من وقت لآخر يعمل تنظيم القاعدة على التذكير بحضوره القوي في الساحة مستغلاً الأداء الركيك للأجهزة الأمنية ، وفيما كانت عملياته تستهدف المصالح الأجنبية ، فقد عمد مؤخراً لتغيير إستراتيجيته هذه باستهداف أجهزة الأمن ردا على تزايد التنسيق الأمني اليمني- الأمريكي والحملة التي تشنها السلطات اليمنية على أنصاره. مساء الأحد الفائت باغتت عناصر مسلحة -يعتقد أنها تنتمي لتنظيم القاعدة- دورية للشرطة وفتحت النار على أفرادها وذلك قرب مدينة عتق عاصمة محافظة شبوة ما أدى إلى مقتل ستة من أفراد الدورية وهو الهجوم الرابع من نوعه على أهداف حكومية خلال خمسة أسابيع الذي يلقى باللائمة فيه على القاعدة. وبحسب مدير أمن محافظة شبوة العميد أحمد علي المقدشي فإنه تم قتل ثلاثة من العناصر المهاجمة التابعة لتنظيم القاعدة بينهم القيادي في التنظيم زايد الدغاري. مشيراً إلى أن عناصر خارجة عن القانون ساندت العناصر الإرهابية في استهداف أفراد القوات المسلحة وهي ذات المجموعة التي شاركت في تنفيذ اعتداء الخميس الماضي الذي أسفر عن مقتل 5 جنود . وكان أواخر الأسبوع الفائت قتل خمسة جنود في كمين -يشتبه أنه من عمل تنظيم القاعدة- نصب لقافلة عسكرية في شبوة. و ذكر مدير أمن المحافظة إن عناصر القاعدة وبالتعاون والتنسيق مع عناصر انفصالية أقدمت على استهداف دورية لأفراد الجيش وسط مدينة عتق وأسفر الهجوم المباغت عن استشهاد الجنود الذين كانوا يؤدون مهامهم الوطنية في الحفاظ على الأمن والاستقرار وانها استخدمت أسلحة رشاشة ومتوسطة في الهجوم .في حين كشفت وزارة الداخلية أن السيارة التي كان يستقلها المنفذون للهجوم تابعة لمواطن سعودي اسمه أحمد صالح الهمامي وتحمل لوحة سعودية برقم 659 أث-ص من نوع هايلوكس غمارتين لون أبيض ،وأنها دخلت اليمن في ال5 من شهر يوليو الجاري عبر منفذ الوديعة. وقالت الوزارة انه تم تعميم أوصاف السيارة وإدراج اسم المواطن السعودي التابعة له في القائمة السوداء باعتباره مطلوباً لأمن محافظة شبوة في جريمة قتل الجنود الستة من أفراد الأمن المركزي. وأوضح مركز الإعلام الأمني إن التعميم الذي وزع على الأجهزة الأمنية في مختلف محافظات اليمن وفي المنافذ الجوية والبحرية والبرية اليمنية تضمن التوجيه بإلقاء القبض على المتهم السعودي أينما وجد وعلى السيارة ومن يتواجد على متنها من أشخاص . وبحسب المصادر المحلية فإن المهاجمين قاموا بالاستيلاء على الطقم بعد قتل أفراده وانطلقوا به إلى منطقة الجابية قرب عتق لكنهم بعد ذلك تركوه بعد أخذ المدفع الرشاش وأسلحة الجنود القتلى ولاذوا بالفرار. وبعد يوم من هذا الهجوم المسلح الذي شهدته محافظة شبوة أعلن تنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب مسؤوليته عن العملية المزدوجة التي استهدفت مقرات أمنية بمحافظة أبين منتصف الشهر الحالي. وقال التنظيم في بيان نشره احد مواقع القاعدة على شبكة الانترنت " قامت سريتان من كتيبة القائد الشهيد جميل العمبري بتوفيق من الله بالهجوم على أوكار الظلم والعدوان لمبنى الأمن السياسي ومبنى الأمن العام في ولاية أبين بعمليتين مباركتين متزامنتين." وأضاف "نقول لحكام العرب الخونة العملاء ولطاغوت أمريكا ولجميع قادة الحملة الصليبية على ديار الاسلام اعلموا أن محاولاتكم اليائسة في الإبقاء على نظام علي صالح ليدافع عن مصالحكم في المنطقة لا تجدي نفعا فهو نظام فاسد ظالم هرم وأن المجاهدين بفضل الله ستتواصل ضرباتهم حتى يتحقق وعد الله بالنصر والتمكين." وقال التنظيم ان عملية أبين