تفجير تعز.. قيادات إصلاحية تربوية تدفع ثمن مواقفها الوطنية    هجوم جوي يستهدف قوات الانتقالي في حضرموت    خبير في الطقس: برد شديد رطب وأمطار متفرقة على عدد من المحافظات    ميرسك تعبر البحر الأحمر لأول مرة منذ عامين وتدرس عودة تدريجية    تقرير أممي: ثلثا اليمنيين يعانون انعدام الأمن الغذائي ومعدلات الجوع تسجل ذروة غير مسبوقة    حضرموت.. إحباط زرع عبوات ناسفة على الطريق الدولي المؤدي إلى منفذ الوديعة    اليمنيون في مسيرات مليونية: القرآن خط أحمر وفلسطين قضية الأمة    هيئة رعاية أسر الشهداء تعلن صرف إعاشة أبناء وآباء وأمهات الشهداء والأرامل وزوجات المفقودين    تقرير أممي: تصعيد الانتقالي في حضرموت أجبر آلاف الأسر على الفرار والنزوح    جريمة إرهابية مروعة    المتحدث الرسمي للقوات الجنوبية : ثلاثي الإرهاب يرد على خسائره باستهداف قواتنا بطائرات مسيّرة    أبناء أبين يؤدون صلاة "جمعة الثبات والتمكين" في ساحة الاعتصام بزنجبار    حين يرفع الانتقالي علم الدولة وتمسك السعودية ختم الدولة... رحلة الاعتراف الدولي للجنوب    قيادة السلطة المحلية بالبيضاء تنعي حاتم الخولاني مدير مديرية الصومعة    شرطة المرور تعلن إعفاء أكثر من ثلاثة ملايين مخالفة مرورية    قراءة تحليلية لنص "نور اللحجية" ل"أحمد سيف حاشد"    مهرجان ثقافي في الجزائر يبرز غنى الموسيقى الجنوبية    أمطار شتوية غزيرة على الحديدة    معارك ليست ضرورية الآن    بوتين يؤكد استعداد موسكو للحوار ويشيد بتقدم قواته في أوكرانيا    الموسيقى الحية تخفف توتر حديثي الولادة داخل العناية المركزة    "المحرّمي" يُعزِّي في وفاة السفير محمد عبدالرحمن العبادي    الأرصاد تتوقع أمطارًا متفرقة على المرتفعات والهضاب والسواحل، وطقسًا باردًا إلى بارد نسبيًا    بالتزامن مع زيادة الضحايا.. مليشيا الحوثي تخفي لقاحات "داء الكلب" من مخازن الصحة بإب    الأوبئة تتفشى في غزة مع منع دخول الأدوية والشتاء القارس    "أسطوانة الغاز" مهمة شاقة تضاعف معاناة المواطنين في عدن    قوة أمنية وعسكرية تمنع المعتصمين من أداء صلاة الجمعة في ساحة العدالة بتعز    بنات الحاج أحمد عبدالله الشيباني يستصرخن القبائل والمشايخ وسلطات الدولة ووجاهات اليمن لرفع الظلم وإنصافهن من أخيهن عبدالكريم    بنات الحاج أحمد عبدالله الشيباني يستصرخن القبائل والمشايخ وسلطات الدولة ووجاهات اليمن لرفع الظلم وإنصافهن من أخيهن عبدالكريم    الحبيب الجفري يحذّر من تسييس الدين: الشرع ليس غطاءً لصراعات السياسة    أزمة خانقة في مخابز عدن.. المواطن يعاني والانتقالي يبيع الأوهام    خبير دولي: على الانتقالي التركيز على الإعلام الخارجي بالإنجليزية لبناء التفهم الدولي لقضية الجنوب    الذهب يسجّل أعلى مستوى له في التاريخ    كأس ملك اسبانيا: تأهل اتلتيك بلباو وبيتيس لدور ال16    صحيفة أمريكية: خطاب ترامب الأخير .. الأمور ليست على ما يرام!    السبت .. انطلاق سباق الدراجات الهوائية لمسافة 62 كم بصنعاء    الحرية للأستاذ أحمد النونو..    