بدأت أمس اعمال المؤتمر القومي العربي في دورته الثالثة والعشرين في العاصمة التونسية بحضور أكثر من 200 مشاركاً ومشاركة من 18 دولة عربية والمهجر في قاعة المستشارين بوزارة حقوق الانسان والعدالة الانتقالية وترأسها الامين العام السابق الدكتور خير الدين حسيب وتحدث فيها الشيخ راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة و كل من امين عام المؤتمر القومي العربي أ. عبد القادر غوقة (ليبيا)، وأ. منير شفيق باسم المؤتمر القومي الاسلامي، والنائب البريطاني جورج غالواي، ورئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر أ. احمد الكحلاوي. وحضرها الأمينين العامين السابقين أ. معن بشور (لبنان)، وأ. خالد السفياني (المغرب) اضافة الى مستشار رئيس الحكومة لطفي زيتون، ووزير حقوق الانسان والعدالة الانتقالية سمير ديلو وعدد من قيادات الاحزاب في تونس. د. حسيب : الجماهير العربية مرجعية شعبية للامة الدكتور خير الدين حسيب قال في كلمته الافتتاحية: تنعقد دورة تونس هذا العام بعد الانتفاضات العربية التي شهدتها الامة خلال 15 شهرا محددا أربعة معايير لنجاح أي انتفاضة عربية وهي : كسر حاجز الخوف، والوحدة الشعبية، والانتفاضة السلمية، اضافة الى حيادية موقف الجيش. ونوه د. حسيب الى ان استراتيجية المؤتمر تنص على الوصول الى مرجعية شعبية للامة العربية ولا يمكن بأي حال من الاحوال أن يكون المؤتمر حزبا قوميا كما لا يهدف ان يكون حزبا سياسيا، وان التعبير القومي العربي يشمل الامة العربية بمختلف وتياراتها واطيافها السياسية والفكرية ولا ينحصر في تيار معين او حزب او جهة معينة. ونرى بان هناك تعتيما على التيار القومي بغية عدم إظهاره كمؤثر وفاعل اساسي في التطورات التي تشهده الامة العربية. وطالب الدكتور خير الدين حسيب بضرورة التمسك بالكتلة التاريخية والتي تضم التيارين القومي والاسلامي بهدف الوصول الى تحول حقيقي في العمل العربي. الغنوشي : لا تصادم ما بين التيارين العروبي والإسلامي الشيخ راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة قال اتشرف بعضويتي في المؤتمر القومي العربي وان انعقاد هذا المؤتمر في تونس هو دليل على عروبة تونس التي احتضنت المؤتمر التأسيسي في العام 1990، وان الثورة التي قامت لم تزدها الا تمسكا بعروبتها وتمسكها ووقفتها الى جانب الحق العربي في تحرير فلسطين من الاحتلال الصهيوني. وان تونس الثورة هي تونس الاسلام والعروبة والحق والتنمية والثقافة والديمقراطية والتحرير واضاف الغنوشي: ان لا تصادم ما بين التيارين العروبي والاسلامي بل انهما يكملان بعضهما البعض في وجه المخططات الخارجية وان كل عدو لتونس هو عدو للعروبة والاسلام . وتابع الشيخ الغنوشي: نثني خيرا على اخواننا العروبيين ونحن منهم وكونهم سباقين لتجاوز الخلافات بين العروبيين والاسلاميين ونحن متفائلون بالمستقبل العربي، كما انه ليس عندنا معركة بين العروبة والاسلام وان تونس ستبقى ارض العروبة والاسلام ونحن الان نمر بمرحلة انتقالية بحاجة الى عقلية الوفاق غالاواي : : حان الوقت لان تذهب الدكتوريات النائب البريطاني جورج غالاواي قال: حان الوقت لان تذهب الدكتوريات وان الذين يعقدون الامور امام التغيير الديمقراطي يفتحون الطريق امام اساليب اخرى بما فيها العنف والعنف المضاد متمنيا ان يرحل الديكتاتوريين عن طريق الحوار. وانني أؤمن بقوة العرب ودورهم المحوري اكثر من غيرهم خاصة وانهم يملكون التاريخ والثقافة واللغة المشتركة والثروات والدين وهذا ما يجعل الوحدة العربية اسهل كثيرا من الوحدة الاوروبية، ولو اتحد العرب وعددهم 370 مليون نسمة لكانوا اكبر قوة في العالم لما يملكونه من ثراء شامل يجمعهم ثقافي واجتماعي . واضاف غالاواي: انني اتيت الى تونس في اواخر 2009 في قافلة (مريم) ولكن لحظة وصولي تم اعادتي الى لندن اما اليوم فنحن نتحرك في العالم من اجل كسر الحصار على غزة وقد نجحنا نسبيا في ادخال بعض