المزدوجة تمت "وسط ترحيب وهتافات المسلمين"، وأن قائد المهاجمين ألقى كلمة بجوار مبنى الأمن السياسي عقب العملية. وأضاف البيان الذي أكد أن أحد مقاتليه من بين قتلى هجومي يوليو وهو محمد هلال وإصابة اثنين آخرين نافياً في الوقت نفسه ما أعلنته الأجهزة الأمنية إلقاء القبض على 9 من المهاجمين، كما نفى القبض على 10 من عناصر القاعدة في حضرموت، واصفاً ما أعلنته وزارة الداخلية ب"محاولة تحقيق نصر مزعوم". وقال التنظيم الذي أكد أن أحد مقاتليه من بين قتلى هجومي يونيو انه مسئول أيضا عن اغتيال عدد من ضباط الأمن لكنه لم يحدد موعدا لهذه الهجمات. وهدد بمواصلة الحرب ضد نظام صنعاء حتى يتحقق النصر والتمكين . وفي محاولة لحشد القبائل ، قال التنظيم إن رد قبائل باكازم على عملية المعجلة التي سقط فيها أكثر من 40 مدنياً "سيكون كارثياً". وكان مسلحون قد اقتحموا على متن دراجات نارية مبنى الأمن العام والأمن السياسي بمحافظة ابين وفتحوا النار يوم 14 يوليو ساعة اصطفاف العناصر الأمنية في الطابور الصباحي، مما أسفر أيضاً عن سقوط أربعة قتلى وأكثر من ستة جرحى آخرين. وكانت وزارة الداخلية ذكرت أن 20 مسلحاً شاركوا في هجمات متزامنة علي مبنيي الأمن السياسي والأمن العام بمدينة زنجبار محافظة أبين. ويعد ذلك واحداً من ثلاث هجمات علي مقرات أمنية في المحافظات الجنوبية على مدى شهر يوليو الجاري. وقال التنظيم إن العملية جاءت "ردا على مقتل أمير المجاهدين في ولاية أبين جميل العمبري ورفيق دربه فواز الصنعاني" ، مشيرة إلى عزمها على مواصلة القتال حتى سقوط نظام الرئيس اليمني علي عبدالله صالح. ودفعت الهجمات ومن بينها محاولة فاشلة لتفجير طائرة ركاب كانت متوجهة إلى الولاياتالمتحدة في يناير الماضي ومحاولة اغتيال فاشلة للسفير البريطاني في اليمن الحكومة للرد بشن غارات جوية وهجمات عسكرية. إلى ذلك شكلت وزارة الداخلية لجاناً أمنية متخصصة تتولى متابعة الجاهزية الأمنية في المرافق الأمنية في عموم المحافظات في إجراء احترازي يأتي بعد ساعات من إعلان تنظيم القاعدة وقوفه وراء الهجوم الذي طال مبنى إدارة الأمن السياسي والأمن العام بمحافظة أبين في ال(14) من يوليو الجاري. ووفق مصادر رسمية فقد ألزمت وزارة الداخلية لجان المتابعة المعتزم تشكيلها بتقييم مستوى تنفيذ المهام الأمنية في كل محافظة على حدة ورفع تقارير يومية عن حالة الجاهزية الأمنية في كل محافظة إلى قيادة وزارة الداخلية . وقالت وزارة الداخلية إن الإجراء الأمني الجديد يأتي في إطار حرص قيادة وزارة الداخلية على عدم حدوث أي خرق أمني ، وبهدف الارتقاء بمستوى الأداء الأمني ورفع جاهزيتها لمواجهة مختلف الاحتمالات والجريمة بكافة أشكالها وصورها ، وبما يعزز من دور الأجهزة الأمنية في الحفاظ على أمن المجتمع واستقراره وفي الغضون رفض المستشار السياسي لرئيس الجمهورية الدكتور عبدالكريم الارياني القبول بالقول إن اليمن ستصبح دولة فاشلة أو أنها ملاذ آمن للقاعدة وقال: اليمن ليست بالفعل ملاذا آمنا للقاعدة "مشيراً إلى أن القاعدة تحاول الإمساك باليمن لان اليمن لديه موارد ضئيلة. وأكد الإرياني في حوار مع شبكة (بي.بي.إس) الأمريكية أن تنظيم القاعدة في اليمن ليس قويا جدا.وقال : أعتقد - أو هذا ما يعتقده رجال الأمن- أن عددهم بين 500-700 شخص. لكنهم يعيشون في مناطق نائية وفي ظل بعض الحماية القبلية . وسلطت الأضواء على قاعدة اليمن مؤخراً في وسائل الإعلام العالمية أكثر بعد حادثة ديترويت وإعلان أمريكا أن أنور العولقي إرهابي من طراز خاص.