فشل عملية تحرير رجل أعمال في شبوة    الجريمة المركبة.. الإنجاز الوطني في لحظة فارقة    عاجل: الناطق العسكري الحوثي "يحيى سريع" يعلن قصف"أم الرشراش" واستهداف سفينة اسرائيلية بخليج عدن    الدوري الانجليزي ... السيتي يكتسح برايتون برباعية    صافح الهواء.. شاهد: تصرف غريب من بايدن خلال تجمع انتخابي في فلوريدا    إلا الزنداني!!    مأرب.. تتويج ورشة عمل اساسيات التخطيط الاستراتيجي بتشكيل "لجنة السلم المجتمعي"    الزنداني.. مسيرة عطاء عاطرة    تصريحات مفاجئة لحركة حماس: مستعدون لإلقاء السلاح والانخراط ضمن منظمة التحرير بشرط واحد!    البحسني يشهد تدريبات لقوات النخبة الحضرمية والأمن    إيفرتون يصعق ليفربول ويعيق فرص وصوله للقب    ارتفاع عدد الشهداء الفلسطينيين جراء العدوان الإسرائيلي على غزة إلى 34305    انخفاض الذهب إلى 2313.44 دولار للأوقية    المكلا.. قيادة الإصلاح تستقبل جموع المعزين في رحيل الشيخ الزنداني    الشيخ الزنداني رفيق الثوار وإمام الدعاة (بورتريه)    ذهبوا لتجهيز قاعة أعراس فعادوا بأكفان بيضاء.. وما كتبه أحدهم قبل وفاته يُدمي القلب.. حادثة مؤلمة تهز دولة عربية    فيديو صادم: قتال شوارع وسط مدينة رداع على خلفية قضية ثأر وسط انفلات أمني كبير    مفاوضات في مسقط لحصول الحوثي على الخمس تطبيقا لفتوى الزنداني    تحذير أممي من تأثيرات قاسية للمناخ على أطفال اليمن    الجهاز المركزي للإحصاء يختتم الدورة التدريبية "طرق قياس المؤشرات الاجتماعي والسكانية والحماية الاجتماعية لاهداف التنمية المستدامة"    مقدمة لفهم القبيلة في شبوة (1)    لابورتا يعلن رسميا بقاء تشافي حتى نهاية عقده    "جودو الإمارات" يحقق 4 ميداليات في بطولة آسيا    نقابة مستوردي وتجار الأدوية تحذر من نفاذ الأدوية من السوق الدوائي مع عودة وباء كوليرا    المجلس الانتقالي بشبوة يرفض قرار الخونجي حيدان بتعيين مسئول أمني    نبذه عن شركة الزنداني للأسماك وكبار أعضائها (أسماء)    الإصلاحيين يسرقون جنازة الشيخ "حسن كيليش" التي حضرها أردوغان وينسبوها للزنداني    الإطاحة بشاب أطلق النار على مسؤول أمني في تعز وقاوم السلطات    اشهر الجامعات الأوربية تستعين بخبرات بروفسيور يمني متخصص في مجال الأمن المعلوماتي    طلاق فنان شهير من زوجته بعد 12 عامًا على الزواج    رئيس الاتحاد الدولي للسباحة يهنئ الخليفي بمناسبه انتخابه رئيسًا للاتحاد العربي    رجال القبائل ينفذوا وقفات احتجاجية لمنع الحوثيين افتتاح مصنع للمبيدات المسرطنة في صنعاء    حقيقة وفاة ''عبده الجندي'' بصنعاء    تضامن حضرموت يظفر بنقاط مباراته أمام النخبة ويترقب مواجهة منافسه أهلي الغيل على صراع البطاقة الثانية    سيئون تشهد تأبين فقيد العمل الانساني والاجتماعي والخيري / محمد سالم باسعيدة    الشاعر باحارثة يشارك في مهرجان الوطن العربي للإبداع الثقافي الدولي بسلطنة عمان    اليونايتد يتخطى شيفيلد برباعية وليفربول يسقط امام ايفرتون في ديربي المدينة    دعاء الحر الشديد .. ردد 5 كلمات للوقاية من جهنم وتفتح أبواب الفرج    لغزٌ يُحير الجميع: جثة مشنوقة في شبكة باص بحضرموت!