المغرب يتوج بطلاً لكأس العرب بانتصاره المثير على منتخب الاردن    انعقاد الاجتماع الفني لبطولة مديريات محافظة تعز - 2026 برعاية بنك الكريمي    القرفة في الشتاء: فوائد صحية متعددة وتعزيز المناعة    تجار تعز يشكون ربط ضريبة المبيعات بفوارق أسعار الصرف والغرفة التجارية تدعو لتطبيق القانون    صنعاء.. البنك المركزي يعيد التعامل مع شبكة تحويلات مالية    لملس والعاقل يدشنان مهرجان عدن الدولي للشعوب والتراث    نادية الكوكباني تفوز بجائزة نجيب محفوظ لأفضل رواية عربية للعام 2025    سان جيرمان يتوج بكأس القارات للأندية لأول مرة في تاريخه    طائرة شحن إماراتية محمّلة بالسلاح تصل مطار الريان بحضرموت    أرقام فلكية.. الفيفا يعلن عن الجوائز المالية لكأس العالم 2026    بين الاعتزاز والانسلاخ: نداءُ الهوية في زمن التيه    شرطة أمانة العاصمة تكشف هوية الجناة والمجني عليهما في حادثة القتل بشارع خولان    اتحاد كرة القدم يعلن استكمال تحضيراته لانطلاق دوري الدرجة الثانية    روائية يمنية تفوز بجائزة أدبية في مصر    صباح عدني ثقيل    تحرير حضرموت: اللطمة التي أفقدت قوى الاحتلال صوابها    صباح المسيح الدجال:    مأرب.. السلطة المحلية تكرم فريق نادي السد لكرة القدم بمناسبة الصعود لدوري الدرجة الثانية    تأكيداً على عظمة ومكانة المرأة المسلمة.. مسيرات نسائية كبرى إحياء لذكرى ميلاد فاطمة الزهراء    جوهرة الكون وسيدة الفطرة    بدعم سعودي.. مشروع الاستجابة العاجلة لمكافحة الكوليرا يقدم خدماته ل 7,815 شخصا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



العاصمة صنعاء..شوارع تتحول إلى ساحات حرب تسكنها المتارس ويخيم على احيائها الرعب
نشر في الوسط يوم 05 - 10 - 2011

تقرير ميداني: رشيد الحداد لازالت معظم شوارع العاصمة صنعاء تحت النار رغم مساعي التهدئة فأصوات الرصاص في شوارع هائل والزبيري والأحياء السكنية التي باتت ساحات للقتال وأماكن آمنة المتارس بينما أزقتها تجول فيها المدرعات التي زاد ضجيجها فألغى صوت العقل فما يدور في الواقع الميداني يشير الي ان قادم الأيام ربما قد تكون الاسوأ لا العكس كما يتمنى المواطن البسيط، فالهدوء دائما قد لا تعقبه تهدئة بل بناء المزيد من المتارس والدفع بالمزيد من الأسلحة والآليات الثقيلة والعسكر إلى الشوارع استعدادا لجولة أخرى من العنف قد تحول العاصمة صنعاء إلى دمار بعد ان حولت الجولة الأولى معظم شوارعها إلى خراب .. الوسط رصدت الاستعدادات الجديدة التي شهدها نطاق المواجهات يومي السبت والأحد في مابات يعرف بمثلث الموت في وسط العاصمة صنعاء إلى التفاصيل: تراجع التصعيد الثوري إلى ماكانت عليه الثورة المخملية على الرغم من خروج مسيرات شبه يومية إلا أنها لاتتجاوز خطوط المسموح ولا تشكل تهديداً يذكر على النظام ليعلن حالة الاستنفار لمواجهتها وتصاعد التوتر العسكري بعد عدة أيام من الهدوء الذي ساد شوارع هائل - الزبيري - بغداد - القاع - الجزائر - والأحياء السكنية القريبة من نطاق المواجهات التي تتوقف نهارا وتستأنف ليلا لتؤكد