أرجعت مصادر مطلعة في مستشفى الكويت الجامعي بأمانة العاصمة صنعاء، أن الشجار الذي نشب بين مدير المستشفى الدكتور حامد الكاف ونائبه الدكتور ياسر عبدالمغني إلى صراعات حزبية بين مراكز القوى المختلفة داخل المؤتمر الشعبي العام. واتفقت المصادر على أن قضايا فساد وصفقات مشبوهة كانت وراء حادثة الضرب التي وقعت عصر السبت الفائت داخل مقر المؤتمر الشعبي العام ( الحزب الحاكم في اليمن) الدائرة السادسة عشرة الكائن في شارع الزراعة بأمانة العاصمة . وعلمت "الوحدوي نت" من مصادر مطلعة في نقابة الأطباء أن النقابة فضلت عدم التدخل في مجرى التحقيق أو إصدار بيان حتى تتضح ملابسات الحادثة, خاصة وأن القضية تعود إلى صراعات مؤتمريه.. بينما توقعت مصادر أخرى بأن النقابة قد تشكل مجلساً تأديبياً على ضوء نتائج التحقيق. الجدير ذكره أن الخلافات بين الدكتور الكاف والدكتور عبدالمغني تعود إلى تنازع صلاحيات بين جامعة صنعاء ووزارة التعليم العالي، ترجع جذورها إلى عهد مدير المستشفى السابق الدكتور محمد القطاع، الذي فوجئ بعد عودته من رحلة علاجية من بريطانيا باستحداث مناصب إدارية غير منصوص عليها في قانون ولوائح المستشفى بينها تسمية أربعة مساعدين لنائب المدير، وعندما تم تعيين الكاف مديراً للمستشفى تم إلغاء قرارات التعيين تلك، فساد استياء المقالين من ذلك الإجراء، في الوقت الذي ترى أوساط طبية بأن الخلافات قد عمقت بين رئاسة جامعة صنعاء ووزارة التعليم العالي، بعد أن تجاوز الدكتور صالح باصرة وزير التعليم العالي رئيس الجامعة الدكتور خالد طميم عندما أصدر الأول قراراً بتعيين الكاف مديراً للمستشفى بينما جرت العادة أن يتم التعيين لهذا المنصب من قبل رئيس الجامعة باعتبار المستشفى تابعاً لها. بينما يرى باصره أحقيته في إصدار قرار التعيين باعتباره رئيس المجلس الأعلى للجامعات. وقد تم تعيين الكاف في هذا المنصب بدعم من الدكتور عبد القادر باجمال عندما كان رئيساً للوزراء. ويؤكد أطباء في مستشفى الكويت أن الصراع بين الكاف وياسر عبدالمغني نشب منذ مباشرة الأول لمهامه كمديرعام، فيما كان الثاني يشغل منصب نائب المدير للشؤون المالية والفنية، إذ تمحور الصراع حول المناقصات والصفقات المشبوهة والتوقيعات والإعفاءات.. الخ. تم على أثرها إصدار الكاف قراراً بمنح عبدالمغني إجازة مفتوحة في ال18 من الشهر الماضي عقب قيام الأخير برفع تقريرا لرئيس جامعة صنعاء الدكتور خالد طميم يتضمن مخالفات بالجملة وقضايا فساد يتهم مدير المستشفى بارتكابها,(الوحدوي نت تحتفظ بنسخ من قرار الإجازة وتقرير المخالفات). وأثار قرار الكاف بمنح عبدالمغني إجازة مفتوحة استياء أعضاء اللجنة النقابية الخاصة بالمستشفى ضد مديره العام فضلا عن تصاعد الصراع داخل أ جنحة المؤتمر الشعبي العام الذي كان الكاف عبدالمغني ضمن أطرافه. وتحدثت مصادر مختلفة عن تمتع الكاف بدعم مراكز قوة داخل الحزب الحاكم . ودللت على ذلك بالتصعيد الأمني والإعلامي الذي اتسمت به الحادثة وعلى أعلى المستويات واتصال رئيس الجمهورية بالكاف هاتفيا مساء السبت وكذا عبدا لقادر باجمال أمين عام الحزب الحاكم الذي توعد عبدالمغني بالعقاب. وفيما لا زال الدكتور ياسر عبدالمغني مختفيا عن الأنظار حتى ساعة كتابة الخبر ذكرت مصادر الوحدوي نت أن وزارة الداخلية نفذت إجراءات أمنية مشددة على منزل عبدالمغني في العاصمة صنعاء وكذا منزله في مسقط رأسه بمديرية السدة محافظة إب. وقالت المصادر أن عدد من الأطقم العسكرية التابعة لقوات مكافحة الشغب والأمن المركزي حاصرت منزل عبدالمغني بصنعاء مساء السبت الماضي حتى فجر أمس الأحد وهددت باقتحام المنزل بناءا على توجيهات عليا دون حصولهم على إذن بذلك من النيابة العامة, إلا أن قوات الأمن عدلت عن قرارها وانسحبت من أمام المنزل بعد تدخل المجلس المحلي ومواطنين أكدوا بان لا أحد داخل المنزل غير الأطفال والنساء من أفراد أسرة عبدالمغني.