(صورة)    رئيس كاك بنك يبعث برقية عزاء ومواساة لمحافظ لحج اللواء "أحمد عبدالله تركي" بوفاة نجله شايع    لأول مرة.. زراعة البن في مصر وهكذا جاءت نتيجة التجارب الرسمية    الخطوط الجوية اليمنية تصدر توضيحا هاما    مليشيا الحوثي تختطف 4 من موظفي مكتب النقل بالحديدة    - أقرأ كيف يقارع حسين العماد بشعره الظلم والفساد ويحوله لوقود من الجمر والدموع،فاق العشرات من التقارير والتحقيقات الصحفية في كشفها    الديوان الملكي السعودي: دخول خادم الحرمين الشريفين مستشفى الملك فيصل لإجراء فحوصات روتينية    صحيفة مصرية تكشف عن زيارة سرية للارياني إلى إسرائيل    برشلونة يلجأ للقضاء بسبب "الهدف الشبح" في مرمى ريال مدريد    دعاء قضاء الحاجة في نفس اليوم.. ردده بيقين يقضي حوائجك ويفتح الأبواب المغلقة    «كاك بنك» فرع شبوة يكرم شركتي العماري وابو سند وأولاده لشراكتهما المتميزة في صرف حوالات كاك حواله    أعلامي سعودي شهير: رحل الزنداني وترك لنا فتاوى جاهلة واكتشافات علمية ساذجة    كان يدرسهم قبل 40 سنة.. وفاء نادر من معلم مصري لطلابه اليمنيين حينما عرف أنهم يتواجدون في مصر (صور)    السعودية تضع اشتراطات صارمة للسماح بدخول الحجاج إلى أراضيها هذا العام    مؤسسة دغسان تحمل أربع جهات حكومية بينها الأمن والمخابرات مسؤلية إدخال المبيدات السامة (وثائق)    دعاء مستجاب لكل شيء    مع الوثائق عملا بحق الرد    لحظة يازمن    - عاجل فنان اليمن الكبير ايواب طارش يدخل غرفة العمليات اقرا السبب    وفاة الاديب والكاتب الصحفي محمد المساح    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



العاصمة صنعاء..شوارع تتحول إلى ساحات حرب تسكنها المتارس ويخيم على احيائها الرعب
نشر في الوسط يوم 05 - 10 - 2011

تقرير ميداني: رشيد الحداد لازالت معظم شوارع العاصمة صنعاء تحت النار رغم مساعي التهدئة فأصوات الرصاص في شوارع هائل والزبيري والأحياء السكنية التي باتت ساحات للقتال وأماكن آمنة المتارس بينما أزقتها تجول فيها المدرعات التي زاد ضجيجها فألغى صوت العقل فما يدور في الواقع الميداني يشير الي ان قادم الأيام ربما قد تكون الاسوأ لا العكس كما يتمنى المواطن البسيط، فالهدوء دائما قد لا تعقبه تهدئة بل بناء المزيد من المتارس والدفع بالمزيد من الأسلحة والآليات الثقيلة والعسكر إلى الشوارع استعدادا لجولة أخرى من العنف قد تحول العاصمة صنعاء إلى دمار بعد ان حولت الجولة الأولى معظم شوارعها إلى خراب .. الوسط رصدت الاستعدادات الجديدة التي شهدها نطاق المواجهات يومي السبت والأحد في مابات يعرف بمثلث الموت في وسط العاصمة صنعاء إلى التفاصيل: تراجع التصعيد الثوري إلى ماكانت عليه الثورة المخملية على الرغم من خروج مسيرات شبه يومية إلا أنها لاتتجاوز خطوط المسموح ولا تشكل تهديداً يذكر على النظام ليعلن حالة الاستنفار لمواجهتها وتصاعد التوتر العسكري بعد عدة أيام من الهدوء الذي ساد شوارع هائل - الزبيري - بغداد - القاع - الجزائر - والأحياء السكنية القريبة من نطاق المواجهات التي تتوقف نهارا وتستأنف ليلا لتؤكد فشل مسار السلم في إيقاف مسار الحرب كما تؤكد ذلك الاستعدادت الجديدة من قبل طرفي الصراع في تلك الأحياء السكنية التي نزح معظم سكانها مجبرين بعد ان سكنها الخوف وسيطر الرعب على نفوس من تبقى من سكان يجدون أنفسهم في سجن منذ غروب شمس يوم جديد حتى بزوغ شمس يوما آخر. مثلث الرعب في العاصمة خلال الأيام القليلة الماضية تم بناء عشرات المتارس الكبيرة أمام معامل أيلول وبالقرب من قسم 22 مايو وعلى الشوارع القريبة من وزارة النفط كما قامت قوات الأمن المركزي باستحداث نفس المتارس استعدادا للمواجهات حيث تم إغلاق كل الشوارع المحاذية لوزارة النفط وشارع بغداد من قبل الأمن المركزي الذي تمركز داخل المؤسسة العامة للحبوب سابقا مخابز المؤسسة حاليا وأمام اللجنة العليا للانتخابات وفي الشارع المؤدي إلى شارع صخر من جهة شارع بغداد ، وبالقرب من شارع صخر استحدث الحرس الجمهوري نقطة عسكرية تقوم بالتفتيش الدقيق وكذا في شارع الجزائر وبجانب مكتبة الجيل الجديد الواقعة هناك يتمركز في جوانبها بآلياتها العسكرية حيث وأن الشارع إلى كنتاكي مغلق تماما، كما أن شارع الزبيري من تقاطع شارع بغداد حتى المستشفى الجمهوري مغلق من قبل الأمن المركزي الذي يتواجد بكثافة استعدادات الحرب تبدو من المدخل الجنوبي لميدان التغيير حيث وأن الشوارع القريبة من القاع وجولة الكهرباء مغلق تماما. في الأحياء القريبة لشارع بغداد تم استحداث عشرات النقاط ومن قبل أهالي تلك الحارات الذين يمنعون الدخول والخروج منه ليلا باستثناء من ينتمون للحارة. -الآليات المنتشرة أطقم عسكرية حاملة رشاشات مشاة.. حاملو صواريخ ( لو ) و( آر بي جي ) وكذلك عشرات المصفحات من الجانبين وفي شارع صخر المفتوح تتواجد عشرات المتارس والمدرعات العسكرية التي تحيط بمكتب أحمد علي من كل اتجاه. -أما في الاتجاه الآخر من الزبيري فيتواجد مسلحون من أنصار الشيخ نعمان دويد والذين يحملون مختلف الأسلحة الخفيفة والمتوسطة. -جسر كنتاكي ملغم أثناء نزولنا الميداني الأحد إلى جسر كنتاكي قيل أن الجسر لا زال ملغماً –حسب الأمن المركزي- والدخول والخروج إليه ممنوع في الوقت الحالي حيث تحيط بالجسر عوازل ترابية من كل اتجاه وفي مقابل اتهام الأمن المركزي الفرقة الأولى مدرع بالانسحاب من الجسر وتلغيمه تم نفي الاتهام كون الجسر سلم بموجب اتفاق هدنة. -شارع صخر وفي شارع صخر تم استحداث عشرات المتاريس الصناعية المضادة للحريق والتي تبلغ قيمة كل مترس مربع الشكل 300 دولار وأثناء تواجدنا هناك علمنا أن شركة محلية نفذت ما يزيد عن 200 مترس حول منزل الرئيس ومكتب أحمد علي خلال اليومين الأخيرين كما تتواجد عدد من الآليات العسكرية والمصفحات. متارس عازلة للحريق المتارس الحديثة العازلة للرصاص والحريق تتواجد من أمام مركز الكميم وفي كل أزقة شارع صخر المؤدية للمنزل ومكتب العميد أحمد. أما متارس الحي السياسي فقد تم الاستغناء عن التراب وتم الاستعانة بالخرسانات المسلحة. المحلات الإلكترونية وبيع الكمبيوتر أفرغت