تسجيل أربعة أحداث زلزالية في المياه الإقليمية اليمنية    قراءة تحليلية لنص "فشل ولكن ليس للابد" ل"أحمد سيف حاشد"    جرحى الجيش الوطني يواجهون الإهمال ويطالبون بالوفاء    قبائل بني نوف في الجوف تُعلن النفير العام والجهوزية لمواجهة الأعداء    الرياض.. توقيع مذكرة تفاهم لتعزيز الطاقة في اليمن بقدرة 300 ميجاوات بدعم سعودي    تعادل الامارات مع العراق في ذهاب ملحق المونديال    عدن.. البنك المركزي يغلق منشأة صرافة    صنعاء.. البنك المركزي يوجه المؤسسات المالية بشأن بطائق الهوية    شرطة العاصمة: نسبة الضبط تجاوزت 91% .. منها 185 جريمة سرقة    الرئيس المشاط يعزي رئيس مجلس النواب    أغلبها استقرت بمأرب.. الهجرة الدولية تسجل نزوح 90 أسرة يمنية خلال الأسبوع الماضي    طائرة الاتفاق بالحوطة تتخطى تاربة في ختام الجولة الثانية للبطولة التنشيطية لكرة الطائرة بوادي حضرموت    جوم الإرهاب في زمن البث المباشر    الغرابي.. شيخ قبلي متهم بالتمرد وارتباطات بشبكات تهريب في حضرموت والمهرة    البطاقة الذكية والبيومترية: تقنية مطلوبة أم تهديد للسيادة الجنوبية    صنعاء: تحذيرات من 3 ليالي صقيع    استهداف العلماء والمساجد.. كيف تسعى مليشيا الحوثي لإعادة هندسة المجتمع طائفيًا؟    تدشين حملة رش لمكافحة الآفات الزراعية لمحصول القطن في الدريهمي    وزير الصناعية يؤكد على أهمية تمكين المرأة اقتصاديا وتوسيع مشاركتها في القطاعات التجارية    غموض يلف حادثة انتحار مرافِق المخلافي داخل سجنه في تعز    اتحاد كرة القدم يحدد موعد الدوري اليمني للدرجة الأولى والثانية ويقر بطولتي الشباب والناشئين    "إيني" تحصل على حق استغلال خليج السويس ودلتا النيل حتى 2040    القصبي.. بين «حلم الحياة» و«طال عمره» 40 عاما على خشبة المسرح    دنماركي يحتفل بذكرى لعبه مباراتين في يوم واحد    المقاتلتان هتان السيف وهايدي أحمد وجهاً لوجه في نزال تاريخي بدوري المحترفين    وداعاً للتسوس.. علماء يكتشفون طريقة لإعادة نمو مينا الأسنان    عدن.. انقطاعات الكهرباء تتجاوز 15 ساعة وصهاريج الوقود محتجزة في أبين    نائب وزير الخارجية يلتقي مسؤولاً أممياً لمناقشة السلام    شبوة:فعالية تأبينية مهيبة للإعلامي والإذاعي وكروان التعليق الرياضي فائز محروق    جراح مصري يدهش العالم بأول عملية من نوعها في تاريخ الطب الحديث    الذهب يهبط من أعلى مستوياته في 3 أسابيع    ريال مدريد يختصر اسم "البرنابيو" ويحوله إلى ملعب متعدد الأغراض    مناقشة آليات توفير مادة الغاز المنزلي لمحافظة البيضاء    واشنطن تفرض عقوبات على 32 فردا وكيانا على علاقة بتهديد الملاحة الدولية    واشنطن تكشف عن التنازلات التي قدمها الشرع في البيت الأبيض    وزير الصحة: اليمن يواجه أزمات مركبة ومتداخلة والكوارث المناخية تهدد الصحة العامة فيه    اول موقف من صنعاء على اعتقال الامارات للحسني في نيودلهي    حل الدولتين في فلسطين والجنوب الغربي    قضية الجنوب: هل آن الأوان للعودة إلى الشارع!    عدن تعيش الظلام والعطش.. ساعتان كهرباء كل 12 ساعة ومياه كل ثلاثة أيام    لماذا قتلوا فيصل وسجنوا الرئيس قحطان؟    