كشفت مصادر وثيقة الصلة ل"نبأ نيوز" أن السلطات اليمنية وجهت أمس تحذيرات شديدة اللهجة لعدد كبير من مشائخ قبائل محافظة مأرب ، هددتهم فيها بعقوبات قانونية صارمة، وبتدخل مسلح واسع في مناطقهم، وإلغاء امتيازات مادية، إن لم يتم التعاون مع الأجهزة الأمنية في القبض على مطلوبين بجرائم إرهابية، يعتقد أنهم يختبئون في تلك الجهات بمساعدة بعض مشائخ قبائلها. وقالت المصادر: أن الأجهزة الأمنية نشرت خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية فقط نحو (2.500) عنصراً أمنياً جديداً، أضافتهم إلى قواتها المرابطة في مناطق مختلفة من مأرب، وإن تنسيقات عالية تجري حالياً بين الداخلية والدفاع إستعداداً لأوسع مداهمة لأوكار الإرهاب التي تم تشخيصها بناء على معلومات وصفت بأنها بالغة الأهمية. وأشارت إلى أن هناك ترقب حذر من قبل السلطات الأمنية لما ستسفر عنه تحذيراتها وتهديداتها لبعض المشائخ، وأنها تأمل أن يقوموا بتسليمها المطلوبين أو مساعدتها في الوصول إلى مخابئهم قبل انتهاء المهلة التي منحتها لهم، وإلاّ فإنها ستضطر إلى تنفيذ أعمال مسلحة واسعة في تلك المناطق تشارك فيها قوات مكافحة الإرهاب، المدعمة بسلاح القوة الجوية، في الوقت الذي وضعت القوات المسلحة بالمحافظة في حالة إنذار قصوى لحماية المنشآت الحيوية وتأهباً للتدخل في حالة أي ردود فعل سلبية من بعض القبائل التي يعتقد أنها تأوي عناصر القاعدة. وتؤكد المصادر إلى أن أصابع الاتهام تشير إلى إحدى القبائل المعروفة بمأرب، والتي سبق أن كشفت "نبأ نيوز" تورط ما بين (3 – 5) من أبنائها بتفجير أنبوب النفط الرئيسي الممتد من صافر إلى رأس عيسى في ميناء الحديدة، تحت مسوغ الإهمال الرسمي لمديرية صرواح، وصلتها القوية بناصر الوحيشي- زعيم تنظيم القاعدة في اليمن- وقاسم الريمي الذي لقي مصرعه في عملية سابقة، حيث أن كلاهما يحظيان بقبول لدى بعض زعماء العشائر في مناطق موغلة في مديريات مأرب. وبحسب المصادر فإن السلطات الأمنية توصلت مؤخراً إلى ما يؤكد أن نفس المتورطين بتفجير الأنبوب النفطي قاموا العام الماضي قرابة الساعة الثالثة من فجر عيد الفطر بقصف معسكر الحرس الجمهوري جوار المجمع الحكومي بمأرب بقذائف (RBG) لمعرفتهم بخلو المعسكر من بعض القادة الذين سافروا لقضاء إجازة العيد مع أسرهم، واستشهد في الحادث المفاجيء ضابط وأصيب آخرون. وأضافت: "إن أفراد حراسة المعسكر قاموا بالرد على منطقة تبعد ثلاثة كيلومترات، تمركزت فيها تلك المجموعة الإرهابية، لكن قرب الموقع المستهدف من تجمع سكاني أحال دون تكثيف القصف المدفعي من المعسكر". وتعتبر الأجهزة الأمنية بعض مناطق مأرب أهم معاقل الإرهابيين في اليمن، حيث أنها سبق أن اضطرت صباح الأربعاء الموافق 8 أغسطس 2007م إلى تنفيذ عملية واسعة أسفرت عن قتل أربعة من أعضاء تنظيم القاعدة في هجوم جوي وبري في منطقة "السحيم" ما بين مديرية "رغوان" بمأرب ومحافظة الجوف. وتؤكد التحقيقات التي أعلنت عنها وزارة الداخلية "آنذاك" أن تلك الخلية كانت تقف وراء حادث استهداف السياح الأسبان في مأرب، وأنها مؤلفة من: قاسم الريمي (احد الفارين من سجن الأمن السياسي)، وعلي بن علي دوحة، وثالث يدعى ناجي وأخوه عبد العزيز على جردان، وهم متهمون بقتل مدير المباحث الجنائية بمأرب العقيد علي محمود قصيلة في 28 مارس 2007 م، والرابع عامر بن حريدان جميعهم قتلوا في العملية، ونجا منها الريمي بأعجوبة. وكانت هذه الخلايا قد نجحت في تجنيد عدداً من الأشخاص في تنفيذ واحدة من أكبر العمليات الإرهابية التي شهدتها اليمن، وراح ضحيتها ثمانية سياح أسبان وثلاثة يمنيين في الثاني من يوليو 2007م، أعقبته إدانات دولية وعربية واسعة. هذا وكانت وزارة الداخلية اليمنية أعلنت في ساعة متأخرة من مساء أمس السبت وضع أجهزتها بمحافظة مأرب في حالة تأهب واستعداد عال لمواجهة أي أعمال إرهابية محتملة قد تستهدف بعض المنشآت الحيوية في المحافظة، وذلك على ضوء المعلومات التي حصلت عليها عن قيام بعض العناصر الإرهابية بالتخطيط لاستهداف مرافق حيوية بالمحافظة. وكشف عن تدابير احترازية من ضمنها تكثيف الحراسات على المرافق الحيوية، وزيادة عدد الدوريات، وتكثيف التحريات بحثا عن العناصر المشبوهة التي يحتمل وجودها في المحافظة، في نفس الوقت الذي حثت الأجهزة الأمنية على التحلي باليقظة الأمنية العالية، والتعقيب المستمر على الخدمات الأمنية المتواجدة في المواقع والمرافق الحيوية، وبما يحول دون حدوث أي خرق أمني، لما لذلك من أهمية في إحباط أي محاولات إرهابية قد تستهدف المرافق الحيوية في محافظة مأرب.