اشتعلت جبهة مزارع شبعا المتنازع عليها في جنوبلبنان عند تقاطع الحدود بين لبنان وسورية واسرائيل أمس الاثنين مما ادي الي مقتل جندي اسرائيلي واستشهاد ثلاثة من عناصر حزب الله في اعنف مواجهات بين المقاومة اللبنانية والجيش الاسرائيلي منذ الانسحاب قبل 5 سنوات. واعلنت المقاومة الاسلامية، ذراع حزب الله العسكرية، في بيان استشهاد ثلاثة من المجاهدين في مواجهات اعقبت دخول قوة اسرائيلية الي القسم اللبناني من بلدة الغجر التي يقع ثلثاها في الاراضي اللبنانية وثلثها في هضبة الجولان السورية التي تحتلها اسرائيل. وقد استمر تبادل القصف العنيف بين الجيش الاسرائيلي وحزب الله لنحو ساعتين ثم تحول الي قصف متقطع وسّعت خلاله مقاتلات الدولة العبرية دائرة غاراتها لتشمل مناطق انتشار عناصر الحزب لتطال مناطق لا تستهدفها عادة الاعتداءات الاسرائيلية. فقد القت مقاتلات اسرائيلية صاروخي جو ارض علي محيط بلدة زبقين التي تقع علي بعد تسعة كلم الي الشرق من مدينة صور الساحلية (85 كلم جنوببيروت). في الوقت نفسه افاد مراسلو فرانس برس ان مقاتلات حربية اسرائيلية حلقت علي علو منخفض فوق مناطق متعددة من جنوبلبنان وصولا الي مدينة صور. والقت المقاتلات الاسرائيلية صواريخ جو ارض في طلعات متعددة علي اطراف قرية الغجر وعلي تلة حمامص المجاورة لبلدة الخيام في القطاع الغربي من جنوبلبنان الذي يقع الي شمال مزارع شبعا. وينتشر في هذه المناطق عادة مقاتلون من حزب الله. وقد توسعت دائرة الاشتباكات اثر المواجهات في الغجر التي قسمها الخط الازرق الذي وضعته القوات الدولية لترسيم الحدود اللبنانية الاسرائيلية بعد الانسحاب الاسرائيلي من لبنان في ايار (مايو) 2000 وحمل حزب الله اسرائيل مسؤولية توسيع رقعة المواجهة بشنها عددا من الغارات الجوية وقصفها عددا من مواقع المقاومة . واحصي الحزب بعضا من الخسائر الاسرائيلية التي نجمت عن رده فيما لم تعط اسرائيل اية حصيلة رسمية. وقال حزب الله ردت المقاومة بمهاجمة موقع الغجر بكافة انواع الاسلحة ودمرته . كما قامت باستهداف مواقع الجيش الاسرائيلي في مزارع شبعا وهي مواقع الرادار ورويسات العلم ورويسة القرن والسماقة والرمثا وزبدين و حققت فيها اصابات دقيقة ومحكمة . ونقلت محطة تلفزيون المنار، الناطقة باسم حزب الله، عن مصادر اسرائيلية لم تحددها ان القصف ادي الي مقتل جندي اسرائيلي واصابة 13 آخرين بجروح. وقد دعت الاذاعة الاسرائيلية العامة السكان للنزول الي الملاجئ في المناطق المجاورة للحدود مع لبنان. ولفتت الشرطة اللبنانية الي كثافة القذائف التي اطلقها حزب الله واحصت نحو 300 منها خلال ساعة من الزمن. واشارت الشرطة الي ان قصف حزب الله استهدف كذلك موقعين للجيش الاسرائيلي في هضبة الجولان السورية هما عمسيت و زاعورة اللذين يبعدان كيلومترين فقط عن مزراع شبعا. من ناحيته افاد شهود ان النار شوهدت بالعين المجردة تندلع في مواقع استهدفها حزب الله وتقع داخل المزارع التي تستمر اسرائيل باحتلالها ويطالب لبنان بسيادته عليها. ولا تزال مزارع شبعا تشكل بؤرة توتر ومواجهة بصورة متقطعة. وتعتبر الاممالمتحدة مزارع شبعا ارضا سورية استولت عليها اسرائيل عند احتلالها هضبة الجولان عام 1967. يشار الي ان مقاتلي حزب الله، الذي لعب دورا رئيسيا في خروج القوات الاسرائيلية من جنوبلبنان في العام 2000 بعد 22 عاما من الاحتلال، ينتشرون علي طول الحدود بين لبنان واسرائيل بالرغم من النداءات التي اطلقتها الاممالمتحدة لنشر الجيش اللبناني. ويواجه حزب الله قرارا دوليا بنزع سلاحه فيما تتمسك بيروت بأن هذه القضية شأن داخلي يتم التوصل الي حل له بالحوار الذي لم يبدأ رسميا بعد.
