تتوالى وقائع الانفلات الأمني بوتيرة عالية في أرجاء البلاد آخذة في التطور والازدياد وخلق حالة من الرعب والقلق في أوساط المواطنين الذين تسودهم مشاعر استياء تجاه تعثر أجهزة الدولة المختلفة في فرض هيبتها وتطبيق سيادة القانون على الجميع دون استثناء وضبط أحداث الفوضى والعنف الدامية وإيصال مرتكبيها إلى العدالة لنيل عقابهم الرادع. ففي صنعاء أقدم أحد المجهولين -في تحد واضح للدولة التي هاجمها إلى عقر دارها- على قنص أحد المتهمين بقضية قتل إلى قفص محكمة جنوب شرق الأمانة السبت الفائت أثناء انعقاد جلساتها الرسمية. وذكرت مصادر إعلامية أن الجاني أصاب علي صالح عباد الزايدي من بين 12 متهما كانوا متواجدين معه في قفص الاتهام بقضايا أخرى في قاعة المحكمة برصاصة في عنقه بعد أن صوبها إليه من إحدى نوافذ المحكمة ليتم إسعافه فورا إلى إحدى المستشفيات لتلقي العلاج. ورغم أن أفراد الأمن قاموا بإغلاق المحكمة عقب الحادثة وتفتيش المتواجدين بداخلها إلا أنهم لم يتمكنوا من معرفة هوية الجاني أو العثور عليه. وعلى إثر الحادثة تمركزت مجاميع مسلحة من قبيلة جهم التابعة لمحافظة مأرب في الطريق الرابط بين مأربوصنعاء احتجاجا على محاولة اغتيال علي الزايدي أحد أبناء القبيلة ونجل الشيخ صالح عباد الزايدي، معربة عن إدانتها لما تعرض له داخل قفص المحكمة وسط العاصمة واعتبرت القبيلة -في رسالة بعثتها إلى رئيس الجمهورية- ما تعرض له نجل الشيخ الزايدي الذي كان قد اغتيل قبل حوالي 6 سنوات على يد أفراد من النجدة ومسلحين مدنيين بمثابة الجريمة الكبرى التي لا تقرها العادات والقيم الإنسانية وانتهاكا لحرمة القضاء والقوانين. وفيما ذهبت القبيلة تعتقد أن عناصر من أقرباء القتيل من آل القيري الذي يحاكم الزايدي في قضيته هم من يكونون وراء الحادثة طالبت رئيس الجمهورية بسرعة إصدار توجيهاته في اتخاذ الإجراءات اللازمة حيال ذلك. يذكر أن السلطات كانت قد احتجزت علي صالح عباد الزايدي في العام 2005م على ذمة اختطاف السواح الإيطاليين إلا أنها قدمته للمحاكمة بعد اتهامه في الضلوع في قتل الشيخ عبدالولي القيري في صنعاء. وفي محافظة الجوف أفادت مصادر محلية بقيام مجموعة قبلية مسلحة فجر الأحد بغرض قطاع قبلي في الطريق الرئيسي بين الجوفوصنعاء والتقطع للمارة من أبناء صعدة ونهب ممتلكاتهم وما بحوزتهم وأكدت مصادر لموقع "التغيير نت" إن اشتباكات مسلحة اندلعت بين المتقطعين ومسلحين آخرين كانوا يقصدون الطريق ذاته، حيث كان إطلاق النار بكثافة عشوائية غير أنه لم يسفر عن أي إصابات بحسب المصدر. وفي نفس اليوم قتل شخص وأصيب 3 آخرون في خلاف على أرض بدار سلم وذكر موقع "نيوز يمن" أن عبدالرحمن الشامي 35 عاما من خولان لقي مصرعه في اشتباكات مع مسلحين من منطقة الحدا يتبعون مدير قسم شرطة دار سلم ناصر البخيتي. إلى ذلك ارتفع عدد الضحايا في الحرب المتجددة بين آل مسعود وآل الناصري بضواحي رداع م/ البيضاء مساء السبت الماضي إلى 10 قتلى بعد مقتل شخص وإصابة آخر من آل مسعود بالإضافة إلى إحراق أربعة منازل لآل الناصري. ونقل موقع "الصحوة نت" أن وساطات قبلية سعت لإيقاف إطلاق قذائف ال(آر بي جي) في الحرب لما سببته من خراب ودمار للبيوت والممتلكات إلى جانب الخسائر البشرية. وذكر المصدر أن سبب المواجهات بين الطرفين ثارات قديمة وأن الحرب كانت قد توقفت بينهما قبل 6 أشهر إلا أنها عادت من جديد وتجددت دون تدخل رسمي لإيقافها. وفي عدن أقدم مسلحون مجهولون مساء السبت الماضي على نهب سيارة مدير عام مؤسسة المياه بمحافظة عدن عبدالله عبدالفتاح بعد اعتراض طريقه في الجهة الخلفية لسوق ضمران بمدينة المنصورة وقاموا بإطلاق النار في الهواء لإرغام سائقها على التوقف والنزول من داخلها ليقوموا بعدها بقيادة السيارة والفرار بها إلى مكان لا يزال مجهولا، في حين لم يكن مدير مؤسسة المياه ساعتها على متن السيارة.