تدشين منافسات بطولة الشركات لألعاب كرة الطاولة والبلياردو والبولينغ والبادل    جروندبرغ يقدم احاطة جديدة لمجلس الأمن حول اليمن 5 عصرا    الإعلان عن القائمة النهائية لمنتخب الناشئين استعدادا للتصفيات الآسيوية    الأمم المتحدة: اليمن من بين ست دول مهددة بتفاقم انعدام الأمن الغذائي    القرود تتوحش في البيضاء وتفترس أكثر من مائة رأس من الأغنام    حضرموت.. تُسرق في وضح النهار باسم "اليمن"!    احتجاج على تهميش الثقافة: كيف تُقوِّض "أيديولوجيا النجاة العاجلة" بناء المجتمعات المرنة في الوطن العربي    وزير الإعلام الإرياني متهم بتهريب مخطوطات عبرية نادرة    الواقع الثقافي اليمني في ظل حالة "اللاسلم واللاحرب"    ارشادات صحية حول اسباب جلطات الشتاء؟    اليونيسيف: إسرائيل تمنع وصول اللقاحات وحليب الأطفال الى غزة    قيمة الجواسيس والعملاء وعقوبتهم في قوانين الأرض والسماء    5 عناصر تعزّز المناعة في الشتاء!    الشهادة .. بين التقديس الإنساني والمفهوم القرآني    كما تدين تدان .. في الخير قبل الشر    الزكاة تدشن تحصيل وصرف زكاة الحبوب في جبل المحويت    "جنوب يتناحر.. بعد أن كان جسداً واحداً"    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



لماذا لا تسمعون أنين ابناء الشعب؟!
نشر في الوسط يوم 28 - 04 - 2010

كتب/ بروفيسور/ سيف العسلي لك الله يا شعب اليمن. فعلى الرغم من ان أنينك قد سمعه كل من في السموات و الأرض إلا الثقلين الحكومة و النخب السياسية لأنهما قد تسببا فيه. حقيقة انك قد ابتليت بحكومة و نخب سياسية كما يقول المثل "لا ترحم و لا تدع رحمة الله تنزل عليك". إنهما لا يريدان ان يسمعا أنين أبنائك، لأن جزاء كبيرا من ذلك ناتج عن تصرفاتهما. أو ليس أنكم يا ابناء الشعب اليمني تئنون كلما تدهورت قيمة عملتكم امام العملات الأجنبية وخصوصا امام الدولار و اليورو. إنكم تئنون كلما ارتفعت أسعار السلع و الخدمات. إنكم تئنون عندما تحاولون ان تحصلوا على وظيفة فلا تجدونها. إنكم تئنون لأنكم لا تعرفون مستقبلكم. فان كنتم في الوظيفة العامة فلا تستطيعون ان تتوقعوا مستقبلكم، أي هل ستبقون في مكانكم الى يوم مغادرتكم الحياة أم أنكم ستحصلون على أي ترقية و متى و كيف. فكل ذلك يعتمد على حظكم في الحصول على الوساطة الفعالة او دفع الرشاوى. إنكم لا تعرفون متى ستزداد مرتباتكم فذلك يعتمد على مزاج الحكومة. إنكم لا تعرفون ما هي المهارات المطلوبة لنجاحكم في وظائفكم فتسعون للحصول عليها. فممارسة الحكومة توحي انه مهما حصلتم عليه من مهارات او شهادات فلا اثر لها على مستقبلكم. إنكم تئنون كلما ذهبتم الى المستشفيات الحكومية للعلاج فلا تجدونه و اذا وجد ما يطلق عليه علاج فإنكم غير قادرين على الحصول عليه. إنكم تئنون عندما لا تستطيعون ان تدفعوا قيمة وصفات العلاج و خصوصا اذا كنتم ممن ابتلوا بالأمراض المزمنة مثل السكري و أمراض القلب و السرطان و غيرها من الأمراض المكلفة. إنكم تئنون كلما اكتشفتم إنكم لا تجدون قيمة متطلبات العمليات الجراحية في المستشفيات الحكومية و اذا كنتم قادرين فإنكم لن تحصلوا عليها إلا بعد انتظار طويل و طوابير لا تنتهي. إنكم تئنون عندما ترون أصحاب النفوذ لا ينتظرون كما تنتظرون و لا يطوبرون كما تطوبرون و لا يدفعون الرسوم كما تدفعون. إنكم تئنون عندما لا يكترث احد بما يمارس عليكم من أخطاء أثناء العلاج او العمليات الجراحية في المستشفيات الحكومية او غير الحكومية. إنكم