء عدد من الصحفيين والمحامين والنشطاء حول هذا القرار وخرجت بالحصيلة التالية: المحامي عبدالكريم هائل سلام يؤكد بأن القرار سياسي وليس إداري وغير مشروع ومخالف لمقتضيات القوانين النافذة التي نظمت ممارسة العمل الصحفي وجعلت القضاء وحده هو الفيصل في قضايا النشر والمطبوعات. ويقول أن تدخل السلطة من تلقاء نفسها قرار سياسي يندرج ضمن السياسة المتبعة في التضييق على الحريات الصحفية من قبل الانقلابيين ويعد انتهاكا صارخا لحرية التعبير يضاف إلى رصيد الانتهاكات المتواصل من قبل السلطة القائمة . مؤكدا أن مثل هذا العمل ليس فقط معرض للبطلان، إنما يترتب عليه التعويض المادي والمعنوي . آخر صوت صحفي صامد ومختلف من جهته عبر الصحفي سامي غالب رئيس تحرير صحيفة النداء الاهلية عن تضامنه مع الزملاء الأعزاء في صحيفة "الوحدوي"، التي اعتبرها آخر صوت صحفي، صامد ومختلف، في العاصمة اليمنية التي اجتاحها الحوثيون. وقال غالب في منشور له على صفحته في الفيسبوك :"الميليشياويون أكملوا سيطرتهم على المجال الاعلامي في صنعاء: نهبوا الصحف والمؤسسات الاعلامية الخاصة، أرسلوا جحافلهم إلى المؤسسات العامة، مسموعة ومقروءة ومرئية، وفرضوا خطهم "الثورجي" على الاعلام الحكومي، وارتدوا بالصحافة اليمنية قرنا إلى الوراء. وآلت حرية الصحافة والتعددية الاعلامية إلى "صيحة" كراهية تتردد بصيغ متنوعة، تنذر اليمنيين، وغير اليمنيين، بالموت. ". قرار غير قانوي ويرى الصحفي مأرب الورد أن القرار غير قانوني من سلطة غير شرعية وليس غريبا من سلطة اغلقت الصحف حجبت المواقع ومكاتب القنوات وطردت الصحفيين واختطفت من وجدت وهجرت آخرين للخارج. مضيفا : سلطة الانقلاب لا تتحمل رؤية إعلام معارض وها هي تغلق آخر صحيفة خارج توجهها كانت تصدر بصنعاء. ويشير الورد إلى ان أداء الصحيفة في الفترة الأخيرة وتناولها مواضيع مزعجة وحساسة للانقلابيين قد يكون أحد الأسباب وراء تصرفها غير الشرعي وقد يكون نفاذ صبرها وفشلها في تطويع الصحيفة لصالحها. مؤكدا على استحالة حجب الحقيقة من قبل سلطة الانقلاب ومنع وصولها للرأي العام ، حيث قال : وإن منعت طباعة صحيفة أو حجبت موقعها لأن البدائل كثيرة ومتاحة في زمن الفضاء المفتوح والخدمات الاجتماعية الجديدة كالتليجرام والفيس وتويتر وحتى الموقع الالكتروني الذي سيؤدي عمل الصحيفة وفي كل الأحوال لم يكسب الانقلابيون شيئا عدا تسجيل انتهاك جديد بحق الصحافة. صحفية تعبر عن المجتمع ويوافقه في الرأي الصحفي أحمد فوزي مدير موقع يمن جورنال الأخباري الذي قال ان القرار كان متوقعاً خاصة وأن الصحيفة التزمت بنهجها الواضح والمعبر ليس فقط عن أراء التنظيم بل عن معاناة المجتمع اليمني بأكمله. معتبرا أنه يأتي استمرارا لنهج الحوثيين في الانتهاكات ضد الإعلام وخاصة الصحف والصحفيين ، قائلا أن العام 2015 يعد هو الأسوء بحسب التقارير الصحافية مع استمرار التجاوزات والانتهاكات والاختطافات بحق الإعلاميين والصحفيين اليمنيين. وقال فوزي أنه وعلى الرغم من الضغوطات التي تعرض لها الزملاء في صحيفة الوحدوي استمرت خلال الأشهر الماضية وتفردت بتقارير صحافية مميزة. وأضاف : ولكن جاء القرار ليوضح العقلية الأمنية المسيطرة على جماعة الحوثي وقيادتها ويؤكد عن رفضهم لصوت العقل على الرغم من المواقف الايجابية للصحيفة أبان الحروب الستة في صعدة إلا إن الجماعة الحوثي والتي كانت تدعي المظلومية تحولت إلى ظالم يحارب حتى نقل الحقيقة . حربا مفتوحة في حين يرى الصحفي عبدالباسط الشاجع منع الحوثيين لطباعة صحيفة الوحدوي يأتي في إطار الحرب المفتوحة ضد وسائل الإعلام وتكميم أفواه الصحفيين. معتبرا أن الصحافة اليمنية تمر بأسوأ مرحلة في تأريخ اليمن الحديث، ,وان قلعة