منتخب الناشئين يلعب وكأنه في وطن الأغراب.. وبركة الوالدين شفعت له بالفوز فهل يستمر؟ كتب/ محمود الطاهر تتواصل التصفيات التمهيدية المؤهلة إلى نهائيات كأس آسيا للناشئين المجموعة الثالثة التي تستضيفها بلادنا خلال الفترة (8-18) من شهر أكتوبر الحالي، والمتضمنة كلاً من المنتخبات (اليمن، سوريا، العراق، قطر، فلسطين، بوتان) وجميعها متنافسة على خطف إحدى بطاقتي التأهل.. حيث تقام غدا الخميس ثلاث مباريات تبدأ في تمام الساعة الثالثة والنصف عصرا على ملعب المريسي تجمع منتخبي العراق وبوتان، حيث سيكون الأخير صيدا سهلا لأبناء الرافدين الساعين إلى تأكيد أحقيتهم بخطف بطاقتي التأهل بعد أن تقاربت حظوظ معظم منتخبات المجموعة.. فيما يلتقي منتخبا قطروسوريا على ملعب شعب صنعاء في تمام الساعة السادسة والنصف من مساء غد الخميس، والذي سيقام في نفس هذا الوقت، اللقاء الأهم بين المنتخب الوطني لناشئي كرة القدم ونظيره الفلسطيني، وبغض النظر عن ما أسفرته لقاءات أمس الأول الثلاثاء، التي سنقف عند نتيجتها وعلى نتيجة اللقاءات القادمة في عددنا القادم، فإننا سنكتفي في هذا اللقاء بقراءة سريعة لأحداث اللقاءات السابقة، بشكل عام ولقائي المنتخب الوطني مع نظيريه العراقيوالقطري خاصة. حيث خسر ناشئو المنتخب اليمني أولى مبارياتهم من المنتخب العراقي بهدف وحيد، كانت نتيجة متوقعة، لم أتفاجأ شخصيا بما أني أشرت إلى ذات النتيجة في المادة التي نشرتها "النهار" في عددها الفارط، لأسباب عللتها بالإعداد الذي أجري للمنتخب الوطني قبيل انطلاق التصفيات التمهيدية والمتمثل بقتل همة ونفسية الناشئين حينما زجوا بهم إلى بطولة غرب آسيا دون إعداد جيد تلقى ناشئونا فيها ضربات موجعة كسرت نفسياتهم وهزت ثقتهم بأنفسهم.. بعدها وبالرغم أن التصفيات تستضيفها بلادنا، وحرص منتخبات المجموعة الثالثة بالوصول إلى بلادنا مبكرا للتعود على أجوائها.. عمل اتحادنا اليمني الموقر على إرسال منتخبنا إلى جمهورية مصر العربية للتعود على أجواء بلادنا هناك كما يبدو.. أجرى خلالها أربع لقاءات مع فرق حواري لم يتم الاستفادة منها. ولو نظرنا إلى المعسكرات الإعدادية لبقية المنتخبات المشاركة في المجموعة الثالثة لوجدنا الفارق في ذلك.. فمثلا المنتخب العراقي أجري له معسكر إعدادي في الأردن ولعب مع منتخبها، ثم توجه إلى الإمارات ولعب أيضا مع المنتخب الإماراتي مباراتين، إضافة إلى التدريب التكتيكي والمهاري الذي حرص المدرب العراقي على تجريعه لاعبيه. بينما ناشئو المنتخب الوطني كان استعدادهم باهتاً رغم الفترة الزمنية الطويلة التي سنحت لهم.. فلعب مع صغار السن ممن جمعوهم من حواري مصر وفاز في لقائين منها وتعادل بواحدة، وعندما قدم لهم ناشئو إحدى الفرق المصرية خسرها ناشئونا بثلاثية نظيفة.. وبالرغم من ذلك قال العيسي إنه سهل كل الإمكانيات للمنتخب.. كانت الأيام التي تلت تصريحاته بنكش حقيقة تصريحاته الوهمية.. بخسارة منتخبنا من العراق بهدف دون رد. ظهر ناشئونا على البساط الأخضر وكأنهم في بلاد الأغراب وليس في وطنهم رغم تواجد جمهور غفير حضر إلى الملعب لمؤازرته، إلا أنهم عادوا خائبين يحملون العيسي أسباب خسارة منتخب علقوا عليه الآمال ليعيد تكرار الإنجاز العالمي الذي حققه ناشئو 2002م. أدرك الجميع بعد مشاهدتهم أداء صغارنا في الملعب أن لا أمل في ظل تواجد العيسي على رأس الكرة اليمنية، سوى تضرعهم بالدعاء إلى الله أن يوفق منتخبنا الصغير ولو بالحظ.. ربما شفع ذلك، وهو كما يبدو من خلال اللقاء الثاني الذي جمعه بنظيره القطري، والذي ظهر فيه جليا المستوى المتواضع للمدرب الوطني عبدالله فضيل.. والمتمثل بعدم قدرته على قراءة خطوط الخصم.. والدليل هو تقدم منتخبنا في شوط المباراة الأولى، وتراجعه في بداية الشوط الثاني ما مكن الأشقاء القطريين من تعديل النتيجة، والتي انتهت دقائقه الأصلية بتلك النتيجة، كان أداء منتخبنا باهتا.. لياقتهم البدنية تحت المتوسط.. عدم قدرتهم على التركيز.. وكأنهم يلعبون مباراة ودية..ومع احتساب أربع دقائق إضافية زادت الدعوات إلى الله بأن يوفق الله المنتخب في هذه الدقائق القليلة، وهو ما استجاب الله لهم في آخر دقيقة من ذلك.. عندما تمكن المنتخب من إحراز هدف قاتل عن طريق ضربة ركنية ارتقى لها محمد الكوني ليودعها رأسية في شباك مرمى المنتخب القطري ليعلن حكم الساحة اللبناني نهاية اللقاء بفوز المنتخب الوطني لناشئي كرة القدم بهدفين لهدف بصعوبة بالغة. ومن خلال ذلك نتساءل بالتالي: بعدما شاهدنا أداء المنتخب.. ولو خرج بالتعادل أو الخسارة ما الذي كانت ستئول إليه تصريحات العيسي وفضيل؟ هل عامل الأرض والجمهور.. أو الحكم لم يكن موفقاً.. أو أن أعمار ناشئينا لا تتجاوز ال13 عاما؟ كل ذلك وأكثر في وقفة تحليلية قادمة إن شاء الله.