تئنون عندما تمارس عليكم المستشفيات الخاصة أبشع أنواع النصب فتقرر اجراء فحوصات و عمليات لا تحتاجونها و انما فقط بهدف تشغيل مختبراتها و غرف عملياتها و كوادرها غير المؤهلين و لا احد يهتم بما قد يترتب عليها عليكم من مضاعفات. إنكم تئنون لان المستشفيات الخاصة لا تخضع لاي رقابة من قبل الحكومة و يسمح لها بان تحدد تكاليف العلاج كما يحلو لها و بدون مراعة التكلفة او قدرة المرضى منكم على الدفع. إنكم تئنون عندما يتم التعامل معكم كسلعة لا كبشر. إنكم تئنون عندما لا تستطيعون ان تدفعوا تكاليف العلاج في المستشفيات الخاصة و رسوم العلاج في المستشفيات العامة و لا تجدون من يمد يد العون إليكم. فلا الحكومة اهتمت بالتأمين الصحي و لا هي أعطت المساعدات العلاجية لمن يستحقها. إنكم تئنون لان النخب السياسية لا تهتم إلا بصوتكم و لذلك فانها لا تسعى لإقامة و تطوير منظمات المجتمع المدني القادرة على مساعدتكم. إنكم تئنون عندما تشاهدون أبناءكم و بناتكم يذهبون الى مدراس لا يتوفر لها مدرسون و لا كتب و لا معامل. إنكم تئنون عندما تخسرون مساعدتهم لكم في أعمالكم بدون الحصول على فائدة لأنهم لا يتلقون أي تعليم. إنكم تئنون عندما لا تدركون انه لا مستقبل لأبنائكم و بناتكم فلا هم تعلموا و لا هم قادرون على العيش مثلكم و لا هم تعلموا ان يكونوا مزارعين او مهنيين مثلكم. إنكم تئنون لأنكم تعلمون انه لا مستقبل لهم لان مزارعكم او مهنكم لا تستوعبهم. إنكم تئنون لأنكم لا تجدون من يحتضن أبناءكم الموهوبين و يوفر لهم التعليم المناسب فالمنح الدراسية تعطى لأبناء المتنفذين الفاشلين او غير المتفوقين. إنكم تئنون لأنكم عندما تضحون باحتياجاتكم و احتياجات أسركم الاساسية لتوفير تعليم مناسب لأبنائكم الموهوبين فلا تجد ون لهم وظائف لأنها قد أعطيت لأبناء المتنفذين الفاشلين. إنكم تئنون عندما تبيعون ممتلكاتكم العزيزة عليكم مثل الأرض و المنازل و السيارات والأثاث و الأبقار لتدفعوا رشوة لمن يعدكم بتوظيفهم فتكتشفون إنكم قد تعرضتم للنصب فلا أبناؤكم حصلوا على الوظائف الموعودة و لا استطعتم استعادة ما دفعتموه. إنكم تئنون عندما يعتدى عليكم و في وضح النهار و لا تجدون من يهب لنجدتكم. إنكم تئنون عندما تذهبون لطلب الحماية من قسم الشرطة او إدارة المديرية فيمارس ضدكم ظلم أسوأ من الظلم الذين تسعون لرفعه عنكم. إنكم تئنون لانه عندما لا تدفعون الرشاوى تطردون و تهملون من قبلهم. إنكم تئنون عندما تدركون ان لا احد يحرص على حماية أنفسكم و أموالكم و أعراضكم و خصوصا اذا لم تكونوا تنتمون الى قبيلة كبيرة و متنفذة او من أصحاب النفوذ. إنكم تئنون عندما تجبرون على التنازل عن حقوقكم الثابتة والواضحة للمتنفذين على مرأى و مسمع من الحكومة لتدفعوا أذاهم عنكم فتوافقون على تقاسم ممتلكاتكم معهم. انك تئنون عندما تجبرون على العفو او القبول بالدية في حال القتل العمد و غير المبرر لان القاتل من المتنفذين او مدعوما منهم. إنكم تئنون عندما تفرض عليكم المشاركة القسرية في مشروعاتكم من قبل المتنفذين او المدعومين منهم. إنكم تئنون عندما تذهبون لأخذ التراخيص الضرورية لممارسة مهنكم او القيام باستثماراتكم او تجارتكم لكنكم لا تحصلون عليها بسهولة. إنكم تئنون عندما تتعامل معكم الجهات المختصة كمجرمين و ليس كمواطنين شرفاء يستحقون