فشل مسار السلم في إيقاف مسار الحرب كما تؤكد ذلك الاستعدادت الجديدة من قبل طرفي الصراع في تلك الأحياء السكنية التي نزح معظم سكانها مجبرين بعد ان سكنها الخوف وسيطر الرعب على نفوس من تبقى من سكان يجدون أنفسهم في سجن منذ غروب شمس يوم جديد حتى بزوغ شمس يوما آخر. مثلث الرعب في العاصمة خلال الأيام القليلة الماضية تم بناء عشرات المتارس الكبيرة أمام معامل أيلول وبالقرب من قسم 22 مايو وعلى الشوارع القريبة من وزارة النفط كما قامت قوات الأمن المركزي باستحداث نفس المتارس استعدادا للمواجهات حيث تم إغلاق كل الشوارع المحاذية لوزارة النفط وشارع بغداد من قبل الأمن المركزي الذي تمركز داخل المؤسسة العامة للحبوب سابقا مخابز المؤسسة حاليا وأمام اللجنة العليا للانتخابات وفي الشارع المؤدي إلى شارع صخر من جهة شارع بغداد ، وبالقرب من شارع صخر استحدث الحرس الجمهوري نقطة عسكرية تقوم بالتفتيش الدقيق وكذا في شارع الجزائر وبجانب مكتبة الجيل الجديد الواقعة هناك يتمركز في جوانبها بآلياتها العسكرية حيث وأن الشارع إلى كنتاكي مغلق تماما، كما أن شارع الزبيري من تقاطع شارع بغداد حتى المستشفى الجمهوري مغلق من قبل الأمن المركزي الذي يتواجد بكثافة استعدادات الحرب تبدو من المدخل الجنوبي لميدان التغيير حيث وأن الشوارع القريبة من القاع وجولة الكهرباء مغلق تماما. في الأحياء القريبة لشارع بغداد تم استحداث عشرات النقاط ومن قبل أهالي تلك الحارات الذين يمنعون الدخول والخروج منه ليلا باستثناء من ينتمون للحارة. -الآليات المنتشرة أطقم عسكرية حاملة رشاشات مشاة.. حاملو صواريخ ( لو ) و( آر بي جي ) وكذلك عشرات المصفحات من الجانبين وفي شارع صخر المفتوح تتواجد عشرات المتارس والمدرعات العسكرية التي تحيط بمكتب أحمد علي من كل اتجاه. -أما في الاتجاه الآخر من الزبيري فيتواجد مسلحون من أنصار الشيخ نعمان دويد والذين يحملون مختلف الأسلحة الخفيفة والمتوسطة. -جسر كنتاكي ملغم أثناء نزولنا الميداني الأحد إلى جسر كنتاكي قيل أن الجسر لا زال ملغماً –حسب الأمن المركزي- والدخول والخروج إليه ممنوع في الوقت الحالي حيث تحيط بالجسر عوازل ترابية من كل اتجاه وفي مقابل اتهام الأمن المركزي الفرقة الأولى مدرع بالانسحاب من الجسر وتلغيمه تم نفي الاتهام كون الجسر سلم بموجب اتفاق هدنة. -شارع صخر وفي شارع صخر تم استحداث عشرات المتاريس الصناعية المضادة للحريق والتي تبلغ قيمة كل مترس مربع الشكل 300 دولار وأثناء تواجدنا هناك علمنا أن شركة محلية نفذت ما يزيد عن 200 مترس حول منزل الرئيس ومكتب أحمد علي خلال اليومين الأخيرين كما تتواجد عدد من الآليات العسكرية والمصفحات. متارس عازلة للحريق المتارس الحديثة العازلة للرصاص والحريق تتواجد من أمام مركز الكميم وفي كل أزقة شارع صخر المؤدية للمنزل ومكتب العميد أحمد. أما متارس الحي السياسي فقد تم الاستغناء عن التراب وتم الاستعانة بالخرسانات المسلحة. المحلات الإلكترونية وبيع الكمبيوتر أفرغت بضائعها خوفا من هجوم كما أن الشارع المزدحم بالسيارات بسبب