بضائعها خوفا من هجوم كما أن الشارع المزدحم بالسيارات بسبب تحويل مسار السير من جسر كنتاكي إلى شارع صخر- باب اليمن وحدة. كما تم تعزيز النقاط العسكرية التي تقوم بتفتيش المواطنين في باب اليمن، حيث تم نصب نقاط تفتيش بجانب وزارة الدفاع من قبل الشرطة العسكرية، نقطتان قرب السائلة ونقطة ثالثة أمام معسكر التوجيه المعنوي. كما تم نشر عدد من المصفحات العسكرية حول وزارة المالية من جانب مصلحة الجمارك وبجانب مبنى السفارة الإيطالية سابقا وكذلك شارع الشرطة بكثافة وصولا إلى جسر الصداقة. شوارع تحت الركام -مظاهر الخراب في شارع هائل والزبيري والمستشفى الجمهوري وشارع الجزائر مهولة حيث تعرضت عدة محلات تجارية للحريق منها سوق تجارياً حرق بالكامل بالإضافة إلى محل كريتر للمجوهرات كما تم تهشيم عدد من مراكز بيع الملابس كمركز نايس براكس للملابس الذي تم تدميره بنسبة 70% وبحسب محمد الشمسي فان الخسائر الأولية تبلغ 25 مليون ريال غير ماتم اتلافة من ملابس، حيث اكد الشمسي -وهو صاحب مدير المركز- ان الخسائر قد تفوق الخمسين مليون وفيما نجت مراكز وأسواق أخرى من الدمار والخراب بأعجوبة كمركز سيتى مول وغيره من المحلات على الرغم من أن محلات محاذية ومقابلة له تضررت واجهتها الزجاجية بالكامل، إلا أن الضرب كما اتضح كان عشوائيا من أكثر من اتجاه كما يشير حال بعض العمارات السكنية التي تم تدمير واجهتها الأمامية كعمارة طيبة التي هشمت معظم نوافذها وضربت بقذائف الهاون وال (آر بي جي) كما تباينت الإضرار في ما يزيد عن 15 عمارة معظمها مكاتب مابين ال25% الى 50 % والسبب كما قيل لنا من قبل مواطنين إطلاق النار العشوائي أثناء الليل من قبل الأمن المركزي ومسلحين موالين للرئيس والفرقة الأولى مدرع، فالمحلات التي طالها الرصاص من جانب شارع هائل من طرف الأمن المركزي والتي هشمت واجهاتها الزجاجية في بداية شارع هائل من قبل الفرقة. كما يتبادل الأمن المركزي والفرقة المدرعة الاتهامات بتدمير عمارة لا إله إلا الله التي استحوذت على نصيب الأسد من التخريب. وفي إطار رصد الأحداث الميدانية التي شهدها مثلث الرعب الجديد في العاصمة حاولت اختراق شارع الجزائر إلى جولة كنتاكي فقيل لي من قبل أحد جنود الأمن المركزي المرابطين في احد المتارس ان هناك من سيطلق النار عليك من غير جنود الأمن ولا جنود الفرقة والكثير حاولوا وتعرضوا للرصاص لسنا مسئولين عنك. فالمرور من المنطقة خط أحمر ولا نستطيع مساعدتك. حاشد في الزبيري مسلحو قبيلة حاشد يتواجدون في شارع الزبيري بكثافة مع آلياتهم العسكرية من أطقم وأسلحة خفيفة ومتوسطة، حيث يحيطون بشركة سبأ فون من كل اتجاه ويتواجدون بكثافة في الشارع الخلفي للشركة التي لا زالت فاتحة أبوابها على الرغم من المخاوف وعلى الرغم من عدم تهشم واجهة الشركة الزجاجية إلا أنها تعرضت لهجمات عدة وطالتها قذائف ال(آر بي جي) التي استخدمت بكثافة خلال المواجهات.. أثناء تواجدنا أمام شركة سبأ فون لاحظنا آثار عشرات الرصاص إن لم نقل مئات على الزجاج الذي لم يخترق إلا من عدة جهات وبواسطة قذائف (آر بي جي) وعلمنا