الاحتفاء و التكريم. إنكم تئنون عندما تفاجأون بالمطالب التعجيزية لإعطائكم التراخيص من الجهات المختصة. إنكم تئنون عندما تستخدم القوانين ضدكم و ليس لحمايتكم فمهما كان حقكم في الحصول على التصاريح مكفول بالقوانين فإنكم لا تعطونها الا اذا دفعتم الرشوة المتعارف عليها. إنكم تئنون عندما تكتشفون ان هذه التراخيص لا تحميكم من الابتزاز فيستمر موظفو الجهات المختصة في إجباركم على دفع الاتاوت غير القانونية لهم. إنكم تئنون عندما تكتشفون إنكم لا تستطيعون الحصول على حوافز الاستثمار وفقا للقانون. إنكم تئنون عندما تدركون ان هذه الحوافز ما هي الا مصيدة لكم. إنكم تئنون عندما لا تحصلون على جواب واضح من الجهات المختصة هل تستحقون الحوافز أم لا عند التقدم بطلبكم لها. إنكم تئنون عندما لا يتم البت في طلباتكم وفقا للشروط المعلنة. إنكم تئنون عندما تكتشفون ان طريق الحصول على هذه الحوافز غير واضح و طويل. إنكم تئنون عندما تدخلون في نفق التوجيهات التي تحتاج الى توجيهات تفسرها. إنكم تئنون عندما تفاجأون بان هذه التوجيهات لا قيمة لها لانها ليست واضحة و لا صريحة لأنها لا تستند الى القانون و انما الى من يدفع اكثر. إنكم تئنون عندما تدركون ان عليكم المخاطرة في دفع رشاوى مقابل الحصول على توجيهات مفسرة للتوجيهات التي حصلتم عليها. إنكم تئنون عندما تدركون ان كل تفسير يحتاج الى تفسير آخر و كل تفسير آخر يحتاج الى مبلغ آخر من الرشاوى. إنكم تئنون عدما لا تحل هذه التوجيهات مشاكلكم حتى بعد تفسيرها. إنكم تئنون عندما تسمعون ان هذه التوجيهات قد حلت بعض المشاكل للبعض بعد ان تم دفع رشاوى و ان لم يكونوا من المستحقين لها. إنكم تئنون عندما تكتشفون ان ما دفعتموه من رشاوى يفوق القيمة الحقيقية لما يمكن الحصول عليه من حوافز و في حالات كثير فإنكم قد تدفعون الرشاوى لا تحصلون على أي حوافز و لا تستطيعون المطالبة برد ولو جزء مما دفعتموه. إنكم تئنون عندما تعاقبون اذا أصررتم على دفع الضريبة المستحقة وفضلتم دفع الرشاوى. إنكم تئنون عندما تلمسون ان القانون لا يحميكم و اذا تمسكتم به فإنكم ستطالبون بدفع أكثر بكثير مما طلب منكم مسبقا. إنكم تئنون عندما يتم إهدار مستنداتكم الصحيحة و السليمة و تجبرون على قبول تقديرات موظفي مصلحة الضرائب بحجة ان المستندات التي في حوزتكم ليست صحيحة و لا كافية. إنكم تئنون عندما تصر مصلحة الضرائب على تقدير ما عليكم وفقا لما يقرره الفاحص الضريبي و حتى لو كان ذلك مخالفا للقانون و مجحفا بحق الخزينة العامة مقابل ان يتم دفع مبالغ كبيرة للفاحص. إنكم تئنون عندما تكتشفون إنكم اذا اعترضتم على دفع الرشاوى فلا تجدون أي جهة تقف معكم و تنصفكم.إنكم تئنون عندما تكتشفون ان إخلاصكم لوطنكم و لعملكم قد يضركم و لا ينفعكم فتقصون عن الوظيفة و تمنعون من المشاركة السياسية. فمن يحرص على مثل هذه القيم فهو غبي و لا مستقبل له. إنكم تئنون عندما تسمعون عن الإبعاد المستمر لمن يصر على التمسك بذلك. إنكم تئنون عندما تشاهدون ان من يتصرف بالعكس من ذلك تسند اليه الوظائف المهمة. إنكم تئنون عندما تنهب ثروة الشعب من الأراضي و غيرها من قبل المتنفذين و لا يستطيع احد ان يوقفهم عند حدودهم. إنكم تئنون عندما يطبق القانون فقط على الضعفاء بل عندما يظلم الضعفاء و لا احد يقف معهم. إنكم تئنون عندما