القوافل الانسانية اليها. واعتبر النائب غالاواي ان نجاح سايكس – بيكو في تقسيم العرب ليس لانهم عمالقة في سياستهم ولكن لان العرب لم يقفوا ضد مشاريع التقسيم والتفتيت التي شهدتها الامة العربية التي أؤمن بقدرتها على التصدي لمشاريع الجديدة والتصدي للمؤامرات الاستعمارية التي تريد اليوم تفتيتها. شفيق : لنبقي للود مكاناً فسيحاً المنسق العام للمؤتمر القومي الاسلامي منير شفيق حيا تونس وشعبها على الانتفاضة الرائعة على الدكتاتورية واضاف شفيق: كلنا يعلم ان خلافات حادة تعمقت خلال بضعة الاشهر الماضية، داخل صفوف القوميين، كما داخل صفوف الاسلاميين، وبعضها اخذ يمتد ليصبح خلافا بين قوميين واسلاميين، وخلافاً بين سنة وشيعة ، وبين عرب وايرانيين، وهذه كلها نتاج ما حدث من تغييرات في موازين القوى محلياً وعربياً واسلامياً وعالمياً في غير مصلحة امريكا والغرب والكيان الصهيوني، وجاءت في مصلحة القوى التي كانت متحدة ومتعاونة بالامس واصبحت في ظل التمكن عرضة للخلافيات، ولتلاعب القوى الخارجية بهذه الخلافيات لتحويلها الى فتن داخلية، ومذهبية وطائفية، وجهوية، الامر الذي راح يتهدد باشد خطر ما حققته المقاومات والثورات من انجازات عظيمة. وتحدث شفيق عن خيارين الاول ان نذهب سوقا وباراداتنا في طريق صراع قومي – اسلامي وصراع شيعي – سني، وصراع عربي ايراني وفي هذا بلا جدال تحقيق لمخططات الاعداء بالرغم من ضعفهم وفيه كثير من النكسات والكوارث لجبهتنا، والطريق الثاني ان لا نسمح بتفاقم الخلافيات حتى لو بدت وجيهة فنحصرها ونحاصرها في اضيق الحدود، ونبقي للود مكاناً فسيحاً ونعمل بصبر وأناة على اعادة اللحمة الى جبهتنا العريضة القومية – الاسلامية التي كانت ويجب ان تبقى وراء انتصارات الممانعة والمقاومات والثورات في بلادنا العربية وعالمنا الاسلامي. غوقة : ما يوحدنا من مبادئ وأهداف يفوق بكثير ما يفرقنا من مواقف امين عام المؤتمر القومي العربي عبد القادر غوقة، بعد ان حيا تونس وشعبها وثورتها قال: تكتسب هذه الدورة اهمية استثنائية لانها تؤكد من جديد على استقلالية هذا المؤتمر وثباته وصدق توجهه وعلى ضرورة التلاقي بين تيارات هذه الامة لا سيما العروبي والاسلامي رغم كل ما يعصف بنا من زلازل واعاصير. واضاف غوقة قائلا: اذا كان البعض قد ابدى تخوفا من ان تنعكس هذه الزلازل والاعاصير على دورتنا هذه فاننا على ثقة بان اعضاء المؤتمر قد تمرسوا بالحوار ومعالجة الاختلاف بالحجة والمنطق وهم يدركون ان ما يوحدنا من مبادئ واهداف يفوق بكثير ما يفرقنا من مواقف ورؤى آنية – وان منهجنا الذي اعتمدناه دائما هو ان نقرر ونحصن ما نتفق عليه- ونتحاور فيما نختلف فيه لاحقا حتى نتفق فلا احد من اعضاء المؤتمر يأتي ليفرض رأيه ورؤيته على الاخرين. وتحدث غوقة عن المواقف التي اتخذها المؤتمر القومي العربي من ازمات المنطقة العربية في ليبيا ومصر وسوريا واليمن. وختم غوقة قائلا: لقد حرصنا أن يناقش المؤتمر كالعادة الاوضاع العربية العامة بروح عالية من المسؤولية والالتزام في ضوء تقرير "حال الامة" وان يناقش تطورات المشروع النهضوي العربي. ولكننا حرصنا ايضا ان يناقش موضوعات هامة وضرورية هذا العام خاصة استنهاض التيار القومي العربي، بعد ان اتضح حضور هذا التيار بما يمثله من كتلة تاريخية لا يمكن ان نفهم ما حدث دون الاقرار بدور لها وما خلفته من اجواء تفاعل وتواصل بين تيارات الامة سنسعى باذن الله الى الحفاظ عليها ورفض الانجرار الى حال الانقسام والتشظي داخل الامة. الكحلاوي : الشعب يريد تحرير فلسطين رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر في تونس أ. احمد الكحلاوي رحب بالمؤتمرين في بلدهم الثاني تونس، بلد الثورة على الدكتاتورية وان الشعب التونسي الذي رفع شعار الشعب يريد اسقاط النظام والى جانبه شعار الشعب يريد تحرير فلسطين. وقال الكحلاوي ان الامة العربية لن تنتصر على اعدائها اذا لم يتحد جناحاها المتمثل بالعروبة والاسلام .