كتب/ نجيب غلاب سياسي مهموم بالدعوة والكرسي، تلبسته رغبة النفوذ الخفي وفي تنظيم ديني أكتشف ذاته، تقليدي أستهوته إيديولوجيا متدينة تعشق السياسة، في لحظة صعوده الأمني لم يشبع الأمن رغبته في خلق القوة الخفية، غاص في سرية مركبة، أمني في تنظيم سري، إنها سحره المتوقد وسره المغيّب، حينها واجه الاحزاب الخائفة بأداوات القمع، قُتل البعض في معركة الفناء المؤلمة. انفجر الاخوان في صراع الزعامة، كشف المهزوم مرارة التآمر، صراع باطني له وجه الطهر وفي القعر حرب مسكونة بشهوة الحكم. استقال من الأمن وبذوره تنمو في عين النظام، تأسطرت شخصيته في تنظيم تستهويه رموز المواجهة، مقاتل عنيد في مواجهة الخصوم، يعبئ حزب الكبت والغضب، براغماتي بصرامة متطرفة في تحصيل غنائم الأولياء، تفرغ لتنمية التنظيم ومراقبته، خبير يبني قوته القادمة، سيطرة تنمو بلا ضجيج، أصبح للتنظيم نظام أمني يعد أنفاس جيشه، حركة تنمو في دولة مستباحة، يوالي حاكمها بتحالفات غامضة، يُنّظر زعيم الحركة يبحث عن حاكم فيلسوف يؤمن بالدعوة، هو الداعية والمفكر والحركي والسياسي، لمَ لا تدعو جماعة المسلمين لإمام غيبي يشبه ذاته المسكونة بالتمرد والأحلام المستحيلة. التخفي عشق التائهين في مُلك الهيمنة، إنها لعبة مخادعة يمارسها دهاة السياسة، يمارسها صانعو المؤامرة، ميمون القداح رمز أسطوري يكرره التاريخ بألوان رمادية، نفي الذات في الفكرة طريق العظمة، تناقضات تملأ فعله القلق يخفيها بسكون صوفي غارق في أقوال السلف، مع الوحدة تفوه بأقوال حداثية ترطن بسحر الماضي القادم، وفي المشترك يدندن بلغة عصرية روحها مقتولة في أصولية مبرمجة، روحه مشبعة بحلم ثوري ينتظر تاج الهيمنة، مزدهرة أحلامه بالنصر الذي طال انتظاره، واثقا من جنوده وأسلوب المعركة، استخلاف قادم لا محالة. كل شيء كان تحت السيطرة، سلطان صالح يذوب، جسم السلطة ملغم بعفاريت التمني وبفكر له صاعق إلهي مسكون بالخروج، الوحدة رحمة أنقذت صالح من رحيل مبكر، ربما كفروها لأنها زفرة شعبية خنقت أنفاس الانقلاب، وفي عبث مهووس بالنفي والإلغاء ضاعت بقايا العقول، حرب مفروضة بقرار الجماعة وتهديد القداسة، قاد صالح المعركة وبجيش الشعب ذُبح اليسار وفي ملحمة النهب تاه إخوان اليدومي النقي، فساد ينخر البلاد، فساد يُمارس ويلعن من الجميع، كلهم سواء، لا اعتلاء لعرش اليمن بلا أكل المال الحرام. صحوة اليدومي هي الإخوان ووجههم المشرق، الصحوة هي الناطق باسم الفارس الهمام، هو ضمير الإخوان وقلبهم النابض، صحافته المستقلة الغام مكبوتة تنطق بالحرية، صراع السلطة أنتج انبطاحاً للسفارة، وفي مزاد علني تم بيع الإخوة، تماهى مع الفكرة والتنظيم وفي صراعات متشابكة فاز بالقيادة. فرقة متحالفة تصنع المسيرة وباقي الجسم عبيد للسمع والطاعة، أمسك بخيوط اللعبة وقاد معركة تهميش من أضاء عقول التابعين، مَن حلم بالخروج من ظلمة المتاهة، حرب التصفيات لغة يصنعها قائد مضحي روحه وعقله فوز الجماعة، حماية البيضة خداع فمن وراء حجب التنظير المهووس بالمؤامرة تسكن أماني الفرعنة، رحل شباب من نور جديد وشيوخ تابوا من دين السياسة، هُمش قحطان ومن يشبهه في حمى مناطقية خفية، هُمش زعيم جديد متمرد على الإصول، وبمكر أصولي معصرن صار الزنداني مشكلة في وجه التغيير، وسالم اللطيف مهادن هو رمز الفكر والدهاء، قوة جديدة تبحث عن حزب لا تحكمه فتوى الشيخ ولا فتوى التنظيم، لا جديد في قفص من حديد، فكر يتخلق داخل الصندوق، وهم العصر فراغ، إنه يتخلق في براثن السياسة، الثقافي وجود ينمو في سلفية الفكر الأصيل. أخرجوهم دهاة الحكم بهدوء وبلا دماء، حاول داهية الإخوان ورمزها المقدس أن يقترب بحكمة تخدع الرئيس، الصداقة في صراع الكرسي لعبة الذئاب، أصابه اليأس في معركة الحصار، قطيعة أعلنها مع النظام، معركة تقاد بالسلم وجوهرها دمار، شريك المُلك حمّل المَلك كل البلاء، انتقم من ذكائهم رأس النظام أعلن أنهم لعبة بين يديه فيما مضى وربما بالمقلوب مازالوا كرتاً في صراع حمران العيون. الشباب والمال والتاريخ قوة مرعبة في معركة القيادة، حميد منافس خطير وبماله وبيع الوهم صار شيخ الجماعة، ربما حرب الوراثة مع النظام حرب خفية لطرد الإبن من زعامة التنظيم، لابد من قائد للمعركة، هوس تائه في مغامرة طموحه الرئاسي، كل شيء ممكن إلا منافسة أمام الجماعة، تسريبات شائعة، التنظيم لا يريد أن تحميه القبيلة وقد قيدوه بالقبيلة، صار التنظيم قبيلة موزعة عصبيتها شيخ وعقيدة وغنيمة، إنه يبحث عن شرعية مستبدة قلبها التنظيم وذراعها قبيلة أصيلة، شيخها طائع لروح الله في الجماعة. طالب بإنهاء الصنمية وتنظيمه يصنع في كل خلية صنماً يتعبد بالسمع والطاعة للقائد الصنم، لا يأس مع الحياة، المعبد سينهار على ساكنيه ويفوز رجال الله بلا دماء، فالحوثي ينتقم من الإخوان بالانتحار، والإخوان ينتقمون من الرئيس بإشعال الفتن ولعنه في كل حين، ومن فلسفة تنظيرات زعيم الجماعة للسلم يتأصل عنف في البلاد، أججوا مشروع الجنوب، وأقسم حواريه أن البيض وحدوي وصالح رأس الانفصال، انفجر الجنوب بعد أن طُرد غاندي المزور من صفوفه، ندم يملأ قلبه لم يعدّ الجنوب كرتاً بيد الإخوان، يقاوم بالكلام لا إنفصال الوحدة خير حتى وإن أكلنا التراب، قوى خفية وتحالفات صنعها المال والقربى والفكرة تنخر في البلاد، إنهم ينتظرون تتويج إمام خفي له وجه يشبه حلم زعيم الإخوان البطل، دعاء يردد بصمت المستميت "عجل الله الفرج".