* ريام مخشف تتجه الحكومة اليمنية جدياً خلال العام الدراسي المقبل 2009 / 2010 والمقرر بدؤه مطلع الشهر المقبل إلى تشديد إجراءاتها على المراكز والمدارس الدينية المنتشرة بكثرة في مختلف محافظات البلاد ، خصوصا التي تدرس الأفكار المتطرفة وتعمل على غرس ثقافة العنف والغلو والإرهاب في أوساط المجتمع، في خطوة قالت إنها تهدف إلى نشر الوعي الديني وبث روح الإخاء والتسامح ومنهج الوسطية والاعتدال ونبذ التطرف والغلو والعنف بين أوساط المجتمع خاصة فئة الشباب، وغرس قيم الوطنية النبيلة. و في السياق نفسه تعتزم الحكومة نقل الإشراف على مدارس تحفيظ القرآن الكريم من وزارة التربية والتعليم إلى وزارة الأوقاف.. وقال ل «الاقتصادية» مسؤول حكومي في وزارة الأوقاف والإرشاد اليمنية إن الجهات المختصة في وزارته انتهت أخيراً من مراجعتها الشاملة للمراكز والمدارس الدينية المنتشرة في مختلف محافظات البلاد والمقدر عددها -بحسب إحصائيات رسمية سابقة- بنحو 4568 مدرسة ومركزاً دينياً كانت تتبع بعضها وزارة التربية، وأخرى وزارة الأوقاف .. وأضاف المسؤول اليمني أن الهيئة العليا للأوقاف والإرشاد الحكومية أقرت أخيراً منهجاً موحداً لتدريس العلوم الشرعية في المساجد والمدارس الدينية في عموم محافظات اليمن بعد مراجعتها للدراسة الميدانية الشاملة التي أجرتها لجان ميدانية متخصصة من قطاع الوعظ والإرشاد والتربية والعلماء بهدف التعرف على أوضاع المدارس والمراكز الدينية في أمانة العاصمة وعموم محافظات البلاد ومدى مواءمة مناهجها للتعاليم السمحة للدين الإسلامي . وقال: «إنه بموجب المنهج الدراسي الجديد سيتم إلزام القائمين على المساجد والمدارس بتدريس هذا المنهج وعدم الخروج عنه وذلك تفادياً للأخطاء السابقة التي وقعت فيها هذه المدارس والتي عمدت في تدريسها على نشر ثقافة التطرف والتشدد والإرهاب والغلو والكراهية، الأمر الذي أدى إلى بروز عناصر متشددة ألحقت بالوطن أضراراً بالغة في إشارة واضحة إلى الحرب السادسة بين الجيش اليمني وجماعة «الشباب المؤمن» والتي مازالت رحاها تدور حالياً في بعض مناطق محافظتي صعدة وعمران شمال البلاد ، وألقت بظلالها القاتمة على الشارع اليمني بمختلف أطيافه بعدما استطاع الزعيم الديني الشيعي المتشدد عبد الملك الحوثي من استقطاب العديد من الشباب وغرس أفكار وآراء ضالة ومتطرفة لا تمت إلى الواقع بصلة». وتفيد مصادر حكومية رفيعة أن المنهج الجديد أشرف على إعداده مجموعة من علماء الأزهر الشريف المتعاقدين مع الأوقاف اليمنية وبما يضمن استقلالية ووسطية ماهيته بعيداً عن التشدد والغلو والإرهاب، وأكدت هذه المصادر أن إعداد هذا المنهج الجديد جاء بالتزامن مع إقرار الحكومة رسمياً نقل الإشراف على مدارس تحفيظ القرآن الكريم من وزارة التربية والتعليم إلى وزارة الأوقاف في إجراء يهدف إلى خدمة كتاب الله الكريم وتخريج أجيال وحفظة للقرآن وفقا للمنهج الرباني والسنة النبوية الصحيحة بعيداً عن المذهبية والعنصرية والطائفية التي يحاول الدعاة الجدد التخريب والتفرقة عبر الترويج لها والتي تحمل أفكاراً هدامة. وأشارت المصادر إلى أن منهج التربية الإسلامية في اليمن مأخوذ من الأحوط والأصح والأفضل من جميع المدارس الفكرية والإسلامية ولا يرتكز أو يتعصب لأي فكر معين أو مذهب من المذاهب، وأن مادة القرآن الكريم هي مادة رئيسية في صلب المنهج والمقررات الدراسية للمرحلة الأساسية والثانوية و لا يمكن الاستغناء عنها