أن زجاج الشركة زجاج صلب ضد الرصاص أصلا ولذلك وضعت الرصاص علامات فيه ولم تخترقه إلى الداخل. كما علمنا من قبل مسلحي حاشد أنهم تعرضوا لهجمات قوية إلا أنهم لم يردوا على مصدر إطلاق النار وأنهم بين الفينة والأخرى في الليل يتعرضون لهجوم خصوصا خلال الأيام الأخيرة إلا أن مهمتهم الدفاع عن الشركة التي تم نقل كل أجهزتها إلى مناطق غير معلومة وتم استحداث حراسات قوية على الأجهزة المتبقية للشركة. الملاحظ أن حراسات حاشد على الشركة يبعدون 200 متر عن وزارة النفط فقط ويحيطهم من اتجاه عصر مسلحو رداع والحيمة والأمن المركزي ومن الخلف مجموعات مسلحة موالية للرئيس تقودها شخصيات حزبية وقبلية. ومن الجانب الآخر من شارع الزبيري باتجاه البنك المركزي اليمني وباب اليمن والتحرير والقصر الجمهوري يتواجد مئات المسلحين القبليين في الزبيري أمام سوبر ماركت الهدى وعمارة المطري ويفرضون طوقا أمنيا أثناء الليل كما ينصبون نقاط تفتيش للمارة من السيارات التي تم تحديد مسارها باتجاه حدة وتمنع مرور السيارات بين الفينة والاخري من جانب السفارة الصينية باتجاه القصر الجمهوري أثناء الليل باستثناء سيارات الإسعاف فقط. المسلحون الموالون للشيخ نعمان دويد يتواجدون في سوق حجر والمناطق المحاذية لجولة حدة ويفصلهم عن قوات الأمن المركزي المتواجدة في جسر كنتاكي جسر حدة الذي لا زال تحت الإنشاء وتوقف تنفيذه. نزوح وخوف -تداعيات الجولة الأولى من الصراع بسبب الاشتباكات العسكرية التي دارت خلال الأسابيع الماضية واتسع نطاقها إلى الزبيري وشارع هائل وبغداد والقاع وهي مناطق آهلة بالسكان وتشكل قلب العاصمة من الجانب الاقتصادي فرت آلاف الأسر من جحيم الحرب إلى مناطق آمنة خصوصا مع اشتداد المواجهات وظلت الأسر الفقيرة في منازلها خصوصا في أحياء القاع والأحياء الخلفية لشارع هائل وشارع التوفيق إلا أن عودة الاستعدادات واتساع نطاقها دفعت بالعشرات إلى الإسراع بالنزوح إلى أماكن أكثر أمانا بعد أن تحولت أحياؤهم السكنية إلى مرمى الرصاص وقذائف الأسلحة الثقيلة بين أطراف الصراع العسكري. -شارع هائل ليس ذلك الشارع المأهول بالحركة التجارية كما كان قبل أسابيع بل بات مأهولا بالموت الذي يتربص بما تبقى من مرتاديه.. خلال تواجدنا عصر السبت لاحظنا الشارع شبه خال من الزوار إلا من قليل يلتفون يميناً ويساراً أثناء مرورهم من الشارع وكأنهم يراقبون شيئاً ما أما السيارات التي تمر من الشارع الذي كان من أكثر الشوارع ازدحاما بالسيارات والمستهلكين فالمرور بحاجة إلى سرعة عالية هربا من الرصاص الطائش، فالجميع يتوقعون انفجاراً في أية لحظة سيما وأن اليد على الزناد وكل موجه سلاحه باتجاه الآخر. وبعد أربعة أيام من الهدوء والحذر الذي خيم على شارع هائل حاول بعض أصحاب المحلات التجارية العودة واستئناف أعمالهم بحذر، حيث لوحظ فتح فتحات فقط من تلك المحلات التجارية وعند الدخول إليها لا يوجد فيها إلا اليسير من البضاعة التي كانت معروضة أما البقية فقد تم نقلها إلى أماكن مأمونة خوفا من أعمال نهب وسلب قد تطال المحلات، كما لوحظ رصاص طائش طالت