في ظل الصراع المحتدم بين السلطة وتكتل اللقاء المشترك حول التوصل لصيغة توافقية لتنفيذ اتفاق فبراير الذي بموجبه تم تمديد الانتخابات البرلمانية إلى 2011م ، أجري في الخامس من مايو الجاري الانتخابات الداخلية للمجالس المحلية في 350 وحدة إدارية على مستوى أمانة العاصمة ومحافظات الجمهورية بمشاركة المعارضة. وتمت الانتخابات بطريقة مثيرة للسخرية حيث أعيد انتخاب أمناء عموم المجالس المحلية في أغلب المحافظات بالتزكية، وقليل منها بالاقتراع المباشر ، كما أن خلافات أدت إلى تأجيل انتخاب أمناء محافظات إلى اليوم التالي ، في حين لم تتمكن محافظة ريمة من انتخاب أمين عام لها حتى الآن . وبالنظر إلى نسبة التجديد في القيادات فتعد ضئيلة جداً إذ لم تسجل على مستوى المحافظات سوى 14 بالمائة بالنسبة لأمناء العموم (3)من أصل(21) وليس بينهم امرأة واحدة ، و19 بالمائة في رؤساء اللجان المتخصصة ، فيما بلغت نسبة التجديد في مجالس المديريات 27 بالمائة فقط . مطلع الأسبوع الحالي أعلن نائب رئيس الوزراء لشئون الدفاع والأمن وزير الإدارة المحلية إجراء الانتخابات الداخلية للمجالس المحلية في (20) محافظة وتعذر إجراؤها في محافظة ريمة ، وإجراء الانتخابات في (309) مديريات وتعذر إجراؤها في (21) مديرية. وأوضح في مؤتمر صحفي أن تعذر إجراء الانتخابات في محافظة ريمة سوف يطرح على مجلس الوزراء لاتخاذ القرار المناسب وفقا لقانون السلطة المحلية ، دون أن يذكر سبب تعثر الانتخابات فيها. نتائج انتخاب مجالس المحافظات أسفرت عن حصول المؤتمر الشعبي العام على 16 عضوا ، و4 أعضاء مستقلين ، وبالنسبة لرؤساء اللجان المتخصصة في المحافظات حصل المؤتمر الشعبي العام على 46عضواً ، والحزب الاشتراكي اليمني 5أعضاء ، والمستقلون 6 أعضاء وتعذر انتخاب 6أعضاء .فيما حصل المؤتمر الشعبي العام في انتخابات مجالس المديريات على 991عضواً ، والتجمع اليمني للإصلاح 98عضواً ، والحزب الاشتراكي اليمني 26عضواً ، والتنظيم الوحدوي الناصري 5أعضاء ، والمستقلون 95عضواً ، وتعذر انتخاب 101عضو على مستوى مديريات محافظات الجمهورية . وعلى ما يبدو فإن المديريات التي فاز فيها المشترك تمت برضا السلطة وحزبها الحاكم الذي تخلى عن المنافسة فيها بقصد ، حيث ترك أربع مديريات في الجوف للتجمع اليمني للإصلاح وذلك لمواجهة أنصار الحوثي هناك ، كما ترك للاشتراكي مديريات في الضالع وذلك لمواجهة الحراك هناك . وفي إشارة الحكومة إلى حرجها من تدني تمثيل المرأة في نتائج الانتخابات عبر العليمي عن شعور قيادة وزارة الإدارة المحلية بالإحباط لتراجع حضور المرأة في الانتخابات ا لداخلية للمجالس المحلية، مشيراً إلى اتصالات مكثفة مع قيادة محافظة عدن والمجلس المحلي هناك إثر سقوط أم الخير الصعدي أمام منافسها على رئاسة لجنة الشئون الاجتماعية بمحلي المحافظة بعد إجراء القرعة بينهما وعقب تساويهما في الأصوات بمعدل (8) أصوات لكل مرشح . وبالطبع فإن عدم دفع المتنافسين بالنساء إلى منصب أمناء المحافظات دليل واضح على استمرار الأحزاب في التعامل مع المرأة كصوت في سجلات الناخبين حتى المؤتمر الشعبي العام الذي أعلن مراراً تأييده لنظام الكوتا النسائية . المحافظات التي تعذر إجراء الانتخابات فيها كانت بسبب الخلافات بين أطراف في السلطة وحزبها الحاكم . ففي محافظة ريمة قال الأمين العام للمجلس المحلي السابق أبو الفضل الصعدي إن الانتخابات التي تعذر إجراؤها في اليوم الأول وأجلت إلى اليوم التالي ثم أجلت إلى أجل غير مسمى بسبب تعنت المحافظ . مشيراً إلى قيام محافظ المحافظة بإحتجاز4 أعضاء من الهيئة الإدارية بمكتبه بعد اكتمال النصاب القانوني، وخلالها أبلغهم المحافظ بان النصاب لم يكتمل ، وذلك في اليوم الأول واتهم الصعدي المحافظ بعرقلة الانتخابات وقال إن 16 عضواً كانوا قد حضروا إلى مكان الاقتراع ، لكن تصرف المحافظ الذي وصفه بالطفولي كان سببا في تأجيلها . وفيما نشبت خلافات في مديريات محافظة لحج وعرقلة الانتخابات من قبل عناصر الحراك فاز علي حيدرة ماطر بأغلبية على منافسه الدكتور خالد الحنشي المدعوم من المؤتمر والذي