تحويل مسار السير من جسر كنتاكي إلى شارع صخر- باب اليمن وحدة. كما تم تعزيز النقاط العسكرية التي تقوم بتفتيش المواطنين في باب اليمن، حيث تم نصب نقاط تفتيش بجانب وزارة الدفاع من قبل الشرطة العسكرية، نقطتان قرب السائلة ونقطة ثالثة أمام معسكر التوجيه المعنوي. كما تم نشر عدد من المصفحات العسكرية حول وزارة المالية من جانب مصلحة الجمارك وبجانب مبنى السفارة الإيطالية سابقا وكذلك شارع الشرطة بكثافة وصولا إلى جسر الصداقة. شوارع تحت الركام -مظاهر الخراب في شارع هائل والزبيري والمستشفى الجمهوري وشارع الجزائر مهولة حيث تعرضت عدة محلات تجارية للحريق منها سوق تجارياً حرق بالكامل بالإضافة إلى محل كريتر للمجوهرات كما تم تهشيم عدد من مراكز بيع الملابس كمركز نايس براكس للملابس الذي تم تدميره بنسبة 70% وبحسب محمد الشمسي فان الخسائر الأولية تبلغ 25 مليون ريال غير ماتم اتلافة من ملابس، حيث اكد الشمسي -وهو صاحب مدير المركز- ان الخسائر قد تفوق الخمسين مليون وفيما نجت مراكز وأسواق أخرى من الدمار والخراب بأعجوبة كمركز سيتى مول وغيره من المحلات على الرغم من أن محلات محاذية ومقابلة له تضررت واجهتها الزجاجية بالكامل، إلا أن الضرب كما اتضح كان عشوائيا من أكثر من اتجاه كما يشير حال بعض العمارات السكنية التي تم تدمير واجهتها الأمامية كعمارة طيبة التي هشمت معظم نوافذها وضربت بقذائف الهاون وال (آر بي جي) كما تباينت الإضرار في ما يزيد عن 15 عمارة معظمها مكاتب مابين ال25% الى 50 % والسبب كما قيل لنا من قبل مواطنين إطلاق النار العشوائي أثناء الليل من قبل الأمن المركزي ومسلحين موالين للرئيس والفرقة الأولى مدرع، فالمحلات التي طالها الرصاص من جانب شارع هائل من طرف الأمن المركزي والتي هشمت واجهاتها الزجاجية في بداية شارع هائل من قبل الفرقة. كما يتبادل الأمن المركزي والفرقة المدرعة الاتهامات بتدمير عمارة لا إله إلا الله التي استحوذت على نصيب الأسد من التخريب. وفي إطار رصد الأحداث الميدانية التي شهدها مثلث الرعب الجديد في العاصمة حاولت اختراق شارع الجزائر إلى جولة كنتاكي فقيل لي من قبل أحد جنود الأمن المركزي المرابطين في احد المتارس ان هناك من سيطلق النار عليك من غير جنود الأمن ولا جنود الفرقة والكثير حاولوا وتعرضوا للرصاص لسنا مسئولين عنك. فالمرور من المنطقة خط أحمر ولا نستطيع مساعدتك. حاشد في الزبيري مسلحو قبيلة حاشد يتواجدون في شارع الزبيري بكثافة مع آلياتهم العسكرية من أطقم وأسلحة خفيفة ومتوسطة، حيث يحيطون بشركة سبأ فون من كل اتجاه ويتواجدون بكثافة في الشارع الخلفي للشركة التي لا زالت فاتحة أبوابها على الرغم من المخاوف وعلى الرغم من عدم تهشم واجهة الشركة الزجاجية إلا أنها تعرضت لهجمات عدة وطالتها قذائف ال(آر بي جي) التي استخدمت بكثافة خلال المواجهات.. أثناء تواجدنا أمام شركة سبأ فون لاحظنا آثار عشرات الرصاص إن لم نقل مئات على الزجاج الذي لم يخترق إلا من عدة جهات وبواسطة قذائف (آر بي جي) وعلمنا أن زجاج الشركة زجاج صلب ضد الرصاص أصلا