الجمهورية التي عمدت بدماء ثوار 26 سبتمبر وأعطت مساحة واسعة لحرية الرأي والكلمة تنسف اليوم بمعاول ميليشيا الحوثي في سابقة لم تشهدها اليمن. الباسط يقول أن التضييق الحاصل على الاعلام الحر تهدف منه الميليشيا تغييب الحقيقة والمعلومة عن الرأي العام وتخلو الساحة الا من إعلامها لتستطيع التلاعب وتسيير الأحداث والقضايا بما يخدم مشروعها الإنقلابي. منع للحقيقة المحلل السياسي وعضو مؤتمر الحوار حمزة الكمالي يرى أن القرار يؤكد أن جماعة الحوثي تقف ضد كل الحركات الوطنية والصحف والصحفيين الذين يقفون مع الحق وينقلون الحقيقة كما هي. مبديا أسفه على اغلاق صحيفة الوحدوي التي عرفت بدورها الكبير والمهم في بناء ورفد الصحافة اليمنية بافضل الصحفيين كما يقول الكمالي . معتبرا أن الانتهاكات الصحافي التي ارتكبتها مليشيات الحوثي وصالح تعتبر من اخطر الانتهاكات على مستوى العالم . حيث يقول : لم يحدث على مستوى العالم انه يتم قتل الصحفيين وحبسهم وسجنهم ومن ثم اغلاق صحفهم بشكل تعسفي إلا في اليمن ، وما بيان اتحاد الصحفيين العرب الاسبوع الماضي وقبله الاتحاد الصحفيين الدوليين تؤكد أن اليمن اكثر بلد تعرض لانتهاك الصحفيين قرار انفعالي قرار انفعالي وغير شرعي ، هكذا يرى الصحفي أحمد عبدالرحمن مدير مكتب قناة الميادين في اليمن قرار وقف أي صحيفة من قبل وزارة الإعلام. حيث يرى أن قرار وقف الصحف أو منع صدورها يجب أن يأتي عبر القنوات القضائية ويمكن في هذه الحالة تفهم القرار إذا ما جاء بناء على حكم قضائي ضد أي صحيفة سواء الوحدوي أو غيرها.. معبرا عن رفضه لوقف الصحف بهذه الطريقة العشوائية التي تندرج في إطار التصرفات غير المبررة والخارجة عن القانون الذي نحتاج لتفعيله ضد الجميع. وحول وجود مبررات لدى الوزارة ، يقول : ربما أن هناك كثير من المبررات لدى وزارة الإعلام حول خطاب بعض الصحف لناحية تأييدها "للعدوان الخارجي" على اليمن وان كنت أتفهم ذلك حيث أنه من الصعب الوقوف إلى جانب العدوان الخارجي ولكن يمكن أن يتم الأمر كما قلت سابقا عبر تقديم أي صحيفة للمحاكمة وبالتالي للقضاء أن يتخذ القرار المناسب. قتامة للمشهد الصحفي محمد عبده العبسي علق على القرار بأن يجعل الصورة ﺗﺰﺩﺍﺩ ﻗﺘﺎﻣﺔ، ويجعل من ﺻﻨﻌﺎﺀ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺧﺎﻟﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﺤﺎﻓﻴﻴﻦ ﻭﺑﺨﺎﺻﺔ ﻣﺮﺍﺳﻠﻲ ﻭﺳﺎﺋﻞ ﺍﻹﻋﻼﻡ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ، ﻭﻣﻦ ﺩﻭﻥ ﻭﺳﺎﺋﻞ ﺇعلام ﻣﺤﻠﻴﺔ. وأضاف بسخرية : ﺑﺎﺳﺘﺜﻨﺎﺀ ﺍﻟﺼﺤﺎﻓﻴﻴﻦ ﺍﻟﻤﻮﺍﻟﻴﻦ ﻟﻠﻘﻮﻯ ﺍﻟﻤﺴﻴﻄﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﻜﻢ، ﺑﺎﺕ ﺍﻟﺼﺤﺎﻓﻲ ﺍﻟﻴﻤﻨﻲ ﻭﺍﺣﺪﺍً ﻣﻦ ﺛﻼﺛﺔ: ﺇﻣﺎ ﻓﺎﺭﺍً ﻭﻧﺎﺯﺣﺎً ﻭﻣﻼﺣﻖ ﺃﻣﻨﻴﺎً، ﻭﺇﻣﺎ ﻣﺨﺘﻄﻔﺎً ﻭﻣﻐﻴﺒﺎً ﻓﻲ ﺳﺠﻮﻥ ﺍﻟﻤﻠﻴﺸﻴﺎ. اسكات صوت يتحدث عن اليمن الصحفي هلال الجمرة تسأل ردا على قرار وزارة الإعلام على منع طباعة الوحدوي : من هو عبدالله يحيى المؤيد؟ من هذا ليتحدث عن مخالفة قانون الصحافة؟ من عين المؤيد ليكون وكيلاً للوزارة...؟ واجاب على السؤال قائلا :عينه اللقب (المؤيد) وقال الجمرة في منشور له على صفحته في الفيسبوك :" الحقيقة إن صحيفة الوحدوي لم تخالف أي قانون (للجمهورية اليمنية) باستثناء قانون الميليشيا.. أسوء ما في زمن الميليشيات والبلطجة أنها تجبرنا على الالتفات الى الألقاب.. انها مرحلة احياء العنصريات والأمراض. " واضاف " كانت الوحدوي الصحيفة الوحيدة، التي لها رأي وتوجه مختلف ومخالف لسياسة الميليشيات، لكنهم قرروا إنهاء هذا صوت غير المصبوغ بالنعرات الطائفية والعنصرية، الصوت الذي يتحدث عن بلد اسمه يمن. كل التضامن مع صحيفة الوحدوي التي قررت ميليشيات الحوثي منعها من الطباعة.