تلاحظون ان الفاسدين و المتنفذين يثرون بطريقة سريعة و مشبوهة و لا احد يسألهم من أين لهم هذا. إنكم تئنون عندما ترون هؤلاء يبنون القصور و يركبون السيارات الفارهة و يقيمون الحفلات الباذخة و لا تهتم بذلك هيئة مكافحة الفساد. إنكم تئنون عندما تزدادون فقرا و يزداد هؤلاء ثراء. و على الرغم من ذلك فان الحكومة لم تسمع أنينكم لأنها هي مصدره. إنكم تئنون عندما تتجرأون و تجادلون بان الأمور هي على خير ما يرام على الرغم من أنينكم هذا. إنكم تئنون عندما تبرر الحكومة فرض مزيد من الجرع و الأعباء على الرغم من اثر ذلك الفادح عليكم. إنكم تئنون عندما تلمسون تقديم الحكومة مصالحها على مصالحكم. إنكم تئنون عندما تلجأ الحكومة للحلول السريعة و المؤقتة مثل الجرع بغض النظر عن أثرها المدمر عليكم فقط لأنها من وجهة نظرها ضرورية لأنها الحل الأسهل. انكم تئنون عندما رفضت الحكومة تطبيق ضريبة المبيعات و الملزمة بتطبيقه وفقا للقانون النافذ تحت ضغوط المتنفذين في القطاع التجاري و تفضل الجرع عليه لانه لا وزن لكم لديها. إنكم تئنون عندما فضلت الحكومة الجرع على الاستفادة من الدعم الخارجي الذي مد إليكم لان ذلك يتطلب منها ان تقوم بما يجب عليها القيام به لتسهيل تدفق المساعدات الخارجية. و بالمثل فان النخب السياسية لا تسمع أنينكم لأنها تقدم مصالحها على مصالحكم. إنكم تئنون عندما ترونها لا تتوانى عن إشعال الفتن و الأزمات لتحقيق مصالحها حتى و لو ترتب على ذلك هلاككم. إنكم تئنون لأنها غير مستعدة لتقديم أي تنازلات او القيام بأي مبادرات ما لم تشعر انها هي المستفيدة من ذلك. إنكم تئنون لان فوزها في الانتخابات لديها أهم من حل الازمة الاقتصادية التي تجتاح البلاد. إنكم تئنون لأنها ترحب بالمساعدات الخارجية اذا كانت تصب في مصلحتها بل و تعتبرها واجبا دوليا مثل التوسط في الاتفاق على الانتخابات او إدانتها اذا لم تفز فيها. إنكم تئنون لأنها اذا لم تستفد من ذلك فانها لا تتردد بالتشكيك بها لأنها في نظرها تتحول الى استعمار جديد و احتلال و مؤامرة ضدكم. و اذا كان الامر كذلك فانه لا فائدة من الأنين و لا من رفع وتيرته لانه لا يهمهما ذلك فقد وضعتا في إذنيهما وقرا. إنهما لم يسمعان أنينكم الذي قد تجاوز كل الحدود بحيث تمكن من الوصول الى كل أصقاع العالم. لم يتوقف الامر عند ذلك فإنهما قد أغمضا أعينهما فهما لا يريان الحالة التي انتم عليها. و لذلك فإنهما لا يلاحظان أصحاب الرؤوس المجعشة و لا أصحاب الثياب المتهرئة و لا أصحاب الأجسام النحيفة و لا أصحاب الأرجل الحافية و لا أصحاب العيون الدامعة و لا أصحاب الأيدي المتورمة. أليس للحكومة يد في أنينكم هذا؟ او ليس ان من مسئوليتها حل هذه المشاكل و بالتالي التخفيف من أنينكم؟ او ليس ان الحكومة لا تهتم بما تعانونه من متاعب تتسبب في أنينكم؟ و الدليل على ذلك ان هذه القضايا ليست ضمن أولويات الحكومة. انها لا تناقش في اجتماعاتها. انها لا تدخل في خططها. انها لا تدخل ضمن معاييرها في التوظيف العام و في الترقيات و لا في المكافآت. ما ذلك الا لأنها لا تسمع أنينكم. او ليس ان النخب السياسية لا تكترث بما تعانونه و انما تهتم فقط بالمنتمين لها؟ او ليس ان النخب السياسية لا تناقش هذه القضايا في حواراتها؟ او ليس ان النخب السياسية لا تدرج هذه القضايا في برامجها السياسية؟