ولذلك وضعت الرصاص علامات فيه ولم تخترقه إلى الداخل. كما علمنا من قبل مسلحي حاشد أنهم تعرضوا لهجمات قوية إلا أنهم لم يردوا على مصدر إطلاق النار وأنهم بين الفينة والأخرى في الليل يتعرضون لهجوم خصوصا خلال الأيام الأخيرة إلا أن مهمتهم الدفاع عن الشركة التي تم نقل كل أجهزتها إلى مناطق غير معلومة وتم استحداث حراسات قوية على الأجهزة المتبقية للشركة. الملاحظ أن حراسات حاشد على الشركة يبعدون 200 متر عن وزارة النفط فقط ويحيطهم من اتجاه عصر مسلحو رداع والحيمة والأمن المركزي ومن الخلف مجموعات مسلحة موالية للرئيس تقودها شخصيات حزبية وقبلية. ومن الجانب الآخر من شارع الزبيري باتجاه البنك المركزي اليمني وباب اليمن والتحرير والقصر الجمهوري يتواجد مئات المسلحين القبليين في الزبيري أمام سوبر ماركت الهدى وعمارة المطري ويفرضون طوقا أمنيا أثناء الليل كما ينصبون نقاط تفتيش للمارة من السيارات التي تم تحديد مسارها باتجاه حدة وتمنع مرور السيارات بين الفينة والاخري من جانب السفارة الصينية باتجاه القصر الجمهوري أثناء الليل باستثناء سيارات الإسعاف فقط. المسلحون الموالون للشيخ نعمان دويد يتواجدون في سوق حجر والمناطق المحاذية لجولة حدة ويفصلهم عن قوات الأمن المركزي المتواجدة في جسر كنتاكي جسر حدة الذي لا زال تحت الإنشاء وتوقف تنفيذه. نزوح وخوف -تداعيات الجولة الأولى من الصراع بسبب الاشتباكات العسكرية التي دارت خلال الأسابيع الماضية واتسع نطاقها إلى الزبيري وشارع هائل وبغداد والقاع وهي مناطق آهلة بالسكان وتشكل قلب العاصمة من الجانب الاقتصادي فرت آلاف الأسر من جحيم الحرب إلى مناطق آمنة خصوصا مع اشتداد المواجهات وظلت الأسر الفقيرة في منازلها خصوصا في أحياء القاع والأحياء الخلفية لشارع هائل وشارع التوفيق إلا أن عودة الاستعدادات واتساع نطاقها دفعت بالعشرات إلى الإسراع بالنزوح إلى أماكن أكثر أمانا بعد أن تحولت أحياؤهم السكنية إلى مرمى الرصاص وقذائف الأسلحة الثقيلة بين أطراف الصراع العسكري. -شارع هائل ليس ذلك الشارع المأهول بالحركة التجارية كما كان قبل أسابيع بل بات مأهولا بالموت الذي يتربص بما تبقى من مرتاديه.. خلال تواجدنا عصر السبت لاحظنا الشارع شبه خال من الزوار إلا من قليل يلتفون يميناً ويساراً أثناء مرورهم من الشارع وكأنهم يراقبون شيئاً ما أما السيارات التي تمر من الشارع الذي كان من أكثر الشوارع ازدحاما بالسيارات والمستهلكين فالمرور بحاجة إلى سرعة عالية هربا من الرصاص الطائش، فالجميع يتوقعون انفجاراً في أية لحظة سيما وأن اليد على الزناد وكل موجه سلاحه باتجاه الآخر. وبعد أربعة أيام من الهدوء والحذر الذي خيم على شارع هائل حاول بعض أصحاب المحلات التجارية العودة واستئناف أعمالهم بحذر، حيث لوحظ فتح فتحات فقط من تلك المحلات التجارية وعند الدخول إليها لا يوجد فيها إلا اليسير من البضاعة التي كانت معروضة أما البقية فقد تم نقلها إلى أماكن مأمونة خوفا من أعمال نهب وسلب قد تطال المحلات، كما لوحظ رصاص طائش طالت أبواب تلك المحلات وهشمت أخرى