من الآن وصاعداً لن يكون بمقدور المدعيين حميد مبارك الوشاح و احمد عبدا لله طحامة من سكنة حارة الوحدة - حزيز - صنعاء متابعة قضيتهما المنظورة أمام محكمة سنحان الابتدائية مع من يدعيان عليه , ليس لأن ثمة تدخلات وقعت فاحتوت القضية أو زهداً منهما في الشريعة المكلفة مالاً وجهداً ووقتاً, بل لان خصمهما المفترض علي عبده محمد حسين العواضي (21 عاماً) قد فارق الحياة إلى الأبد إجباريا من داخل العنبر رقم 13 في السجن المركزي بصنعاء في ظروف ما يزال الغموض يسيطر على الأسباب الحقيقية لرحيله المفاجئ والمرعب , في حين ما تزال بصمات الغرز الجراحية الملتصقة بالجثة المودعة ثلاجة مستشفى الكويت والتحفظ البوليسي في تفسيرها وعزوف النيابة العامة عن أداء واجبها حتى الآن ولو بأقل الإجراءات إلا من إسداء نصائحها بتعجيل الدفن قبل تشريح الجثة, وقرائن أخرى تقنع أسرته بوفاة وليدها وفاة غير طبيعية وتشعل لديها تساؤلات ملتهبة مشروعة حول تفاصيل تعتقد أنها مسجونة داخل أروقة وممرات وعنابر سجن صنعاء المركزي يراد لها أن تموت بموت الضحية , وهو ما ترفضه الأسرة المصعوقة بنبأ الموت وتطالب بفتح تحقيق عادل ومسئول بالواقعة الصدمة وصولاً إلى الحقيقة. " زرته يوم الجمعة قبل وفاته بيوم وتحدثنا أكثر من ساعة وكان صحيحاً مثل الريال، سألني حينها عن مولوده الذي لم يراه وزوجته وقبل أن أودعه على صياح العسكري بانتهاء الزيارة قال لي : نلتقي يوم الاثنين بالنيابة وتحضري لي معك صبوح " . هذه بعض مفردات ملتقطة بعناء من حديث متقطع كانت الدموع فيه لغة التعبير الفصحى والأقوى لوالدة السجين الميت رايسة محمد علي وهي تحاول -وقد بدت بحالة منهكة- أن تروي لنا الاثنين الفائت بعضاً من تفاصيل لقائها الأخير بفلذة كبدها على شباك السجن الجمعة 8/10/2010م. الأم الطاعنة بالسن في حديثها المخنوق بالأسى والدمع شككت في وفاة ولدها الوحيد طبيعياً وتقول إنها كلما حاولت الاستيضاح من الجهات المسؤولة عن بعض الملابسات المصاحبة لواقعة الوفاة يأتيها الرد " ما حناش داريين " بالإضافة إلى ضغوطات.قالت إنها تمارس عليها باتجاه الإسراع بدفن الجثة من منطلق "كرامة الميت دفنه" وثنيها بذلك عن مواصلة البحث عن الحقيقة , وهو -بحسب كلامها- ما زاد من شكوكها أكثر بأن ابنها قد يكون مات مقتولاً وليس طبيعياً., إدارة السجن من جانبها ذهبت في تقريرها ومحاضرها الاستدلالية -حصلت الصحيفة على نسخة منها- إلى استخلاص أن وفاة السجين علي العواضي طبيعية وهي نتيجة مرض السكر وإيرادها في تقريرها شكواه الدائمة قبل وفاته من إهمال أهله له بالزيارة, وجاء في تقريرها ومحاضرها أن العواضي كان يعاني من مرض السكر وقبل وفاته تم إسعافه إلى مستوصف السجن وأثناء تلقيه العلاج في المستوصف رفض الاستمرار في تعاطيه العلاج الذي كان عبارة عن مغذية وأصر على إعادته إلى غرفته بالسجن وضرب له ابره أنسولين فتم تلبية رغبته وقام احد المساجين ويدعى (ع,غ ,ح) بضرب الابرة له حسب العادة بعد إحضارها من خارج السجن بواسطة عسكري ليفارق بعدها الحياة بنصف ساعة. وإذ تؤكد أسرة العواضي إصابة ولدها بداء السكر إلا أنها تستبعد أن يكون قد عجل برحيله , مطلقة بذات الوقت صرخة استغاثة إلى فضيلة القاضي عصام السماوي رئيس مجلس القضاء الأعلى ورئيس اللجنة الخاصة بالسجون وكذا معالي النائب العام د. عبدا لله ألعلفي وكافة الشرفاء في هذا الوطن من منظمات المجتمع المدني ووسائل الإعلام وقانونيين للقيام بمسؤوليتهم تجاه الواقعة من منطلق الانتصار للعدل وإنسانية الإنسان حتى الوصول إلى كشف الحقيقة المغيبة. الطبيب الشرعي من يفترض أن يكون له القول الفصل في الواقعة فانه حتى الآن ما يزال متعثراً في انجاز مهمته في تشريح الجثة لمعرفة أسباب الوفاة , وحسب مذكرة رسمية موجهة من إدارة الطب الشرعي والنفسي إلى النيابة المناوبة برقم (134) وتاريخ 13/10/2010م - تحتفظ الصحيفة بنسخة منها - فان السبب هو تخلف النيابة عن موافاة إدارة الطب الشرعي بالأوراق الطبية المفسرة لواقعة الغرز الجراحية الموجودة على الجثة بناءً على طلب الطبيب الشرعي الذي انتقل بتكليف منها إلى مكان تواجد الجثة في مستشفى الكويت وشاهد تلك الغرز وكذا تخلفها عن الموافاة بالموافقة على القيام بتشريح الجثة ليتسنى رفع التقرير على ضوء ذلك. وكان العواضي وفقاً لوثائق رسمية - نحتفظ بنسخ منها - ًأودع السجن المركزي بصنعاء في 28/6/2010م من قبل نيابة سنحان وبلاد الروس على ذمة قضية جنائية غير جسيمة بعد إرساله إليها من نيابة البحث والأمن م/صنعاء بتاريخ 12/4/2010م والتي كانت الأخيرة استلمته بإرسالية من إدارة بحث م/صنعاء بتاريخ 11/4/2010م في حين كان العواضي أرسل إلى بحث صنعاء من قبل قسم شرطة حزيز بتاريخ 10/4/2010م بعد أن تم إيداعه سجن حزيز في 2/4/2010م , وحسب تلك الوثائق فان نيابة سنحان قدمته للمحاكمة بتاريخ 9/5/2010م لتعقد المحكمة أولى جلساتها بتاريخ 31/5/2010م فيما كانت قررت موعد الجلسة الخامسة في يوم الاثنين 25/10/2010م , ليحصل بعدها السجين العواضي على وعود قضائية بالإفراج عنه في ذات الجلسة وهو ما لم يقع بعد أن كان الموت سبق الجميع وحسم الإفراج عنه سريعاً الأحد 10/10/2010م ولكن إلى ثلاجة الموتى قبل تناول وجبة الإفطار التي كانت والدته تتجهز لإحضارها له في ذات اليوم حسب طلبه منها في زيارتها الخيرة له بالسجن , وقبل حتى رؤية مولودة البكر الذي يعيش الآن يتيماً وقبلها دون ميلاده والده سجيناً. 10/10/2010م يوم تنافس وتسابق فيه الكثير إلى تخليد ذكريات يتباهون بها لما للمناسبة من إيقاع لكنه بالنسبة لأسرة السجين رقم (0010016560) المكلومه ليس أكثر من شهادة وفاة ناقصة البيانات حتى الآن .