حصل على 3 أصوات ، فيما أسقطت الانتخابات الهيئة الإدارية السابقة للمجلس التي كانت تتألف من 11 عضواً مؤتمرياً وثلاثة اشتراكيين واثنين من الإصلاح وإثر فوز علي حيدرة ماطر أمين عام المحافظة والذي كان المؤتمر الشعبي العام يريد إسقاطه أصدر محافظ لحج محسن النقيب تعميما وزع على مختلف الدوائر الحكومية مع وكيل أول المحافظة ياسر اليماني كنائب للمحافظة بدلا عن ماطر وذلك بحسب توجيهات رئيس الجمهورية كما جاء في التعميم. وانتخب عضوان من الاشتراكي في الهيئة الإدارية الجديدة هما راجح بن راجح حسن رئيساً للجنة الخدمات وثابت محمد عباس هيثم رئيساً للجنة الشؤون الاجتماعية. وأعيد انتخاب حسن احمد هيج أمينا عاما لمحافظة الحديدة في الانتخابات الداخلية التي أجريت بالتزكية، كما تم تزكية خالد الديني أميناً عاما للمجلس المحلي بمحافظة حضرموت ، خلفا ل سعيد بايمين الذي لم يرشح نفسه للانتخابات. وفي محافظة المحويت أعيد انتخاب علي احمد الزيكم أمينا عاما للمجلس المحلي في المحافظة بالتزكية. وكانت الحديدة شهدت قبيل يوم الانتخابات تحركاً ملحوظاً من قطبي المؤتمر في المحافظة (جناح عبد الجليل ثابت وجناح أحمد صالح العيسي) للتسابق على اللجان الخاصة بقيادة المحافظة والمديريات ..فعلى مستوى المحافظة جرى إعادة اختيار العقيد حسن أحمد الهيج إلى منصبه كأمين عام للمحافظة بالتزكية من كل أعضاء المجلس .. إلا أن اللجان شهدت تنافساً محموماً، حيث ترك المجال للحاضرين لاختيار3 رؤساء للجان ( التخطيط والمالية و لجنة الخدمات واللجنة الاجتماعية .. ) على أن يحوز الأكثر اصواتا على اللجنة الأولى ثم الذي يليه ... حيث حصل كل من إبراهيم المعمري مندوب مديرية حيس على لجنة التخطيط والمالية واحمد شعبين رئيساً للجنة الاجتماعية واخيراً علي بن علي قوزي رئيساً للجنة الخدمات .. تجدر الإشارة إلى أن المعمري كان رئيساً للجنة الاجتماعية وشعبين كان رئيسا للجنة التخطيط إلا أنه وبحسب عدد الأصوات تم التبديل فيما بينهم . وفي محافظة عدن أعيد انتخاب عبد الكريم شائف بالتزكية. وقال وكيل محافظة عدن وحيد رشيد أنه تم انتخاب بدر معاون، ورياض السقاف، و ردفان علي عنتر للهيئة الإدارية. وفي محافظة تعز اعيد انتخاب أحمد الحاج بالتزكية، كما تم إعادة انتخاب أمين الورافي بمحافظة إب بالتزكية ايضاً ، وعبدالغني جميل في محافظة صنعاء وسالم عبدالله نيمر في المهرة والعماد في محافظة صعدة ومجاهد شائف لمحافظة ذمار. وفي محافظة الضالع حظي المشترك بأغلب اللجان الأمر الذي دفعه للتحدث بإيجابية عن انتخابات المحافظة حيث أشاد رئيس المكتب التنفيذي للإصلاح بالسلوك الحضاري لممثلي المشترك في المجالس المحلية بالمحافظة والمديرية وتفاهمهم الكبير حول التنسيق على اختيار الهيئات الإدارية وأمناء العموم بانسيابية عالية فاقت كل التوقعات حد قوله وفي تعليقه على نجاح ممثلي المشترك بالمحافظة قال "سعد مثنى الربية" أن هذا السلوك دليل واضح على تمثل النهج الحضاري والديمقراطي لأعضاء المشرك وممثليه ، مشيرا إلى أن ذلك يعود إلى فهمهم للمسئولية العامة على أنها تكليف لا تشريف ومغرم لا مغنم كما يفهمها البعض الآخر ودعا الربية الحزب الحاكم وأنصاره إلى الاقتداء بممثلي المشترك وتعلم الديمقراطية باعتبارها الخيار الحضاري لبلادنا وغيرها من البلدان الأخرى بدلا من التشبث بالمناصب والوظيفة العامة حتى الوفاة وكان قد جرى إعادة انتخاب الأمين العام السابق لمحلي محافظة الضالع "محمد غالب العتابي" أمينا عاما لمحلي المحافظة بالإجماع مع الهيئة الإدارية السابقة وانتخاب "محسن البدهي" رئيسا للجنة المالية والتخطيط و"علي العود" رئيسا للجنة الشئون الاجتماعية و"محسن ناجي" رئيسا للجنة الخدمات . كما تم انتخاب "عبد الله عبده المروسي" أمينا عاما لمحلي مديرية الحشاء بدلا عن الأمين العام السابق"خالد صالح زربة" والذي أصر على التدوير وترك لزملائه حرية اختيار بديل عنه بطريقة ديمقراطية أذهلت الجميع في المديرية ، فيما تم إعادة انتخاب الأمناء العامين للمجالس المحلية والهيئات الإدارية السابقين لتلك المديرية بالتزكية.