و ما ذلك إلا دليل على ان النخب السياسية لا تسمع أنينكم و لا تهتم بكم و لا تعمل على إحداث الإصلاحات التي يمكن ان تخفف من معاناتكم و بالتالي من أنينكم. صحيح ان فخامة الاخ الرئيس حفظه الله قد سمع أنينكم من خلال التصاقه المباشر بكم و زياراته الميدانية لكم لكن توجهاته ظلت في أدارج الحكومة و حنبت برامجه الإصلاحية في الدهاليز السياسية. فليس المطلوب الآن مزيدا من الأنين لان لا احد سيسمعه و حتى في حال سماعها فانه قد يتخذ أي شيء للتخفيف منها. فليس هناك أي فائدة من توجيه أنينكم الى الحكومة او النخب السياسية و لكن وجهوها الى الله الذي يسمع دبيب النمل. و لذلك فما عليكم الا ان تدعو الله ان يشرح صدر فخامة الأخ الرئيس فيوفقه لاستبدل الحكومة بأحسن منها تتلمس همومكم و ان يحاسبها ان هي قصرت في ذلك. ادعوا الله ان يشرح صدره الى ادراك تقصير الحكومة و شدة معاناتكم. ادعوا الله ان يشر صدره لان يختار حكومة تلتزم بمعالجة منابع الأنين هذه. ادعوا الله ان يوفقه لإتباع المعايير التالية في اختيارها حتى لا تكون كسابقتها. ان تكون حكومة لا تعيش في أبراج عاجية و انما تعيش مع الشعب. ان تكون حكومة تتلمس هموم الشعب فلا تقبل حتى سماع آهاته ناهيك عن أنينه. ان تكون حكومة لا تشبع حتى يشبع الشعب. ان تكون حكومة لا تنام في حال وجود ما يعكر صفو حياة الشعب فتجعله يتوه من ذلك. ان تكون حكومة تبادر الى حل مشاكل الشعب فلا تنتظر من يطلب منها ذلك و لا تحمل فخامة الاخ الرئيس مسئولية تقصيرها في اداء واجباتها. ان تكون حكومة تتوقع حدوث المشاكل قبل وقوعها فتعمل على منع وقوعها. ان تكون حكومة تعيش للشعب و من اجل الشعب. ادعوا الله ان يعين فخامته على محاسبتها ان هي قصرت في ذلك. و كذلك فما عليكم الا ان تدعوا الله ان ينصره على النخب السياسية فيسرع في تنفيذ إصلاحاته السياسية في أسرع وقت ممكن. تلك الإصلاحات التي تمنع استغلال الوظيفة العامة للثراء غير المشروع. تلك الإصلاحات التي تمنع السياسيين من نهب الثروات العامة. تلك الإصلاحات التي تمنع ممارسة الوظيفة العامة و الأعمال التجارية و الاستثمارية في نفس الوقت. تلك الإصلاحات التي توازن بين العمل السياسي و العمل التنفيذي أي وظيفة الحزب و وظيفة حكومة الحزب. تلك الإصلاحات التي تطور الحكم المحلي. تلك الإصلاحات التي تنقي العمل السياسي من الفساد و المحسوبية السياسية. تلك الإصلاحات التي تجذب الموهوبين والنزيهين للعمل السياسي. تلك الإصلاحات التي تجعل السياسة لخدمة الشعب و ليس الشعب لخدمة السياسة. تلك الإصلاحات التي تجعل النخب السياسية تتودد لكسب رضا الشعب و ليس العكس أي ان يتودد الشعب لكسب رضا النخب السياسية. تلك الإصلاحات التي تجعل النخب السياسية تحتكم للشعب و ليس العكس أي ان يحتكم الشعب الى النخب السياسية. إنني اعتقد جازما بأن الله لا يرد دعوة المظلوم و خصوصا اذا كانت في جوف الليل و في كل صلاة من الصلوات المفروضة و بين الأذان و الإقامة. و بالتالي فان الله سيمكن فخامة الأخ الرئيس من بناء دولة المؤسسات و التي بسببها سيدخل التاريخ من أوسع أبوابه. إنكم بإمكانكم ان تقوموا بذلك في الحال. فباشروه و بدون تأخير و ستدركون ان فرج الله اقرب من فرج الحكومة و النخب السياسية.

انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.