أبواب تلك المحلات وهشمت أخرى اللوحات الإعلانية إلا أن المواجهات قسمت شارع هائل إلى نصفين النصف الأمامي الواقع في نطاق المواجهات أضراره بالغة بكل المقاييس حيث أغلقت أكثر من 800 محل ومنشأة تجارية تكبد أصحابها ما يقارب ال500 مليون ريال يمني خلال أيام المواجهات فقط كتقدير أولي بينما تعرض سوق تجاري لحريق خسائره الأولية 200 مليون ريال ناهيك عن الخسائر غير المباشرة والأضرار التي لحقت بالمباني والتي تقدر بما يزيد عن مليار ريال يمني. أما النصف الآخر من شارع هائل والواقع من جولة عشرين حتى شارع الرقاص فلم يطله أي أضرار إلا أنه خال من المارة والباعة والبساطين ومعظم المحلات التجارية مغلقة خوفا من تجدد المواجهات من جانب وكذلك بسبب ضعف إقبال المستهلكين والمشهد بالمثل تماما في شارع الزبيري الذي يتواجد فيه 20 بنكاً وعشرات شركات ومحلات الصرافة وشركات الخدمات وشركات التأمين. خرق وقف النار بينما يستعد طرفا الصراع لجولة ثانية ربما قد تكون الفاصلة وقد يمتد أمدها الزمني وتنتهي بتقهقر أحد الأطراف كادت الأوضاع ان تخرج عن السيطرة ليلة السبت الماضي التي عادت فيها الاشتباكات منذ الثانية عشرة ليلا حتى الصباح وقال احد الجنود ان طرفا ثالث تسبب بتجدد المواجهات أو كما يقال "خدارة قات" من قبل مسلحين قبليين أطلقوا النار باتجاه الفرقة ليشتبك الجميع حتى منتصف الليل بدون خسائر بشرية، حيث أشار أحد عساكر الأمن المركزي المرابطين في جولة بغداد أن قرحة القات تغيرت إلى
قوارح تنتهي عند انتهاء الخدارة توتر الاثنين صباح الاثنين تواجدنا في شارع هائل لمعرفة المستجدات والاستحداثات العسكرية من متارس ونشر للمدرعات وقبل وصولنا جولة شارع عشرين التي كانت تحيطها أربع نقاط من الفرقة الأولى مدرع وجدنا الجولة خالية من النقاط إلا ان المتارس التي في مداخل الشوارع قائمة بينما تتواجد قوات ومدرعات الأمن المركزي بكثافة في بداية شارع هائل وكافة المداخل المؤدية إليه وباستعداد قتالي كامل حيث طلبنا من قوات الفرقة السماح لنا بالمرور من جانب معامل أيلول التى تتمركز بجانبها الفرقة الأولى مدرع وكذلك بالشوارع المحاذية لها عرضيا ، وبينما سمحت لنا الفرقة بتصوير المباني المدمرة في شارع هائل بشرط عدم تصوير المتارس قالت لنا ان الوضع لايسمح بمرورنا من المنطقة التي تفصل بين قوات الحرس الجمهوري المتمركزة بجانب فندق بانوراما وعمائر هائل كونها منطقة حرب مفتوحة قابلة للاشتعال في أي وقت وأنها تشهد مواجهات متقطعة بين الفينة والأخرى منذ ظهر الأحد وسقط فيها أربعة جرحى حتى صباح الاثنين. حرب الحصبة عاد التوتر مرة أخرى إلى منطقة الحصبة التي شهدت عدة مواجهات بين أنصار الشيخ الأحمر والقوات الحكومية منذ أواخر مايو الماضي آخرها كان الاسبوع قبل الماضي إلا ان حالة التوتر التي تشهدها الحصبة تنذر بتفجر الموقف مرة ثالثة كما يشير الوضع الميداني في الشوارع الرئيسة والفرعية في أحياء الحصبة والنهضة وشارع مأرب التي شهدت انتشاراً مكثفاً لمجاميع قبلية مسلحة من أتباع الشيخ صادق الأحمر كما أشارت المصادر إلى ان قوات الأحمر عززت من تواجدها في الأحياء السكنية القريبة من منزل الشيخ الأحمر والحصبة كما أشارت المصادر إلى وصول مجاميع قبلية إضافية من قبيلة حاشد للالتحاق بمواقع التمركز المنتشرة في هذه الأحياء. وشوهدت مجاميع مسلحة من أتباع الشيخ الأحمر وهم يعاودون القيام بتحصين وتدعيم العديد من المتاريس والسواتر الترابية وحفر خنادق جديدة، كما لوحظ نشر أعداد أخرى من المسلحين المزودين بقذائف "آر .