بقلوب مكلومة، ملؤها الأسى والحزن القحاف، تنعي الأمانة العامة للتنظيم الوحدوي الشعبي الناصري، الرحيل المبكر والمفاجئ للقائد الناصري الجسور عبد القوي شرف ثابت الفضلي، الذي اختاره الحي القيوم ليكون ضيفه الدائم في صباح يوم التروية الفضيل من شهر ذي الحجة الحرام الموافق 29/7/2020 في العاصمة صنعاء. نضرع إلى الله أن يتقبل روحه الطاهرة بقبول حسن، ويحفها برحمته، ويُنعِم عليها بمغفرته، وأن يرفع طاهرا مطهرا إلى الفردوس الأعلى بجوار آبائه وإخوته الناصريين، الذين قضوا نحبهم وقد وفوا بما عاهدوا الله عليه. على مدى 56 عاما، بدأ القائد المغفور له بإذن الله تعالى عبد القوي شرف مسيرة حياته من مسقط رأسه (قدس – المواسط) بمحافظة تعز كغيره من أبناء منطقته، التي كانت قاعدة شعلة الناصرية، التي أوقدها القائد الخالد عيسى محمد سيف، مكملا فيها مراحل تعليمه الأولي بتفوق علمي مستمر، أهله للانتقال إلى جمهورية بلغاريا ليحصل منها على بكالوريوس هندسة نفط، ثم يعود بعد ذلك إلى العاصمة صنعاء للعمل في الهيئة العامة للاستكشافات النفطية، مبتدئا مسيرة المعاناة الحياتية -كموظف- مثله مثل أترابه الناصريين، الذين تعرضوا -ومازالوا- للاضطهاد الوظيفي، عقابا لهم، منذ إجهضت القوى الرجعية حركة الخامس عشر من أكتوبر الناصرية عام 1978. انتمى القائد العظيم عبد القوي الفضلي للتنظيم الناصري في وقت مبكر من عمره -مطلع ثمانينيات القرن الماضي- إذ تولت المدرسة الناصرية صقل موهبته القيادية، وزودته بالقيم الوطنية والقومية والإسلامية، ليخوض بعد ذلك مسيرته النضالية، كادرا عقائديا، ثم قائدا وموجها ومربيا، متبوِّئًا العديد من المواقع القيادية في المستويات التنظيمية، التي مر بها في حياته التنظيمية، إلى أن ساهم بشكل رئيسي بتأسيس فرع للتنظيم في بلغاريا أثناء دراسته الجامعية، شاغلا موقع أمين سر للفرع. وخلال مرحلة العلنية بعد الوحدة اليمنية المباركة، تولى منصب أمين السر المساعد لفرع التنظيم بأمانة العاصمة، ومسؤول اللجنة التنظيمية فيه، خلال الفترة الفاصلة بين الدورتين التنظيميتين العاشرة والحادية عشرة، وتوفاه الله وهو في موقع مسؤول اللجنة التنظيمية كنتيجة من نتائج الدورة التنظيمية الحادية عشرة لفرع التنظيم بأمانة العاصمة. لم يقتصر تجسيد القائد الراحل عبد القوي شرف للقيم والمبادئ الناصرية في حياته التنظيمية فقط، وإنما تمثلها في كل جوانب حياته الأسرية والاجتماعية والوظيفية، فنال الاحترام والتقدير من كل المتعاملين معه، فقد كان ببساطته وروحه المرحة شريكا لهم في معاناتهم، يسعى لحل مشاكلهم البينية، وتخفيف معاناتهم، على الرغم من شظف العيش الذي عاناه في إدارة أسرته وتربية أولاده. إن الأمانة العامة للتنظيم الوحدوي الناصري، إذ تعزي نفسها وكل أعضاء وقيادات التنظيم في كل المستويات التنظيمية، فإنها تتقدم بخالص العزاء والمواساة لكل أفراد أسرته الكريمة، وفي مقدمتهم شقيقيه المناضلين؛ أمين وعدنان شرف الفضلي، والعزاء موصول لأولاده الأعزاء (أسامة وغسان وأيمن) وكذلك عقيلته الصابرة التي شاركته المعاناة طيلة مراحل حياته النضالية.. ندعو الله أن يعظم أجرهم، وأن يعصم قلوبهم بالصبر والسلوان، وإنا لله وإنا إليه راجعون. صادر عن الأمانة العامة للتنظيم الوحدوي الشعبي الناصري في 30/7/2020
