ذكرت مصادر محلية أن الاشتباكات المسلحة تواصلت أمس بين القوات الحكومية المعززة بقوات مكافحة الإرهاب والطائرات العسكرية وبين مسلحين يعتقد أنهم ينتمون لتنظيم القاعدة في مدينة الحوطة بمحافظة شبوه بجنوب شرق اليمن، وسقط خلالها العديد من القتلى والجرحى منذ بدء الاشتباكات السبت الماضي. وذكرت مصادر عديدة أن نحو 12 ألف شخص من السكان المحليين اضطروا تحت القصف العشوائي إلى النزوح من مدينة الحوطة التي يقطنها نحو 15 ألف شخص على الأقل وتبعد نحو 100 كيلو متر من مدينة عتق، عاصمة محافظة شبوه. وأكدت ل 'القدس العربي' أن القوات الحكومية تحاصر مدينة الحوطة بشبوه من جميع الاتجاهات بينما يتمركز المسلحون المشتبهون بالانتماء لتنظيم القاعدة داخلها، والذين نصبوا العديد من النقاط المسلحة داخل المدينة من أجل منع السكان المحليين من مغادرة المدينة لاستخدامهم ربما كدروع بشرية أمام القوات الحكومية. وذكر موقع (المصدر أونلاين) الاخباري المستقل ان هذه المواجهات بين الجانبين التي بدأت السبت الماضي، استمرت الإثنين بشكل متقطع مع استخدام طرفي القتال للقذائف والصواريخ بينما تحاول آلاف الأسر الخروج من المدينة لكن المسلحين يعترضونهم في النقاط التي نصبوها أمامهم. ونسب إلى مصدر أمني مجهول ان ضحايا القوات الحكومية ارتفع أمس منذ بدء هذه المواجهات إلى ما لا يقل عن سبعة قتلى وإصابة 12 آخرين، وأصيب عشرات من السكان المحليين جراء هذا القصف خلال محاولتهم النزوح الجماعي إلى خارج المنطقة المحاصرة.' 'وتسير إجراءات هذه العملية العسكرية بتكتم حكومي شديد، حيث يرفض المسؤولون الرسميون الحديث حول الأوضاع العسكرية في منطقة الحوطة المحصنة بالجبال في مديرية ميفعة بمحافظة شبوة، المنتجة للنفط، لكن هناك تأكيدات تسربت حول وقوع خسائر في أوساط قوات الجيش والأمن خلال هذه المواجهات المستمرة بشكل متقطع وأن القوات الحكومية تواجه صعوبة بالغة في تطهير مدينة الحوطة، حيث يتخذ المسلحون المشتبهون بالانتماء للقاعدة السكان المدنيين دروعا بشرية وهو ما زاد تعقيدات العمليات العسكرية الحكومية. وعلمت 'القدس العربي' من مصادر عليمة أن الهدف الأساس من هذه الحملة العسكرية والأمنية الكبيرة ليس فقط هؤلاء المسلحون من عناصر تنظيم القاعدة ولكن أيضا المستهدف الرئيس منها هو الامام الأمريكي اليمني الأصل أنور العولقي المطلوب لأمريكا، والتي تمارس ضغوطا شديدة على صنعاء للقبض عليه أو تصفيته جسديا باعتباره رجلا خطيرا ويمثل حاليا أهم عناصر القاعدة في اليمن. وأرجعت أسباب هذه الحملة العسكرية الحكومية الكبيرة غير المسبوقة على منطقة في محافظة شبوة، إلى كونها تعد الأقرب لمنطقة عزّان، المعقل الرئيس لعناصر الحراك الجنوبي وكذا القريب من مناطق يعتقد أن أنور العولقي يتحصن فيها، ولذا اجتمعت عدة أهداف في مكان واحد، فكان حجم الحملة العسكرية مفاجئا وغير مسبوق لتحقيق هذه الأهداف التي لم يعلن عنها رسميا. ويتوقع العديد من المراقبين قيام القوات الحكومية بضربة عسكرية كبيرة على مدينة الحوطة خلال الأيام القادمة، مصاحبة بتمشيط واسع لشوارع ومساكن المدينة بحثا عن المسلحين المطلوبين للأجهزة الأمنية بالإضافة للبحث عن المطلوب الأبرز أنور العولقي. عن القدس العربي