اللوحات الإعلانية إلا أن المواجهات قسمت شارع هائل إلى نصفين النصف الأمامي الواقع في نطاق المواجهات أضراره بالغة بكل المقاييس حيث أغلقت أكثر من 800 محل ومنشأة تجارية تكبد أصحابها ما يقارب ال500 مليون ريال يمني خلال أيام المواجهات فقط كتقدير أولي بينما تعرض سوق تجاري لحريق خسائره الأولية 200 مليون ريال ناهيك عن الخسائر غير المباشرة والأضرار التي لحقت بالمباني والتي تقدر بما يزيد عن مليار ريال يمني. أما النصف الآخر من شارع هائل والواقع من جولة عشرين حتى شارع الرقاص فلم يطله أي أضرار إلا أنه خال من المارة والباعة والبساطين ومعظم المحلات التجارية مغلقة خوفا من تجدد المواجهات من جانب وكذلك بسبب ضعف إقبال المستهلكين والمشهد بالمثل تماما في شارع الزبيري الذي يتواجد فيه 20 بنكاً وعشرات شركات ومحلات الصرافة وشركات الخدمات وشركات التأمين. خرق وقف النار بينما يستعد طرفا الصراع لجولة ثانية ربما قد تكون الفاصلة وقد يمتد أمدها الزمني وتنتهي بتقهقر أحد الأطراف كادت الأوضاع ان تخرج عن السيطرة ليلة السبت الماضي التي عادت فيها الاشتباكات منذ الثانية عشرة ليلا حتى الصباح وقال احد الجنود ان طرفا ثالث تسبب بتجدد المواجهات أو كما يقال "خدارة قات" من قبل مسلحين قبليين أطلقوا النار باتجاه الفرقة ليشتبك الجميع حتى منتصف الليل بدون خسائر بشرية، حيث أشار أحد عساكر الأمن المركزي المرابطين في جولة بغداد أن قرحة القات تغيرت إلى
قوارح تنتهي عند انتهاء الخدارة توتر الاثنين صباح الاثنين تواجدنا في شارع هائل لمعرفة المستجدات والاستحداثات العسكرية من متارس ونشر للمدرعات وقبل وصولنا جولة شارع عشرين التي كانت تحيطها أربع نقاط من الفرقة الأولى مدرع وجدنا الجولة خالية من النقاط إلا ان المتارس التي في مداخل الشوارع قائمة بينما تتواجد قوات ومدرعات الأمن المركزي بكثافة في بداية شارع هائل وكافة المداخل المؤدية إليه وباستعداد قتالي كامل حيث طلبنا من قوات الفرقة السماح لنا بالمرور من جانب معامل أيلول التى تتمركز بجانبها الفرقة الأولى مدرع وكذلك بالشوارع المحاذية لها عرضيا ، وبينما سمحت لنا الفرقة بتصوير المباني المدمرة في شارع هائل بشرط عدم تصوير المتارس قالت لنا ان الوضع لايسمح بمرورنا من المنطقة التي تفصل بين قوات الحرس الجمهوري المتمركزة بجانب فندق بانوراما وعمائر هائل كونها منطقة حرب مفتوحة قابلة للاشتعال في أي وقت وأنها تشهد مواجهات متقطعة بين الفينة والأخرى منذ ظهر الأحد وسقط فيها أربعة جرحى حتى صباح الاثنين. حرب الحصبة عاد التوتر مرة أخرى إلى منطقة الحصبة التي شهدت عدة مواجهات بين أنصار الشيخ الأحمر والقوات الحكومية منذ أواخر مايو الماضي آخرها كان الاسبوع قبل الماضي إلا ان حالة التوتر التي تشهدها الحصبة تنذر بتفجر الموقف مرة ثالثة كما يشير الوضع الميداني في الشوارع الرئيسة والفرعية في أحياء الحصبة والنهضة وشارع مأرب التي شهدت انتشاراً مكثفاً لمجاميع قبلية مسلحة من أتباع الشيخ صادق الأحمر كما أشارت المصادر إلى ان قوات الأحمر عززت من تواجدها في الأحياء السكنية القريبة من منزل الشيخ الأحمر والحصبة كما أشارت المصادر إلى وصول مجاميع قبلية إضافية من قبيلة حاشد للالتحاق بمواقع التمركز المنتشرة في هذه الأحياء. وشوهدت مجاميع مسلحة من أتباع الشيخ الأحمر وهم يعاودون القيام بتحصين وتدعيم العديد من المتاريس والسواتر الترابية وحفر خنادق جديدة، كما لوحظ نشر أعداد أخرى من المسلحين المزودين بقذائف "آر .