كشفت مصادر صحافية عن خلافات حادة داخل الحزب الحاكم في اليمن دفعت بأمينه العام عبد القادر باجمال إلى تقديم استقالته ومحاولته السفر إلى الخارج قبل ان تثنيه عن ذلك قيادات عليا في الحزب الحاكم بينها الرئيس على عبد الله صالح. ونقلت صحيفة "إيلاف" الإلكترونية عن مصادر وصفتها بالمطلعة في كواليس المؤتمر الشعبي العام أن القيادة العليا للمؤتمر استطاعت في ساعة متأخرة من مساء الجمعة الماضية إقناع الأمين العام عبد القادر باجمال بالعدول عن قراره بالسفر إلى الخارج وتأجيله إلى وقت أخر دون تحديد موعد محدد . وأوضحت المصادر أن قرار بأجمال بمغادرة البلاد جاء بعد تقديمه استقالته من قيادة المؤتمر احتجاجا على بعض الإجراءات التي تمت مؤخرا كتعيين الأمين العام المساعد صادق أمين أبو رأس الأمين العام المساعد محافظا لمحافظة تعز وتكليف الشيخ سلطان البركاني الأمين العام المساعد برئاسة إحدى اللجان المكلفة بمتابعة قضية الطاقة الكهربائية والتباحث مع الجهات المختصة في ماليزيا بعد أن تم تغيير اللجنة السابقة التي كان يرأسها الدكتور صالح بآصرة وكذا إبقاء عبد الرحمن الأكوع الأمين العام المساعد في منصبه كرئيس للجنة الاولمبية ، الأمر الذي رفضه باجمال جملة وتفصيلا كونه يتعارض مع مقترحه الذي قدمه قبيل إقالته من رئاسة الحكومة والقاضي بتفريغ قيادات المؤتمر العليا للعمل التنظيمي بعيدا عن المناصب الحكومية التي تشغلهم عن أداء مهامهم التنظيمية ، وهو الاقتراح الذي قبله واقتنع به الرئيس على عبد الله صالح وعمل على تنفيذ من خلال إقالة الأمناء العموم المساعدين من مناصبهم الوزارية وإقالة باجمال من رئاسة الحكومة. وأضافت الصحيفة أن هناك العديد من الاعتراضات ل بأجمال على سير الأمور المالية داخل المؤتمر والتي يحكم فيها الدكتور عبد الكريم الإرياني ومحمد دويد رئيس الدائرة المالية بالحزب . وقالت مصادرها أن بأجمال كان عازما على السفر إلى العاصمة البريطانية لندن التي سبق وطار إليها من سوريا قبيل إقالته من رئاسة الحكومة ، وحينها اظر با جمال وقيادات الحزب الحاكم إلى تكذيب بعض الأخبار التي تناقلتها وسائل الإعلام آنذاك والتي قالت انه معتكف في لندن بسبب بعض الخلافات مع الرئيس علي عبدالله صالح ، خصوصا مع تسريب بعض الإشاعات عن قرب إقالته وتعيين الدكتور علي محمد مجور بدلا عنه . المصادر ذاتها أكدت أن صدور قرار جمهوري بتعيين با جمال مستشار لرئيس الجمهورية يوم السبت خلافا للعادة التي جرى عليها الرئاسة في إعلان القرارات الجمهورية يومي الأربعاء والخميس ، يأتي من باب إرضاء الأمين العام للحزب الحاكم بعد اصراره على مغادرة البلاد ، وهو ما قد يشكل أزمة سياسية داخل الحزب ، وسمعة النظام خصوصا إذا ما استغل وجوده هناك وعمل بعض اللقاءات السياسية والتحركات الغير مرحب بها كطلب اللجوء السياسي مثلا كما أشيع في السابق ، لا سيما مع وجود أسرته في لندن منذ ما يقارب الشهر تقريبا .