غادر عبدالله السلال السلطة اختياريا في 1967م وقد رفض في نفس الوقت تعيين نائب له يقوم بمهام رئيس الجمهورية في فترة غيابه، وبعد توديعه بمطار الحديدة (بين المودعين قادة 5 نوفمبر يتقدمهم القاضي عبدالرحمن الإرياني والشيخ عبدالله بن حسين الأحمر) قال قادة الحركة إنهم عالجوا فراغ السلطة الذي أحدثه غياب السلال وإنهم لم ينفذوا انقلابا، وقال السلال إنه غادر السلطة بعد ما أدى دوره وإنها مغادرة طوعية. وغادر كذلك القاضي عبدالرحمن الإرياني السلطة اختياريا في 1974م وكان في وداعه بمطار تعز يوم 17 يونيو رئيس حركة 13 يونيو الرئيس إبراهيم الحمدي ومعه الشيخ سنان أبو لحوم والأستاذ محسن العيني وآخرون، كما سلم الحمدي الإرياني أثناء المصافحة شيكا بمبلغ مائة ألف دولار. وقيل إن إبراهيم الحمدي قال للغشمي بمنزله بعد ظهر يوم 11 أكتوبر 1977م إنه يريد مغادرة السلطة والبلاد بطريقة مغادرة القاضي الإرياني والمشير السلال، وبعدما تقلع به الطائرة من مطار صنعاء يعلن الغشمي انقلابه المدعوم من أمريكا والسعودية. لكن الغشمي كان يدرك حجم مكانة الحمدي وأنه سيعود إلى السلطة إذا ما بقي حيا. وفي يونيو 1978م كان جزاء الغشمي من نفس جنس عمله مع الحمدي عندما لم يستمع إلى قول قائده وزميله الشهيد من أن عهد المغادرة الدموية للسلطة قد ولى (إشارة إلى طريقة مغادرة السلال والإرياني) فغادر الغشمي السلطة مقتولا. محمد صالح الحاضري