بي .جي" في مواقع متفرقة ومتقاربة محيطة بمقر قصر الشيخ الأحمر والعديد من الأحياء الشعبية الداخلية في حي الحصبة بالترافق مع نصب متاريس ترابية ثابتة في أنحاء متفرقة من الرصيف الذي يتوسط شارع مازدا، التمركز بمسلحين مزودين برشاشات متوسطة ومعدلة وانتشار غير مسبوق للدوريات الراكبة التي تحمل على متن صناديقها الخلفية مسلحين قبليين . وتزامنت مشاهد التصعيد المستحدثة من قبل أتباع الشيخ الأحمر مع انتشار مجاميع مسلحة من القناصة في أحياء قاع العلفي وباب البلقة وحي الزراعة المجاورة لمحيط ساحة التغيير بصنعاء وظهور لافت لمجاميع مسلحة من الشباب الموالين لحزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم في عدد من الأحياء الشعبية المتاخمة لمواقع تمركز قوات سلاح الصيانة والحراسات العسكرية الخاصة بحماية مقر المؤسسة العامة للإذاعة والتلفزيون بحي الحصبة . وصعدت أحزاب المعارضة الرئيسة من اتهاماتها للقوات الحكومية بمواصلة تصعيد الأوضاع العسكرية في البلاد بهدف فرض خيار الصدام المسلح مع القوى المناوئة للنظام . وفي السياق أشارت مصادر إعلامية الى ان التوتر الجديد جاء إثر تسلّم وزارة الداخلية أمس الأول عشرين مدفعاً تم نصبها في مواقع عديدة بمبنى الوزارة التي تبعد عن منزل الشيخ الأحمر 700متر ، معتبرة أن حشد هذه المدافع في مقر الوزارة يندرج ضمن استعدادات مكثفة لشن هجمات تستهدف قصر الشيخ الأحمر ومواقع تمركز أتباعه في الحي نفسه، وفي السياق ذاته قالت المصادر ان الفرقة الأولى مدرع نشرت مدفعين اثنين في منطقة قريبة من الحصبة ولم يتسن لنا التأكد من صحة الخبر. سكان بلامتارس يعيش مليونان ونصف إنسان هم اجمالى سكان العاصمة صنعاء حالة قلق غير مسبوق جراء تصاعد وتيرة العنف وتواري مؤشرات اللاعنف والعودة إلى جادة الصواب، فجل مساعي اللجنة الأمنية المكلفة بإزالة التوتر الأمني في العاصمة لم تؤتى ثمارها بل العكس ميدانيا، وهو مايفتح أكثر من احتمال أسوأ اقلها تجدد المواجهات العسكرية واتساع نطاقها من الحصبة إلى عصر والزبيري وربما قد تتسع إلى التحرير وشارع بغداد وعصر وهى مناطق تعيش فيها مئات آلاف الأسر من ذوى الدخل المحدود وهو مايعني ان عودة المواجهات العسكرية قد تؤدى إلى كارثة إنسانية وقد تحول حياة مئات ألاف البشر إلى جحيم وربما قد تصنع من صنعاء مقديشو آخر. فكبار القوم يستحدثون المتارس ويعززون الحمايات أمام فللهم الفارهة كما أن معظم اسر كبار المسؤولين قد تم تأمينها ويبقي حق المواطن البسيط في العيش بأمان مسؤولية جميع أطراف الصراع العسكري.

انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.