بي .جي" في مواقع متفرقة ومتقاربة محيطة بمقر قصر الشيخ الأحمر والعديد من الأحياء الشعبية الداخلية في حي الحصبة بالترافق مع نصب متاريس ترابية ثابتة في أنحاء متفرقة من الرصيف الذي يتوسط شارع مازدا، التمركز بمسلحين مزودين برشاشات متوسطة ومعدلة وانتشار غير مسبوق للدوريات الراكبة التي تحمل على متن صناديقها الخلفية مسلحين قبليين . وتزامنت مشاهد التصعيد المستحدثة من قبل أتباع الشيخ الأحمر مع انتشار مجاميع مسلحة من القناصة في أحياء قاع العلفي وباب البلقة وحي الزراعة المجاورة لمحيط ساحة التغيير بصنعاء وظهور لافت لمجاميع مسلحة من الشباب الموالين لحزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم في عدد من الأحياء الشعبية المتاخمة لمواقع تمركز قوات سلاح الصيانة والحراسات العسكرية الخاصة بحماية مقر المؤسسة العامة للإذاعة والتلفزيون بحي الحصبة . وصعدت أحزاب المعارضة الرئيسة من اتهاماتها للقوات الحكومية بمواصلة تصعيد الأوضاع العسكرية في البلاد بهدف فرض خيار الصدام المسلح مع القوى المناوئة للنظام . وفي السياق أشارت مصادر إعلامية الى ان التوتر الجديد جاء إثر تسلّم وزارة الداخلية أمس الأول عشرين مدفعاً تم نصبها في مواقع عديدة بمبنى الوزارة التي تبعد عن منزل الشيخ الأحمر 700متر ، معتبرة أن حشد هذه المدافع في مقر الوزارة يندرج ضمن استعدادات مكثفة لشن هجمات تستهدف قصر الشيخ الأحمر ومواقع تمركز أتباعه في الحي نفسه، وفي السياق ذاته قالت المصادر ان الفرقة الأولى مدرع نشرت مدفعين اثنين في منطقة قريبة من الحصبة ولم يتسن لنا التأكد من صحة الخبر. سكان بلامتارس يعيش مليونان ونصف إنسان هم اجمالى سكان العاصمة صنعاء حالة قلق غير مسبوق جراء تصاعد وتيرة العنف وتواري مؤشرات اللاعنف والعودة إلى جادة الصواب، فجل مساعي اللجنة الأمنية المكلفة بإزالة التوتر الأمني في العاصمة لم تؤتى ثمارها بل العكس ميدانيا، وهو مايفتح أكثر من احتمال أسوأ اقلها تجدد المواجهات العسكرية واتساع نطاقها من الحصبة إلى عصر والزبيري وربما قد تتسع إلى التحرير وشارع بغداد وعصر وهى مناطق تعيش فيها مئات آلاف الأسر من ذوى الدخل المحدود وهو مايعني ان عودة المواجهات العسكرية قد تؤدى إلى كارثة إنسانية وقد تحول حياة مئات ألاف البشر إلى جحيم وربما قد تصنع من صنعاء مقديشو آخر. فكبار القوم يستحدثون المتارس ويعززون الحمايات أمام فللهم الفارهة كما أن معظم اسر كبار المسؤولين قد تم تأمينها ويبقي حق المواطن البسيط في العيش بأمان مسؤولية جميع أطراف الصراع العسكري.

انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.