تعرضت عدد من المنشئات والمباني الحكومية بمدينة مأرب اليوم إلى هجمات إرهابية من قبل مسلحين مجهولين ما أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي عن كامل مدينة مأرب واستنفار الأجهزة العسكرية والأمنية في المحافظة . ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن شهود عيان في مأرب أن مسلحين مجهولين شنوا فجر اليوم الخميس سلسلة هجمات على أهداف حكومية واشتبكوا مع قوات الأمن. وأوضحوا أن المسلحين هاجموا ببنادق رشاشة وقاذفات قنابل مبنى حكوميا في مدينة مأرب وحواجز للشرطة ومولدا كهربائيا. ولم يعرف ما إذا أسفرت المواجهات عن سقوط ضحايا، كما لم تعلن السلطات اليمنية أي معلومات عن الحادث. وتأتي أعمال العنف هذه غداة عملية لقوات الأمن اليمنية قالت إنها قتلت فيها أربعة عناصر من القاعدة، بينهم قاسم الريمي الذي تتهمه بأنه العقل المدبر للعملية الانتحارية في مأرب والتي أودت بحياة ثمانية سياح إسبانيين ويمنيين في يوليو الماضي . كما يأتي هذا الهجوم بعد ساعات من خطاب الرئيس علي عبد الله صالح في حفل عسكري أعلن فيه أن الأمن اليمني والجيش حققوا نجاحات كبيرة في تضييق الخناق على مرتكبي أعمال العنف، مشيرا إلى رضاه التام عنهم. وكانت السلطات اليمنية أعلنت أمس الأربعاء تمكن قوات مكافحة الإرهاب التابعة لوزارة الداخلية من قتل أربعة من أعضاء تنظيم القاعدة في اليمن في عملية أمنية برية وجوية شاركت فيها طائرات الهيلوكبتر في منطقة السحيم مابين مديرية رغوان مأرب ومحافظة الجوف. وقال محافظ مأرب عارف الزوكا أن القتلى الأربعة هم من الخلية التي تقف وراء استهداف السياح الأسبان في مأرب ومن المتهمين في قضايا إرهابية أخرى وهم قاسم الريمي وعلي بن علي دوحة ,و ناجي على جردان ,بينما يجري التحقق من هوية القتيل الرابع بعد تفحم جثته. وقامت قوات مكافحة الإرهاب بإنزال مظلي لعدد من عناصرها بمساندة من قوات برية بعد تحريات واسعة توصلت فيها إلى مكان أعضاء القاعدة قبل تنفيذ الهجوم . وأصدرت السفارة الأمريكية لرعاياها في اليمن تحذيرا تحثهم على الحيطة والحذر في الدولة التي تشهد هجمات إرهابية "غير مسبوقة." وقالت السفارة الأمريكية في تحذيرها، إن التهديدات الإرهابية القائمة في اليمن ليست ذات طابع مؤقت، مطالبة مواطنيها تجنب التجمعات الكبيرة للرعايا الغربيين، وتغيير مسار وتوقيت تنقلاتهم للعمل وتقيد السفر خارج العاصمة صنعاء. وجاء في الرسالة التحذيرية، التي ذكرت المواطنين الأمريكيين بالحضور "الفاعل" للقاعدة في اليمن "نتعرض حالياً لهجمات إرهابية لم يشهدها اليمن من قبل". كما أعلنت وزارة الداخلية اليمنية أمس الأربعاء نشر نحو 7 آلاف جندي موزعين على 112 مديرية من مختلف المدن اليمنية في مرحلة هي الخامسة والأخيرة من خطة الانتشار الأمني العام في البلاد بهدف تأمين سيطرة أمنية بعمليات إحلال دوريات للوحدات أمن جديدة. يشار إلى أن المرحلة الأولى من خطة الانتشار الأمني قد بدأت عام 2002 وذلك ضمن إستراتيجية عامة للدولة لإعادة بناء قدرة القوات الأمنية وتحديث القوة القتالية للأجهزة الأمنية في البلاد. وتهدف هذه الخطة إلى زيادة القوة العددية الإضافية لجنود الأمن العام اليمني إلى قوام قد يبلغ ألان مابين 180 و 200 ألف جندي موزعين في مختلف مناطق البلاد.
